اقتصادمنوعات

ارتفاع جنوني في أسعار المنازل حول العالم رغم الأزمة الاقتصادية

الترند العربي – متابعات

واجه سوق العقارات الأميركي خلال الفترة الماضية، مشكلة بارزة تتمثل في شح العرض الواضح جدًا، ووفقًا لتقرير صدر مؤخرًا من جامعة “هارفارد”، فإن مخزون المعروض من العقارات في السوق الأميركية لا يكفي إلا لشهرين فقط، الأمر الذي يمثل شُحًا تاريخيًا غير مسبوق على العرض، من المعروف أن السوق عندما يكون في حالته الطبيعية، فإن المعروض يكفي لتغطية عمليات البيع لمدة ستة أشهر، بحيث أن كمية المعروض للبيع مقارنة بمعدل عمليات البيع، تعتبر من المؤشرات التي يُعتمد عليها في قياس صحة سوق العقار، نقلاً عن موقع أبنية.

يعتبر ارتفاع الأسعار وشح الموجود، من الأسباب التي تؤدي إلى وجود أزمة في سوق العقارات، كما أن هبوط معدل فائدة القرض وسهولة الحصول على القروض العقارية، والتي يقابلها محليًا برامج دعم التمويل العقاري، هي أيضًا من الأسباب التي يكثر ذكرها في هذه الأزمة، إلا أن “بودكاست Planet Money” كشف عن عوامل أخرى اجتماعية تسببت في تلك الأزمة، والتي سوف نستعرضها في السطور القادمة.

الآباء سبب الأزمة

التقرير الذي تحدث عنه “بودكاست Planet Money”، يقول: “إن جيل الذين تكون أعمارهم ما بين الخمسينات إلى السبعينات، هم في وقتنا الحالي أغنى جيل على وجه التاريخ، وأشار التقرير إلى أن هذا الجيل يشكلون ما يعادل 28% من المجتمع، إلا أنهم يمتلكون 44% من العقارات في أميركا، مُشيرًا إلى أن لا أحد من هذا الجيل ينتوي بيع عقاراته حتى الموت، كما أوضح التقرير إلى أنه بالرغم من التطوّر الكبير في عالم الطب مع زيادة متوسط الأعمار عالميًا، فإن هذه العقارات قد تظل محجوزة عن البيع في السوق حتى يصلون إلى سن التسعينات، في حين أن جيل الذين يبلغون من العمر عشرينات وثلاثينات في الوقت الحالي، هم الجيل الذي يبحث عن شراء عقارات الآن ولكن الآباء ليست لديهم نية للبيع.

أكد تقرير “بودكاست Planet Money”، على أن عدم وجود عقارات كثيرة في السوق ليست من خطأ الآباء، مُشيرًا إلى أنه ليس خطأهم إن كانت صحتهم جيدة، وإنهم لا يريدون الانتقال إلى بيوت أصغر أو بيع بيوتهم، وهم ليسوا من أنشأ مشكلة العرض في البيوت، موضحًا أنه في حال قيام الآباء ببيع منازلهم فإنهم سيقومون بشراء منازل جديدة، لأن من يعيش في بيت يملكه لا يعود عادةً للاستئجار، مُشددًا على أن التركيز على فكرة أن الآباء هم سبب هذه الأزمة يعد أمرًا في غير محله، وإن هُم أرادوا حل هذه الأزمة فإن عليهم توفير منازل إضافية.

الآباء يعطلون بعض الحلول

أكد “بودكاست Planet Money”، على أنه في الغالب حين يتم تقديم اقتراح جديد لبناء منازل جديدة، فإن أول المعارضين يكون جيل الآباء، لأنهم لا يريدون أن تكون المباني أفضل من منازلهم، وذلك لعدم تقليل قيمة مساكنهم، مشيرًا إلى أن الحجة قد تكون عدم كفاية الخدمات، أو ازدحام الشوارع، أو ببساطة لعدم رغبتهم في التغيير الأمر الذي يجعل حيهم أسوأ فأسوأ، وضرب “البودكست” مثلًا: “إن كنت في حي للفلل المنفصلة، وكان هناك مقترح لتحويل الحي لتمكين أبنية أكبر أو فلل متصلة، فإن أول المعارضين هم الملاك الحاليون”.

وشدد “البودكاست” على أن الآباء لا يُلامون على رفضهم لفكرة إنشاء مبانٍ جديدة، مؤكدًا على أن كل من يملك منزلًا أو أي نوعٍ من أنواع الأصول، سيحاول الدفاع عن ثبات قيمة ما يملكه، وهذا لا علاقة له بجيل المواليد أو غيره.

وأنهى “بودكاست Planet Money” التقرير بأن هناك مشكلة، وأن الحل هو إضافة منازل جديدة حتى يتم سد احتياجات السوق، وهي أن بناء تلك المنازل قد يتطلب عقودًا، مما يعني أنه قد لا يتم توفير منازل بأسعار مناسبة إلا بعد تقاعد جيل الألفية، مؤكدًا على أن سن التقاعد سيكون هو الوقت المناسب لامتلاك أحد المنازل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى