“حوت خان يونس” العملاق.. كائن مهدد بالانقراض يمنح أهل غزة لحظة فرح نادرة

الترند العربي – متابعات
شهدت شواطئ مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مشهدًا بحريًا غير مألوف عندما تمكّن عدد من الصيادين المحليين من اصطياد قرش حوتي عملاق بلغ طوله نحو 10 أمتار ووزنه قرابة طنين، في واقعة نادرة خطفت أنظار الأهالي وأثارت اهتمام الخبراء والبيئيين على حدٍّ سواء، بعدما تحوّل الحدث إلى محور نقاش واسع حول طبيعة هذا الكائن المذهل ومصيره في ظل التهديدات البيئية المتزايدة.

حدث استثنائي على شواطئ غزة
تجمّع العشرات من المواطنين والنازحين على شاطئ خان يونس لمشاهدة الكائن الضخم الذي علِق في شباك الصيادين، وسط مشاعر الدهشة والفرح، في مشهد وصفه السكان بأنه “لحظة أمل في بحر المعاناة”.
الصور ومقاطع الفيديو المتداولة أظهرت ضحكات الأطفال وتعجب الكبار من الحجم الهائل للكائن البحري، بينما أكد الصيادون أن الحدث لم يشهد له القطاع مثيلًا منذ عقود، ما جعل من “حوت خان يونس” حديث المدينة ووسائل الإعلام المحلية.
قرش حوتي أم سمكة شمس؟.. الجدل العلمي قائم
أشارت بعض المصادر إلى أن الكائن العملاق قد يكون من نوع “مولا مولا” أو سمكة الشمس المحيطية، وهي من أضخم الأسماك العظمية في العالم، فيما أكد مختصون آخرون أنه قرش حوتي، وهو أكبر أنواع القروش والأسماك الغضروفية على الإطلاق.
القرش الحوتي يمكن أن يصل طوله إلى 13 مترًا ووزنه إلى أكثر من 21 طنًا، ويُعد من أكثر الكائنات البحرية وداعًا، إذ لا يمتلك أسنانًا حادة ويتغذى على العوالق والكائنات الدقيقة من خلال شفط المياه، ما يجعله غير خطر على الإنسان إطلاقًا.

عملاق وديع.. لكنه على حافة الانقراض
القرش الحوتي، الذي يتميز بلونه الأزرق المائل إلى الرمادي ونقاطه البيضاء الزاهية، يُدرج ضمن القائمة الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN).
وتعود أسباب هذا التصنيف المقلق إلى الصيد الجائر والاصطدام العرضي بالسفن وتدهور البيئة البحرية، وهي عوامل تهدد بقاء هذا النوع الفريد.
ووفقًا لوزارة البيئة المصرية، يُعتبر القرش الحوتي أحد الركائز البيئية المهمة في النظام البحري للبحر الأحمر، حيث يساهم في حفظ التوازن البيولوجي واستدامة الحياة البحرية، ويمتاز بعمرٍ طويل قد يصل إلى 10 أعوام.
رمز بيئي يظهر في لحظة مأساة
يأتي هذا الحدث النادر في وقت يواجه فيه قطاع غزة واحدة من أقسى المراحل البيئية والاقتصادية في تاريخه، إذ تضرر ميناء غزة البحري بشدة خلال الحرب الأخيرة، وتحول جزء منه إلى مناطق إيواء للنازحين، ما حرم آلاف الصيادين من مصدر رزقهم.

لذلك، مثل ظهور هذا الكائن العملاق لحظة استثنائية من الفرح الجماعي، إذ وصفه أحد الصيادين بأنه “هدية البحر لأهل غزة في زمن الألم”، بينما اعتبره آخرون رمزًا لصمود الطبيعة في وجه الدمار.
أمل في مواجهة التهديد
يرى خبراء البيئة أن الحفاظ على مثل هذه الكائنات البحرية المهددة يعد مسؤولية إنسانية عالمية، خاصة في ظل تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة البحار، التي أثّرت على مسارات الهجرة والتكاثر لدى الأنواع الكبرى.
ويؤكد الباحثون أن حادثة خان يونس يجب أن تكون دعوة لحماية البيئة البحرية الفلسطينية، وتعزيز الجهود التوعوية للحفاظ على التنوع البيولوجي في البحر المتوسط والبحر الأحمر.

ما هو نوع الكائن الذي وُجد في خان يونس؟
الكائن هو على الأرجح قرش حوتي عملاق، أكبر أنواع القروش والأسماك الغضروفية في العالم.
هل يشكل الحوت خطرًا على البشر؟
لا، القرش الحوتي لا يهاجم الإنسان ولا يمتلك أسنانًا حادة، إذ يتغذى على العوالق الدقيقة فقط.
لماذا يُعتبر مهددًا بالانقراض؟
بسبب الصيد الجائر واصطدام السفن الكبيرة وتدهور البيئة البحرية العالمية.
ما أهمية ظهوره في غزة؟
يمثل ظاهرة بيئية نادرة وبصيص أمل لسكان القطاع الذين يعيشون أوضاعًا صعبة، إلى جانب أنه مؤشر على تنوع الحياة البحرية رغم الظروف القاسية.
اقرأ أيضًا: مجلس الوزراء السعودي: نتطلع لإسهام قمة شرم الشيخ في إنهاء حرب غزة