تقنية

الذكاء الاصطناعي في الوظائف الحكومية.. كيف سيؤثر على الموظف السعودي؟

الترند العربي – خاص

في ظل التحول الرقمي الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تقنية بل أصبح محورًا رئيسيًا في إعادة تشكيل بنية العمل الحكومي، وهو ما يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول مستقبل الموظف السعودي ودوره في مؤسسات الدولة خلال السنوات المقبلة.


التحول الذكي في مؤسسات الدولة

اعتمدت المملكة عبر الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى جعل السعودية ضمن الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال بحلول عام 2030.

هذه الخطوة لم تكن مجرد توجه تقني، بل تمثل نقلة نوعية في التفكير الإداري، حيث بدأت الجهات الحكومية في توظيف الخوارزميات لتحسين كفاءة الخدمات وتبسيط الإجراءات وتوفير الوقت والتكلفة على المواطن والموظف على حدٍ سواء.

أتمتة المهام الروتينية وتغيّر طبيعة العمل

بحسب البنك الدولي، فإن نحو 20% من الوظائف في السعودية مرشحة لأن تتأثر بالأتمتة أو تستبدل جزئيًا بالذكاء الاصطناعي خلال العقد المقبل، بينما من المتوقع أن تُخلق فرص جديدة بنسبة 23% نتيجة هذا التحول.

ويعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف الحكومية بقدر ما سيعيد تعريفها، بحيث يتحول الموظف من منفّذ لإجراءات روتينية إلى مشرف على أنظمة ذكية ومسؤول عن تحليل البيانات واتخاذ القرارات المدعومة بالمعلومة.

المهارات المطلوبة في العصر الجديد

يرى خبراء أن المرحلة المقبلة ستتطلب من الموظف السعودي مهارات جديدة تتجاوز استخدام الحاسب إلى فهم أدوات الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات والتفكير التحليلي.

التقارير الصادرة عن “أوليفر وايمان” و”سدايا” تؤكد أن مستقبل الوظائف الحكومية سيكون لمن يمتلك مهارات التواصل، الذكاء العاطفي، والقدرة على اتخاذ القرار في بيئة تعتمد على الأنظمة الذكية.

ولذلك، بدأت الجهات الحكومية بتنفيذ برامج تدريب وتأهيل مكثفة ضمن خطط التحول الرقمي لضمان جاهزية كوادرها للانتقال إلى منظومة العمل الجديدة.

التحديات التي تواجه الموظف السعودي

رغم الإيجابيات العديدة، إلا أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى المؤسسات الحكومية يفرض تحديات حقيقية، أبرزها:

  • الخوف من فقدان الوظيفة نتيجة الأتمتة.
  • فجوة المهارات الرقمية بين الأجيال الوظيفية المختلفة.
  • التحول الثقافي في بيئة العمل من النمط التقليدي إلى المرونة الذكية.
  • قضايا الخصوصية وحماية البيانات التي تتطلب وعياً قانونياً وتقنياً متقدماً.

تلك التحديات لا تقل أهمية عن الجانب التقني، فهي ترتبط بتغيير الذهنية وثقافة العمل أكثر من ارتباطها بالأدوات ذاتها.

الفرص الجديدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي لا يُقصي الإنسان بل يمنحه دورًا أكثر استراتيجية. الموظف الحكومي سيصبح جزءًا من منظومة تعتمد على البيانات والتحليل والتنبؤ، مما يمنحه فرصة أكبر للمشاركة في اتخاذ القرار وصناعة الحلول.
كما أن المشروعات السعودية الكبرى، مثل “نيوم” و”القدية” و”ذا لاين”، تعتمد على كوادر وطنية قادرة على إدارة التقنيات الذكية، وهو ما يفتح المجال لتوظيف المهارات الحكومية في مشاريع المستقبل.

ما الذي يجب أن يفعله الموظف الآن؟

التحول نحو الذكاء الاصطناعي لا ينتظر أحدًا، وعلى الموظف السعودي أن يستعد من الآن من خلال:

  • تعلّم أدوات الذكاء الاصطناعي الأساسية وفهم استخدامها في العمل اليومي.
  • تطوير مهارات التواصل والإبداع التي لا يمكن للآلة استبدالها.
  • الالتحاق بالبرامج التدريبية التي تطلقها “سدايا” والجهات الحكومية.
  • المشاركة الفعالة في مبادرات التحول الرقمي داخل المؤسسة.

هل سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى إلغاء الوظائف الحكومية؟
ليس بالضرورة. الذكاء الاصطناعي سيقلل المهام الروتينية لكنه سيخلق أدوارًا جديدة تتعلق بالإشراف والتحليل وصنع القرار.

ما المهارات التي يحتاجها الموظف السعودي للبقاء في سوق العمل الحكومي؟
مهارات البيانات، التحليل، استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، والتفكير الإبداعي والقيادي.

هل هناك خطط حكومية لتأهيل الموظفين؟
نعم، أطلقت «سدايا» ووزارة الموارد البشرية برامج تدريب وطنية مكثفة لتعزيز الجاهزية الرقمية لدى موظفي القطاع العام.

ما أبرز التحديات الحالية؟
الفجوة التقنية بين الأجيال، ضعف الوعي الرقمي في بعض القطاعات، والحاجة لتشريعات تنظّم استخدام الذكاء الاصطناعي بأمان وشفافية.

اقرأ أيضًا: 8.2 مليار دولار من السعودية لدعم الأمم المتحدة والعمل الإنساني عالميًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى