صدمة غلوب سوكر 2025.. لماذا خرج محمد صلاح وحكيمي من سباق الأفضل عالميًا؟
الترند العربي – متابعات
في كل عام، تتحول جوائز “غلوب سوكر” إلى مرآة تعكس توازنات كرة القدم العالمية، ليس فقط من حيث الأداء داخل الملعب، بل من حيث السياسة الرياضية، وثقل البطولات، ونفوذ الأندية الكبرى، وأحيانًا المزاج العام لصناعة الجوائز. لكن نسخة 2025 جاءت محمّلة بمفاجأة مدوية للشارع العربي، بعدما غاب اسما محمد صلاح وأشرف حكيمي عن القائمة النهائية لأفضل لاعب في العالم، رغم موسم استثنائي لكليهما بالأرقام والإنجازات.
الاستبعاد لم يكن مجرد قرار فني عابر، بل فتح بابًا واسعًا للنقاش حول معايير الاختيار، وحدود العدالة في الجوائز الفردية، ومكانة اللاعب العربي في المنصات العالمية.
من القائمة المبدئية إلى الإقصاء النهائي
في بداية السباق، بدا كل شيء طبيعيًا. محمد صلاح، نجم ليفربول، وأشرف حكيمي، ظهير باريس سان جيرمان، حضرا في القوائم الأولية لجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2025. حضور منطقي بالنظر إلى ما قدّمه اللاعبان خلال الموسم.
صلاح كان أحد أعمدة تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، متصدرًا قائمة الهدافين برصيد 29 هدفًا، إلى جانب مساهماته الحاسمة بصناعة 18 هدفًا، فضلًا عن تتويجه بجائزة أفضل لاعب في البريميرليغ. أما حكيمي، فقد لعب دورًا محوريًا في موسم تاريخي لباريس سان جيرمان، تُوّج فيه النادي بلقب دوري أبطال أوروبا، إلى جانب الهيمنة المحلية والقارية.
لكن مع إعلان القائمة المختصرة النهائية، غاب الاسمان، تاركين خلفهما علامات استفهام أكبر من مجرد “منافسة قوية”.

محمد صلاح.. موسم فردي خارق في معركة جماعية
عند تفكيك موسم محمد صلاح، يصعب تجاهل الأرقام. لاعب تجاوز الثلاثين، لا يزال يتصدر المشهد في أقوى دوري في العالم، يقود فريقه للألقاب، ويحافظ على معدل تهديفي وصناعي استثنائي.
لكن جوائز مثل غلوب سوكر لا تنظر فقط إلى “من سجّل أكثر”، بل إلى السياق العام. فبينما تُوّج ليفربول بالدوري، غاب عن المشهد الأوروبي في مراحله الحاسمة، مقارنة بفرق سيطرت على دوري الأبطال، وهو العامل الذي غالبًا ما يرجّح كفة لاعبين آخرين في سباق الجوائز الفردية العالمية.
هنا، يصبح السؤال: هل يُعاقب اللاعب على إخفاق قاري لا يتحمل مسؤوليته وحده؟

أشرف حكيمي.. النجاح الجماعي لا يكفي أحيانًا
وضع حكيمي أكثر تعقيدًا. فالمغربي لم يكن مجرد لاعب في فريق بطل أوروبا، بل أحد أبرز عناصره، خاصة في المباريات الكبيرة. ورغم ذلك، وجد نفسه خارج القائمة النهائية.
المفارقة أن حكيمي صُنّف كأفضل لاعب في أفريقيا لعام 2025، وقاد ناديه لسلسلة ألقاب نادرة، لكن مركزه كظهير أيمن، وليس كمهاجم أو صانع لعب، ربما لعب دورًا غير معلن في تقليل فرصه داخل سباق الجوائز الفردية الكبرى.
الكرة الحديثة لا تزال تميل، في لحظات الحسم، إلى الأهداف أكثر من الأدوار التكتيكية المعقّدة.

هيمنة باريس سان جيرمان.. من استفاد ومن خرج؟
رغم خروج حكيمي، فإن باريس سان جيرمان كان النادي الأكثر حضورًا في القائمة المختصرة. عثمان ديمبلي، المتوّج بالكرة الذهبية وجائزة “ذا بيست”، تصدر المشهد، إلى جانب البرتغالي فيتينا.
هذا التناقض أعاد طرح سؤال قديم: هل تُختزل إنجازات الفريق في أسماء محددة، بينما يُهمّش آخرون رغم تأثيرهم المباشر؟

مبابي ولامين يامال.. نجومية السوق قبل نجومية الأرقام
وجود كيليان مبابي في القائمة لم يكن مفاجئًا. الحذاء الذهبي الأوروبي بـ31 هدفًا يمنح أي لاعب بطاقة عبور شبه مضمونة. لكن وجود لامين يامال ورافينيا، بدورهما في ثلاثية برشلونة المحلية، فتح نقاشًا حول وزن البطولات المحلية مقابل القارية.
في هذه المعادلة، بدا أن الاستمرارية الإعلامية، وقصص “النجم الصاعد” و”الوجه الجديد لكرة القدم”، لعبت دورًا لا يقل أهمية عن الأرقام المجردة.
اللاعب العربي ومعركة الاعتراف العالمي
استبعاد صلاح وحكيمي أعاد إلى الواجهة شعورًا متكررًا لدى الجمهور العربي، مفاده أن اللاعب العربي مطالب دائمًا بتقديم “موسم خارق مضاعف” ليحصل على الاعتراف ذاته الذي يناله غيره بأقل.
هذا الإحساس لا ينفصل عن تاريخ طويل من التهميش النسبي، حيث غالبًا ما يُحتفى باللاعب العربي إقليميًا، لكنه يصطدم بسقف عالمي أعلى.
جوائز غلوب سوكر.. معايير معلنة وأخرى غير مرئية
رسميًا، تعتمد الجوائز على الأداء الفردي، والبطولات، والتأثير العام. لكن عمليًا، تدخل عناصر أخرى مثل ثقل السوق الإعلامي، وسردية الموسم، وتوقيت التألق، وحتى الصورة الذهنية للاعب في وسائل الإعلام العالمية.
في هذا السياق، لم يكن خروج صلاح وحكيمي قرارًا فنيًا بحتًا، بل نتيجة توازنات أوسع.
القائمة النهائية.. من يكتب الرواية؟
القائمة النهائية ضمّت أسماء ثقيلة: ديمبلي، فيتينا، رافينيا، لامين يامال، ومبابي. أسماء صنعت رواية الموسم من زاوية الجوائز، حتى وإن لم تُرضِ جميع المتابعين.
اللافت أن هذه الرواية تجاهلت تمامًا الحضور العربي في الجائزة الكبرى، رغم وجوده في جوائز أخرى أو قوائم إقليمية.
ردود الفعل.. صمت النجوم وضجيج الجماهير
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق مباشر من محمد صلاح أو أشرف حكيمي. صمت يعكس نضجًا، أو ربما قناعة بأن لغة الملعب تبقى أبلغ من أي بيان.
في المقابل، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي، بين من رأى القرار “طبيعيًا” في ظل المنافسة، ومن اعتبره ظلمًا صريحًا.
هل فقدت الجوائز بريقها؟
مع كل نسخة، يتكرر السؤال: هل ما زالت الجوائز الفردية تعكس حقيقة الأداء؟ أم أنها باتت جزءًا من صناعة ترفيهية تخضع لحسابات أوسع؟
استبعاد صلاح وحكيمي لن يغيّر من قيمتهما، لكنه يضيف فصلًا جديدًا في الجدل الأبدي حول عدالة الجوائز.
ما بعد الاستبعاد.. ماذا يخسر صلاح وحكيمي؟
عمليًا، لا شيء. الأرقام باقية، والألقاب مسجّلة، والتاريخ لا يُكتب بالقوائم المختصرة فقط. لكن رمزيًا، يبقى الاستبعاد مؤلمًا لجماهير رأت في موسميهما استحقاقًا واضحًا للحضور بين الكبار.
كرة القدم أكبر من الجوائز
في النهاية، تظل كرة القدم لعبة تُقاس بما يُقدَّم داخل المستطيل الأخضر. الجوائز تُضاف إلى السيرة الذاتية، لكنها لا تصنعها وحدها. ومحمد صلاح وأشرف حكيمي، سواء حضرا أو غابا عن منصة غلوب سوكر، يظلان من أبرز نجوم جيلهما.
لماذا تم استبعاد محمد صلاح من القائمة النهائية؟
رغم أرقامه الكبيرة، يبدو أن غياب ليفربول عن التتويج القاري أثّر على فرصه في سباق الأفضل عالميًا.
هل استبعاد حكيمي مفاجئ؟
نعم نسبيًا، نظرًا لدوره في تتويج باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا، لكن مركزه الدفاعي قد يكون عاملًا مؤثرًا.
من أبرز المرشحين للفوز بالجائزة؟
عثمان ديمبلي وكيليان مبابي يتقدمان المشهد، إلى جانب أسماء صاعدة مثل لامين يامال.
هل تعكس الجوائز دائمًا أفضل لاعب؟
ليس بالضرورة، فالجوائز تتأثر بعوامل فنية وإعلامية وتسويقية.
هل يؤثر هذا القرار على مكانة صلاح وحكيمي؟
لا، فمكانتهما محفوظة بأرقامهِما وإنجازاتهما، بغض النظر عن الجوائز الفردية.
اقرأ أيضًا: رهان الهجوم الكامل.. حسام حسن يكشف ملامح تشكيل مصر أمام زيمبابوي وصلاح في قلب المعركة

