فتوى مثيرة للجدل.. دكتورة في جامعة الأزهر تُجيز تدخين “الحشيش” وردود رسمية حاسمة

الترند العربي – متابعات

أثارت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بـ جامعة الأزهر، حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها في برومو دعائي لبودكاست “السر” مع الإعلامية إيمان أبو طالب، حيث قالت إن “تدخين الحشيش جائز شرعًا طالما لم يُذهِب العقل كحال الخمر”، كما أضافت أن “ترقيع غشاء البكارة مباح شرعًا حفاظًا على ستر المرأة”، وهو ما اعتبره البعض تصريحات “صادمة” تتطلب الرد والتوضيح من الجهات المعنية.

“ردود رسمية سريعة تحذر من خطورة التصريحات”
أصدرت كل من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بيانات عاجلة للرد على التصريح، مؤكدين أن تعاطي مخدر الحشيش حرام شرعًا، ويعد خطرًا دينيًا وأخلاقيًا وصحيًا، وله تأثيرات مدمرة على العقل والجسم والمجتمع.

وقال صندوق مكافحة الإدمان إن “الحشيش مادة تُسبب الهلاوس والضلالات، وتؤدي إلى تليف الرئة، والربو، وضعف التركيز، والخلل في إدراك المسافات والزمن، فضلًا عن أعراض نفسية كالاكتئاب والقلق واضطرابات السلوك”.

وأضاف أن “أكثر من 50% من المتقدمين للعلاج من الإدمان عبر الخط الساخن (16023) يتعاطون الحشيش”، مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات “غير المسؤولة” تُقوّض جهود الدولة في محاربة الإدمان، كما يجري التنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للتعامل معها.

“الأوقاف”: الحشيش محرم كحرمة الخمر
من جانبه، قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن “تعاطي الحشيش حرام شرعًا كحرمة الخمر سواء بسواء”، موضحًا أن “محاولة تحليل هذه المواد أو تبرير تعاطيها جريمة شرعية وأخلاقية تفتح أبواب الانحراف والإدمان”، مستشهدًا بكتب فقهية معتمدة مثل “زهر العريش في تحريم الحشيش” و”واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن”.

وأكد الأزهري أن “من يتعاطى الحشيش، خاصةً إذا كان يقود وسيلة نقل عام، لا يرتكب معصية فقط، بل يعرض أرواحًا بريئة للخطر، وإثم ذلك عند الله عظيم”.

رد رسمي من دار الإفتاء المصرية
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن “تناول وتعاطي المخدرات بجميع أشكالها ومسمياتها يُعد حرامًا شرعًا”، مشيرة إلى أن الإسلام يحفظ خمس ضرورات كبرى، من بينها العقل، وقد حرم كل ما يؤدي إلى فساده.

وأوضحت الإفتاء أن المخدرات “مواد تُؤثّر على الجهاز العصبي وتسبب الإدمان، وتُعد من أعظم المفسدات للعقل والصحة”، مستندة في ذلك إلى قوله تعالى: “﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾” [البقرة: 195] – و”﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾” [النساء: 29]

وأكدت أن التصريحات التي تُحلّل الحشيش أو تُهون من خطورته “تُضلّل الناس، وتُسهم في نشر الانحراف وتدمير الوعي”.

بلاغ رسمي ضد سعاد صالح
تقدم أحد المحامين ببلاغ إلى النائب العام ضد الداعية سعاد صالح، على خلفية تصريحاتها الأخيرة التي أفتت خلالها بجواز تعاطي الحشيش واعتباره “حلالًا”، وهي التصريحات التي وصفها البلاغ بـ”المشبوهة”، مؤكدًا أنها تمثل خروجًا صارخًا على القانون وتحريضًا علنيًا ضد الدولة.

وجاء في تفاصيل البلاغ الذي استند علي المادة 167 من قانون العقوبات، والتي تجرم التحريض العلني على مخالفة القوانين أو الاعتداء على المصلحة العامة، ويعاقب مرتكبها بالحبس أو الغرامة أو كليهما.

كما أشار البلاغ إلى أن ما صدر عن الداعية سعاد صالح يُعد أيضًا نشرًا لأخبار كاذبة وازدراءً للدين، وفقًا لنصوص المواد 80 و98 و102 من قانون العقوبات، محذرًا من أن تلك التصريحات قد تُحدث بلبلة وتدعو إلى الفوضى في المجتمع.

لمزيد من المقالات حول جامعة الأزهر