الترند العربي – متابعات

إمّا أن تكون العُلا وجهة سياحية وثقافية، أو تكون حالة استثنائية لا تُشبه أي أرض أخرى. هذا ما تُثبته مجددًا بإعلان فتح التسجيل لسباق “درب العُلا 2026″، الحدث الذي بات جزءًا من هوية العُلا الرياضية والحضارية، وواحدًا من أكثر الفعاليات جذبًا للرياضيين حول العالم. الإعلان الجديد لا يقدم سباقًا عاديًا، بل يعيد تأكيد مكانة العُلا كمنصة لتجارب رياضية عابرة للحدود، تتداخل فيها التضاريس الصحراوية النادرة مع التاريخ العميق وصوت المغامرة الذي يدعو المتسابقين لخوض تجربة لا تُنسى.

عودة السباق في نسخة جديدة تحمل توسعًا غير مسبوق
يأتي إطلاق التسجيل لنسخة عام 2026 ضمن تقويم “لحظات العُلا”، ليؤكد استمرار نمو الحدث عامًا بعد عام. فالسباق لم يعد فعالية رياضية فقط، بل منصة عالمية تجمع بين العدّائين من مختلف المستويات، من الأطفال والهواة إلى المحترفين والنخبة. وتُقام نسخة هذا العام على مدى يومين 22 و23 يناير 2026، وسط تضاريس طبيعية تُعد من الأكثر جذبًا في المنطقة العربية.

وتحافظ العُلا على مكانتها كمدينة تعيد صياغة مفهوم الرياضة في الهواء الطلق؛ فلا شيء هنا يحدث داخل أسوار، ولا شيء يمنع الطبيعة من أن تكون جزءًا من القصة. التضاريس الممتدة، الأودية الصخرية، الجبال الرمزية مثل جبل الفيل، والمواقع التاريخية المدرجة على قائمة اليونسكو مثل الحِجر، تتحول جميعها إلى عنصر مكوّن في التجربة الرياضية.

سباقات متنوعة تلائم جميع المستويات
تواصل الفعالية التوسع في تنوع السباقات المقدمة للمتنافسين، حيث تشمل جدولًا غنيًا من المسارات التي تراعي الفروق العمرية ومستويات اللياقة. يبدأ البرنامج بسباق الأطفال لمسافة 1.6 كيلومتر، والذي يحظى بشعبية كبيرة لدى العائلات. ثم يأتي سباق الغروب لمسافة 3 كيلومترات، الذي يجمع بين النشاط الرياضي ومشهد الغروب النادر بين التكوينات الصخرية.

أما العدّاؤون المتوسطون فلهم نصيب في سباقات 10 و23 كيلومترًا، وهي سباقات تعتمد على توازن بين السرعة والتحمّل. بينما تتجه الأنظار الأكبر نحو سباقي 50 و100 كيلومتر، وهما اختبار حقيقي للقدرة البشرية، يشارك فيهما المحترفون والرياضيون من فئة النخبة، الذين يعبرون تضاريس واسعة قد تتغير خلالها درجات الحرارة وأنماط الرياح.

خط النهاية في البلدة القديمة… قلب العُلا النابض
جميع المسارات تنتهي في البلدة القديمة، التي تتحول خلال الحدث إلى نقطة تجمع نابضة بالحماس، تُخفي بين تفاصيلها تاريخًا يمتد آلاف السنين. هنا يصل العدّاؤون بعد ساعات من الجري بين الجبال والوديان، ليكون خط النهاية أكثر من مجرد نهاية سباق… بل دخولًا إلى مشهد ثقافي وروحي يربط بين الجسد والأرض والتاريخ.

ويتميز اليوم الأول بإطلاق سباقات الأطفال والغروب واستقبال المشاركين في قرية السباق بالمدرج التاريخي، حيث يحصل المتسابقون على حقائبهم التي تضم القميص الرسمي، غطاء الرأس، شريحة التوقيت، ورقم المتسابق. وفي اليوم الثاني، تُقام السباقات التنافسية الكبرى بمشاركة آلاف العدّائين.

تجربة رياضية متكاملة داخل قرية السباق
لا تقتصر الفعالية على الجانب الرياضي فقط، بل تتسع لتشمل بيئة متكاملة من الترفيه والوِجهات الثقافية. قرية السباق تحولت إلى مركز نشاط نابض، يضم مناطق موسيقية، جلسات للعافية، أكشاك المأكولات المحلية والعالمية، ومعارض تعريفية بتاريخ العُلا ومواقعها الأثرية. وبذلك تُصبح الفعالية مناسبة مناسبة للرياضيين وعائلاتهم، ومشهدًا اجتماعيًا يحتفي بالحركة والاكتشاف.

العُلا… جغرافيا ساحرة تتحول إلى مضمار عالمي
المسارات المختارة لهذا الحدث ليست عشوائية، بل تعتمد على رؤية مدروسة تهدف لإبراز الطابع الجمالي للعُلا. فالمشاركون يعبرون تكوينات صخرية منحوتة طبيعيًا، ووديانًا واسعة، وصحارى مفتوحة، بالإضافة إلى معالم شهيرة مثل قاعة مرايا، أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم، والذي يعكس تضاريس العُلا في مشاهد بصرية لا تتكرر.

كما يمر بعض المتسابقين بموقع الحِجر المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهو ما يجعل السباق ليس مجرد نشاط رياضي، بل تجربة تعليمية وثقافية تُحاكي ذاكرة المكان.

منصات التسجيل وتفاصيل المشاركة
يتم التسجيل عبر موقع experiencealula.com، حيث يحصل المشاركون على تذكرة إلكترونية تشمل خرائط المسارات وتعليمات السلامة والجدول الكامل للسباقات، وذلك بالتعاون مع فريق “Race Arabia” المنظم. وتحتاج السباقات الطويلة، خاصة 50 و100 كيلومتر، إلى تجهيزات خاصة للسلامة ودعم فني على امتداد المسار، نظرًا للطبيعة الوعرة التي يمرّ بها المتنافسون.

العُلا في قلب الرياضة العالمية
يأتي سباق “درب العُلا” ضمن جدول الفعاليات الرياضية الأوسع في منطقة العُلا لعامي 2025 و2026، والذي يشمل بطولات بارزة مثل طواف العُلا، بطولة بولو الصحراء، وكأس الفرسان للقدرة والتحمل. هذا التوسع المستمر يعزز موقع العُلا كوجهة عالمية للفعاليات الرياضية والثقافية، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تعزيز الاقتصاد الرياضي والسياحة النوعية.

العُلا… بين الماضي العريق والمستقبل الرياضي
تحاول العُلا في كل حدث أن تقدم نموذجًا جديدًا يجمع بين التراث العريق والطموح الحديث. فكل سباق هو فرصة لرؤية الأرض من منظور آخر، حيث يتحول التاريخ إلى خلفية، والرياضة إلى وسيلة، والطبيعة إلى رفيق طريق. إن إطلاق التسجيل لسباق “درب العُلا 2026” يعكس هذا النهج، ويُعيد التأكيد على أن العُلا ليست مجرد مدينة… بل رؤية متكاملة تُعيد تعريف علاقة الإنسان بالمكان.

ما مواعيد سباق “درب العُلا 2026″؟
يُقام السباق يومي 22 و23 يناير 2026 ضمن فعاليات “لحظات العُلا”.

ما المسافات المتاحة للمشاركة؟
تشمل السباقات: 1.6 كلم للأطفال، 3 كلم لسباق الغروب، 10 و23 كلم للعدّائين المتوسطين، 50 كلم للمحترفين، و100 كلم للنخبة.

هل يمكن المشاركة من خارج المملكة؟
نعم، السباق مفتوح للمشاركين من مختلف دول العالم.

أين يقع خط النهاية؟
جميع المسارات تنتهي في البلدة القديمة بالعُلا.

كيف يتم التسجيل؟
عبر موقع experiencealula.com، مع الحصول على تذكرة إلكترونية تشمل تعليمات السباق.

اقرأ أيضًا: الرياض تحتضن أضخم عروض WWE… طرح تذاكر SmackDown وRoyal Rumble 2026 رسميًا