لا يهمك ما يرون
فاطمة العدلاني
استكمالًا لما ناقشناه مسبقًا عن مفهوم الكمالية وأنواعها وما تُشكله من خطر على الفرد نفسه وعلى من حوله نستكمل حديثنا عن شكل آخر له بالنسبة للذات ومن الذات “الخوف” و “التوقع” و”الفرضيات” ثلاثة عناوين رئيسية متمحورة حولها مقال اليوم.
يتشكل الفرد بشكل يكاد يكون كبيرًا جدًا قبل عمر الثماني عشر بدءًا من “استكمل طعامك حتى نحبك” و”ذاكر حتي تصبح جيدًا مثل أخوك” و “اجتهد حتى لا يقولوا عنك…” الخ
كل هذا دون شعور يزرع في اللاوعي ترسخات تُسمى قبل الثمانية عشر عامًا بالطباع المكتسبة أو مجرد النشأ اللاوعيي وهكذا ولكن بمجرد بلوغ الثمانية عشر أصبحت سمات شخصية يستطيع من خلالها الطبيب النفسي حتى تشخيص الحالة بمسميات طبية، يظل يكتسب الفرد كل الأفكار باللاوعي حتى ذلك العمر وما إن يسترسخ كل ذاك في باطنه يتسم بها وتظل في قرارته عمرًا يحارب فيها أو تهزمه.. دعنا نحدد المشكلة أولًا؟
أولًا ما إن يسترسخ داخل اللاوعي أنك تفعل هذا حتى لا يقولوا أو يقولوا يصبح القضية والمشكلة الأساسية الشاغل لك وبك ما يقوله الناس “وهذا ليس صحيًا ولا صحيحًا”
من جلسات طبيب نفسي ذكر من عيادته معظم مشاكل تلك النوعيات التي تعرضت لذلك النوع من التشجيع الطفولي في وجهة نظر الأهل بعد ما كبروا واجهوا صراعات الخوف من المجتمع من فعل شيء لا يقدره الناس أو يرونه عاديا أو لا يقابل توقعاتهم بصرف النظر عن ذوي الفعل نفسه الذين يضعون أنفسهم موضع ثاني وثالث وعاشر بعد رأي الناس في أفعالهم واحتياجات الناس فيهم أولًا بعد احتياجاتهم وتوقعات الناس فيهم أولًا بعد توقعاتهم فيتلخص عمرهم في البحث عن الناس والعيش للناس لا لأنفسهم.
هنا تكمن شخصنة المشكل ولكن ما العلاج؟ لا تهتم بما يقولونه عنك ولا بما سيقولونه عنك ولا بما قالوه عنك.. أعلم أن الأمر ليس هينًا وأن التطبيق الفعلي محاكاة غير مماثلة للقول لكن دعني أروي لك ما حدث لناجح
ناجحٌ طالب في الغرقة الثالثة من كلية علمية كان قد غلبه النوم في محاضرة الرياضيات التي استيقظ فيها في نهاية المحاضرة بعد أن وجد الدكتور قد غادر والحاضرين قد أهموا بالخروج ولكنه وجد أمامه آخر ما كتبه الدكتور مسألة رياضية فاتضح له أنها واجب للمرة القادمة فقام بنقلها ليفكر بها في المنزل ويحاول تسليمها وبالفعل ذهب وقد قام بفعل ذلك ليأتي في المحاضرة التالية يعطي الدكتور ورقة بها اسمه وبها حل المسئلة فيجد دهشة على وجه المعلم والطلبة ليكتشف أنها لم تكن واجبًا كما اعتقد بل كانت آخر جزء أشار إليه الدكتور أنها من المعقدات التي لم يتوصل لحلها أحد ولا حتى عباقرة العلماء في الرياضيات علي مدار قرون مرت وولت …ماذا حدث؟!
ناجح فقط لم يستمع لأحد لقد كان منهمكًا في حل المسألة وفقط لو كان سمع مثل الطلبة أنها غير مجدية للحل لُما حاول بها مطلقا وما كان حلها لكنه حاول على أساس أنها قابله للحل وهنا تكمن الفكرة، أغلق أذنك عنهم وافتح عينيك وبصيرتك على رؤيتك وقدرتك أنت لا على رؤيتهم وقدرتهم وبصيرتهم هم، لا تربط نفسك بهم… كن أنت، أنت نسخة فريدة غيرهم كن مؤمنًا بذلك دائمًا.