العقل البشري أبعد مما نتصور.. اكتشاف علمي يعيد تعريف الحواس الإنسانية
الترند العربي – متابعات
في طرح علمي لافت يعيد فتح النقاش حول طبيعة الإدراك البشري وحدود الوعي الإنساني، كشف باحث بريطاني بارز أن الإنسان لا يعتمد فقط على الحواس الخمس المعروفة منذ العصور القديمة، بل يمتلك منظومة إدراكية معقدة تضم أكثر من 30 حاسة مختلفة تعمل في تزامن دائم دون أن يشعر بها في كثير من الأحيان
هذا الكشف يفتح الباب أمام فهم أعمق لطريقة تفاعل الإنسان مع محيطه، ويقوّض التصور التقليدي الذي حصر الإدراك في البصر والسمع والشم والتذوق واللمس، وهي الرؤية التي هيمنت على الفكر الفلسفي والعلمي منذ زمن أرسطو

اكتشاف يعيد رسم خريطة الإدراك البشري
البروفيسور باري سميث، مدير معهد الفلسفة في كلية الدراسات المتقدمة بجامعة لندن، أكد أن عدد الحواس البشرية يتراوح بين 22 و33 حاسة، اعتمادًا على التعريف العلمي للحاسة، مشيرًا إلى أن هذا التقدير يستند إلى أبحاث حديثة في علم الأعصاب والفلسفة المعاصرة
وأوضح سميث، في مقال علمي نشره عبر منصة The Conversation، أن الإدراك البشري ليس نظامًا بسيطًا يعتمد على مدخلات حسية منفصلة، بل شبكة متداخلة من الإشارات العصبية التي تعمل بشكل تكاملي، حتى في غياب الوعي المباشر بها

الحواس الخفية التي تعمل بصمت داخل الجسد
بحسب التقديرات العلمية، فإن الإنسان يمتلك مجموعة من الحواس التي لا يدركها بشكل واعٍ لكنها تلعب دورًا محوريًا في حياته اليومية، ومن أبرزها الاستقبال الحسي العميق، وهو القدرة على معرفة موقع الأطراف وحركتها دون الحاجة إلى النظر إليها
كما يشمل الإدراك الداخلي، وهو الإحساس بحالة الأعضاء الداخلية مثل الجوع، العطش، ضربات القلب، أو امتلاء المعدة، إضافة إلى الجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن والإحساس بالاتجاه والحركة
وتتضمن القائمة أيضًا إحساس التحكم، الذي يمنح الإنسان الشعور بأنه صاحب القرار في تحريك جسده، وإحساس الملكية الجسدية، وهو الإحساس بأن الأطراف تنتمي للجسم، والذي قد يختل لدى بعض مرضى السكتات الدماغية أو الاضطرابات العصبية

حتى الحواس الخمس ليست كما نعرفها
يشير الباحثون إلى أن الحواس الخمس التقليدية أكثر تعقيدًا مما يُدرّس في المناهج التعليمية، فحاسة اللمس مثلًا ليست حاسة واحدة، بل منظومة تشمل الإحساس بالألم والحرارة والبرودة والضغط والاهتزاز
أما التذوق، فلا يعمل بمعزل عن الشم، إذ إن معظم النكهات المعقدة لا يمكن إدراكها عبر اللسان فقط، وهو ما يفسر فقدان الإحساس بالنكهة عند انسداد الأنف أو أثناء السفر بالطائرة بسبب الضوضاء والضغط الجوي

تفاعل الحواس وصناعة التجربة الإنسانية
الدراسات الحديثة تؤكد أن الحواس لا تعمل بشكل منفصل، بل تتداخل لتشكّل تجربة إدراكية موحدة، فالروائح يمكن أن تؤثر على إدراك الملمس، والأصوات قد تغيّر من تقييمنا للطعام، والألوان قد تؤثر على الإحساس بالحرارة أو البرودة
هذا التداخل يفسر العديد من الظواهر اليومية، مثل تغيّر طعم الطعام في بيئات مختلفة، أو شعور الإنسان بالدوار في أماكن مغلقة رغم ثباته جسديًا
انعكاسات علمية وطبية واسعة
هذا الفهم الموسّع للحواس يفتح آفاقًا جديدة في مجالات متعددة، من بينها الطب العصبي، وعلاج اضطرابات التوازن، وتأهيل مرضى السكتات الدماغية، إضافة إلى تطوير تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي القائم على محاكاة الإدراك البشري
كما يحمل هذا الطرح أبعادًا فلسفية عميقة، إذ يعيد طرح سؤال قديم متجدد: هل ما نراه ونشعر به هو الواقع ذاته، أم مجرد ترجمة عصبية معقدة لعالم أوسع مما تدركه حواسنا؟
نحو فهم جديد للإنسان
يرى الباحثون أن إدراك الإنسان للعالم لا يعتمد فقط على ما يراه أو يسمعه، بل على منظومة حسية متكاملة تعمل بلا توقف، وتشكل أساس التفاعل مع البيئة واتخاذ القرارات وبناء المشاعر
هذا الاكتشاف يعزز القناعة بأن الإنسان أكثر تعقيدًا مما يُختزل في حواس خمس، وأن فهم الوعي البشري ما زال في بداياته، في انتظار مزيد من الاكتشافات التي قد تغيّر نظرتنا لأنفسنا وللعالم من حولنا
هل يمتلك الإنسان فعلًا أكثر من خمس حواس؟
نعم، وفقًا لأبحاث حديثة في علم الأعصاب والفلسفة، يمتلك الإنسان أكثر من 30 حاسة تشمل التوازن والإحساس الداخلي والتحكم الحركي وغيرها
لماذا لا نشعر بهذه الحواس؟
لأن معظمها يعمل بشكل تلقائي دون وعي مباشر، وهي مصممة لدعم التوازن والبقاء واتخاذ القرار
هل هذا الاكتشاف جديد كليًا؟
الفكرة مطروحة منذ سنوات، لكن الأبحاث الحديثة وفرت أدلة علمية أقوى أعادت طرحها بشكل موسّع
ما أهمية هذا الاكتشاف؟
يساعد على فهم أعمق للإدراك البشري، ويفتح آفاقًا في الطب والتقنية وعلاج الاضطرابات العصبية
هل يمكن تدريب هذه الحواس؟
بعضها يمكن تحسينه عبر التدريب والتأهيل، خاصة في مجالات التوازن والإدراك الحركي
بهذا الطرح العلمي، يبدو أن الإنسان ما زال يكتشف ذاته، وأن ما نعتبره بديهيات عن حواسنا ليس سوى جزء صغير من منظومة إدراكية مذهلة لم تُكشف أسرارها كاملة بعد
اقرأ أيضًا: ميسي يقلب المعادلة في ميامي.. متجر إنتر يتحول إلى ماكينة أرباح عالمية


