رياضةرياضة سعودية

الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة

الترند العربي – متابعات

تألقت العاصمة السعودية الرياض مساء الجمعة في حفلٍ مهيبٍ جمع بين روح الرياضة ووحدة العالم الإسلامي، إيذانًا بانطلاق دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة (الرياض 2025)، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ونيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – أيّده الله –، حيث شرّف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، في حضورٍ رسمي ودولي واسع يليق بمكانة المملكة كعاصمة للمحبة والسلام والتلاقي الإسلامي.

الحدث الذي يُعد من أبرز الفعاليات الرياضية في العالم الإسلامي هذا العام، جمع أكثر من 57 دولة إسلامية، تحت شعار «التضامن يوحّدنا»، لتتحوّل الرياض إلى منصة حضارية تُجسّد معاني الوحدة، وتُبرز الدور الريادي للمملكة في رعاية العمل الإسلامي المشترك على المستويين الإنساني والرياضي.

الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة
الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة

رعاية سامية.. ورسالة من القيادة

جاءت الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين تأكيدًا على حرص المملكة الدائم على دعم مسيرة الرياضة في العالم الإسلامي، واحتضانها للفعاليات التي تجمع ولا تفرّق، وتُبرز قيم التعاون والتكافل.
وبكلماتٍ مؤثرة، أعلن الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز افتتاح الدورة رسميًا، قائلًا:

“برعاية كريمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ونيابةً عن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أعلن الافتتاح الرسمي للنسخة السادسة من دورة ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025)، متمنيًا لجميع المشاركين كل التوفيق والنجاح”.

الكلمة التي ألقاها سموه حملت في طيّاتها رسالة واضحة، مفادها أن المملكة لا تنظر إلى الرياضة كتنافسٍ ميداني فقط، بل كأداة لتعزيز قيم الأخوة بين الشعوب الإسلامية، وتجديد روابط التواصل الحضاري والثقافي بين أجيالها.

الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة
الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة

حضور دولي واسع ومشاهد استثنائية

منذ لحظة وصول الوفود إلى استاد الأمير فيصل بن فهد، بدت الأجواء مفعمة بالاحتفاء والاعتزاز.
أعلام الدول المشاركة ارتفعت في مشهد مهيب، بينما صدحت الموسيقى الوطنية السعودية في خلفية عروضٍ فنية وفلكلورية أبهرت الحضور.
تقدّمت الوفود المشاركة بعرضٍ ملوّن جسّد التنوع الإسلامي في أبهى صوره، حيث شاركت دول من آسيا وأفريقيا وأوروبا والعالم العربي، لتؤكد أن الرياض أصبحت اليوم مركزًا يجمع الجميع تحت راية واحدة، راية التضامن.

ورحّب السعوديون بضيوفهم من الرياضيين والمسؤولين، في أجواء احتفالية تجسّد ما عُرفت به المملكة من كرم الضيافة وحسن التنظيم، فيما لفتت أنظار الحضور جودة الإنتاج البصري والموسيقي الذي قدّمته الفرق المشاركة في حفل الافتتاح.

الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة
الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة

وزير الرياضة: نسخة تعكس رؤية ولي العهد

في كلمته خلال الحفل، عبّر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيز وزير الرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، ورئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، عن فخره باستضافة الرياض لهذا الحدث الكبير، مؤكدًا أن النسخة الحالية تمثل امتدادًا للرعاية الملكية المتواصلة التي تحظى بها الرياضة في المملكة.

وقال سموه:

“إن الرعاية الملكية الكريمة لهذه الدورة تمثل امتدادًا لما تحظى به الرياضة من مكانة مهمة لدى القيادة الرشيدة، وحرصها على تقديم نسخة مثالية من هذه التظاهرة الإسلامية التي تجمع أكثر من 57 دولة برياضييها في قلب المملكة العربية السعودية، الرياض”.

وأضاف:

“ما نشهده اليوم هو تجسيد ملموس لما يوليه سمو سيدي ولي العهد من اهتمام كبير بالرياضة والرياضيين في مختلف دول العالم الإسلامي”.

تصريحات الوزير لاقت تفاعلًا واسعًا من الحضور، الذين أشادوا بالمستوى العالي للتنظيم، معتبرين الدورة علامة فارقة في مسيرة المملكة الرياضية، وتجسيدًا حيًا لسياسة الانفتاح والتواصل الإنساني التي تتبناها في إطار رؤية السعودية 2030.

الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة
الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة

منظمة التعاون الإسلامي.. شكر وامتنان

ألقى السفير طارق علي بخيت، الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي، كلمة عبّر فيها عن شكره وتقديره للمملكة على دعمها اللامحدود وجهودها المتواصلة في تعزيز العمل الإسلامي المشترك.
وقال بخيت إن المنظمة تولي أهمية كبيرة لهذه الدورة، بوصفها الحدث الرياضي الأكبر ضمن منظومتها، مؤكدًا أن ما قدمته المملكة في هذا السياق يُعد نموذجًا يحتذى به في التنظيم والرعاية والإدارة.

