رياضة سعوديةرياضة

الرياض 2025.. عاصمة الألعاب الإسلامية تتأهب لنسخة استثنائية من التضامن الرياضي العالمي

الترند العربي – متابعات

تتهيأ العاصمة السعودية الرياض لاستضافة النسخة السادسة من دورة ألعاب التضامن الإسلامي “الرياض 2025”، التي تُقام خلال الفترة من 7 إلى 27 نوفمبر الجاري، في حدث رياضي ضخم يعيد التأكيد على مكانة المملكة كقلبٍ نابضٍ للرياضة في العالمين العربي والإسلامي، ومركزٍ متنامٍ للفعاليات الرياضية الكبرى التي تجمع الشعوب تحت راية الأخوة والتعاون والسلام.

تأتي هذه النسخة وسط اهتمام عالمي غير مسبوق، بمشاركة أكثر من 3,000 رياضي ورياضية يمثلون 57 دولة من مختلف قارات العالم الإسلامي، يتنافسون في 25 لعبة رياضية تُقام في خمسة مواقع رئيسية داخل العاصمة، تتكامل لتقدّم مشهدًا تنظيميًا عالميًا يُضاهي كبرى البطولات الأولمبية والقارية.

الرياض 2025.. عاصمة الألعاب الإسلامية تتأهب لنسخة استثنائية من التضامن الرياضي العالمي
الرياض 2025.. عاصمة الألعاب الإسلامية تتأهب لنسخة استثنائية من التضامن الرياضي العالمي

انطلاقة رياضية مبكرة تُبشّر ببطولة مثيرة

تبدأ المنافسات رسميًا يوم الثلاثاء المقبل، حيث يشهد اليوم الافتتاحي مواجهات قوية في كرة قدم الصالات داخل الصالات الخضراء بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي.
ويستهل المنتخب السعودي مشواره بمواجهة منتخب أوزبكستان في مباراة الافتتاح، تليها مواجهات نارية تجمع ليبيا وأذربيجان، إيران والمغرب، وأفغانستان مع طاجيكستان، في أجواء حماسية تعكس الروح التنافسية العالية بين المنتخبات الإسلامية.

وفي اليوم ذاته، تُفتتح منافسات الكرة الطائرة التي تُقام في بوليفارد رياض سيتي بمباراتين بين أذربيجان وطاجيكستان، وتركيا وإيران، ضمن أولى الفعاليات التي تجمع بين الإثارة الرياضية والإبهار الجماهيري، بفضل التنظيم الحديث والإضاءة والتقنيات البصرية المتطورة المستخدمة في القاعات.

الرياض 2025.. عاصمة الألعاب الإسلامية تتأهب لنسخة استثنائية من التضامن الرياضي العالمي
الرياض 2025.. عاصمة الألعاب الإسلامية تتأهب لنسخة استثنائية من التضامن الرياضي العالمي

القرية الرياضية.. نموذج عالمي في التنظيم والاستقبال

من أبرز ملامح النسخة السادسة من ألعاب التضامن الإسلامي هي قرية الرياضيين التي أُنشئت لتكون بيئة متكاملة تحتضن جميع المشاركين في البطولة، إذ تُعتبر مركزًا متطورًا للتدريب والإقامة في آنٍ واحد.

تقع القرية داخل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وتبعد دقائق معدودة عن المواقع الرئيسة للمنافسات، ما يمنح الوفود سهولة تنقّل وسرعة استجابة. وتضم القرية مراكز تدريب لياقي متقدمة، وصالات للعلاج الطبيعي، ومطاعم دولية متنوعة تلبي احتياجات الرياضيين من مختلف الثقافات. كما تتوافر فيها خدمات الدعم النفسي والإرشاد الغذائي، إلى جانب قاعات الاجتماعات الفنية التي تستضيف اجتماعات اللجان والمدربين.

وفي زيارة ميدانية، قام صاحب السمو الأمير فهد بن جلوي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للدورة، بجولة تفقدية داخل القرية، اطلع خلالها على الخطط التشغيلية ومستوى الجاهزية، واستمع إلى شرحٍ تفصيلي من رؤساء اللجان حول آلية استقبال الوفود وجدول التدريب اليومي.
وأكد سموه أن الهدف هو توفير بيئة رياضية مثالية تليق بسمعة المملكة كمنظّم دولي موثوق، مشيرًا إلى أن كل تفاصيل الدورة تم إعدادها بدقة لخلق تجربة رياضية وإنسانية فريدة للمشاركين والجماهير على حد سواء.

الرياض 2025.. عاصمة الألعاب الإسلامية تتأهب لنسخة استثنائية من التضامن الرياضي العالمي
الرياض 2025.. عاصمة الألعاب الإسلامية تتأهب لنسخة استثنائية من التضامن الرياضي العالمي

خمسة مواقع.. وجه واحد للتميز

أكدت اللجنة المنظمة أن جميع مواقع المنافسات الخمسة أصبحت جاهزة بالكامل لاستقبال الألعاب، وهي موزعة بما يضمن سهولة التنقّل، وتنوع الخبرات، واستثمار كامل للبنية التحتية الرياضية في العاصمة.

  • مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي: يحتضن مسابقات كرة اليد، كرة قدم الصالات، والسباحة.
  • بوليفارد رياض سيتي: يُستقبل منافسات الرياضات الإلكترونية، تنس الطاولة، المصارعة، رفع الأثقال (العادي والبارا)، الووشو، المبارزة، والكرة الطائرة.
  • مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية: تُقام فيها ألعاب القوى (العادية والبارا)، الجوجيتسو، الجودو، الكاراتيه، والتايكوندو.
  • المسار الرياضي: يحتضن منافسات كرة السلة 3×3، الملاكمة، والمواي تاي.
  • ميدان الجنادرية: يشهد مسابقات الفروسية، الدواثلون، وسباق الهجن، إضافة إلى حفل الافتتاح الرسمي يوم الجمعة المقبل، الذي سيجمع عروضًا ثقافية تمثل روح الإسلام ووحدة الشعوب.

شعار الدورة.. “الإسلام يوحّدنا والرياض تجمعنا”

تحمل الدورة شعارًا ذا دلالة رمزية عميقة: “الإسلام يوحّدنا والرياض تجمعنا”، تعبيرًا عن روح التضامن والتعاون بين الشعوب الإسلامية.
الشعار يدمج بين اللونين الأخضر والذهبي في تصميم مستوحى من الزخارف العربية الإسلامية، ليعكس القيم المشتركة بين المشاركين، ويبرز الهوية الجمالية للمملكة كدولة تجمع بين الأصالة والحداثة.


المرأة في الصدارة.. تمكين متكامل وحضور عالمي

للمرأة في “الرياض 2025” حضورٌ بارز، إذ تشارك أكثر من 800 رياضية في مختلف المنافسات، لتسجّل أكبر نسبة مشاركة نسائية في تاريخ ألعاب التضامن الإسلامي.
وتشهد المنافسات النسائية إقبالًا كبيرًا في ألعاب الجمباز، السباحة، الرماية، التايكوندو، والفروسية، مع تخصيص لجان تحكيم دولية نسائية بالكامل لضمان بيئة تنافسية عادلة.

هذا الحضور يعكس التزام المملكة برؤية 2030 التي جعلت تمكين المرأة جزءًا من التنمية الشاملة، وهو ما أكدته اللجنة المنظمة من خلال توفير مرافق تدريبية مخصصة، وخدمات دعم طبي ونفسي وغذائي على مدار الساعة.


تأثير اقتصادي وسياحي متنامٍ

تُعد استضافة الرياض لهذه الدورة حدثًا ذا أبعاد اقتصادية عميقة، إذ تُسهم في تحفيز قطاع السياحة الرياضية، وتنشيط قطاعات الضيافة والنقل والترفيه.
ويتوقع أن تستقبل العاصمة خلال فترة البطولة أكثر من 100 ألف زائر بين وفود ومشجعين وإعلاميين، ما يُسهم في رفع إشغال الفنادق بنسبة تتجاوز 85%، وخلق فرص عمل موسمية في مجالات التنظيم والخدمات اللوجستية.

كما تُعد الدورة فرصة استثمارية لتسويق الهوية السياحية للمملكة، من خلال عروض سياحية مرافقة، وبرامج ثقافية تسلط الضوء على التراث السعودي، في مدن مثل الدرعية والعلا والطائف وجدة التاريخية.


التحول الرقمي في خدمة الحدث

تماشيًا مع نهج المملكة في التحول الرقمي، تم إطلاق تطبيق إلكتروني موحد خاص بالدورة، يتيح للرياضيين والجماهير متابعة الجداول، والنتائج، والأخبار المباشرة، إضافة إلى خدمة البث الحي عبر المنصات الرقمية.
كما تعتمد اللجنة المنظمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الأداء الرياضي والتغطية الإعلامية، في تجربة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ الدورات الإسلامية.

هذه الحلول التقنية تُسهم في تعزيز الشفافية، وسرعة إدارة النتائج، وتقديم تجربة ذكية للمشاهدين، حيث يمكن للجمهور التفاعل المباشر عبر المنصة ومتابعة تفاصيل كل مسابقة لحظة بلحظة.


الرياض.. من التنظيم إلى الريادة الرياضية

منذ إعلان فوز المملكة باستضافة دورة ألعاب التضامن الإسلامي، بدأت الرياض مسيرة تحضيرية ضخمة شملت تطوير البنية التحتية الرياضية، وتأهيل المنشآت، واستقطاب الكفاءات الدولية في مجالات الإدارة والتنظيم.
وقد أثمر هذا الجهد عن بناء تجربة متكاملة جعلت من الرياض نموذجًا عالميًا في إدارة البطولات متعددة الألعاب.

ويُنظر إلى الدورة باعتبارها بروفة تنظيمية ضخمة تمهيدًا لاستضافة ألعاب آسيا 2034، حيث تهدف المملكة إلى ترسيخ موقعها كوجهة رياضية عالمية تحتضن مختلف الثقافات وتوحّدها عبر الرياضة.


روح التضامن تتجسد في الميدان

لا تقتصر ألعاب التضامن الإسلامي على المنافسة فقط، بل تُعد منصة لتعزيز قيم التعاون، والتعارف بين الشعوب الإسلامية.
فالرياضيون المشاركون لا يمثلون بلدانهم فحسب، بل يُجسّدون وحدة الأمة الإسلامية في أبهى صورها، عبر التنافس الشريف والمشاركة الوجدانية التي تتجاوز حدود الميداليات إلى عمق التواصل الإنساني.

وقد خُصصت برامج ثقافية وفنية يومية داخل قرية الرياضيين، تتيح للوفود استعراض تراثها الوطني، من أزياء وموسيقى وأطعمة تقليدية، في أجواءٍ تعبّر عن التعدد والتنوع تحت مظلة واحدة.


الاستدامة.. إرث يتجاوز البطولة

من أبرز ملامح “الرياض 2025” أنها أول نسخة من ألعاب التضامن الإسلامي تُنظَّم وفق معايير الاستدامة البيئية.
فقد اعتمدت اللجنة العليا خطة تشغيلية صديقة للبيئة، تشمل:

  • استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل الإنارة والمولدات في عدد من المنشآت.
  • إعادة تدوير النفايات في مواقع البطولة بنسبة 60%.
  • تقليل الانبعاثات الكربونية عبر النقل الجماعي الكهربائي.
  • توفير نقاط تعبئة مياه صديقة للبيئة لتقليل استخدام البلاستيك.

وبذلك، تصبح هذه الدورة مثالًا حيًا على تطبيق مبادئ رؤية السعودية 2030 التي توازن بين التنمية والبيئة والمسؤولية الاجتماعية.


ما أبرز الألعاب التي ستُقام في دورة الرياض 2025؟
تشمل المنافسات 25 لعبة من بينها: كرة القدم، السباحة، الجودو، التايكوندو، ألعاب القوى، الفروسية، المصارعة، الملاكمة، الكرة الطائرة، والرياضات الإلكترونية.

هل تفتح البطولة أبوابها للجماهير؟
نعم، حيث خصصت اللجنة المنظمة تذاكر إلكترونية مجانية للجمهور المحلي والدولي، مع مناطق مشجعين في بوليفارد رياض سيتي، تتيح المتابعة المباشرة والعروض التفاعلية.

ما دور المرأة في الدورة؟
تشارك أكثر من 800 رياضية في مختلف المسابقات، ضمن أكبر حضور نسائي في تاريخ البطولة، تأكيدًا لتمكين المرأة السعودية والعربية في الميدان الرياضي.

هل هناك جوائز مالية للمشاركين؟
نعم، ستُمنح مكافآت مالية تحفيزية للفائزين في المراكز الثلاثة الأولى، إلى جانب الأوسمة والميداليات الرسمية المعتمدة من الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي.


الرياض 2025.. ملتقى العالم الإسلامي في قلب المملكة

مع اقتراب موعد الانطلاق، تتجه أنظار الملايين من محبي الرياضة في العالم الإسلامي إلى العاصمة السعودية، التي تستعد لتقديم نسخة استثنائية تُجسد روح التضامن والتميز السعودي في التنظيم.
فمن المنافسات إلى الاحتفالات، ومن الميداليات إلى الرسائل الإنسانية، تُؤكد هذه الدورة أن الرياض ليست مجرد مدينة مستضيفة، بل مركز إشعاع حضاري ورياضي يربط بين الماضي والمستقبل.

إنها لحظة تتلاقى فيها القلوب قبل الملاعب، والأعلام قبل النتائج، لتبعث للعالم رسالة واحدة مفادها:

الرياض عاصمة التضامن.. والرياضة لغة السلام.

اقرأ أيضًا: الرياضة الإلكترونية في العالم العربي.. من الهواية إلى الصناعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى