منوعات

عاصفة بيضاء غير مسبوقة تجتاح أميركا وتضع ملايين السكان أمام اختبارات قاسية

الترند العربي – متابعات

تعيش الولايات المتحدة واحدة من أقسى موجات الطقس الشتوي في السنوات الأخيرة، بعدما اجتاحت عاصفة شتوية قوية مساحات شاسعة من البلاد، حاملةً معها ثلوجًا كثيفة ورياحًا عاتية وانخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، ما وضع ملايين السكان أمام ظروف مناخية شديدة الخطورة، وأعاد إلى الواجهة مخاوف تعطل الحياة اليومية، وانقطاع الكهرباء، وشلل حركة النقل في عدد من الولايات.

وتسببت العاصفة، التي بدأت بالتمدد تدريجيًا من السهول الشمالية نحو مناطق أوسع، في إطلاق تحذيرات عاجلة من السلطات الأميركية، وسط توقعات بتفاقم تأثيراتها خلال الساعات والأيام المقبلة، مع تباين حدتها من منطقة إلى أخرى، وفق طبيعة النظام الجوي المعقد المصاحب لها.

عاصفة بيضاء غير مسبوقة تجتاح أميركا وتضع ملايين السكان أمام اختبارات قاسية
عاصفة بيضاء غير مسبوقة تجتاح أميركا وتضع ملايين السكان أمام اختبارات قاسية

تحذيرات رسمية من السفر والتنقل

أطلقت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية سلسلة تحذيرات شملت ولايات الشمال الأوسط الأعلى، مشيرة إلى أن الثلوج الكثيفة المصحوبة برياح قوية قد تؤدي إلى انعدام شبه كامل في الرؤية، ما يجعل السفر محفوفًا بالمخاطر أو مستحيلًا في بعض المناطق.

وأكدت الهيئة أن العاصفة لا تقتصر على تساقط الثلوج فحسب، بل تمتد تأثيراتها إلى رياح عاصفة وانخفاضات حادة في درجات الحرارة، وهو ما يضاعف من خطورتها، خاصة على الطرق السريعة والمناطق الريفية المفتوحة.

ثلوج كثيفة في منطقة البحيرات العظمى

تشير التوقعات إلى أن سماكة الثلوج قد تتجاوز 30 سنتيمترًا في أجزاء واسعة من منطقة البحيرات العظمى العليا، مع احتمالات بأن تصل إلى ضعف هذا المعدل على الساحل الجنوبي لبحيرة سوبيريور، ما ينذر بتراكمات قياسية قد تعيق عمليات الإغاثة والخدمات الأساسية.

وتُعد هذه المنطقة من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات العواصف الشتوية، إلا أن حدة العاصفة الحالية رفعت منسوب القلق، نظرًا لتزامنها مع رياح قوية تزيد من ظاهرة العواصف الثلجية، حيث تتطاير الثلوج وتغلق الطرق خلال دقائق.

عاصفة بيضاء غير مسبوقة تجتاح أميركا وتضع ملايين السكان أمام اختبارات قاسية
عاصفة بيضاء غير مسبوقة تجتاح أميركا وتضع ملايين السكان أمام اختبارات قاسية

نظام جوي معقد ومتداخل

قال بوب أورافيك، المسؤول في مكتب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية بمدينة كوليدج بارك بولاية ماريلاند، إن العاصفة الحالية تتكون من عدة أنظمة جوية مترابطة، موضحًا أن جزءًا منها يجلب ثلوجًا كثيفة، بينما تتسبب أجزاء أخرى برياح أشد وانخفاض حاد في درجات الحرارة مع مرور الجبهة الباردة.

وأشار أورافيك إلى أن هذا التداخل يجعل تأثير العاصفة مختلفًا من منطقة إلى أخرى، ما يصعّب من عمليات التنبؤ الدقيق، ويستدعي أعلى درجات الحذر من السكان والسلطات المحلية.

