قرار أمريكي يحرم جماهير 4 منتخبات من حضور كأس العالم 2026
الترند العربي – متابعات
قبل أقل من عام ونصف على انطلاق كأس العالم 2026، وجدت كرة القدم نفسها مجددًا في قلب صراع سياسي دولي، بعدما فجّر قرار صادر عن البيت الأبيض موجة غضب واسعة في الأوساط الرياضية، عقب إعلان منع جماهير عدد من المنتخبات من دخول الولايات المتحدة خلال فترة إقامة البطولة، بدعوى اعتبارات تتعلق بالأمن القومي.
القرار، الذي وُصف بأنه غير مسبوق في تاريخ الاستعدادات للمونديال، لم يقتصر تأثيره على جماهير بعينها، بل فتح نقاشًا واسعًا حول مستقبل البطولات العالمية عندما تصطدم الرياضة بحسابات السياسة والهجرة والأمن.
تفاصيل القرار الأمريكي المثير للجدل
بحسب ما نقلته صحف أوروبية كبرى، فإن القرار الذي وقّعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، ينص على منع جماهير منتخبات السنغال وكوت ديفوار وإيران وهايتي من دخول الأراضي الأمريكية طوال فترة إقامة كأس العالم 2026.
ويشمل الحظر المشجعين العاديين فقط، مع استثناء الوفود الرسمية، مثل اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وأفراد العائلات، ما يعني أن المنتخبات ستشارك في البطولة دون جماهيرها داخل الملاعب الأمريكية.
هذا الفصل بين اللاعب وجمهوره مثّل صدمة حقيقية، خاصة أن الحضور الجماهيري يُعد عنصرًا أساسيًا في هوية كأس العالم.

سابقة تاريخية في المونديال
على مدار تاريخ كأس العالم، الذي يمتد لأكثر من تسعة عقود، لم تشهد البطولة قرارًا يمنع جماهير منتخبات بعينها من الحضور لأسباب سياسية أو أمنية بهذا الشكل المباشر.
حتى في أصعب الظروف السياسية والحروب العالمية، ظلت الجماهير قادرة على التنقل وحضور المباريات، ما جعل قرار 2026 يُصنّف كسابقة خطيرة قد تعيد رسم علاقة الدول المستضيفة بالرياضة.
السنغال وكوت ديفوار.. غضب أفريقي واسع
في القارة الأفريقية، كان وقع القرار أشد قسوة. فالسنغال وكوت ديفوار ليستا مجرد منتخبين مشاركين، بل تمثلان قوى كروية ذات جماهير عريضة في الداخل والخارج.
في داكار وأبيدجان، عبّر مشجعون ومسؤولون عن غضبهم مما اعتبروه مساسًا بروح كرة القدم ومبدأ تكافؤ الفرص، مؤكدين أن الجماهير لا تشكل تهديدًا أمنيًا، بل جزءًا من المشهد الاحتفالي للمونديال.

إيران وهايتي.. السياسة تطغى على المدرجات
في طهران وبورت أو برنس، وُصف القرار بأنه تعسفي واستهداف مباشر لشعوب لا تبحث سوى عن لحظة فرح كروي في أكبر محفل رياضي عالمي.
ويرى مراقبون أن إدراج إيران ضمن القائمة يأتي امتدادًا لسياسات أمريكية سابقة، فيما تعكس حالة هايتي تعقيدات الهجرة والأوضاع الداخلية التي تُسقط بظلالها على المجال الرياضي.
احتمال توسع القائمة.. أفريقيا في دائرة الخطر
القلق لم يتوقف عند الدول الأربع. فبحسب تسريبات متداولة، قد تتوسع القائمة لتشمل منتخب الكونغو الديمقراطية في حال تأهله إلى النهائيات، وهو ما يثير مخاوف أوسع داخل القارة السمراء.
كما أشارت تقارير لاحقة إلى قرارات تنفيذية أخرى قد تؤثر على جماهير مالي وبوركينا فاسو والنيجر، سواء بحظر كامل أو قيود جزئية، ما ينذر بحرمان شريحة واسعة من الجماهير الأفريقية من حضور المونديال.

