سياسةالعالم العربيسياسة العالم

مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة

الترند العربي – متابعات

في خطوة تعكس التحول النوعي الذي تشهده المنظومة الدفاعية السعودية، أعلنت القوات البحرية الملكية السعودية تعويم سفينة «جلالة الملك سعود»، أولى السفن القتالية متعددة المهام ضمن مشروع «طويق»، وذلك في ولاية ويسكونسن الأميركية، في حدث يُعد محطة مفصلية في مسار تحديث القدرات البحرية للمملكة، وتعزيز حضورها الاستراتيجي في أمن الممرات البحرية الإقليمية والدولية.

تعويم السفينة لا يُمثّل مجرد إنجاز فني أو صناعي، بل يحمل أبعادًا استراتيجية وعسكرية وصناعية تتجاوز الإطار التقليدي لبناء السفن، ليؤكد أن المملكة دخلت مرحلة جديدة من بناء القوة البحرية المتقدمة، القائمة على التكنولوجيا الحديثة، وتكامل الأنظمة القتالية، وتوطين المعرفة الدفاعية.

مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة
مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة

مراسم التعويم ورسائل التوقيت

جرت مراسم تعويم السفينة بحضور رئيس أركان القوات البحرية الملكية السعودية الفريق الركن محمد بن عبدالرحمن الغريبي، إلى جانب قيادات عسكرية سعودية وأميركية، وممثلي شركتي «لوكهيد مارتن» و«فينكانتيري»، في مشهد يعكس مستوى التنسيق العسكري والصناعي بين الرياض وواشنطن.

ويكتسب توقيت التعويم أهمية خاصة، إذ يأتي في ظل تصاعد التحديات الأمنية البحرية في المنطقة، وتزايد الحاجة إلى منصات بحرية قادرة على تنفيذ مهام متعددة تشمل الدفاع، والحماية، والردع، وتأمين المصالح الاقتصادية، وحماية خطوط الملاحة الدولية.

مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة
مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة

ما هو مشروع «طويق»؟

يُعد مشروع «طويق» أحد أكبر وأهم مشاريع التحديث البحري في تاريخ القوات البحرية السعودية، ويشمل بناء أربع سفن قتالية متعددة المهام صُمّمت لتلبية متطلبات الحرب البحرية الحديثة، سواء في البيئات الساحلية أو في أعالي البحار.

ولا يقتصر المشروع على بناء السفن فحسب، بل يمتد ليشمل تطوير البنية التحتية البحرية، ورفع كفاءة التشغيل، وإنشاء مرافق صيانة وتدريب متقدمة، بما يضمن استدامة الجاهزية القتالية على المدى الطويل.

مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة
مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة

قدرات قتالية متقدمة لسفن «طويق»

تتميّز سفن مشروع «طويق» بمنظومات قتالية متطورة تضعها في مصاف أحدث السفن الحربية عالميًا، حيث جرى تصميمها لتكون قادرة على التعامل مع مختلف أنواع التهديدات الجوية والسطحية وتحت السطحية.

وتشمل هذه القدرات أنظمة رصد واستشعار متقدمة، ومنظومات دفاع جوي حديثة، وأنظمة حرب إلكترونية، إضافة إلى قدرة عالية على إدارة المعارك البحرية المعقّدة ضمن بيئات عمليات متعددة.

هذه المواصفات تجعل السفن قادرة على تنفيذ مهام حماية السواحل، ومرافقة الأساطيل، وتأمين المنشآت الحيوية، والمشاركة في العمليات المشتركة، فضلًا عن مهام الردع البحري.

مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة
مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة

الأبعاد الاستراتيجية لتعزيز القوة البحرية السعودية

يمثّل تعويم أول سفينة ضمن مشروع «طويق» رسالة واضحة مفادها أن المملكة تمضي بخطى ثابتة نحو بناء قوة بحرية احترافية تواكب التحولات الجيوسياسية، وتدعم أمن البحر الأحمر والخليج العربي، وهما من أهم الممرات البحرية عالميًا.

كما يعكس المشروع إدراك القيادة السعودية لأهمية القوة البحرية في حماية المصالح الاقتصادية، خاصة مع تنامي دور الموانئ، والطاقة، والتجارة البحرية، والمشاريع العملاقة المرتبطة بسواحل المملكة.

التعاون السعودي الأميركي في الصناعات الدفاعية

يعكس تنفيذ مشروع «طويق» في الولايات المتحدة مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجال الدفاعي، حيث يجمع المشروع بين الخبرة الصناعية الأميركية، والرؤية السعودية لتوطين التقنيات العسكرية، وبناء قاعدة صناعية دفاعية مستدامة.

ويؤكد هذا التعاون التزام الجانبين بتطوير القدرات البحرية، وتبادل الخبرات، وضمان أعلى معايير الجودة والتقنية في بناء السفن الحربية.

مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة
مشروع «طويق» يدخل مرحلة حاسمة.. تعويم أول سفينة قتالية سعودية في الولايات المتحدة

توطين الصناعات البحرية ضمن رؤية 2030

يمثّل مشروع «طويق» أحد النماذج التطبيقية لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجال توطين الصناعات العسكرية، حيث يجري العمل بالتوازي مع الهيئة العامة للصناعات العسكرية والهيئة العامة للتطوير الدفاعي على نقل المعرفة، وبناء الكفاءات الوطنية، وتعزيز المحتوى المحلي في قطاع التصنيع البحري.

ولا يقتصر الأثر على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد ليشمل خلق فرص عمل نوعية، وبناء منظومة صناعية متقدمة، وتعزيز الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة.

تطوير القواعد البحرية ورفع كفاءة التشغيل

يتضمن المشروع تطوير قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في الجبيل، وإنشاء مرافق حديثة للصيانة والدعم الفني والتدريب، بما يضمن جاهزية السفن، واستمرارية عملها بكفاءة عالية، وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي مستقبلاً.

ويُعد هذا التوجه عنصرًا أساسيًا في بناء قوة بحرية مستقلة وقادرة على الاستجابة السريعة لمختلف السيناريوهات العملياتية.

قراءة مستقبلية لمشروع «طويق»

مع تعويم أولى السفن، يدخل مشروع «طويق» مرحلة التنفيذ العملي التي ستتبعها مراحل الاختبارات، والتجهيز النهائي، والتسليم، ثم دمج السفن ضمن الأسطول البحري السعودي.

ومن المتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في العقيدة البحرية للمملكة، ويعزز قدرتها على العمل ضمن التحالفات الدولية، والمشاركة الفاعلة في حفظ الأمن البحري الإقليمي والدولي.

فقرة ختامية تحليلية

لا يمكن النظر إلى تعويم سفينة «جلالة الملك سعود» بمعزل عن السياق الأوسع للتحول الدفاعي السعودي، إذ يعكس الحدث رؤية استراتيجية طويلة المدى، تضع الأمن البحري في صلب أولويات الدولة، وتؤكد أن المملكة لم تعد مجرد مستورد للتقنيات العسكرية، بل شريك فاعل في صناعتها وتطويرها.

ما أهمية تعويم أول سفينة ضمن مشروع «طويق»؟
يمثل التعويم بداية مرحلة التنفيذ العملي للمشروع، ويؤكد جاهزية التصميم والبناء، ويدشن دخول السفينة مراحل الاختبار والتجهيز قبل الانضمام للأسطول.

كم عدد السفن التي يشملها مشروع «طويق»؟
يشمل المشروع بناء أربع سفن قتالية متعددة المهام.

ما أبرز مهام سفن «طويق»؟
حماية الممرات البحرية، والتعامل مع التهديدات الجوية والسطحية وتحت السطحية، والمشاركة في العمليات البحرية المشتركة.

كيف يخدم المشروع رؤية المملكة 2030؟
يدعم توطين الصناعات العسكرية، ونقل التقنية، وبناء القدرات الوطنية في التصنيع البحري.

هل يقتصر المشروع على بناء السفن فقط؟
لا، يشمل أيضًا تطوير القواعد البحرية، ومرافق الصيانة والتدريب، ورفع كفاءة التشغيل والاستدامة القتالية.

اقرأ أيضًا: بين البحر والصحراء.. كيف وضعت «شيبارة» و«ديزرت روك» السياحة السعودية على خريطة الفخامة العالمية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى