مختصون يناقشون مزايا وعيوب “سينما الطريق والموقع الواحد”
الترند العربي – متابعات
نظَّمت “هيئة الأفلام” بالشراكة مع موقع “سوليوود” السينمائي، ورشة عمل بعنوان: “سينما الطريق والموقع الواحد”، في مدينة الرياض، مساء الثلاثاء 12 ديسمبر الجاري؛ بمشاركة نخبة من المهتمين والمختصين في صناعة السينما، وقدَّم الورشة الممثل والمنتج “راكان النغميشي”.
تضمَّنت الورشة جلستين نقاشيتين: جاءت الأولى تحت عنوان “مدخل وخلفية تاريخية”، وبدأت فعاليتها بتعريف ومقارنة بين سينما الطريق وسينما الموقع الواحد، حيث يكون للأولى دومًا قواعد شبه ثابتة، خصوصًا أثناء التصوير داخل المركبة، وتدور الأحداث فيها على طول الطريق. أما الثانية، فهي تعبر عن نوع من أنواع الأفلام التي تصور أحداثها بالكامل أو معظمها في موقع واحد، وتعتمد على الإخراج الإبداعي للحفاظ على اهتمام الجمهور.
تلا ذلك الحديث عن مزايا وعيوب كلا النوعين، إذ جاء في مقدمة مزايا سينما الطريق تنوع المناظر، وديناميكية سرد القصة؛ بينما شكل تكلفة الإنتاج العالية وتشتت القصة أبرز عيوبها. وكان من أهم مزايا سينما الموقع الواحد، تكلفة الإنتاج المنخفضة، وديناميكية الشخصيات؛ وتمثلت عيوب هذا النوع في ضيق المكان، وعدم قدرة كامل فريق العمل أداء مهامهم في نفس الوقت، بالإضافة إلى تحديات الكتابة والإخراج.
ثم دار النقاش خلال الجلسة الأولى حول أثر النوعين على الاقتصادات والسياحة ونشر الثقافات من خلال توفير فرص العمل، وتحفيز السياحة، ونشر التبادل الثقافي. واختتمت الجلسة الأولى للورشة فعالياتها بعرض نماذج من سينما الطريق، ومنها: Green Book الصادر عام 2018، و Little Miss Sunshinefالذي تم طرحه عام 2010. وعرض نماذج أخرى من سينما الموقع الواحد، ومنها Matchstick الصادر عام 2017.
أمَّا الجلسة الثانية للورشة، فكانت تحت عنوان “تجارب وحلول”، واستهلت أعمالها بتحليل نماذج عالمية بارزة من هذه الأنواع السينمائية ومنها فيلم SAW الصادر عام 2004. بالإضافة إلى استعراض وتحليل تجارب محلية ومنها Route 10 الصادر عام 2022 بصفته أحد أفلام الطريق الأبرز على مستوى منطقة الخليج، وتناول تحليله توضيح التحديات في هذه التجربة، والتي كان من بينها: السلامة، واللوجستيات، والتكنيكات الجديدة في التصوير. وأخيرًا، جاء النقاش حول حلول الإنتاج الفني، وتحديد العوامل الرئيسية التي يجب على صناع الأفلام مراعاتها، والتي تصدرها التركيز على التخطيط المسبق، والاهتمام بقسم السيارات المخصصة للتصوير، والتركيز على أساليب التصوير المتقدمة؛ علاوة على ضرورة وجود فنيين مختصين لديهم معرفة كافية في صناعة الأفلام. وفي النهاية نظم المشاركون في الورشة تمرين ارتجال جماعي.
وشهدت الورشة مبادرة من أحد المشاركين، وهو سعود الصقر، عضو فريق “سيدان كلاسيك الوسطى”، حيث أعلن عن استعداد الفريق لإتاحة الاستفادة من 13 سيارة كلاسيك، يعود تاريخ تصنيعها إلى ما قبل عام 1990 لصناع الأفلام المشاركين في الورشة للاستفادة منها في تصوير أعمالهم بدون مقابل.
وفي الختام خرجت الورشة بعددٍ من التوصيات، أبرزها: التركيز على التخطيط المسبق، والاهتمام بقسم السيارات المخصصة للتصوير، والاعتماد على أساليب التصوير المتقدمة، والتوسع في الشراكات المحلية.
وتأتي هذه الورشة امتدادًا للشراكة بين “هيئة الأفلام” وموقع “سوليوود” السينمائي، للمساهمة في بناء وتعزيز العلاقة مع المجتمع السينمائي، والوقوف على هموم المختصين والعاملين في الصناعة، بالإضافة إلى تحديد أبرز التحديات التي يواجهونها، والتعريف بالفرص الجديدة في القطاع وتزويد المهتمين والمختصين بها.