فاطمة العدلانيكُتاب الترند العربيمنوعات

استقلال

فاطمة العدلاني

شخصيات البشر مختلفة وحتمًا عقولهم، مما لا شك فيه طباعهم معتقداتهم وتطلعاتهم، اهتماماتهم آرائهم، في كل نواحي الحياة وهذا يرجع بصورة واضحة للبيئة الناشئ بها الفرد بشكل كُلي وجزئي..
كُليًا من حيث العوامل القهرية الناشئ بها الفرد مثلا: كالبيئة المحيطة بالفرد والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والمترتب عليه اختلاف التطلعات والاهتمامات والتفكير كُليا من شخص لآخر.
وجزئيا يختلف البشر بحيث اذا اتفقوا في المنشأ والبيئة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي وكل ما يؤدي لنفس النتائج من المستوى الفكري فإنهم مختلفون أيضا ..لماذا؟
لانهم في الغالب تختلف ميولهم حتى الثقافية تجد اهتمامات البشر مختلفة. مثلا: رُبما أنت تحب الرياضة وأنا لا أفقه بها البته في الوقت نفسه الذي أبحث عن ما كتبه التُراث في كتب إحسان عبد القدوس وشكسبير وأتابع مصممين الأزياء للموضة العالمية لأصنع من خزانتي المتواضعة أحدث صيحات الموضة.
رُبما يُدرك كلا منا جيدا أنه لا ينقص من أحد عدم إلمامه بكل نواحي الحياة التي لا يميل إليها ولا يجد شغفا بها لكن من المؤسف أن لا ندرك قيمة تلك الأشياء بالنسبة لذويها.
من قواعد احترام الآراء والتحضر أن لا تستخف باهتمامات الغير لمجرد أنك لا تجد شغفا بها!
وقال مارك توين مقولته الشهيرة أن؛
(الاختلاف في الرأي هو الذي أوجد سباقات الخيول) .
كما أن اول خطوات العلاقات الناجحة سواء أخوة أو صداقة أو ارتباط هو تفهم كلا من الطرفين أنه لا بد من الاختلاف فكوننا شخصين مختلفين يؤدي إلى اختلاف وجهات النظر والتطلعات والأفكار والاهتمامات وكل شيء.
وأننا فقط نعمل على تقارب الأفكار للتعايش وليس نسخها.
فيؤسفني رؤية عدم استقلال الذات المعنوي وتشوه الرأي وتبوعه للغير مع انقياد وتسليم العقل البشري سواء للجهل أو لضعف الشخصية مما ينتج عنه بعض الأحيان الابتزاز الفكري والسيطرة والهيمنه للقوة الأكبر في الشخصية.
استقلال الذات فكريا أمر يكاد يكون جذريا في حياة كلا منا وليس من باب الاختلاف اعترض! ولكن إن تحتم الأمر و سِرت وَحدك مُخالفا في الطريق معاكسا لكل المارة عن اقتناع فافعل ولا تبالي.. لا تبالي وكن ثابتا في خُطاك.
اجعل من قوتك النفسية ما يهيؤها إن لم تكن القوة المتبوعة أن لا تكون التابعة.. إن لم تستطع أن تكون مُستقلا لا تكن إمعة عن جهل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى