رياضةرياضة سعودية

الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة

الترند العربي – متابعات

قدّم الشارقة الإماراتي واحدة من أكثر مبارياته انضباطًا هذا الموسم، بعدما تمكّن من إيقاف سلسلة انتصارات الأهلي السعودي في ليلة آسيوية متوترة على ملعب “الإنماء” بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، ليخطف فوزًا ثمينًا بهدف وحيد ضمن الجولة الخامسة من منافسات مجموعة الغرب في دوري أبطال آسيا 2025–2026.
انتصار غيّر حسابات المجموعة، وأعاد توزيع الضغوط، ووضع الأهلي في منعطف يتطلب قراءة أعمق لواقع الفريق قبل الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

جاءت المباراة لتؤكد مرة أخرى أن المنافسة في النسخة الجديدة من البطولة باتت أكثر تعقيدًا، وأن الفوارق لم تعد تُحسم فقط بالعناصر الهجومية، بل بمدى قدرة الفرق على إدارة التفاصيل، واستثمار اللحظة الحاسمة في المواجهات الكبرى.

الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة
الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة

مواجهة متقلبة تحت الضغط

دخل الأهلي اللقاء بثقة عالية عقب سلسلة من النتائج الإيجابية آسيويًا ومحليًا، معتمدًا على قوة هجومية يقودها رياض محرز وفراس البريكان، إلى جانب الديناميكية المتصاعدة في خط الوسط. في المقابل، جاء الشارقة برؤية واقعية، تُعطي الأولوية لإغلاق المساحات، وتفكيك تدرجات الأهلي الهجومية باستخدام نظام دفاعي مرن يقترب من خمسة لاعبين عند تراجع الكرة.

لم يتأخر الأهلي في فرض إيقاعه، فجاءت أولى فرصه الخطرة عبر فهد الرشيدي الذي أطلق تسديدة قوية في الدقيقة 12، لكنها اصطدمت بيقظة الحارس عادل الحوسني الذي كان رجل المباراة دون منازع. وبدا واضحًا أن الأهلي يحتاج لحلول إضافية في الثلث الأخير، في ظل التكتل الدفاعي الكثيف للضيوف.

الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة
الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة

انضباط الشارقة يربك الأهلي

ظهرت ملامح التمسك بخطة المباراة من جانب الشارقة بوضوح مع استمرار المواجهة. فالضغط العالي لم يكن خيارًا دائمًا، بل كان الشارقة يختار توقيته، ليقترب من منطقة الأهلي في لحظات محددة فقط، بينما يعود سريعًا إلى عمقه الدفاعي بمجرد فقد الكرة.

في الوقت ذاته، اعتمد أصحاب الأرض على محاولات فردية من محرز ومساحات يحاول البريكان فتحها من الجهة اليمنى، لكن غياب الدعم من الأطراف وعدم القدرة على إدخال الكرات بين خطوط الشارقة جعل الأهلي مجرد صاحب استحواذ بلا فاعلية حقيقية.

الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة
الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة

الشوط الثاني.. تغييرات لم تغيّر كل شيء

مع بداية الشوط الثاني، حاول الأهلي كسر الصلابة الدفاعية للشارقة من خلال رفع الإيقاع واللجوء إلى التمريرات السريعة على الأطراف. لكن الشارقة حافظ على هدوئه، كما تعامل مع ضغط الأهلي بواقعية عالية مكّنته من امتصاص حماس اللحظات الأولى.

وفي الدقيقة 64، جاءت أولى التغييرات المؤثرة حين قرر مدرب الأهلي استبدال رياض محرز وإدخال ماتيوس، في خطوة أثارت علامات استفهام فنية لدى الجماهير، خصوصًا أن الجزائري كان أحد أكثر اللاعبين قدرة على صناعة الحلول حتى مع تراجع مستواه خلال اللقاء.

وبعد الربع ساعة الأخيرة، دخل إيفان توني بديلًا للرشيدي، لتتحول طريقة الأهلي إلى لعب مباشر داخل الصندوق، لكن ذلك لم يغير من واقع المباراة كثيرًا قبل أن تحدث اللحظة الفاصلة.

الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة
الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة

الهدف الذي قلب الحسابات

عند الدقيقة 81، استثمر الشارقة لحظة انتقال هجومي سريع بدأ من عمق الملعب، ثم تحول عبر الجهة اليسرى نحو عثمان كامارا، الذي قدّم كرة نموذجية من هجمة مرتدة فاجأت دفاع الأهلي غير المنظّم خلال العودة.
كاميـرا أظهَر هدوءًا كبيرًا داخل منطقة الجزاء، ليضع الكرة بثقة في الشباك، معلنًا الهدف الذي سيصبح عنوانًا لمجريات الجولة الخامسة في مجموعة الغرب.

هذا الهدف لم يكن مجرد تسجيل مباغت، بل جاء نتاجًا لمستوى عالٍ من الانضباط والتماسك، وتنفيذ دقيق لخطط المباراة، خصوصًا أن الشارقة كان يدافع ويهاجم في إطار حسابات محكمة، يختار فيها اللحظة المناسبة للمجازفة.

الأهلي بعد الهدف.. ضغط بلا تنظيم

بعد تلقي الهدف، حاول الأهلي العودة عبر رفع عدد اللاعبين داخل منطقة الخصم، إلى جانب لعب الكرات العرضية والعالية، لكن الدفاع الإماراتي كان على أعلى درجات التركيز.
وكاد توني أن يحقق التعادل في أكثر من لقطة، إلا أن افتقار الأهلي للتنظيم في الثلث الأخير بقي العقبة الأكبر أمام العودة، إضافة إلى الحضور القوي للحوسني الذي أوقف عدة محاولات خضراء.

كانت المشكلة الأساسية للأهلي في تلك الدقائق هي غياب الخطة البديلة. فبين محاولة الاختراق عبر العمق التي كانت تصطدم بالدفاع، والكرات الهوائية التي لا تجد المهاجم المناسب، بدا الفريق بحاجة إلى حلول تكتيكية إضافية كان من الممكن أن تأتي عبر لاعبين يمتلكون قدرات على الاختراق أو التسديد من خارج المنطقة.

تأثير النتيجة على المجموعة

الفوز وضع الشارقة في المركز السابع برصيد 7 نقاط، وهو مركز يعكس عودة الفريق للمنافسة بعد بدايات متذبذبة في البطولة.
أما الأهلي، فقد تراجع إلى المركز الثالث بـ10 نقاط، وهي نتيجة جعلت الجولة الأخيرة أكثر حساسية، خصوصًا بعد اقتراب بعض الفرق الأخرى من المنافسة على بطاقات التأهل.

هذه الجولة أعادت ترتيب حظوظ الفرق، وربما أعادت تعريف مسار الأهلي في البطولة. فالفريق الذي كان يسير بثبات يحتاج الآن لإعادة تقييم ملف التوازن الدفاعي والخيارات الهجومية.

لماذا خسر الأهلي؟ تحليل فني أعمق

بقراءة التفاصيل الفنية، يمكن تلخيص أسباب الخسارة في خمسة محاور رئيسية:

أولًا: غياب الحلول في العمق الهجومي
فالأهلي اعتمد على محاولات فردية، دون بناء هجومي متدرج قادر على كسر تماسك الشارقة.

ثانيًا: التسرع في الثلث الأخير
الكرات العرضية كانت كثيرة، لكنها جاءت بلا تنظيم، ما أفقدها تأثيرها.

ثالثًا: تغيرات لم تُحدث الفارق
خروج محرز في وقت كان بإمكانه صنع حلول في المساحات الضيقة أثّر على تنويع الهجمات.

رابعًا: ضعف الارتداد بعد فقد الكرة
الهدف جاء من لحظة انتقال سريع استغل فيها الشارقة غياب التنظيم الدفاعي بعد هجمة أهلاوية.

