الترند العربي – متابعات
تواصل المملكة تعزيز مكانتها في الاقتصاد الرقمي العالمي، مدفوعة باستثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية تُعيد رسم مستقبل الابتكار. وفي قلب هذا التوجه المتسارع، برزت “جوجل كلاود” كلاعب رئيسي، بعدما كشفت خلال قمتها السنوية في الرياض عن أثر اقتصادي ضخم تجاوز 31 مليار ريال في عام واحد، ما يعكس حجم التحول الذي تقوده شركات التقنية الكبرى داخل السعودية.

تأثير اقتصادي يتجاوز 31 مليار ريال
أعلنت “جوجل كلاود” في قمة الرياض أن خدماتها أسهمت في خلق قيمة اقتصادية ضخمة عام 2024، شملت محرك البحث، ويوتيوب، والإعلانات، وجوجل بلاي، وخدمات السحابة. هذا الرقم لم يكن مجرد إحصاء اقتصادي، بل مؤشر على توسع رقمي عميق يعيد تشكيل قطاعات رئيسية داخل المملكة، من الرعاية الصحية إلى الشركات الناشئة، مرورًا بالقطاع المالي والمشروعات الكبرى.

السعودية مركزًا عالميًا للتحول الرقمي
شدد بدر الماضي، مدير عام “جوجل كلاود السعودية”، على أن حضور الشركة لم يعد مجرد تواجد تجاري، بل شراكة متكاملة مع رؤية 2030 التي تضع الرقمنة في صدارة التحول الوطني. وأصبحت السعودية واحدة من أسرع الأسواق نموًا في العالم فيما يتعلق بالتقنيات السحابية، مدفوعة بتسارع المشاريع العملاقة والبنى الرقمية المتقدمة التي تبنيها الدولة.

شراكة استراتيجية مع مشروع القدية
من أبرز ما كشفته القمة الشراكة الضخمة بين “جوجل كلاود” ومشروع القدية، حيث سيتم تشغيل مركز تميز سحابي متكامل يخدم البنية التقنية للمدينة الترفيهية، بما في ذلك Six Flags. هذه الشراكة لا تقدم حلولًا تقنية فقط، بل تؤسس لمدينة ترفيهية تُدار بالكامل عبر بيانات ذكية وتطبيقات ذكاء اصطناعي.
ابتكارات صحية رائدة
قطاع الصحة كان في صدارة الابتكار، إذ كشفت وزارة الصحة وشركة “لين” عن “المدرب الصحي الذكي” داخل تطبيق “صحتي”، والذي يعتمد على نماذج Gemini عبر منصة Vertex AI لتقديم استشارات فورية بالصوت والصورة، وهو نموذج يعكس كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بدور استشاري صحي متقدم يختصر الوقت والجهد على المستفيدين.
خطوة إنسانية ملهمة تقودها التكنولوجيا
خلال القمة، قدّمت الدكتورة أمل السيف تجربة إنسانية مؤثرة تحدثت فيها عن تحويل أزمة عائلية إلى مبادرات وطنية عبر أدوات الذكاء الاصطناعي المختصة بتحليل البيانات وتطوير الخدمات الاجتماعية. وروى المهندس أنس التركي كيف ساعدتهم تقنيات “جوجل كلاود” في بناء حلول تخدم الأطفال ذوي الاحتياجات الصحية المعقدة.
حلول مبتكرة للعملاء والشركاء
استعرضت “جوجل كلاود” عدة منصات ثورية، أبرزها:
- “شريط وكيل الذكاء الاصطناعي” الذي يتيح إنشاء مساعدات وخدمات مخصصة لأعمال مختلفة.
- أدوات تفاعلية للشركات لرفع كفاءة التشغيل.
- منظومات متقدمة لحماية البيانات وتحليلات الأعمال.
هذه الأدوات تستهدف تمكين الشركات السعودية من تبنّي حلول ذكاء اصطناعي متكاملة تعزز الإنتاجية وتخفض التكاليف وتدعم اتخاذ القرار.
نمو هائل في المهارات الرقمية
لم يكن تأثير “جوجل” محصوراً في التقنية، بل في بناء الإنسان نفسه. إذ بلغ عدد المستفيدين من برامج التدريب أكثر من 590 ألف شاب وشابة عبر مبادرات مثل “مهارات من جوجل”. فيما تواصل الشركة شراكاتها مع وزارة الاتصالات لإطلاق “جولة الذكاء الاصطناعي والسحابة” التي ستقام في 10 مدن سعودية مع تدريب متخصص على التقنيات المتقدمة.
بناء جيل متخصص في السحابة والذكاء الاصطناعي
ضمن برامج مركز التميز السحابي، الذي خرّج أكثر من 35 ألف متدرب منذ 2022، سيتم إطلاق مراحل تدريب جديدة في أبريل 2026 تشمل شهادات احترافية في الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وتحليل البيانات، بهدف تمكين رأس المال البشري السعودي ورفع جاهزيته للمنافسة في أسواق العمل العالمية.
الابتكار في صميم رؤية السعودية 2030
تشير كل المؤشرات إلى أن المملكة تتجه نحو اقتصاد رقمي متكامل يعتمد على البيانات والذكاء الاصطناعي، وهذا ما يجعل شراكة “جوجل” عنصرًا محوريًا في تسريع هذا التحول، خصوصًا في ظل مشروعات كبرى مثل نيوم، ذا لاين، والمناطق الاقتصادية الخاصة.
قمة “كلاود” ورسالة الحاضر والمستقبل
كانت قمة “جوجل كلاود السعودية” أكثر من مجرد فعالية، بل منصة ضخمة أعلنت من خلالها الشركة تموضعها داخل السعودية كأحد اللاعبين الأساسيين في بناء اقتصاد معرفي مستدام. وبحضور أكثر من 2500 من القادة والمبتكرين، أصبحت القمة نقطة تحول تؤكد أن المملكة ليست في مرحلة اللحاق بالعالم، بل في مرحلة قيادة التحول العالمي.
ما أبرز قطاعات المملكة التي استفادت من “جوجل كلاود”؟
أبرز المستفيدين هم: الصحة، المالية، الشركات الناشئة، الخدمات الحكومية، ومشاريع المدن المستقبلية مثل القدية.
ما سبب اختيار السعودية لاستضافة قمة “كلاود” للمرة الثانية؟
لأنها أصبحت مركزًا إقليميًا للتقنيات السحابية، ولأن السوق السعودي من الأسرع نموًا عالميًا في التحول الرقمي.
كيف تدعم “جوجل كلاود” رؤية 2030؟
من خلال تمكين البنية الرقمية، تدريب الكفاءات، وإطلاق منصات ذكاء اصطناعي متقدمة تسهّل تقديم الخدمات.
هل ستتوسع “جوجل” في مشاريع أخرى داخل المملكة؟
نعم، الشركة أعلنت عن خطط توسع إضافية في التدريب، الذكاء الاصطناعي، والبنى التحتية السحابية بالتعاون مع جهات حكومية ومشاريع وطنية.
تؤكد السعودية عبر حضورها التقني المتصاعد أن المستقبل سيُبنى على البيانات، الذكاء الاصطناعي، والشراكات الدولية الكبرى. ومع إسهام يتجاوز 31 مليار ريال في عام واحد، تثبت “جوجل كلاود” أن المملكة ليست مجرد سوق، بل شريك استراتيجي في قيادة الابتكار العالمي.
اقرأ أيضًا: “أمانة تُشرّف الوطن”.. أمير تبوك يكرّم شقيقين عثرا على مبلغ مالي كبير وسلّماه للجهات المختصة

