آراء

أوبنهايمر يحاكم أميركا قبل أن يحاكمها التاريخ

علاء أبو زيد

“أوبنهايمر” فيلم للمخرج كريستوفر نولان، صدر منتصف عام 2023، مقتبس عن كتاب السيرة الذاتية الحاصل على جائزة بوليتزر بروميثيوس الأميركي للمؤلفين كاي بيرو ومارتن ج. شيروين.

الأسطورة تقول باختصار إن بروميثيوس هو الذي كان مسؤولًا عن خلق الإنسان، وجعل هذا الإنسان يرفع رأسه لينظر إلى السماء، ولما جاء برد الشتاء ورأى بروميثيوس الناس يرتجفون من البرد، وأن الإنسان ضعيف البنية لا يستطيع حماية نفسه من البرد، قام بسرقة شعلة من نار البركان دون أن يشعر وهرب بها لينقذ الناس من الموت بردًا.

أما كتاب بروميثيوس الأميركي، فيتحدث عن العالم الأميركي روبرت أوبنهايمر، الذي قاد عملية تطوير القنبلة الذرية وبطل قصة معقدة ومشحونة أخلاقيًا.

ورغم أن الفيلم يفتقد الإضحاك والإثارة، فإنه حقق إيرادات عالمية، فقد تعتقد وأن تتأهب لمشاهدة الفيلم داخل قاعة العرض أنك ستشاهد عملًا لا يخرج عن الحرب العالمية الثانية برؤية جديدة تتضمن ما حدث لضحايا القنبلة الذرية لحظة الانفجار وتوابع الانفجار، لكن هذا لا يحدث لأنك ستكتشف أن اعتقادك خاطئ.

الفيلم يروي حياة عالم الفيزياء روبرت أوبنهايمر، ويركز على دراساته المبكرة وإدارته لمشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية، ثم فقده لحظوته بعد جلسة الاستماع الأمنية 1954. والفيلم من بطولة كيليان مورفي بدور أوبنهايمر، وروبرت دارفي جونيور بدور ستراوس، إضافة إلى طاقم فني يضم أسماء مبهرة في فن التمثيل.

هو فيلم في حقيقته يحاكم أميركا بعد الانتصار في الحرب العالمية الثانية نافذًا إلى كارثة المكارثية من حيث انعقاد محاكم التفتيش ليس فقط على مقتنيات النابغين، بل على نواياهم ومعتقداتهم وسيرتهم الشخصية، وفي القلب من هذه المحاكمات بطل هذه السيرة السينمائية أوبنهايمر الذي تولى إنهاء الحرب باختراعه القنبلة الذرية.

عندما ترى الفيلم وتجلس مع أصدقائك على مقهى وتخبرهم بمدى إعجابك بالفيلم، وبالتالي تجزم بأن الفيلم لن تتخطاه جوائز الأوسكار القادمة، فأنت لست بعيدًا عن الحقيقة، فالتوقعات ترشح أوبنهايمر بالفوز عن فئة أفضل فيلم، كما ترشح مخرجه كريستوفر نولان وكيليان مورفي وروبرت جونيور للفوز أيضًا بالأوسكار.

فاز بالخلود من أحب الناس وسرق النار من أجلهم.

فهل يفوز من أشعل النار لكي تنطفئ الحرب.

علينا أن ننتظر.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى