الحرب الباردة
فاطمة العدلاني
حرب نفسية تلعب بدورها على إعتام العقل عن الرؤية، عملية سمّاها المتخصصون حربًا باردة حيث تتنزه عن الدماء الحمراء، ولكنها أعنف وأقسى من القتل. صُنفت الحرب الباردة أنها من ضمن Military Psychology وهو علم النفس الحربي، فيلجأ مستخدمي الحرب الباردة على لعب معنوي يمكن أن يصل لتغيير الثوابت والمعتقدات والرواسخ بعد أن يصل العقل لإرهاق ما بعد الحرب الباردة فيتساوى لديه الأبيض والأسود، البحر والبر، الخير والشر، الشمس والقمر، الليل والنهار يعجز عن التفريق بين النقيضين على إثر الإرهاق النفسي التي وصلت إليها الروح والإرهاق العقلي الذي وصل إليه الذهن.
هل يتم الاستعواض عن الحرب الباردة بالحرب المسلحة أو العكس؟
الحرب الباردة لا تحل محل الحروب المعتادة لكن تكون قبلها وبعدها فمن ضمن أساسيات فنون الحرب، تفتيت شمل العدو وتفرقة الصفوف فيلجأ بعض القادة للعب مع العدو على الجانب النفسي والعقلي قبل الحرب لتفرقة الصفوف وبعد الحرب لضمان النصر. وقال صن تزو الصيني “أن أعظم مهارة هي تفتيت مقاومة العدو دون قتاله”
في بعض الأحيان يعيش الإنسان حروبًا باردة لا يدرك خطورة خسائرها، فالحرب السيكولوچية أو كما تُدعى البروباغندا أو الحرب النفسية هي حرب تؤثر على الإنسان أقوى من السلاح فالإمساك بنقاط الضعف لدى الآخر واللعب عليها والضغط والعمل بأساليب معينة وأفعال مضمون نتائج رد فعلها هي أساليب حروب نفسية من الدرجة الأولى.
وفقًا لعلماء النفس فقد صُنفت الحرب النفسية بالحرب الأخطر على الإنسان واللعب على العقل والنفس في آن واحد ونشر فكر وزرعه والعمل على تغيير معتقدات ورواسخ بخطط ممنهجة للوصول بثوابت وضربها دون حرب وجهًا لوجه هي حرب وإن لم تكن كذلك.