خامسًا: قراءة مثالية من مدرب الشارقة للمباراة
فالدفاع لم يكن عشوائيًا، بل منظّمًا مع ضغط متقطع، ثم استثمار مثالي للهجمة المرتدة.

ردود الفعل – جماهير غاضبة وتحليل يطال الخيارات الفنية

عقب اللقاء، تفاعلت جماهير الأهلي بشكل واسع عبر مواقع التواصل من خلال انتقادات وُجهت إلى الأسلوب الهجومي للفريق، مع تأكيد أن نقاط القوة المعتادة لم تظهر بالصورة المنتظرة.
كما أبدى محللون رياضيون تحفظًا على توقيت خروج محرز، وعلى البطء في التحولات خلال الدقائق التي سبقت هدف الشارقة.

في المقابل، أشادت جماهير الشارقة بالحضور الدفاعي والتنظيم العالي، معتبرين أن الفوز لم يكن ضربة حظ بل نتيجة لعمل تكتيكي طويل المدى.

الشرقية فوق العشب الأخضر.. صراع تتداخل فيه مستويات آسيا

تاريخيًا، مباريات الفرق السعودية والإماراتية في دوري الأبطال تُعد من أكثر المواجهات إثارة، كونها تُجمع بين مدارس كروية مختلفة؛ الأولى تميل للهجوم العالي، والثانية تعتمد على الانضباط والتنظيم.
وجاءت مواجهة الأهلي والشارقة لتؤكد أن هذه المنافسات تمثل طبقة أعلى من التعقيد، وأن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق.

كما أن دوري أبطال آسيا في نسخته الجديدة بتركيبته المنتخبة “Elite” أضاف طبقة جديدة من الصعوبة، بعد تقليص عدد الفرق وزيادة الجودة الفنية بشكل ملحوظ.

ماذا ينتظر الأهلي؟

رغم الخسارة، لا تزال حظوظ الأهلي قائمة، لكنه يحتاج الآن إلى معالجة عدد من الملفات خلال فترة قصيرة، أبرزها:

– زيادة فاعلية الأطراف
– استعادة التنظيم الدفاعي
– إعادة النظر في التغييرات الهجومية
– رفع جودة الاختراق عبر الأطراف والعمق
– تحسين معدل التحولات الهجومية

كما يحتاج الفريق لتجنب أي تعثر جديد، إذ إن فقدان نقاط إضافية قد يضعه في موقف أكثر صعوبة خلال الجولة الختامية.

ماذا حقق الشارقة بهذا الفوز؟

الفوز على الأهلي لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل حقق للشارقة مكاسب متعددة:

– تأكيد العودة للمنافسة
– رفع الروح المعنوية قبل الجولة الأخيرة
– إضافة ثقة دفاعية كبيرة بعد مواجهة فريق هجومي قوي
– تعزيز فرص الصعود عند توازن نتائج المنافسين

الفريق الإماراتي قدّم نسخة ناضجة من كرة القدم، ونجح في إدارة اللقاء بطريقة تحسب للجهاز الفني.

هل تراجعت فرص الأهلي في التأهل؟
تراجعت لكنها لا تزال قائمة، إذ يملك الفريق 10 نقاط ويحتاج للفوز أو التعادل وفق نتائج المنافسين.

ما أهم نقاط قوة الشارقة في المباراة؟
الانضباط، التماسك الدفاعي، واستثمار الهجمة المرتدة.

كيف يمكن للأهلي تصحيح المسار؟
برفع جودة التحولات وتنويع الخيارات الهجومية، والعودة للعمل الجماعي في الثلث الأخير.

هل كان خروج محرز مؤثرًا؟
نعم، لأنه اللاعب الأكثر قدرة على خلق الحلول الفردية في مواجهة دفاع مغلق.

اقرأ أيضًا: HONOR تدفع موجة التوسع التقني في السعودية بافتتاح متجر جديد يعزز حضور العلامة ورؤيتها المستقبلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى