انحسار “نهر الفرات” وظهور “جبل ذهب” يثير جدلًا واسعًا.. ما الحقيقة؟

انحسار “نهر الفرات” وظهور “جبل ذهب” يثير جدلًا واسعًا.. ما الحقيقة؟
الترند العربي – متابعات
أثار انخفاض منسوب نهر الفرات في بعض المناطق بسوريا والعراق تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صور ومقاطع فيديو زُعم أنها توثّق ظهور “جبل من ذهب” في مجرى النهر، في مشهد ربطه البعض بالأحاديث النبوية الواردة عن أشراط الساعة. لكن مصادر علمية وشرعية نفت صحة هذه الادعاءات، مؤكدة غياب أي دلائل ميدانية أو جيولوجية على وجود ذهب في قاع النهر.
أحاديث نبوية عن ظهور “جبل الذهب”
يرتبط الحديث عن “جبل الذهب” بما رُوي عن النبي محمد ﷺ في صحيحي البخاري ومسلم، حيث قال: «يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فيقتتل الناس عليه، فيُقتل من كل مئة تسعة وتسعون». وفي رواية أخرى: “فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا”.
وقد فُسّرت هذه الأحاديث من قبل علماء الحديث كأحد أشراط الساعة الكبرى، وتحدثوا عن الانحسار المحتمل للمياه بسبب الجفاف أو تغيير مجرى النهر، وليس بالضرورة انكشاف ذهب فعلي. كما شدد بعضهم على أن هذا الحدث لم يتحقّق بعد، وأن الاستدلال به على وقائع حالية لا يستند إلى دليل قاطع.
@gold_mann1
تراجع منسوب النهر.. أزمة بيئية وليست نبوءة محققة
خلال السنوات الأخيرة، شهد نهر الفرات انخفاضًا حادًا في منسوب المياه، بفعل التغيرات المناخية وقلة الأمطار، بالإضافة إلى مشاريع السدود التي أنشأتها دول المنبع، وعلى رأسها تركيا، ما تسبب في تراجع تدفق المياه إلى الأراضي السورية والعراقية.
وتشير تقارير دولية، من بينها ما نشره مركز Pulitzer Center ووسائل إعلام غربية، إلى أن ما يُشاهد حاليًا من جفاف جزئي في بعض مجاري النهر ناتج عن عوامل بيئية وسياسية معقدة، دون أي دلائل على وجود جبل من الذهب.
لا أثر علميًا لما يُتداول من صور ومقاطع
أكدت منصات تحقق موثوقة، مثل SochFactCheck وThe Archaeologist، أن الصور المتداولة على أنها توثق “جبل الذهب” في نهر الفرات ليست حقيقية، وبعضها مأخوذ من مواقع تعدين مختلفة أو من مشاهد خيالية تم تعديلها رقميًا. كما لم تصدر أي جهة رسمية، محلية أو دولية، بيانًا يثبت اكتشاف ذهب أو معادن نادرة في مجرى الفرات.
وفي السياق ذاته، أوضحت وزارة الموارد المائية العراقية أن التراجع في المياه خطير بيئيًا، لكنه لم يؤدِّ إلى “انكشاف مفاجئ لأي تكوين جيولوجي غير معروف” حتى الآن.
علماء الشريعة يحذرون من التفسير الحرفي
من جانبهم، حذّر علماء الأزهر ومجامع الفتوى الإسلامية من الانجرار وراء التفسيرات السطحية أو الفورية للنصوص النبوية، مشيرين إلى أن علامات الساعة لا تُفسّر استباقيًا بناءً على شواهد بصرية فقط، خصوصًا إذا لم تُثبت بأدلة علمية أو شرعية واضحة.
وشددت هذه الجهات على أن ربط الجفاف بجبل الذهب يجب أن يخضع لتدقيق شرعي وجغرافي، دون الانسياق وراء الروايات الشعبية أو المنشورات غير الموثوقة.
رغم الانخفاض الفعلي في منسوب نهر الفرات، إلا أن ما يُروّج بشأن ظهور “جبل من ذهب” يفتقر إلى الدليل العلمي، ويُفهم في السياق الديني كعلامة مستقبلية لم تأتِ بعد، وفقًا لأغلب تفسيرات العلماء. وبينما تستمر الأزمة البيئية الحقيقية التي يمر بها نهر الفرات، تبقى الحاجة قائمة لتفريق بين الحقيقة والمبالغات المنتشرة على منصات التواصل.
@assaf858
سؤال وجواب
س: هل توجد أدلة علمية على وجود جبل من الذهب بعد انحسار الفرات؟
ج: لا، لا توجد أي جهة جيولوجية أو إعلامية موثوقة أكدت العثور على ذهب أو جبل ذهبي، والمشاهد المتداولة غالبًا مفبركة.
س: لما تُنشَر المطالبات عن الذهب الآن؟
ج: قد رُبط هذا الادعاء بأحاديث نبوية حول انحسار الفرات، مما زاد تداول المنشورات عندما انخفض منسوب المياه فعليًا في مناطق من سوريا والعراق.
س: هل هناك صور أو فيديوهات واقعية للأمر؟
ج: توجد فيديوهات تنتشر على يوتيوب وتيك توك تدعي ظهور ذهب، لكن جميعها إما مفبركة أو تستخدم لقطات لمناظر آثار تاريخية أو مناطق جافة، وليس تجمعات ذهبية حقيقية.
س: هل تداعيات انحسار الفرات حقيقية؟
ج: نعم، انحسار الفرات حقيقي ويُعزى إلى بناء السدود وتغير المناخ والمشاريع الاقتصادية، وهو ما يؤثر بيئيًا واجتماعيًا على المناطق المحيطة.
روابط ذات صلة:
-
زيارة الموقع الرسمي: mahotels.net – لمتابعة أخبار السفر والإقامة
-
قسم الأخبار ومقالات التريند: arabiatrend – لمقالات حصرية