ياسمين صبري.. حضور نسائي جميل يحتاج لتطوير فني
تيسير قوايد
استطاع فيلم «أبو نسب»، بطولة محمد إمام وياسمين صبري وماجد الكدواني، وإخراج رامي إمام، تحقيق افتتاحية قوية في السينما المصرية في أولى أيام عرضه بإيرادات وصلت إلى 6 ملايين جنيه، وهو ثالث تعاون بين محمد إمام وياسمين صبري بعد لقائهما الأول في فيلم «جحيم في الهند» عام 2016، وفيلم «ليلة هنا وسرور» عام 2018.
الفيلم يدور في إطار كوميدي أكشن تقوم فيه ياسمين بدور فتاة تعمل مدربة تطوير ذاتي «لايف كوتش»، تتزوج من طبيب، ولكن زوجها لا يعرف حقيقة والدها الذي يعمل مجرمًا وله علاقة عصابات إجرامية، وهذا التناقض ما يولد الكثير من المشاهد الكوميدية بين محمد إمام وماجد الكدواني. استطاعت خلاله ياسمين تأدية دورها كفتاة رقيقة حالمة، لكن المشاهد الدرامية لم توفق فيها، وهو أمر يقودنا إلى ما تحتاجه ياسمين صبري لتطوير موهبتها السينمائية لتصبح بطلة حقيقية وممثلة قادرة على أداء أقوى الأدوار السينمائية والدرامية.
فلكي تصبح الفنانة بطلة حقيقية قادرة على وضع اسمها أولًا في الأفيش السينمائي، يلزمها صقل وقوة وتدريبات مستمرة على أداء كافة الأدوار والمشاهد والحالات، وليس فقط دور البنت الرقيقة الجميلة التي يتهافت عليها الرجال. وخلال السنوات الماضية حرصت ياسمين على صقل مهارتها البدنية من خلال التمارين الرياضية، وكذلك الاهتمام بأناقتها وجمالها وشكل ونوعية أزيائها حتى أصبحت تمثل العديد من العلامات التجارية العالمية، وتحرص على نشر صورها أثناء تصوير تلك الإعلانات وتمارينها على السوشيال ميديا.
لكن كل هذا لا يصنع فنانًا حقيقيًا، ولكنه جزء من تكوين شخصيتها واسمها التجاري، فعلى حد قولها الفنان «براند» أو علامة تجارية لا بد له من الاهتمام بنفسه في كل الجوانب وتطويرها باستمرار بممارسة الرياضة وأناقة مظهره والاطلاع على مختلف الثقافات، لكنها للأسف تغافلت الجزء الأهم والأبرز وهو التدريب الفني بحضور دورات تعليمية لتطوير أدائها الفني. ليست كل جميلة جذابة، وليست كل جميلة جذابة وناجحة، قليلات ممن يظهرن على شاشات السينما والتلفزيون ويتمتعن بحضور يجذب الجمهور، لكن الجمال والجاذبية ليست الشرط الوحيد للنجاح الفني، ولكن الأهم الموهبة الفنية التي تجعل من الممثل أو الممثلة فنانًا ناجحًا ينتظر الجمهور أعماله الفنية ويتهافت على شباك التذاكر أو ينتظر حلقات مسلسله التلفزيوني.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت العديد من الفنانات بعضهن جذب الجمهور لموهبتها، وأخريات حظين بشهرة لجمالهن الأخاذ، لكن الجمال وحده ليس معادل نجاح المعادلة. وبما أن الشاشة السينمائية تحتاج دائمًا نجمات شابات جميلات ويتمتعن بموهبة فنية أيضًا، فهنا المعادلة الصعبة، وهنا اعتمدت الفنانة ياسمين صبري على جمالها فقط في الظهور الأول على شاشات السينما والتلفزيون، وكان هذا كافيًا في الأدوار الثانوية الأولى، لكنه لم يعد كافيًا لأداء الأدوار القوية، فرغم حصولها على البطولة المطلقة في عملين دراميين متتاليين وهما «حكايتي» عام 2019، و«فرصة ثانية» عام 2020، فإنهما لم يحظيا بنجاح جماهيري كبير كما كان متوقعًا لهما، بل كان أداؤها باهتًا وباردًا في مشاهد كثيرة كانت تتطلب أكثر حدة وقوة، وهو ما جعل الكثير من الجمهور ينصحها بالعودة للعمل كموديل إعلانات والبعد عن مجال التمثيل.
ربما أخذت ياسمين صبري بنصيحة الجمهور في هذا الوقت ووجهت تركيزها الأكبر نحو عملها كموديل إعلانات وممثلة لبعض الماركات العالمية، خاصة بعد زواجها من رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة عام 2020، فركزت على الاهتمام بمظهرها الخارجي بالتدريب الرياضي والقراءة في مجال تطوير الذات وعلم النفس، ثم خرجت لنا في هذا العام بفيلمين، الأول فيلم «البعبع» في يوليو الماضي مع أمير كرارة، وحاليًا فيلمها «أبو نسب» مع محمد إمام، ولكنها ما زالت بنفس الأداء السابق كفتاة رقيقة وهادئة لا تجيد رسم الانفعالات القوية التي تحتاجها الشخصية؛ لذا فإنها تحتاج إلى تطوير أدائها الفني.