كُتاب الترند العربي

غلطنا بحقك والله احنا

هلا خباز

معليش ما يقصد.. المسامح كريم.. عفى الله عما مضى..تعرفي إنها ما تعرف تحكي أو تتصرف، ومن هالحكي كثير، وأعتقد أن ما في شخص ما مرت عليه جملة من هالجمل بطفولته أو مرحلة شبابه، أو أثناء محاولة الأهل من تقويم سلوكنا وزرع الخصال الحميدة فينا.. بس شكرًا.

لهنا يكفي.. لسنين طويلة مشيت جنب الحيط، رشة مي، وحجرة، وكلمة من هون، وجرح من هونيك، وأنت مصدق أن كله بثوابه، وإن بيجي يوم يوقفوا ويعتذروا منك ويعرفوا قيمتك، وأن الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة، وأن القافلة تسير والكلاب تعوي.. يا أبو قلب كبير وقف شوي!! وين “وإن لنفسك عليك حق”؟ وينك أنت؟

السيناريو الأقرب إنك فجأة وعند أصغر غلطة بتوقف وتاخذ موقف صارم، ما تعودنا عليك كذا انفجرت بالوقت الغلط.. بتسمعها أكيد، بس إلي ما يعرفوه إنك تحملت كتير وصار القلب مليان أعذار لهم.. أخذت موقف ووقفت على جنب مو لأنك صرت لئيم، وصاحب قلب أسود، لا.. بس لأن رصيد المسامحة والغفران خلص عندك.

والحقيقة ما تزعل من حالك لما تبطل تسامح وتبطل تعطي فرص، لأن الواقع بيقول إن 99% من الناس تدرك ما تفعل وتتقصد ما تفعل ومثل ما يقول المثل الشعبي : “مزحة برزحة” ولو تركت لهم المجال وأعطيتهم الفرصة بيكررونها معك مرة ثانية وثالثة، والحجة إنك ما وقفتهم عند حدهم.

يقول دوستويفسكي : “الفرصة الثانية مخيفة أكثر من الفرصة الأولى، لأنك تعلم مقدار ماتخاطر به .. إنه قلبك”.

ولأحمد خالد توفيق رحمه الله عبارة جميلة يقول فيها : “في مرحلة ما.. لن ترحب بمن ينتقص قدرك.. ولن تستحمل من يستغلك.. لن تجامل أحد.. وستبتعد فور احساسك بالتعب.. ستعرف متى خط الرجعة.. ولن تقع في الفخ مُجددًا.. ستُسير أنت العلاقات وستختار أنت من يستمر ومن ينتهي .. لن تسمح أن يؤذيك أحد بحرف .. فزمن التحمّل ولى.

تعرف ليش؟ مو لأنك نضجت، ولا لأنك تعبت، لأنك صرت تعرف قيمة نفسك أكثر وصرت تقيسها صح، وتعرف ما يليق بقلبك، وأن الآخر المسيء لا يستحق.

كم كلمة انقالت لك ومرت سنين وغصتها عالقة بحلقك لأنك تغاضيت وما رديت لما كان لازم ترد؟ كم موقف عديته وتكرر بدل المرة عشرة؟

قرأت مرة عبارة حقيقية جدًا: “‏ستقتلك كل تلك المرات التي أعطيت فيها فرصة أخرى، بالرغم من أنه كان يجب عليك أن تنهي كل شيء ” ، هذا شعور الغصة إلي قلنا عنه فوق.

في مرة فكرت ليش الناس ما بتقرب على إلي ما بيسكت عن حقه، ليه حيط المسالم المتغاضي دايمًا واطي؟

لأنه مضمون ورضاه إن زعل سهل.. ولأن الناس ما بتحسب حساب رصيدهم عنده وإن بيوم إنائهم رح يمتلي ويبطل فيه للصلح مطرح.

اغلط بحقه وقول له أنا أسف أو لا تقولها كلمه بس وهو بيمشيها لك، يا عزيزي الاعتذار الحقيقي مختلف عن محاولة القفز من مركب يغرق.

من الذي يستحق أن نتغاضى عن أخطائه؟ من الذي يستحق أن نعطيه فرصة ثانية ونحن غير واثقين من أنه لن يكرر الإساءة؟ من الذي سيفهم أن فتح الباب من جديد لهم هو صون للعشرة؟ من الذي سيقدر كلمة قبلت اعتذارك؟

أسأل نفسك .. وقرر بعدها لمن ستعطي الفرصة الثانية ، ومن الذي يستحقها حقًا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى