تقنيةاقتصاد

عام الصفقات غير التقليدية.. كيف أعاد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة النفوذ العالمي في 2025؟

الترند العربي – متابعات

شهد عام 2025 تحوّلًا جذريًا في مسار صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث لم تَعُد الصفقات الكبرى تُقاس فقط بحجم الاستحواذات أو أرقام التمويل، بل بطبيعتها المعقّدة وتأثيرها العميق على موازين القوة الاقتصادية والتكنولوجية عالميًا.

فخلال 12 شهرًا، برزت اتفاقات هجينة جمعت بين البنية التحتية والحوسبة، والتراخيص واستقطاب العقول، واستثمارات حكومية غيّرت قواعد اللعبة لسنوات قادمة.

وبحسب تقرير لموقع بيزنس إنسايدر، اطّلعت عليه العربية Business، فإن هذه الصفقات لم تكن عمليات اندماج تقليدية، بل محاولات للهيمنة الاستراتيجية وإعادة تشكيل مستقبل وادي السيليكون وخارجه.

فيما يلي أبرز 8 صفقات شكّلت ملامح عام الذكاء الاصطناعي في 2025، مرتبة من الأصغر إلى الأكبر من حيث القيمة:

إنفيديا تستقطب عقول “غروك”

أنهت إنفيديا العام بأسلوبها المعتاد: استحواذ غير مباشر على العقول لا على الشركات.

وقّعت الشركة اتفاقية ترخيص غير حصرية مع “غروك”، انتقل بموجبها مؤسس الشركة جوناثان روس وعدد من كبار التنفيذيين للعمل لدى إنفيديا، دون الكشف عن القيمة المالية.

ورغم الصفقة، استمرت “غروك” كشركة مستقلة، في نموذج يعكس أولوية المواهب على الأصول.

ديزني تراهن بمليار دولار على “أوبن إيه آي”

أبرمت ديزني شراكة ترخيص لمدة ثلاث سنوات مع “أوبن إيه آي”، لتصبح أول شريك محتوى كبير لأداة الفيديو “سورا”.
وشملت الصفقة استثمارًا مباشرًا بقيمة مليار دولار مع خيارات لشراء أسهم مستقبلية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التفاعل والوصول لجمهور جديد عبر أدوات الذكاء الاصطناعي.

جوجل ودرس “ويندسيرف” بـ2.4 مليار دولار

بعد فشل استحواذ “أوبن إيه آي” على “ويندسيرف”، دخلت غوغل على الخط بصفقة غير تقليدية:
2.4 مليار دولار مقابل ترخيص الملكية الفكرية وتوظيف الإدارة العليا، دون الاستحواذ الكامل.
النتيجة كانت تفكيك الشركة فعليًا، في نموذج بات شائعًا للالتفاف على القيود التنظيمية.

سوفت بنك تعزّز سيطرتها على البنية التحتية

أعلنت سوفت بنك صفقة بقيمة 4 مليارات دولار للاستحواذ على شركة “ديجيتال بريدج”، المتخصصة في أصول مراكز البيانات والطاقة.
الصفقة تأتي ضمن توجه الشركة نحو ما يُعرف بـ”الذكاء الاصطناعي المادي”، وربط الاستثمارات بالبنية التحتية لا البرمجيات فقط.

واشنطن تدخل اللعبة عبر إنتل

في خطوة نادرة، اشترت الحكومة الأميركية حصة تقارب 10% في شركة إنتل مقابل 8.9 مليار دولار.
الاستثمار جاء بدافع الأمن القومي وتقليل الاعتماد على الشرائح المستوردة، مع بقاء الحصة استثمارًا سلبيًا دون تمثيل إداري.

ميتا تنفق 14 مليار دولار على قائد واحد

وافقت ميتا على شراء 49% من شركة “Scale AI” مقابل 14.3 مليار دولار، والأهم: تعيين مؤسسها ألكسندر وانغ قائدًا لملف الذكاء الاصطناعي.

الصفقة سلطت الضوء على سباق استقطاب القادة الشباب القادرين على توجيه مليارات الحوسبة نحو الذكاء الفائق.

جوجل تبرم أكبر استحواذ في تاريخها

في صفقة هزّت القطاع، وافقت غوغل على شراء شركة “ويز” المتخصصة في أمن السحابة مقابل 32 مليار دولار نقدًا.
مثّلت الصفقة اختبارًا حقيقيًا لموقف إدارة ترامب من اندماجات التكنولوجيا الكبرى، واجتازت مراجعات مكافحة الاحتكار بنجاح.

مشروع “ستارغيت”.. نصف تريليون دولار

الصفقة الأضخم جاءت مع إطلاق مشروع “ستارغيت”، شراكة بين أوبن إيه آي وأوراكل وسوفت بنك، باستثمار يصل إلى 500 مليار دولار لإنشاء مراكز بيانات داخل الولايات المتحدة بحلول 2029.

المشروع يُعد حجر الأساس للبنية التحتية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وقد يستوعب وحده نحو 20% من القوى العاملة الماهرة في البلاد.

لماذا وُصف 2025 بعام الذكاء الاصطناعي؟
لأنه شهد انتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة التجارب والنماذج إلى مرحلة السيطرة الاقتصادية والبنية التحتية الضخمة.

هل تراجعت الاستحواذات التقليدية؟
نعم، بسبب التعقيدات التنظيمية، واتجهت الشركات إلى صفقات ترخيص وتوظيف ذكية بديلة.

ما أخطر تحول في هذه الصفقات؟
دخول الحكومات، خصوصًا الولايات المتحدة، كمستثمر مباشر في شركات التكنولوجيا.

هل مشروع ستارغيت قابل للتنفيذ؟
بحسب الشركاء، نعم، وقد بدأ العمل فعليًا في عدة ولايات أميركية.

من الرابح الأكبر؟
الشركات التي جمعت بين الحوسبة، والمواهب، والبنية التحتية، وليس من ركّز على البرمجيات فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى