مقتل 9 وإصابة 10 في إطلاق نار جماعي بجنوب أفريقيا نفذه 12 مسلحًا مجهولًا
الترند العربي – متابعات
في حادثة دموية جديدة تعكس تصاعد العنف المسلح في جنوب أفريقيا، قُتل تسعة أشخاص وأُصيب ما لا يقل عن عشرة آخرين، إثر إطلاق نار جماعي نفذه مسلحون مجهولو الهوية فجر الأحد، في بلدة بيكرسدال القريبة من مدينة جوهانسبرج، في واحدة من أكثر الهجمات دموية التي تشهدها البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، وسط حالة من الذعر والقلق الشعبي المتزايد.
الهجوم، الذي وقع في الساعات الأولى من الصباح، أعاد إلى الواجهة ملف العنف المسلح والجرائم المنظمة في جنوب أفريقيا، وطرح تساؤلات حادة حول قدرة الأجهزة الأمنية على احتواء هذا النوع من العمليات، خاصة مع تكرارها خلال فترة زمنية قصيرة، ما يثير المخاوف من موجة عنف جديدة قد تتسع رقعتها خلال المرحلة المقبلة.
تفاصيل الهجوم.. إطلاق نار عشوائي في الشوارع
بحسب ما أعلنت الشرطة الجنوب أفريقية، فإن نحو 12 مسلحًا كانوا يستقلون حافلة صغيرة بيضاء وسيارة سيدان فضية، اقتحموا المنطقة السكنية في بلدة بيكرسدال، وبدأوا بإطلاق النار بشكل عشوائي على عدد من الأشخاص المتواجدين في الشوارع، قبل أن يفرّوا من المكان بسرعة كبيرة، مستغلين الظلام وساعات الفجر الأولى.
وأكدت الشرطة أن الهجوم لم يكن موجّهًا لشخص بعينه في الظاهر، بل اتسم بالعشوائية الكاملة، ما زاد من عدد الضحايا وأثار حالة من الهلع بين السكان، الذين فوجئوا بأصوات الرصاص الكثيف في منطقة تعاني أصلًا من هشاشة أمنية وتكرار حوادث العنف.
أسلحة ثقيلة وأقنعة وجه
القائم بأعمال مفوض شرطة إقليم جاوتينج، الميجور جنرال فريد كيكانا، أوضح في بيان رسمي أن بعض المهاجمين كانوا يرتدون أقنعة لإخفاء ملامحهم، وأنهم استخدموا أسلحة نارية متعددة، من بينها بندقية هجومية من طراز “كلاشينكوف إيه كي 47”، إلى جانب عدة مسدسات من عيار 9 مليمترات.
وأشار كيكانا إلى أن طبيعة الأسلحة المستخدمة تدل على مستوى عالٍ من التنظيم والتخطيط، وليس مجرد شجار عشوائي أو حادث فردي، وهو ما يعزز فرضية ارتباط الهجوم بعصابات إجرامية منظمة أو صراعات نفوذ محلية.
ضحايا في المستشفى وحالة تأهب أمني
أفادت السلطات الصحية بنقل عشرة مصابين إلى المستشفيات القريبة، حيث يخضعون للعلاج، فيما وُصفت حالة بعضهم بالحرجة، وسط استنفار طبي وأمني في المنطقة. كما فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا حول موقع الحادث، وبدأت عمليات تمشيط واسعة بحثًا عن الجناة.
وأكدت الشرطة أن التحقيقات ما تزال في مراحلها الأولى، مع جمع الأدلة من موقع الجريمة، بما في ذلك فوارغ الرصاص وشهادات السكان، إلى جانب مراجعة كاميرات المراقبة في المنطقة، في محاولة لتحديد مسار هروب المسلحين والتوصل إلى هوياتهم.
ثاني هجوم خلال ثلاثة أسابيع
اللافت في هذه الحادثة أنها تأتي بعد أقل من ثلاثة أسابيع على هجوم مشابه شهدته منطقة أخرى في جنوب أفريقيا، وأسفر أيضًا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، ما يعكس نمطًا مقلقًا لتكرار حوادث إطلاق النار الجماعي في البلاد.
ويرى مراقبون أن هذا التكرار يشير إلى أزمة أمنية متفاقمة، خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والمهمّشة، حيث تنتشر العصابات المسلحة وتتصاعد النزاعات المرتبطة بالمخدرات والتهريب والجريمة المنظمة.
جنوب أفريقيا تحت ضغط الجريمة المنظمة
تعاني جنوب أفريقيا منذ سنوات من معدلات مرتفعة للجريمة، وتُصنّف ضمن الدول الأعلى عالميًا في نسب جرائم القتل، وفق تقارير دولية. ويعزو خبراء هذا الوضع إلى عوامل متشابكة، من بينها الفقر، والبطالة، وانتشار السلاح غير المرخّص، وضعف الردع في بعض المناطق.
وفي حالات كثيرة، ترتبط الهجمات الجماعية بصراعات بين عصابات محلية أو عمليات تصفية حسابات، إلا أن الطابع العشوائي لبعض الهجمات، كما في حادثة بيكرسدال، يضاعف من خطورتها ويجعل المدنيين هدفًا مباشرًا.
غضب شعبي وتساؤلات حول الأمن
أثار الهجوم موجة غضب واستياء بين سكان المنطقة، الذين عبّروا عن مخاوفهم من تدهور الوضع الأمني، مطالبين بتعزيز الوجود الشرطي وتشديد الرقابة على السلاح. وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي دعوات لمحاسبة المسؤولين عن التقصير الأمني، وتوفير حماية أفضل للمواطنين.
ويرى ناشطون أن تكرار هذه الحوادث يقوّض ثقة المواطنين في قدرة الدولة على حمايتهم، ويزيد من الشعور بانعدام الأمان، خاصة في الأحياء التي تعاني أصلًا من نقص الخدمات وارتفاع معدلات الفقر.
تحقيقات مفتوحة ودوافع غامضة
حتى الآن، لم تعلن الشرطة عن دوافع واضحة وراء الهجوم، مؤكدة أن جميع الاحتمالات مطروحة، سواء كانت الجريمة مرتبطة بعصابات، أو تصفية حسابات، أو حتى عملًا إجراميًا عشوائيًا يهدف إلى بث الرعب.
وأكدت السلطات أن فرقًا متخصصة في الجرائم الخطيرة تولت التحقيق، مع تعهّد بتقديم الجناة للعدالة فور القبض عليهم، في وقت تتزايد فيه الضغوط على الحكومة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحد من العنف.
سياق إقليمي ودولي مقلق
لا تأتي هذه الحادثة بمعزل عن سياق عالمي يشهد تصاعدًا في حوادث العنف المسلح، سواء في أفريقيا أو خارجها، ما يفتح باب النقاش حول انتشار الأسلحة غير الشرعية، وفعالية السياسات الأمنية، ودور العوامل الاجتماعية والاقتصادية في تغذية هذا العنف.
وفي جنوب أفريقيا تحديدًا، يحذر محللون من أن استمرار هذا الوضع دون حلول جذرية قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار، ويؤثر سلبًا على الاقتصاد والسياحة والاستثمار، في بلد يُعد من أكبر الاقتصادات في القارة الأفريقية.
بين الردع والمعالجة الجذرية
يشدد خبراء أمنيون على أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي، وأنه لا بد من معالجة الأسباب العميقة للجريمة، من خلال برامج اجتماعية واقتصادية تستهدف الشباب، وتعزز فرص العمل، وتحد من انتشار السلاح غير القانوني.
كما يؤكدون على أهمية تطوير منظومة العدالة الجنائية، وتسريع المحاكمات، وتعزيز ثقة المواطنين في أجهزة إنفاذ القانون، باعتبار ذلك جزءًا أساسيًا من أي استراتيجية ناجحة لمكافحة العنف.
جنوب أفريقيا أمام اختبار صعب
حادثة بيكرسدال تمثل اختبارًا جديدًا للسلطات الجنوب أفريقية، في قدرتها على احتواء موجة العنف المتصاعدة، واستعادة شعور الأمان لدى المواطنين. وبينما تتواصل التحقيقات، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت هذه الجريمة مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة، أم جرس إنذار يستدعي تحركًا حاسمًا وسريعًا.
أين وقع إطلاق النار الجماعي في جنوب أفريقيا؟
وقع الهجوم في بلدة بيكرسدال، القريبة من مدينة جوهانسبرج، خلال الساعات الأولى من صباح الأحد.
كم عدد الضحايا في الهجوم؟
أسفر الهجوم عن مقتل 9 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين.
كم عدد المسلحين المشاركين في الهجوم؟
بحسب الشرطة، شارك في الهجوم نحو 12 مسلحًا مجهولي الهوية.
ما نوع الأسلحة التي استخدمت؟
استخدم المسلحون بندقية هجومية من طراز كلاشينكوف إيه كي 47، إضافة إلى مسدسات من عيار 9 مليمترات.
هل تم القبض على الجناة؟
حتى الآن، لم يتم القبض على الجناة، والتحقيقات ما تزال جارية لتعقبهم وكشف دوافع الهجوم.
هل هذه أول حادثة من نوعها مؤخرًا؟
لا، تُعد هذه الحادثة الثانية من نوعها خلال أقل من ثلاثة أسابيع في جنوب أفريقيا، ما يثير قلقًا واسعًا بشأن تصاعد العنف المسلح.
اقرأ أيضًا: رهان الهجوم الكامل.. حسام حسن يكشف ملامح تشكيل مصر أمام زيمبابوي وصلاح في قلب المعركة