مونديال بثلاث دول.. وتعقيد أمريكي
كأس العالم 2026 يُقام لأول مرة بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ورغم أن المباريات ستُوزع على الدول الثلاث، فإن الجزء الأكبر من المباريات الحاسمة سيُقام داخل الولايات المتحدة.
هذا الواقع يطرح تساؤلات قانونية ورياضية حول إمكانية نقل مباريات منتخبات معينة إلى كندا أو المكسيك، لتفادي حرمان جماهيرها، وهو سيناريو لم يُحسم بعد.
تداعيات مباشرة على المنتخبات داخل الملعب
غياب الجماهير لا يُعد مسألة شكلية. فالتاريخ يؤكد أن الدعم الجماهيري يلعب دورًا نفسيًا ومعنويًا بالغ الأهمية، خاصة للمنتخبات الأفريقية والآسيوية التي تعتمد على الروح والحماس في مواجهة منتخبات أوروبية وأمريكية لاتينية.
منتخب يخوض مباريات المونديال دون جمهوره، يدخل المواجهة منقوصًا نفسيًا، وهو ما قد ينعكس مباشرة على الأداء والنتائج.
مصر في قلب المشهد
القرار يكتسب حساسية إضافية بالنسبة للجمهور المصري، في ظل وجود منتخب إيران ضمن نفس مجموعة منتخب مصر في كأس العالم 2026.
هذا يعني أن أحد منافسي “الفراعنة” قد يخوض مبارياته دون دعم جماهيري، ما يفتح بابًا للتساؤل حول عدالة المنافسة وتأثير القرار على موازين المجموعة السابعة.
كما أن توسّع القيود ليشمل دولًا أفريقية أخرى يضع المنتخبات العربية والأفريقية في حالة ترقّب دائم لأي تطورات مفاجئة.
فيفا في موقف حرج
الاتحاد الدولي لكرة القدم يجد نفسه أمام اختبار صعب. فالفيفا، الذي يرفع شعار “كرة القدم للجميع”، مطالب الآن باتخاذ موقف واضح من قرارات سيادية قد تُفرغ البطولة من أحد أهم عناصرها.
حتى الآن، لم يصدر موقف رسمي حاسم، لكن مصادر داخل أروقة الفيفا تؤكد أن الملف مطروح للنقاش، خاصة مع تزايد الضغوط من اتحادات قارية وجماهيرية.
الرياضة والسياسة.. صدام متجدد
قرار البيت الأبيض أعاد للأذهان نماذج تاريخية عديدة، حيث اصطدمت السياسة بالرياضة، لكن نادرًا ما كان الاصطدام بهذه الحدة قبل حدث عالمي بحجم كأس العالم.
ويرى محللون أن المونديال، بدلًا من أن يكون مساحة للتقارب بين الشعوب، بات ساحة أخرى تُمارَس فيها الضغوط الجيوسياسية.
سيناريوهات محتملة قبل 2026
في ظل هذا المشهد المعقّد، تبرز عدة سيناريوهات محتملة، من بينها تعديل القرار، أو تخفيف القيود، أو إعادة توزيع المباريات، أو حتى تدخل قانوني من جهات رياضية دولية.
لكن المؤكد أن استمرار القرار بصيغته الحالية سيترك أثرًا عميقًا على صورة كأس العالم 2026.
جماهير بلا مدرجات.. مونديال منقوص؟
كأس العالم لطالما كان احتفالًا عالميًا، تختلط فيه الأعلام والهتافات والثقافات. حرمان جماهير منتخبات بعينها من الحضور يهدد بتحويل بعض المباريات إلى مواجهات باردة، تفتقد الروح التي تميز البطولة.
الكرة في ملعب الفيفا الآن
بين قرار سيادي أمريكي وضغط جماهيري عالمي، يقف الفيفا أمام مسؤولية تاريخية للحفاظ على روح البطولة، وضمان عدم تحوّل كأس العالم إلى حدث انتقائي يخضع لمعايير سياسية.
ما المنتخبات التي مُنعت جماهيرها من دخول أمريكا؟
السنغال، كوت ديفوار، إيران، وهايتي، مع احتمالية توسع القائمة لاحقًا.
هل يشمل الحظر اللاعبين؟
لا، القرار يستثني اللاعبين والأجهزة الفنية والوفود الرسمية فقط.
هل يمكن نقل مباريات هذه المنتخبات إلى كندا أو المكسيك؟
حتى الآن لا يوجد قرار رسمي، لكن الطرح مطروح للنقاش.
كيف يؤثر القرار على المنافسة؟
غياب الجماهير قد يؤثر نفسيًا وفنيًا على أداء المنتخبات المتضررة.
ما موقف الفيفا؟
لم يصدر موقف نهائي بعد، لكن الملف قيد الدراسة داخل الاتحاد الدولي.
اقرأ أيضًا: رهان الهجوم الكامل.. حسام حسن يكشف ملامح تشكيل مصر أمام زيمبابوي وصلاح في قلب المعركة