برودة قاتلة في الشمال

من أخطر جوانب العاصفة، التحذيرات الصادرة بشأن ما يُعرف بـ«برودة الرياح الخطيرة»، والتي قد تصل إلى 30 درجة فهرنهايت تحت الصفر، أي نحو 34.4 درجة مئوية تحت الصفر، في ولايتي داكوتا الشمالية ومينيسوتا.

وتوقعت هيئة الأرصاد أن تبدأ هذه الظروف القاسية ليل الأحد وتستمر حتى يوم الاثنين، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على صحة السكان، خاصة كبار السن، والمشردين، والعاملين في الهواء الطلق، مع احتمالات الإصابة بقضمة الصقيع خلال دقائق معدودة.

عاصفة بيضاء غير مسبوقة تجتاح أميركا وتضع ملايين السكان أمام اختبارات قاسية
عاصفة بيضاء غير مسبوقة تجتاح أميركا وتضع ملايين السكان أمام اختبارات قاسية

مخاطر انقطاع الكهرباء

ترافقت العاصفة مع مخاوف واسعة من انقطاع التيار الكهربائي، نتيجة تراكم الثلوج على خطوط الطاقة، وسقوط الأشجار بفعل الرياح العاتية، وهو سيناريو تكرر في عواصف سابقة وترك ملايين المنازل دون كهرباء لساعات أو أيام.

ودعت شركات الكهرباء في عدد من الولايات السكان إلى الاستعداد لانقطاعات محتملة، وتوفير مصادر بديلة للتدفئة، مع التحذير من استخدام وسائل غير آمنة قد تؤدي إلى حرائق أو حالات اختناق.

جنوب البلاد على موعد مع تقلبات حادة

في الوقت الذي تواجه فيه ولايات الشمال أقسى تأثيرات العاصفة، يستعد جنوب الولايات المتحدة لتغيرات جوية حادة، حيث توقّع خبراء الأرصاد أن تؤدي عواصف رعدية شديدة إلى الإعلان عن وصول جبهة باردة قوية.

ومن المنتظر أن تتسبب هذه الجبهة في هبوط مفاجئ في درجات الحرارة ورياح شمالية نشطة، لتنهي أيامًا من الدفء غير المعتاد الذي شهدته المنطقة خلال الفترة الماضية.

عاصفة بيضاء غير مسبوقة تجتاح أميركا وتضع ملايين السكان أمام اختبارات قاسية
عاصفة بيضاء غير مسبوقة تجتاح أميركا وتضع ملايين السكان أمام اختبارات قاسية

دفء قياسي يسبق العاصفة

قبل وصول الجبهة الباردة، سجلت عدة مدن جنوبية درجات حرارة مرتفعة بشكل لافت، حيث بلغت الحرارة في مدينة أتلانتا نحو 22 درجة مئوية، مواصلة موجة دفء غير مألوفة في هذا الوقت من العام.

ووفق بيانات هيئة الأرصاد الجوية، وصلت الحرارة في أتلانتا إلى 26 درجة مئوية عشية عطلة نهاية العام الميلادي، محطمة رقمًا قياسيًا تاريخيًا، كما شهدت مدن أخرى في الجنوب والغرب الأوسط درجات حرارة قياسية بعد العطلة.

انتقال مفاجئ من الدفء إلى الصقيع

هذا الانتقال السريع من أجواء دافئة إلى برودة قاسية يُعد من أكثر العوامل المقلقة، إذ يزيد من احتمالات تشكل الجليد على الطرق، ويؤثر على البنية التحتية، ويضعف قدرة السكان على التكيف السريع مع الظروف الجديدة.

ويحذر خبراء المناخ من أن مثل هذه التقلبات الحادة باتت أكثر شيوعًا، في ظل التغيرات المناخية العالمية التي تزيد من تطرف الظواهر الجوية.

تأثيرات على حركة الطيران

تأثرت حركة الطيران في عدد من المطارات الواقعة ضمن مسار العاصفة، مع تسجيل تأخيرات وإلغاءات للرحلات، خاصة في مطارات الشمال الأوسط ومنطقة البحيرات العظمى.

ودعت شركات الطيران المسافرين إلى متابعة تحديثات الرحلات، والتأكد من خطط السفر، في ظل توقعات باستمرار الاضطرابات الجوية خلال الأيام المقبلة.

الطرق السريعة تحت التهديد

تُعد الطرق السريعة من أكثر البنى التحتية تأثرًا بالعاصفة، حيث يؤدي تساقط الثلوج الكثيف والرياح القوية إلى تكوّن عواصف ثلجية تحجب الرؤية وتزيد من مخاطر الحوادث.

وناشدت السلطات السائقين تجنب التنقل غير الضروري، والالتزام بتعليمات الطوارئ، مع تجهيز المركبات بمعدات السلامة الشتوية.

المدارس والمؤسسات أمام قرارات صعبة

في ظل الظروف الجوية القاسية، بدأت بعض الولايات والمدن في إعلان إغلاق المدارس أو التحول إلى التعليم عن بُعد، تحسبًا لتدهور الأوضاع وصعوبة وصول الطلاب والمعلمين.

كما تدرس مؤسسات حكومية وخاصة تعديل ساعات العمل أو إغلاق المكاتب مؤقتًا، حفاظًا على سلامة الموظفين.

القطاع الزراعي في دائرة الخطر

لا تقتصر تأثيرات العاصفة على المدن والبنية التحتية، بل تمتد إلى القطاع الزراعي، حيث قد تتضرر المحاصيل الشتوية والماشية نتيجة البرودة الشديدة، خاصة في المناطق الريفية المكشوفة.

ويحذر خبراء الزراعة من أن استمرار درجات الحرارة المتدنية قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية إضافية، في وقت يعاني فيه القطاع من تحديات مناخية متزايدة.

تغير المناخ في قلب المشهد

يعيد خبراء المناخ ربط مثل هذه العواصف القوية بالتغير المناخي العالمي، مشيرين إلى أن ارتفاع حرارة الأرض يؤثر على أنماط الطقس، ويزيد من احتمالات حدوث ظواهر جوية متطرفة.

ويرى مختصون أن العواصف الشتوية باتت أكثر شدة وتفاوتًا، مع فترات دفء غير معتادة تسبق موجات برد قاسية، ما يزيد من تعقيد التنبؤات الجوية.

استعدادات الطوارئ تتصاعد

رفعت السلطات المحلية في عدد من الولايات مستوى الجاهزية، من خلال فتح مراكز إيواء للمشردين، وتجهيز فرق الطوارئ، وتوزيع معدات إزالة الثلوج على الطرق الحيوية.

كما دعت السكان إلى تجهيز حقائب طوارئ تحتوي على مستلزمات أساسية، مثل الطعام والمياه والأدوية، تحسبًا لأي انقطاع طويل للخدمات.

تأثيرات نفسية واجتماعية

لا تقتصر تداعيات العواصف الشتوية على الجوانب المادية، بل تمتد إلى الصحة النفسية للسكان، خاصة مع العزلة القسرية، وانقطاع الكهرباء، وصعوبة التنقل.

ويشير خبراء الصحة إلى أهمية التواصل المجتمعي، والاطمئنان على كبار السن والجيران، لتقليل آثار العزلة والقلق خلال فترات الطقس القاسي.

الاقتصاد المحلي تحت الضغط

تؤدي العواصف الشديدة إلى تعطيل الأنشطة الاقتصادية، خاصة في قطاعات النقل والتجارة والسياحة، ما ينعكس على الإيرادات المحلية، ويزيد من تكاليف الصيانة والطوارئ.

وتتوقع بعض التقديرات أن تتكبد الولايات المتأثرة خسائر بملايين الدولارات، نتيجة إغلاق الطرق، وتعطل الأعمال، وإصلاح الأضرار.

توقعات باستمرار التقلبات

تشير النماذج الجوية إلى أن العاصفة الحالية قد لا تكون الأخيرة خلال هذا الشتاء، مع احتمالات استمرار التقلبات الجوية الحادة في الأسابيع المقبلة.

ويحذر خبراء الأرصاد من أن فصل الشتاء الحالي قد يشهد مزيدًا من الظواهر المتطرفة، ما يستدعي استعدادًا طويل الأمد، وليس مجرد إجراءات مؤقتة.

دعوات للوعي المجتمعي

شددت السلطات الأميركية على أهمية التزام السكان بالتعليمات الرسمية، وعدم الاستهانة بالتحذيرات، معتبرة أن الوعي المجتمعي يشكل خط الدفاع الأول في مواجهة الكوارث الطبيعية.

وأكدت أن التعاون بين الأفراد والمؤسسات يمكن أن يقلل من الخسائر البشرية والمادية، حتى في أشد الظروف قسوة.

المدن الكبرى في مرمى العاصفة

رغم أن التأثير الأكبر يتركز في الشمال الأوسط، إلا أن مدنًا كبرى قد تتأثر بشكل غير مباشر، سواء عبر اضطرابات النقل أو سلاسل الإمداد، ما يجعل تأثير العاصفة وطنيًا، وليس محليًا فقط.

وتراقب السلطات في المدن الكبرى تطورات الوضع عن كثب، استعدادًا لأي تغيّر مفاجئ في مسار العاصفة.

رسالة تحذير من الطبيعة

يرى مراقبون أن العاصفة الحالية تمثل رسالة تحذير جديدة من الطبيعة، تؤكد هشاشة البنية البشرية أمام الظواهر المناخية المتطرفة، وتبرز الحاجة إلى تعزيز سياسات التكيف مع المناخ.

ويؤكدون أن الاستثمار في البنية التحتية المرنة، وأنظمة الإنذار المبكر، بات ضرورة ملحة في ظل عالم يشهد تغيرات مناخية متسارعة.

الشتاء الأميركي على المحك

مع دخول العاصفة ذروتها، يترقب الأميركيون تطورات الساعات المقبلة، في وقت تتقاطع فيه المخاوف المناخية مع التحديات اليومية، من تدفئة المنازل إلى تأمين الغذاء والتنقل.

ويبدو أن شتاء هذا العام سيظل محفورًا في الذاكرة، كأحد الفصول التي اختبرت قدرة المجتمع الأميركي على الصمود في وجه طقس لا يرحم.

ما المناطق الأكثر تضررًا من العاصفة؟
تشمل المناطق الأكثر تضررًا ولايات الشمال الأوسط الأعلى ومنطقة البحيرات العظمى، إضافة إلى تأثيرات غير مباشرة في الجنوب.

ما أخطر ما تحمله العاصفة؟
تكمن الخطورة في الثلوج الكثيفة، وانعدام الرؤية، والرياح العاتية، وبرودة الرياح التي قد تصل إلى مستويات قاتلة.

هل هناك خطر من انقطاع الكهرباء؟
نعم، حذرت السلطات من احتمالات انقطاع التيار الكهربائي بسبب تراكم الثلوج وسقوط الأشجار.

كيف يمكن للسكان الاستعداد؟
ينصح بتجنب السفر غير الضروري، وتجهيز مستلزمات الطوارئ، والالتزام بتعليمات السلطات المحلية.

هل للعاصفة علاقة بالتغير المناخي؟
يربط خبراء المناخ تزايد شدة العواصف بتغير أنماط الطقس نتيجة الاحتباس الحراري العالمي.

اقرأ أيضًا: الخارجية السعودية تحذّر من تصعيد خطير على الحدود الجنوبية وتؤكد: أمن المملكة خط أحمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى