منوعات

التحلية تدخل عصرًا جديدًا.. المملكة تطلق أكبر مصنع لأغشية المياه في الشرق الأوسط

الترند العربي – متابعات

تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا استراتيجيًا في مجال التقنيات المائية، وتحديدًا في صناعة التحلية، بعد أن دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، أكبر مصنع متخصص في إنتاج أغشية تحلية المياه في الشرق الأوسط، وهو مصنع شركة “توراي ميمبرين الشرق الأوسط المحدودة”، الذي يمثّل علامة فارقة في رحلة المملكة نحو توطين التقنيات المتقدمة وتعزيز الأمن المائي والصناعي. هذا التدشين، الذي جرى في المدينة الصناعية الثالثة بالدمام، لا يعبّر فقط عن افتتاح منشأة جديدة، بل يضع المملكة على خارطة الدول القادرة على تصنيع واحد من أهم المكوّنات الحيوية في صناعة التحلية، وهو مكوّن ظل لعقود حكرًا على عدد محدود من الدول.

التحلية تدخل عصرًا جديدًا.. المملكة تطلق أكبر مصنع لأغشية المياه في الشرق الأوسط
التحلية تدخل عصرًا جديدًا.. المملكة تطلق أكبر مصنع لأغشية المياه في الشرق الأوسط

دلالات التدشين في سياق رؤية المملكة 2030
يمثل هذا المشروع انعكاسًا مباشرًا لأهداف رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تعزيز المحتوى المحلي، وتوطين الصناعات النوعية، ورفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي. حيث أكد الأمير سعود بن نايف خلال التدشين أن المصنع يأتي ليجسد الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة للصناعات المتقدمة، وحرصها على تمكين الكفاءات الوطنية من قيادة قطاع صناعي يتسم بالتطور والتنافسية العالمية. وهذه الخطوة لا تخدم قطاع المياه فقط، بل تمثل محورًا اقتصاديًا استراتيجيًا يعزز من قدرة المملكة على بناء منظومة متكاملة من الصناعات المرتبطة بالمياه والطاقة والابتكار.

التحلية تدخل عصرًا جديدًا.. المملكة تطلق أكبر مصنع لأغشية المياه في الشرق الأوسط
التحلية تدخل عصرًا جديدًا.. المملكة تطلق أكبر مصنع لأغشية المياه في الشرق الأوسط

صناعة الأغشية وأثرها في منظومة الأمن المائي
في ظل كون المملكة أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، فإن وجود مصنع متخصص في إنتاج الأغشية المستخدمة في تقنيات التناضح العكسي RO يعد نقلة استراتيجية هائلة، إذ ستتمكن المملكة من إنتاج المكوّن الأهم في صناعة التحلية داخل حدودها، تقليلًا للاعتماد على الاستيراد، وضمانًا لاستدامة الإمدادات المائية في مختلف الظروف. وتُعد أغشية التحلية العنصر الأكثر حساسية في تشغيل محطات التحلية، كونها تتحكم بكفاءة التنقية وجودة المياه وتكلفة التشغيل، وبالتالي فإن تصنيعها محليًا هو خطوة تُحدث تغييرًا جذريًا في الاقتصاد المائي الوطني.

التحلية تدخل عصرًا جديدًا.. المملكة تطلق أكبر مصنع لأغشية المياه في الشرق الأوسط
التحلية تدخل عصرًا جديدًا.. المملكة تطلق أكبر مصنع لأغشية المياه في الشرق الأوسط

شراكة سعودية يابانية تؤسس لمركز إقليمي جديد
جاء المصنع ثمرة تعاون بين شركة “أبونيان القابضة” السعودية وشركة “توراي” اليابانية، أحد أبرز مصنّعي الأغشية في العالم، باستثمارات تتجاوز مليار ريال سعودي، ليصبح ثاني أكبر مصنع للشركة خارج اليابان. وتمت دراسة المشروع بعناية لضمان انتقال التكنولوجيا المتقدمة إلى المملكة، مع وضع برامج تدريبية متخصصة تستهدف تطوير المهارات الوطنية في جميع مراحل التصنيع والتشغيل والتطوير.

الطاقة الإنتاجية للمصنع وقدرته على دعم الأسواق المحلية والدولية
يمتلك المصنع قدرة إنتاجية يصل حجمها إلى 300 ألف غشاء سنويًا، وهو رقم يعكس مدى الطموح الذي تمضي به المملكة نحو أن تصبح مركزًا عالميًا في مجال تقنيات المياه. هذه القدرة الإنتاجية الضخمة ستغطي احتياجات المملكة بالكامل، وتفتح المجال للتصدير إلى السوق الخليجي، والأسواق الإقليمية، والأسواق العالمية، خاصة في ظل النمو المتزايد لقطاع المياه عالميًا، ومحدودية عدد الشركات القادرة على الإنتاج بجودة عالية.

التحلية تدخل عصرًا جديدًا.. المملكة تطلق أكبر مصنع لأغشية المياه في الشرق الأوسط
التحلية تدخل عصرًا جديدًا.. المملكة تطلق أكبر مصنع لأغشية المياه في الشرق الأوسط

بنية تشغيلية تعتمد على ستة خطوط إنتاج متكاملة
يضم المصنع ستة خطوط إنتاج متقدمة، وتستند عملية التصنيع إلى سلسلة عمليات تقنية دقيقة تضمن أعلى مستويات الجودة لأغشية التناضح العكسي. وتشمل هذه العمليات تصنيع الطبقات الأساسية للغشاء، واختبار القدرة على التحمل، وقياس معدلات رفض الأملاح، والتأكد من معايير الضغط، وهي مراحل تعتبر بالغة الحساسية لضمان جودة الترشيح الذي تعتمد عليه محطات التحلية.

توطين الوظائف وتأهيل الكفاءات الوطنية
يوفر المصنع أكثر من 175 وظيفة بنسبة توطين تصل إلى 70%، مع طموح للوصول إلى 75% خلال السنوات القليلة المقبلة. ولا يُعد هذا مجرد رقم، بل يمثل تحولًا حقيقيًا في طبيعة فرص العمل، إذ تنتقل الكفاءات السعودية إلى قطاع صناعي يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، ما يحقق أهداف التمكين المهني والعلمي. كما تم إنشاء وحدة بحث وتطوير ضمن المصنع لتعزيز الابتكار الصناعي ونقل المعرفة بالتعاون مع معهد الأبحاث والتقنيات المتقدمة.

الأثر الاقتصادي المتوقع خلال السنوات القادمة
من المتوقع أن يُسهم المشروع في الناتج المحلي بما يقارب 1.14 مليار ريال خلال ثمانية أعوام فقط، إضافة إلى تحسين الميزان التجاري بأثر سنوي يتجاوز 135 مليون ريال من خلال تقليل الواردات وزيادة فرص التصدير. كما سيسهم توطين صناعة الأغشية في خفض تكاليف التشغيل على المدى الطويل، وتقليص فترة توريد الأغشية بنسبة تصل إلى 53%، وخفض استهلاك الطاقة بين 4–5%، نتيجة اعتماد المصنع على أحدث تقنيات الإنتاج.

تعزيز الاستقلال الصناعي ودعم الصناعات الوطنية
يمثل تدشين المصنع خطوة متقدمة نحو تحقيق الاكتفاء الصناعي في واحدة من أهم الصناعات الحيوية المرتبطة بالأمن المائي. كما أن وجود هذه الصناعة داخل المملكة يدعم صناعة التحلية المحلية التي تعتمد على تقنيات متقدمة، ويجعل من المملكة لاعبًا عالميًا في تصنيع التقنيات المائية، وهو ما يعزز مكانتها في الأسواق الدولية كوجهة صناعية وتكنولوجية واعدة.

التكامل المؤسسي في تنفيذ المشروع الوطني الضخم
سلّط معالي المهندس عبدالله العبدالكريم رئيس الهيئة السعودية للمياه الضوء على أن المشروع يمثل خطوة محورية في تعزيز التكامل بين منظومة المياه والقطاع الصناعي، مؤكدًا أن المصنع يعد ركيزة أساسية في توطين تقنيات التحلية، ومعززًا لقدرة المملكة على التطوير المستدام. فيما أكد عبدالرحمن السماري، الرئيس التنفيذي لهيئة المحتوى المحلي، أن المشروع هو ثمرة لاتفاقيات متكاملة تهدف إلى رفع المحتوى المحلي وتحفيز الصناعات الوطنية.

آفاق واسعة للنمو في قطاع التحلية عالميًا
يُعَد قطاع التحلية واحدًا من أسرع القطاعات نموًا في العالم، وتأتي المملكة في مقدمة الدول التي تقود التطوير التقني في هذا المجال، عبر توسيع قدرات التحلية، وخفض التكلفة التشغيلية، وتطوير المواد المستخدمة في عمليات الترشيح. ومع دخول المملكة مجال تصنيع الأغشية، ستصبح جزءًا مؤثرًا في سلسلة القيمة العالمية لقطاع المياه.

انعكاس التدشين على مستقبل المياه والصناعة في المملكة
يمثل المصنع خطوة استراتيجية تُعيد تشكيل مستقبل قطاع المياه في المملكة، حيث لم يعد التركيز مقتصرًا على إنتاج المياه المحلاة، بل امتد إلى امتلاك تقنيات التصنيع الأساسية التي تعزز من عمق الصناعة وتحول المملكة إلى مركز إقليمي لتقنيات المياه. كما يفتح المشروع المجال أمام شركات محلية جديدة للعمل في مجالات الخدمات الفنية، والصيانة، والتطوير، وتقديم حلول مبتكرة في إدارة محطات التحلية.

ما أهمية افتتاح مصنع أغشية التحلية في المملكة؟
يمثّل المصنع خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن المائي وتحقيق الاكتفاء الصناعي في أحد أهم مكونات صناعة التحلية.

هل سيؤثر المصنع على كلفة تحلية المياه؟
نعم، على المدى المتوسط والبعيد سيُسهم في خفض التكلفة عبر تقليل فترات التوريد وتقليل كلفة الاستيراد ورفع كفاءة الأغشية.

هل سيصدر المصنع منتجاته خارج المملكة؟
نعم، المصنع مهيأ لتغطية الأسواق الخليجية والإقليمية، مع إمكانية التوسع عالميًا.

ما نسبة التوطين داخل المصنع؟
يبدأ بنسبة 70% مع هدف للوصول إلى 75% خلال السنوات المقبلة.

اقرأ أيضًا: بدعم مركز الملك سلمان.. بدء تركيب أنظمة شمسية لمحطات تحلية مياه غزة وتحسين الوصول للشرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى