من العزلة إلى الحياة.. مستشفى الحبيب بالخبر ينقذ طفلًا من السمنة المفرطة بعد أن تجاوز وزنه 250 كجم
الترند العربي – متابعات
في إنجاز طبي وإنساني جديد يُضاف إلى سجل المملكة في رعاية الصحة وجودة الحياة، نجح فريق طبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر في إنهاء معاناة طفل سعودي يبلغ من العمر 14 عامًا كان يعاني من السمنة المفرطة، بعد أن تجاوز وزنه 250 كيلوجرامًا، مما جعله عاجزًا عن الحركة، ومنعزلًا عن المجتمع، ومبتعدًا عن الدراسة لأكثر من عام كامل. العملية التي أجريت بالمنظار في المستشفى شكّلت نقطة تحوّل في حياة الطفل، بعد أن عاش سنواتٍ من المعاناة الصحية والنفسية، وانعكس نجاحها على أسرته التي وصفت اللحظة بـ”عودة الروح إلى الجسد”.
من العزلة إلى الحياة.. مستشفى الحبيب بالخبر ينقذ طفلًا من السمنة المفرطة بعد أن تجاوز وزنه 250 كجم
رحلة إنسانية مؤلمة.. طفل صغير في عزلة قسرية
بدأت قصة الطفل عندما بدأت علامات السمنة تظهر عليه في سن مبكرة، لكنها تضاعفت تدريجيًا حتى أصبح عاجزًا عن ممارسة أبسط الأنشطة اليومية. تدهورت حالته النفسية بسبب نظرات المجتمع وتنمّر بعض زملائه في المدرسة، فانعزل عن أصدقائه وترك الدراسة، ليقضي معظم وقته داخل غرفته، يعيش صراعًا بين الألم الجسدي والانكسار النفسي. كانت أسرته تبحث عن حلّ طبي فعّال بعدما فشلت جميع المحاولات التقليدية للحمية والعلاج الدوائي، إلى أن قرروا نقله إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر بحثًا عن الأمل الأخير.
من العزلة إلى الحياة.. مستشفى الحبيب بالخبر ينقذ طفلًا من السمنة المفرطة بعد أن تجاوز وزنه 250 كجم
استقبال إنساني وحالة طبية معقدة
عند وصول الطفل إلى المستشفى، أدرك الفريق الطبي أن الحالة ليست مجرد زيادة وزن، بل معاناة مركّبة تستلزم خطة دقيقة تشمل الجانبين النفسي والجراحي. يقول الدكتور عبدالوهاب الشهراني، استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة والمناظير المتقدمة والروبوت الآلي، ورئيس الفريق الطبي المعالج:
“الطفل كان في حالة نفسية سيئة جدًا، يرفض الحديث أو الاختلاط، ويشعر بالخجل من نفسه. لذلك كان علينا أولًا احتواؤه نفسيًا قبل الشروع في أي إجراء طبي.”
بدأت سلسلة من الفحوصات الطبية الدقيقة، شملت تحاليل الدم، والتصوير الإشعاعي للصدر، وتخطيط القلب، إضافة إلى تقييم شامل للأعضاء الحيوية، للتأكد من إمكانية إجراء العملية دون مخاطر.
من العزلة إلى الحياة.. مستشفى الحبيب بالخبر ينقذ طفلًا من السمنة المفرطة بعد أن تجاوز وزنه 250 كجم
قرار جراحي مدروس بدقة
بعد دراسة متأنية للحالة، قرر الفريق الطبي إجراء عملية تكميم المعدة بالمنظار عبر ثلاث فتحات صغيرة فقط، في إجراء يُعتبر من أنجح الحلول الحديثة لعلاج السمنة المفرطة. العملية استغرقت وقتًا قصيرًا نسبيًا بفضل الخبرة الجراحية للفريق وتجهيزات المستشفى المتطورة، وتمت بنجاح تام دون أي مضاعفات. تم نقل الطفل إلى جناح الجراحة حيث قضى 24 ساعة فقط تحت الملاحظة الدقيقة، محاطًا بالعناية الطبية والتمريضية، قبل أن يغادر المستشفى وهو في حالة مستقرة.
يؤكد الدكتور الشهراني أن العملية لم تكن مجرد تدخل جراحي، بل عملية إنقاذ حياة، قائلًا:
“مثل هذه الحالات تتطلب خبرة طويلة وتجهيزات دقيقة، لأن السمنة الشديدة ترفع معدلات الخطورة أثناء التخدير والعمليات. ومع ذلك، بفضل الله، كانت النتيجة أكثر من رائعة.”
من العزلة إلى الحياة.. مستشفى الحبيب بالخبر ينقذ طفلًا من السمنة المفرطة بعد أن تجاوز وزنه 250 كجم
نقطة تحول في حياة طفل
منذ اليوم الأول بعد العملية، بدأت نتائج التحسن تظهر بوضوح. تحسّنت حركة الطفل تدريجيًا، وبدأ يستعيد ثقته بنفسه. وفي الأسابيع التالية، أظهرت المتابعة الطبية أنه فقد وزنًا ملحوظًا بمعدل صحي ثابت، مع توقعات بأن يخسر أكثر من 50% من وزنه خلال العام الأول. كما بدأ الطفل في العودة التدريجية إلى المدرسة بعد فترة طويلة من الانقطاع، بدعم من فريق نفسي متخصص تابع لحالته داخل المستشفى. تقول أسرته إن “العملية لم تغيّر وزنه فقط، بل غيّرت حياته بأكملها، وأعادت له الابتسامة المفقودة منذ سنوات”.
من العزلة إلى الحياة.. مستشفى الحبيب بالخبر ينقذ طفلًا من السمنة المفرطة بعد أن تجاوز وزنه 250 كجم
أسباب طبية ونفسية للسمنة المبكرة
تُعدّ السمنة المفرطة بين الأطفال واحدة من أخطر المشكلات الصحية في العصر الحديث، إذ ترتبط بعوامل متعددة تشمل الوراثة، وقلة النشاط البدني، وسوء النظام الغذائي، والضغوط النفسية. ويحذّر الأطباء من أن إهمالها في سن مبكرة يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة في المستقبل، مثل:
السكري من النوع الثاني.
ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
توقف التنفس أثناء النوم.
مشكلات المفاصل والعظام.
الاكتئاب وضعف تقدير الذات.
في حالة الطفل الذي عولج في الخبر، كانت العوامل النفسية – وعلى رأسها التنمّر المدرسي والعزلة الاجتماعية – السبب الرئيسي في تفاقم المشكلة، ما تطلّب تدخّلًا شاملًا لعلاج الجسد والنفس في آنٍ واحد.
كفاءة طبية سعودية ومواكبة عالمية
يؤكد الدكتور الشهراني أن مثل هذه الجراحات الدقيقة تتطلب فريقًا متكاملًا من الاختصاصيين في جراحة السمنة، التخدير، التمريض، التغذية العلاجية، والعلاج النفسي، إضافة إلى تجهيزات عالية المستوى من أجهزة المناظير الجراحية الخاصة وطاولات عمليات تتحمل الأوزان الكبيرة. وقال:
“نجاح العملية يعكس تطوّر القطاع الطبي السعودي، فاليوم نملك في المملكة خبرات تضاهي المراكز العالمية، مع بنية تحتية متكاملة تجعلنا قادرين على التعامل مع أصعب الحالات بثقة واحترافية.”
ويُعد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر من المؤسسات الصحية الرائدة في المملكة والشرق الأوسط، حيث يضم أحدث تقنيات الطب الحديث في مجالات الجراحة والمناظير والروبوت الآلي، ما أهّله لتحقيق العديد من النجاحات المماثلة.
رسالة توعية للأسر والمجتمع
من خلال هذه الحالة، وجّه الأطباء رسالة مهمة إلى أولياء الأمور بضرورة الانتباه إلى وزن أطفالهم في وقتٍ مبكر، وتجنّب ترك السمنة تتفاقم إلى مراحل حرجة يصعب علاجها. كما شددوا على أن الدعم النفسي لا يقل أهمية عن العلاج الجسدي، خصوصًا للأطفال الذين يتعرضون للتنمّر بسبب مظهرهم. وأكد الدكتور الشهراني:
“نحن لا نعالج الجسد فقط، بل نعيد بناء الثقة في النفس. الطفل الذي كان يخفي وجهه خجلًا أصبح يبتسم الآن أمام الكاميرا.”
دور الرعاية الصحية في تحقيق جودة الحياة
يأتي هذا الإنجاز ضمن أهداف رؤية السعودية 2030 التي تضع الصحة وجودة الحياة في صميم أولوياتها، من خلال تطوير الخدمات الطبية وتشجيع أنماط الحياة الصحية. كما يعكس مستوى الرعاية في مستشفى الحبيب التزام القطاع الطبي السعودي بتبنّي أفضل الممارسات العالمية، لتقليل معدلات السمنة بين الأطفال التي تُعدّ من التحديات الصحية المتزايدة عالميًا.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة السمنة في الفئة العمرية (10 – 19 عامًا) في بعض دول المنطقة تجاوزت 25%، ما يجعل من برامج الوقاية والتثقيف الصحي قضية وطنية تتطلب تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة والقطاع الصحي.
السمنة الطفولية.. قنبلة صامتة
يرى المختصون أن السمنة بين الأطفال ليست مجرد مشكلة تجميلية، بل “قنبلة صامتة” تهدد مستقبلهم الصحي والاجتماعي. فهي تضعف الثقة بالنفس، وتؤثر على التحصيل الدراسي، وتزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة في سنّ مبكرة. وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة معرضون بنسبة أعلى للإصابة بالسكري وارتفاع الضغط في الثلاثينيات من عمرهم، مقارنةً بأقرانهم ذوي الأوزان الطبيعية.
ويضيف الدكتور الشهراني:
“العلاج لا يبدأ من غرفة العمليات، بل من أسلوب الحياة. الوقاية دائمًا أسهل وأضمن من الجراحة، لكن حين تتفاقم الحالة، لا بد من تدخل متخصص لإنقاذ الطفل من سلسلة مضاعفات قد تهدد حياته.”
أمل جديد ومستقبل مختلف
اليوم، وبعد مرور أسابيع على العملية، يعيش الطفل حياة مختلفة تمامًا: يستيقظ في الصباح متحمسًا للمدرسة، يمارس رياضة خفيفة بإشراف أطبائه، وبدأ في تكوين صداقات جديدة. أما أسرته، فتقول إن التغيير النفسي الذي حدث له يفوق الوصف، مشيرين إلى أن “العملية لم تنقص وزنه فقط، بل زادت ثقته بنفسه وشجاعته في مواجهة الحياة”.
أطباء المستشفى يتابعون حالته بانتظام لضمان استقرار فقدان الوزن وفق المعدلات الصحية، مؤكدين أن التعافي النفسي لا يقل أهمية عن النتائج الجراحية.
الإنجاز في سياق أوسع
نجاح هذه العملية يأتي ضمن سلسلة نجاحات لمستشفيات المملكة في جراحات السمنة والمناظير المتقدمة، التي أصبحت مجال تفوّق سعودي في السنوات الأخيرة، بفضل الكفاءات المحلية والاستثمار في التكنولوجيا الطبية الحديثة. وقد شهدت المملكة في السنوات الأخيرة طفرة نوعية في عدد عمليات السمنة الآمنة والناجحة، إلى جانب برامج التوعية المدرسية والمجتمعية لمكافحة البدانة.
إن قصة هذا الطفل ليست مجرد خبر طبي، بل رسالة أمل لكل الأسر التي تواجه ظروفًا مشابهة، تؤكد أن الإرادة الطبية والعلمية قادرة على تحويل الألم إلى بداية جديدة.
ختام: الإنسان أولًا
نجاح فريق مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في إنقاذ الطفل لم يكن مجرد إنجاز جراحي، بل قصة إنسانية تلخّص فلسفة الرعاية الصحية في المملكة، التي تضع الإنسان في المقام الأول. فمن طفلٍ يعاني من العزلة والمرض، إلى شابٍ صغير يستعيد حياته بثقة وسعادة، تختصر هذه القصة معنى الطب الحقيقي: أن تعيد البسمة إلى وجه مَن فقد الأمل.
ما نوع العملية التي أُجريت للطفل؟ أُجريت له عملية تكميم معدة بالمنظار عبر ثلاث فتحات صغيرة فقط، وهي من أحدث جراحات علاج السمنة المفرطة وأكثرها أمانًا وفاعلية.
كم كان وزن الطفل قبل العملية؟ كان وزنه يتجاوز 250 كيلوجرامًا، مع كتلة جسم بلغت 80، وهو معدل شديد الخطورة على عمره الصغير.
ما أبرز المضاعفات التي كان يعانيها؟ ضعف الحركة، مشاكل التنفس، ارتفاع الكوليسترول، إضافة إلى اكتئاب حاد وانعزال اجتماعي بسبب التنمّر.
كم المدة التي استغرقها التعافي؟ أمضى الطفل 24 ساعة فقط في المستشفى بعد الجراحة، وغادر بحالة مستقرة، وبدأ يفقد وزنه تدريجيًا بمعدل صحي آمن.
ما المتوقع بعد عام من العملية؟ من المنتظر أن يفقد الطفل أكثر من 50% من وزنه خلال السنة الأولى، مع تحسّن كبير في اللياقة البدنية والحالة النفسية.