“المساجد تؤدي صلاة الخسوف مع ظهور القمر الدموي”

“المساجد تؤدي صلاة الخسوف مع ظهور القمر الدموي”
الترند العربي – متابعات
شهدت عدة مدن عربية وإسلامية مساء أمس واحدة من أندر الظواهر الفلكية، حيث غطى ظل الأرض القمر ليظهر باللون الأحمر الداكن في ما يُعرف بـ القمر الدموي، وهو أطول خسوف كلي للقمر خلال السنوات الأخيرة. ومع الظاهرة، امتلأت المساجد بالمصلين الذين أدوا صلاة الخسوف إحياءً للسنة النبوية، في مشهد روحي جمع بين العلم والإيمان.
“المساجد تؤدي صلاة الخسوف مع ظهور القمر الدموي”
البداية.. ظاهرة تجذب الأنظار
منذ ساعات المساء الأولى، تجمّع المئات في الساحات والميادين لمتابعة مشهد القمر وهو يتحول تدريجيًا من لونه الفضي المعتاد إلى الأحمر الناري. هذا التحول ناتج عن مرور القمر في ظل الأرض، لتتشتت أشعة الشمس وينعكس اللون الأحمر عبر الغلاف الجوي. الظاهرة الفلكية النادرة استغرقت ما يقارب الساعتين، لتُسجّل كإحدى أطول حالات الخسوف الكلي.

الاستجابة الدينية.. صلاة الخسوف
في الوقت نفسه، وجّهت وزارات الأوقاف في عدد من الدول الإسلامية بإقامة صلاة الخسوف في المساجد. فامتلأت بيوت الله بالمصلين الذين توافدوا لأداء ركعتين كما ورد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة”. مشهد القمر الدموي ارتبط بالخشوع والرهبة، وأعاد التذكير بعظمة الخالق وآياته الكونية.

التاريخ الإسلامي لصلاة الخسوف والكسوف
ارتبطت هذه الظواهر بمواقف مؤثرة في صدر الإسلام. فقد وقعت أول صلاة خسوف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم وفاة ابنه إبراهيم، حينما كسفت الشمس فظن بعض الناس أن ذلك مرتبط بوفاته. فصحح النبي صلى الله عليه وسلم الاعتقاد قائلاً: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا الله”. هذا الموقف أسّس لقاعدة فقهية بأن الظاهرة مرتبطة بقدرة الله وليست بعوامل بشرية، ورسّخ سنة صلاة الخسوف والكسوف في جميع العصور. لذلك يحرص المسلمون حتى اليوم على أدائها كلما ظهرت هذه الظواهر، باعتبارها عبادة تجمع بين التفكر في الكون وتعظيم الخالق.

كيف تُؤدَّى صلاة الخسوف؟
صلاة الخسوف ركعتان، لكنهما تُصلَّيان بطريقة مختلفة عن الصلوات المعتادة. في كل ركعة، يقرأ الإمام الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع ركوعًا طويلًا، يعقبه قيام وقراءة مرة ثانية قبل السجود. الخطبة تعقب الصلاة لتذكير الناس بالتوبة والذكر والصدقة. هذه الكيفية أحياها الأئمة في معظم المساجد خلال الظاهرة الأخيرة.

البعد الروحاني والاجتماعي
لم يكن الخسوف مجرد حدث فلكي، بل مناسبة جمعت العائلات والأطفال والشباب في المساجد والساحات. مشاهد القمر الأحمر شكّلت خلفية للصور والتجمعات، لكن التركيز الأكبر كان على الجانب الروحاني. كثيرون عبّروا عن شعورهم بالرهبة من تغيرات الكون، ورأوا أن صلاة الخسوف فرصة لتجديد الإيمان والعودة إلى الله.
الاهتمام العلمي والفلكي
مراكز الفلك والبحوث العلمية تابعت الظاهرة بالتلسكوبات، ونقلت بثًا مباشرًا لمرحلة الخسوف الكلي. الباحثون أوضحوا أن القمر الدموي لا يحمل أي مخاطر على البشر، وأن لونه الأحمر نتيجة طبيعية لانكسار أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي. كما أكدوا أن الظاهرة تتيح فرصة لدراسة الغلاف الجوي للأرض بدقة.
الموقف الإعلامي والجماهيري
الحدث تصدّر عناوين الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث امتلأت المنصات بصور ومقاطع فيديو للقمر الدموي. وسم #صلاة_الخسوف و**#القمر_الدموي** أصبح من الأكثر تداولًا، إذ عبّر المستخدمون عن إعجابهم بجمال الظاهرة وربطها بالجانب الديني. بعض التعليقات ركزت على روعة التوافق بين العلم والدين في هذه اللحظات.

تأثير الظاهرة في العالم الإسلامي
في السعودية، وجّهت وزارة الشؤون الإسلامية بإقامة الصلاة في جميع الجوامع الكبرى. في مصر، أعلنت دار الإفتاء أن صلاة الخسوف سُنة مؤكدة ودعت المسلمين لإحيائها. في الإمارات والكويت والأردن، امتلأت المساجد بالمصلين، بينما رصدت المراكز الفلكية الحدث بالتعاون مع وسائل الإعلام. هذه المشاركة الواسعة أبرزت البعد الجماعي للظاهرة.
تحليل إضافي: بين الإيمان والعلم
الظاهرة جسّدت لقاءً فريدًا بين الإيمان والعلم. من جهة، هي ظاهرة كونية يمكن تفسيرها بالفيزياء والفلك. ومن جهة أخرى، هي آية من آيات الله تستوجب التفكر والصلاة. الجمع بين صلاة الخسوف والمتابعة العلمية منح المشهد قيمة مضافة، وجعل منه حدثًا متكاملاً يمزج بين المعرفة والروحانية.
ما هو القمر الدموي؟
هو خسوف كلي للقمر يظهر فيه بلون أحمر بسبب انكسار ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي.
هل صلاة الخسوف واجبة؟
ليست واجبة لكنها سُنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كيف تُصلَّى صلاة الخسوف؟
ركعتان في كل ركعة قراءتان وركوعان، يليها خطبة تذكيرية.
هل الظاهرة خطيرة؟
لا، هي ظاهرة طبيعية لا تشكّل خطرًا على البشر أو الأرض.
اقرأ أيضًا: “عالم ينتظر.. خسوف القمر الدموي يُضيء السماء الليلة”