داكار يعود من قلب الصحراء.. السعودية تستعد لملحمة عالمية جديدة في نسخة 2026
الترند العربي – متابعات
تدخل الاستعدادات لانطلاق رالي داكار السعودية 2026 مراحلها النهائية، مع اقتراب العد التنازلي لأحد أكبر وأقسى الأحداث الرياضية في العالم، في نسخة تُجسّد استمرار ثقة المجتمع الدولي في قدرة المملكة على تنظيم أعقد البطولات العالمية في رياضة المحركات، وذلك للعام السابع على التوالي، وسط مشاركة غير مسبوقة تضم 812 متسابقًا من 69 جنسية يمثلون قارات العالم كافة، ويتنافسون عبر تضاريس المملكة المتنوعة، من السواحل إلى الصحارى والجبال والهضاب.
هذا الحدث العالمي، الذي يُقام تحت إشراف وزارة الرياضة، وتنظيم الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وبالتعاون مع شركة رياضة المحركات السعودية، لم يعد مجرد سباق عابر، بل تحوّل إلى منصة رياضية وسياحية واقتصادية تعكس التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، وتعزز حضورها كموطن عالمي لرياضة المحركات.

استعدادات لوجستية على أعلى مستوى
منذ أسابيع، دخلت الاستعدادات التنظيمية واللوجستية للرالي مرحلة متقدمة، حيث شهد ميناء الملك فهد الصناعي بينبع استقبال سفينتين قادمتين من ميناء برشلونة الإسباني، محمّلتين بالمركبات والمعدات المشاركة في الرالي، في مشهد يعكس ضخامة الحدث وتعقيداته الفنية. وتستعد اللجان المختصة لإجراء الفحص الفني للمركبات يومي 1 و2 يناير، تمهيدًا لانطلاق المنافسات رسميًا.
ويجري هذا العمل ضمن تنسيق مباشر ومستمر بين الجهات الحكومية المعنية، بما يضمن أعلى درجات الجاهزية والسلامة، سواء للمتسابقين أو الفرق أو الطواقم التنظيمية، في وقت تُعد فيه المملكة نموذجًا عالميًا في إدارة الفعاليات الكبرى متعددة المواقع.
أرقام قياسية ومشاركة عالمية واسعة
تشهد نسخة 2026 مشاركة 812 متسابقًا يمثلون 69 جنسية، يتنافسون عبر 433 مركبة موزعة على مختلف فئات الرالي، في واحدة من أوسع المشاركات بتاريخ داكار. وتشمل الفئات المشاركة 73 مركبة من فئة “ألتيمت”، و46 شاحنة، و118 دراجة نارية، و8 مركبات من فئة “ستوك”، و38 مركبة “تشالنجر”، و43 مركبة “سايد باي سايد”، إلى جانب 75 سيارة كلاسيك و24 شاحنة كلاسيك، فضلًا عن فئة “المهمة 1000” التي تضم 7 دراجات نارية وشاحنة واحدة.
هذا التنوع يعكس المكانة العالمية للرالي، ويؤكد أن السعودية أصبحت محطة أساسية في أجندة رياضة المحركات الدولية، ومختبرًا حقيقيًا لاختبار قدرات السائقين والمركبات في أقسى الظروف الطبيعية.

مسار جديد وتحديات غير مسبوقة
يمتد رالي داكار السعودية 2026 خلال الفترة من 3 إلى 17 يناير، على مدى 14 يومًا، تتضمن مرحلة تمهيدية و13 مرحلة رئيسية، صُمم مسارها بعناية ليعكس التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة. وينطلق الرالي بمرحلة تمهيدية في ينبع لمسافة 23 كيلومترًا، قبل أن تتوالى المراحل عبر مدن ومناطق مختلفة تشمل ينبع، والعُلا، وحائل، والرياض، ووادي الدواسر، وبيشة، والحناكية، ثم العودة إلى ينبع في الختام.
ويُعد هذا المسار من أكثر المسارات تنوعًا في تاريخ الرالي، حيث يجمع بين الكثبان الرملية الناعمة، والسهول الصخرية، والمسارات الجبلية، ما يفرض تحديات فنية وبدنية عالية على المتسابقين، ويجعل من كل مرحلة قصة مستقلة من الصراع مع الزمن والطبيعة.
يوم راحة.. ثم عودة للملحمة
يحظى المتسابقون بيوم راحة في العاصمة الرياض يوم 10 يناير، في محطة تُعد مفصلية لإعادة ترتيب الأوراق، وإجراء الصيانات الفنية، واستعادة الجاهزية البدنية قبل استئناف المنافسات في المراحل الحاسمة، التي غالبًا ما تشهد تقلبات درامية في الترتيب العام، وتُحدد ملامح المنافسة على اللقب.

داكار.. أكثر من سباق
لم يعد رالي داكار في السعودية مجرد حدث رياضي، بل أصبح مشروعًا وطنيًا متكاملًا يدمج الرياضة بالسياحة، ويعزز حضور المناطق التي يمر بها الرالي على خريطة الاهتمام العالمي. فقد أسهمت استضافة الرالي في تنشيط السياحة الداخلية، وإبراز المواقع الطبيعية والتاريخية، وخلق فرص اقتصادية للمنشآت المحلية، إضافة إلى تعزيز ثقافة رياضة المحركات لدى المجتمع.
كما أسهم الرالي في نقل المعرفة والخبرة التنظيمية إلى الكوادر الوطنية، التي باتت اليوم تقود تنظيم وإدارة أحداث عالمية معقدة بكفاءة عالية، وهو ما يعكس الاستثمار طويل الأمد في رأس المال البشري.
المملكة.. موطن عالمي لرياضة المحركات
تُعد المملكة اليوم الدولة الوحيدة في العالم التي تستضيف هذا العدد من البطولات العالمية في رياضة المحركات، من بينها رالي داكار، وجائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1، وبطولة الفورمولا إي، وبطولة العالم للراليات (WRC)، وكأس العالم إكستريم إتش، وغيرها من الفعاليات الكبرى، ما يعكس استراتيجية واضحة لتعزيز هذا القطاع، وربطه بمستهدفات التنويع الاقتصادي وجودة الحياة.
ويؤكد هذا الحضور المتواصل قدرة المملكة على توفير بنية تحتية متقدمة، ومنظومة تنظيمية احترافية، وبيئة آمنة وجاذبة للرياضيين والجماهير على حد سواء.
أثر إعلامي وجماهيري واسع
يحظى رالي داكار السعودية بمتابعة إعلامية عالمية، حيث تنقل المنافسات عبر عشرات القنوات والمنصات الرقمية إلى ملايين المشاهدين حول العالم، ما يمنح المملكة نافذة عالمية لعرض منجزاتها، وطبيعتها، وثقافتها، وقدرتها التنظيمية. كما يشهد الرالي حضورًا جماهيريًا متزايدًا في نقاط التجمع والمناطق المفتوحة، في مشهد يعكس تفاعل المجتمع مع الحدث.
رؤية 2030.. الرياضة كقوة ناعمة
تأتي استضافة رالي داكار ضمن منظومة متكاملة تستهدفها رؤية السعودية 2030، التي جعلت من الرياضة أداة فاعلة لتعزيز الحضور الدولي، وتنويع الاقتصاد، وتحسين جودة الحياة، وبناء مجتمع نشط ومشارك. ويُعد الرالي مثالًا حيًا على كيفية تحويل حدث رياضي إلى رافعة تنموية شاملة.
متى ينطلق رالي داكار السعودية 2026؟
تنطلق المنافسات رسميًا في الفترة من 3 إلى 17 يناير 2026، وتتضمن مرحلة تمهيدية و13 مرحلة رئيسية.
كم عدد المشاركين في رالي داكار السعودية 2026؟
يشارك في الرالي 812 متسابقًا يمثلون 69 جنسية من مختلف دول العالم.
ما أبرز المدن التي يمر بها مسار الرالي؟
يمر الرالي بعدة مدن ومناطق تشمل ينبع، والعُلا، وحائل، والرياض، ووادي الدواسر، وبيشة، والحناكية، قبل العودة إلى ينبع في الختام.
ما الذي يميز نسخة 2026 عن النسخ السابقة؟
تتميز نسخة 2026 بمسار جديد أكثر تنوعًا، ومشاركة دولية واسعة، وتطور كبير في الجوانب التنظيمية واللوجستية.
كيف تسهم استضافة الرالي في تحقيق رؤية السعودية 2030؟
يسهم الرالي في تنشيط السياحة، وتنويع الاقتصاد، وتعزيز جودة الحياة، وبناء القدرات الوطنية في تنظيم الفعاليات العالمية.
هل يمكن للجماهير متابعة الرالي ميدانيًا؟
نعم، تتيح الجهات المنظمة نقاط مشاهدة مخصصة وآمنة للجماهير، إضافة إلى التغطية الإعلامية الواسعة عبر القنوات والمنصات الرقمية.
بهذا الزخم، تستعد السعودية لكتابة فصل جديد في تاريخ رالي داكار، فصل تُرسم فيه ملامح التحدي والإصرار، وتُؤكد فيه المملكة مجددًا أنها أصبحت قلب رياضة المحركات النابض عالميًا.
اقرأ أيضًا: سماء العُلا تدخل الخريطة العالمية.. اعتماد “شرعان” و”وادي نخلة” يعزز ريادة السعودية في السياحة الفلكية
