العلاقات العامة للجميع
عمر غازي
لا خلاف حول أهمية الأدوار التي يلعبها ممارسو العلاقات العامة في المنظمة، باعتبارهم حلقة وصل بينها وبين الجمهور لنقل وتوضيح سياساتها، وبناء الصورة الذهنية السليمة وتحسينها، والتأثير في الرأي العام، والرد على الانتقادات، وتصحيح الشائعات وغيرها، ولكن يبقى السؤال الأهم هل هذه الوظيفة يجب أن تظل محصورة في ممارسي الاتصال وحدهم؟ وهم الأشخاص الذين أسندت لهم مهام اتصالية خارجية مع الجمهور دون غيرهم من منسوبي المنظمة.
وفي الواقع هناك حاجة مُلحّة إلى رسم الاستراتيجيات الاتصالية، وبناء برامج العلاقات العامة في المنظمات بشكل أكثر اتساعًا، بحيث تحتوي على خطط واضحة لتدريب كافة منسوبي المنظمة، على الحد الأدنى من المهارات الاتصالية، التي تسعفهم في لعب أدوار مهمة في بناء السمعة على أرض الواقع، والسمعة الرقمية، وتصحيح الصورة الذهنية للمنظمة التي ينتمون إليها بشكل تلقائي، وذلك عبر ترسيخ الانتماء والولاء وزيادة الحصيلة المعرفية لديهم حول المنظمة من جهة، وتصحيح الصورة الذهنية، والاطمئنان إلى فهمهم العميق لطبيعة منظمتهم وأهدافها بالصورة المأمولة من جهة أخرى.
إن انخراط كافة منسوبي المنظمة في أداء أدوار اتصالية مع الجمهور، وإن كانت طريقة غير مباشرة فإنها بلا شك ستؤدي إلى تكامل جهود المعنيين، وستسهم بالتالي في سد الحاجة دون الاستعانة بجهود خارجية لا تمتلك ذات اليقين أو الدافع، كما أن انخراط منسوبي أي جهة في أداء أدوارهم في بناء السمعة الإيجابية، يخلق صورة أكثر إيجابية عن المنظمة وعن بيئة العمل ومخرجاتها وجودتها.
ولكن تبقى الخطوة الأهم لضمان سير العملية بشكل صحيح وممنهج، هو بناء الأدلة الإرشادية بشكل تفصيلي، وإتاحتها لمنسوبي المنظمة، وعقد ورش عمل بشكل دوري لضمان فهمها على الوجه الأمثل، وللتحقق من فعاليتها وتقييمها وتحديثها، بالإضافة إلى عدم إغفال جانب الإشادة بالممارسات الناجعة لأعضاء الفريق لتشجيع الآخرين على المزيد من العمل، مما يصب إيجابًا في عملية بناء سمعة المنظمة، وتصحيح صورتها الذهنية، وتسليط الضوء عليها لتشجيع الآخرين على الانخراط.
المصدر: نشرة elleven