وفاة 5 أطفال أشقاء في صعيد مصر تُشعل السوشيال ميديا وتثير الرعب

وفاة 5 أطفال أشقاء في صعيد مصر تُشعل السوشيال ميديا وتثير الرعب
الترند العربي – متابعات
حالة من الرعب والصدمة خيّمت على محافظة المنيا جنوب مصر، بعدما شهدت قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس وفاة 5 أطفال من أسرة واحدة خلال أقل من أسبوع، إثر إصابتهم بأعراض مرضية غامضة لم تُحدَّد أسبابها حتى الآن. الحادثة المأساوية فتحت أبواب التساؤلات والتكهنات، ودفع الجهات الرسمية لتكثيف التحقيقات على المستويين الجنائي والطبي، في محاولة لفكّ لغز الوفيات المتتالية.
الطفلة الخامسة تلفظ أنفاسها في مستشفى السموم
الضحية الخامسة كانت الطفلة رحمة نصر محمد، البالغة من العمر 12 عامًا، والتي فارقت الحياة داخل مستشفى السموم فجر الأربعاء، بعد تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ، لتلحق بأشقائها الأربعة: محمد (11 عامًا)، عمر (7 أعوام)، ريم (10 أعوام)، وأحمد، الذي تُوفي بعد ساعات من شقيقته ريم.
وبناءً على تعليمات النيابة العامة، تم نقل جثمان رحمة إلى المشرحة لعرضه على الطب الشرعي، في ظل استمرار الغموض حول السبب الرئيسي للوفاة المتكررة داخل الأسرة.
النيابة توسّع التحقيقات واستدعاء الوالدين
فتحت النيابة العامة بديرمواس تحقيقًا موسعًا في الحادث، واستدعت والدي الأطفال للاستماع إلى إفاداتهما حول تفاصيل الأيام الأخيرة قبل ظهور الأعراض على أطفالهم، مع التركيز على طبيعة الطعام الذي تم تناوله والظروف البيئية والمعيشية داخل المنزل، فضلًا عن استيضاح العلاقات الاجتماعية المحيطة بالأسرة.
كما خضعت الطفلتان رحمة وفرحة، اللتان ظلّتا على قيد الحياة حتى يوم الثلاثاء الماضي، للفحص الطبي بعد استدعائهما للإدلاء بأقوالهما، لكن التحقيق أُلغي لاحقًا بعد تدهور حالتهما الصحية مجددًا، لتفارق إحداهما الحياة لاحقًا.
الطب الوقائي يستبعد الالتهاب السحائي
في موازاة التحقيقات، توجه فريق من الطب الوقائي إلى منزل الأسرة لفحص الوضع البيئي بشكل شامل، وقد استُبعدت الإصابة بالتهاب السحائي، بعد التأكد من تلقي الأطفال جميع تطعيماتهم بانتظام، وعدم ظهور أعراض سريرية مطابقة.
وأشارت المؤشرات الأولية إلى احتمال أن تكون الوفيات ناتجة عن تسمم غذائي أو كيميائي غير مُعدٍ، خاصةً مع تقارب توقيتات الوفاة بين الأشقاء وعدم تسجيل حالات مشابهة في الجوار.
بداية المأساة.. بلاغ إلى الشرطة
وكانت غرفة عمليات النجدة قد تلقت بلاغًا في وقت سابق من هذا الأسبوع يُفيد بوفاة وإصابة عدد من الأطفال داخل قرية دلجا، ليتبيّن لاحقًا أنهم جميعًا من نفس الأسرة، مما أشعل حالة استنفار لدى الأجهزة المعنية.
ولا تزال التحاليل والفحوص المعملية الخاصة بشقيقات الضحايا قيد الدراسة، بالتوازي مع تقارير الطب الشرعي لجثامين الأطفال الأربعة الأولى، والتي من المنتظر أن تُساهم في كشف تفاصيل هذه الكارثة التي هزّت الرأي العام.
هل نحن أمام مرض جديد أم إهمال منزلي؟
رغم نفي شبهة العدوى، لم تُستبعد حتى اللحظة احتمالات أخرى مثل التسمم الغذائي، أو استخدام غير آمن للمواد الكيميائية المنزلية، وهو ما تعمل الجهات المعنية على التحقق منه بدقة خلال الأيام المقبلة.
مصر تعيش كابوسًا جديدًا في محافظة المنيا، بعد أن تحوّلت أسرة كاملة إلى عنوان مأساوي لوفيات متكررة وغامضة. ولا تزال التحقيقات مفتوحة، في انتظار الحقيقة التي ربما تحمل معها إجابات مخيفة أو دروسًا ضرورية لمنع تكرار الكارثة.