وأضاف أن دورة ألعاب التضامن الإسلامي «ليست مجرد بطولة رياضية، بل رسالة إنسانية تُجسّد روح الإسلام في التآخي والتعاون والتسامح»، مشيرًا إلى أن السعودية «أثبتت مرة أخرى قدرتها على جمع العالم الإسلامي تحت سقفٍ واحد يسوده الاحترام والمحبة».

الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة
الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة

الرياض.. عاصمة الأمل والتلاقي

تحوّلت الرياض، منذ أيام التحضير الأولى، إلى ورشة عمل ضخمة استعدّت فيها كل الجهات لاستقبال آلاف الرياضيين والمسؤولين والإعلاميين من مختلف الدول الإسلامية.
شوارع العاصمة اكتست بالأعلام واللافتات الترحيبية، والفنادق امتلأت بوفود المنتخبات، فيما تهيأت الملاعب والمنشآت الرياضية بأعلى المعايير العالمية، في مشهد يعكس جاهزية المملكة لاستضافة الأحداث الكبرى بثقة واقتدار.

وقدمت وزارة الرياضة واللجنة المنظمة كل التسهيلات اللوجستية لضمان راحة المشاركين، بدءًا من المواصلات والإقامة وحتى الخدمات الطبية، في نموذج يعكس تطور البنية التحتية الرياضية التي وصلت إليها المملكة في الأعوام الأخيرة.

الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة
الرياض تضيء سماء التضامن.. انطلاق دورة ألعاب الدول الإسلامية السادسة بمشاركة 57 دولة

عروض فنية وثقافية مبهرة

تميز حفل الافتتاح بعروضٍ فنية وثقافية استثنائية حملت الطابع الإسلامي بروحٍ عصرية، حيث استُخدمت أحدث تقنيات الإضاءة والإنتاج المرئي، لتقديم لوحات جسّدت قيم التضامن والتنوع والوحدة.
بدأت العروض بمشاهد رمزية من التاريخ الإسلامي، مرورًا بمراحل ازدهار الحضارة الإسلامية، وصولًا إلى رؤية المملكة الحديثة التي تربط الماضي بالمستقبل.

كما تضمنت الفقرة الفنية عرضًا موسيقيًا جمع بين الأنغام العربية والآسيوية والأفريقية، في انسجامٍ لافت يُعبّر عن وحدة الشعوب الإسلامية رغم اختلاف ثقافاتها.
وتخلّل الحفل أيضًا استعراض للوفود المشاركة، وسط تصفيقٍ حار من الجماهير الحاضرة التي ملأت مدرجات استاد الأمير فيصل بن فهد.


دورة تحتفي بالتنوع الإسلامي

دورة ألعاب التضامن الإسلامي ليست مجرد منافسة رياضية، بل مشروع حضاري يحتفي بالتنوع الثقافي داخل الأمة الإسلامية.
من رياضات القوى والسباحة وكرة القدم إلى الألعاب البارالمبية، تشارك أكثر من 5000 رياضية ورياضي من القارات الخمس، يحملون رسالة واحدة: الوحدة من خلال الرياضة.
وتأتي هذه الدورة لتؤكد أن الرياضة قادرة على تخطي الحواجز السياسية والاختلافات، وتوحيد الصفوف حول أهداف سامية تعزز السلم والتفاهم.


تجهيزات غير مسبوقة ومرافق عالمية

شهدت الاستعدادات للدورة تحضيرات مكثفة بإشراف مباشر من وزارة الرياضة واللجنة المنظمة العليا، حيث خضعت المنشآت الرياضية في العاصمة لأعمال تطوير شاملة، شملت الملاعب، القاعات المغلقة، المضامير، والمرافق الخدمية.
كما تم اعتماد نظام رقمي متكامل لتسجيل النتائج والإحصاءات وفقًا لأحدث المعايير الدولية، بما يضمن الشفافية وسرعة نشر النتائج.

وأكدت اللجنة المنظمة أن المملكة سخّرت إمكاناتها كافة لإنجاح الحدث، في خطوة جديدة تؤكد أن الرياض أصبحت وجهة عالمية للأحداث الرياضية الكبرى، من الفورمولا 1 إلى كأس العالم للأندية، وصولًا إلى هذه الدورة التي تجمع الأمة الإسلامية تحت راية واحدة.


تصريحات رسمية وردود فعل واسعة

عقب الحفل، عبّر عدد من المشاركين عن امتنانهم للمملكة، وأشادوا بحفاوة الاستقبال ودقة التنظيم.
وقال أحد رؤساء الوفود الآسيوية:

“ما رأيناه في الرياض لا يُقارن بأي استضافة سابقة، التنظيم السعودي يرقى للمستوى الأولمبي العالمي”.

بينما أضاف رئيس الاتحاد الإفريقي للتضامن الرياضي:

“هذه الدورة نموذج للتكامل بين الدين والثقافة والرياضة، وقدّمت السعودية نفسها كقوة ناعمة تجمع العالم الإسلامي بصدقٍ وإبداع”.

في المقابل، تناقلت وسائل الإعلام العالمية صور الحفل تحت عناوين تحتفي بالتنظيم المبهر، حيث وصفت وكالة “رويترز” الحدث بأنه “أولمبياد إسلامي بتقنيات القرن الحادي والعشرين”، وأشادت بالتوازن بين الأصالة والحداثة في كل تفاصيل الحفل.


القيم الإسلامية في قلب المنافسة

تسعى دورة ألعاب التضامن الإسلامي إلى تحقيق جملة من الأهداف النبيلة، أبرزها ترسيخ قيم التسامح والاحترام المتبادل، وتأكيد أن الرياضة ليست فقط فوزًا وخسارة، بل وسيلة للتقارب بين الشعوب.
وفي هذا الإطار، أطلقت اللجنة المنظمة مبادرة “روح التضامن” التي تهدف إلى تشجيع اللاعبين على تبادل القمصان والأعلام عقب المباريات، في رمزٍ للوحدة الإسلامية.

كما تم تخصيص أنشطة ثقافية يومية داخل القرية الرياضية لتعريف الوفود الزائرة بتاريخ المملكة، وتراثها، ورؤيتها المستقبلية، في تجربة تُبرز الوجه الثقافي للمملكة إلى جانب إنجازاتها الرياضية.


رؤية المملكة 2030.. والبعد الرياضي

تأتي هذه الدورة ضمن المسار التنفيذي لمستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا رياضيًا عالميًا، وتعزيز مشاركة المجتمع في الأنشطة الرياضية.
كما تُعدّ الدورة منصة مهمة لتعزيز الدبلوماسية الرياضية السعودية التي تساهم في بناء جسور التواصل مع مختلف الشعوب الإسلامية، في وقتٍ تشهد فيه الرياضة دورًا متزايدًا كأداة فاعلة في تحقيق التقارب بين الدول.

ويرى المحللون أن هذا الحدث ليس نهاية المسار، بل خطوة ضمن سلسلة فعاليات عالمية تحتضنها المملكة خلال السنوات القادمة، لترسّخ مكانتها كمنصة رياضية وثقافية مؤثرة عالميًا.


ختام الليلة.. وعد بمستقبلٍ أكثر إشراقًا

مع انتهاء الحفل، غادر الرياضيون والجماهير الاستاد وسط أجواء من الفخر والاعتزاز، وقد حمل كل منهم انطباعًا واحدًا: أن الرياض نجحت في أن تكون “عاصمة التضامن الإسلامي” بحق.
فما شاهدوه من احترافية وتنظيم وفكر حضاري يُعبّر عن نهجٍ سعودي راسخ قوامه الاحترام والإنسانية والتميز.

هكذا، لم تكن ليلة الافتتاح مجرد بداية بطولة، بل بداية فصلٍ جديد في سجل العلاقات الإسلامية، حيث تتلاقى الرياضة مع الرسالة، وتلتقي القلوب قبل الأجساد في عاصمة تكتب التاريخ بحروفٍ من نور.


ما هي دورة ألعاب التضامن الإسلامي؟
هي تظاهرة رياضية دولية تُقام كل أربع سنوات، وتضم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بهدف تعزيز الأخوة والتعاون من خلال المنافسات الرياضية.

كم عدد الدول المشاركة في النسخة السادسة بالرياض؟
تشارك في دورة الرياض 2025 نحو 57 دولة إسلامية، تمثل مختلف القارات، وتضم آلاف الرياضيين من الجنسين.

ما أهمية استضافة السعودية لهذه الدورة؟
تؤكد مكانة المملكة كمركز رياضي عالمي، وتعكس التزامها بتعزيز العمل الإسلامي المشترك، وتوفير منصة تُبرز قيم التضامن والتفاهم بين الشعوب.

ما أبرز مميزات حفل الافتتاح؟
تميز الحفل بالعروض الفنية والثقافية الضخمة، والتنظيم الاحترافي، ومشاركة رمزية تمزج بين الموروث الإسلامي والتقنيات الحديثة.

إلى متى تستمر منافسات الدورة؟
تُقام الفعاليات خلال الفترة من 7 إلى 21 نوفمبر 2025، وتشمل مختلف الألعاب الفردية والجماعية ضمن أجندة الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي.

اقرأ أيضًا: بحضور “الفيصل”.. افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب في البحرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى