سالم الدوسري يشعل ريمونتادا الهلال ويقوده لعبور مثير أمام النجمة
الترند العربي – متابعات
في ليلة كروية مثيرة، تحوّل ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في بريدة إلى مسرح للدراما الكروية الحقيقية، حين قلب الهلال السعودي الطاولة على مضيفه النجمة بفوز ساحق قوامه 4 – 2، بعد أن كان متأخرًا بهدفين لهدف.
لقاء الجولة الثامنة من دوري روشن السعودي للمحترفين لم يكن مجرد مباراة عادية، بل لوحة من الإصرار والإبداع والعودة المذهلة بقيادة القائد سالم الدوسري، الذي قدّم واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم، وسجّل هدفين منحا فريقه الانتصار والنقاط الثلاث، وأعادا للهلال هيبته في سباق القمة.
بداية صادمة وأخطاء دفاعية مبكرة
بدأ اللقاء على غير المتوقع بالنسبة لجماهير الهلال، إذ باغت النجمة ضيفه بهدفٍ مبكر في الدقيقة الثالثة عبر لاعبه البرازيلي لازارو، بعد خطأ مشترك بين المدافع حسان تمبكتي والحارس ياسين بونو.
الهدف المبكر أحدث ارتباكًا في صفوف الأزرق، الذي بدا مترددًا في بناء الهجمات خلال الدقائق العشر الأولى، فيما استغل أصحاب الأرض حماس البداية للضغط على الخط الخلفي للهلال.
لكن ردّ الزعيم لم يتأخر كثيرًا، إذ قاد القائد سالم الدوسري هجمة منظمة أنهاها بنفسه عند الدقيقة العاشرة، بعد تمريرة متقنة من الظهير الشاب متعب الحربي داخل منطقة الجزاء، لتسكن الكرة الشباك معلنة عن بداية العودة، ومؤذنةً بمباراة مختلفة تمامًا.
تألق حارس النجمة وتأجيل الانفجار الهلالي
رغم سيطرة الهلال على مجريات الشوط الأول، فإن براعة الحارس براغا حالت دون مضاعفة النتيجة، بعدما تصدى لتسديدات قوية من مالكوم وليوناردو ونيفيز، لينتهي الشوط الأول بتعادلٍ إيجابي 1 – 1.
وخلال هذا الشوط، بدا الهلال أكثر استحواذًا، بنسبة تجاوزت 65%، لكنه افتقد اللمسة الأخيرة أمام المرمى، في حين اعتمد النجمة على المرتدات السريعة ومحاولات استغلال الثغرات الدفاعية.
الجماهير الهلالية في المدرجات بدت متوترة، غير أن لغة الجسد لدى اللاعبين، خصوصًا سالم الدوسري وتيو وليوناردو، عكست إصرارًا على العودة في الشوط الثاني.
طردٌ يغيّر ملامح المباراة
مع بداية الشوط الثاني، دخل الهلال مهاجمًا، باحثًا عن التقدّم، إلا أن المفاجأة جاءت من جديد حين تلقى النجمة بطاقة حمراء في الدقيقة 58، بعد تدخلٍ عنيف من لازارو على تمبكتي.
النقص العددي منح الهلال فرصة التقدّم الهجومي الكامل، لكنّ الرياح جرت بما لا تشتهي الجماهير الزرقاء، إذ أحرز النجمة الهدف الثاني في الدقيقة 60 عبر هدفٍ عكسي سجله نيفيز في مرماه عن طريق الخطأ بعد كرة عرضية ارتدت من قدمه إلى شباك بونو، ليتقدّم النجمة مجددًا وسط ذهول جماهير الهلال.
روح الزعيم تستيقظ.. وعودة المعاناة إلى المجد
لم تمضِ سوى 11 دقيقة حتى استعاد الهلال توازنه عبر اللاعب تيو، الذي ترجم تمريرة ساحرة من سالم الدوسري إلى هدف التعادل الثاني عند الدقيقة 71.
وبدا واضحًا أن الهلال دخل في حالة هجومية شاملة بعد الهدف، إذ تحركت الأطراف بنشاط، وارتفعت وتيرة الضغط على مرمى النجمة، الذي بدا عاجزًا عن مجاراة النسق البدني والفني للأزرق.
عند الدقيقة 78، حصل الهلال على ركلة حرة مباشرة بعد عرقلة ليوناردو من قبل قائد النجمة جواد الياميق، لتنفذ الكرة داخل المنطقة، وترتد من الدفاع قبل أن تسكن المرمى بالخطأ عن طريق عبدالإله الشمري، معلنة التقدم الهلالي للمرة الأولى في المباراة.
وفي مشهد مثير، أشهر الحكم الإسباني أليخاندرو مونيز البطاقة الحمراء الثانية في وجه الياميق بسبب اعتراضه على القرار، ليكمل النجمة المباراة بتسعة لاعبين، ما جعل الهلال يفرض سيطرته المطلقة حتى النهاية.
سالم الدوسري.. القائد الذي لا يهدأ
في الدقيقة 90، أطلق سالم الدوسري رصاصة الرحمة، مسجلًا الهدف الرابع للهلال والثاني له في اللقاء، بعد فاصل مهاري رائع اخترق خلاله دفاع النجمة، وسدد الكرة بثقة في الزاوية البعيدة عن الحارس.
الهدف كان بمثابة تتويج لأداء مذهل من النجم الدولي الذي حمل شارة القيادة بجدارة، وقاد فريقه إلى ريمونتادا جديدة تضاف إلى سجل “الزعيم” المليء بالتحولات المذهلة.
نال الدوسري إشادة واسعة من جماهير الفريق عبر المنصات الاجتماعية، حيث وُصف بـ«المنقذ الأزرق» و«روح الهلال المتجددة»، فيما اعتبره البعض «رمز الإصرار السعودي» الذي لا يعرف الاستسلام مهما كانت الظروف.
الدروس الفنية من اللقاء
المدرب خورخي جيسوس بدا هادئًا بعد المباراة، لكنه يعلم أن الانتصار جاء بعد أداء متذبذب دفاعيًا في الشوط الأول.
أبرز النقاط الفنية التي برزت في اللقاء كانت كالآتي:
- مرونة هجومية: تنقل سالم الدوسري بين الجناحين بشكل ذكي أربك دفاع النجمة وفتح المساحات لليوناردو ومالكوم.
- تبديلات مؤثرة: دخول تيو في الشوط الثاني غيّر شكل الهجوم تمامًا، إذ منح الفريق عمقًا إضافيًا.
- ضعف التواصل الدفاعي: الأخطاء بين تمبكتي وبونو كانت نقطة سلبية واضحة، وهي ما تسبب في الهدف الأول.
- الثبات الذهني: رغم التأخر مرتين، حافظ اللاعبون على هدوئهم حتى اللحظة الأخيرة، وهي سمة الفرق الكبيرة.
النجمة.. اجتهاد ينقصه الانضباط
على الرغم من خسارته الثقيلة، قدّم النجمة شوطًا أول شجاعًا، أحرج فيه الهلال ونجح في التسجيل مرتين (إحداهما عكسية)، لكن الفريق عانى في الشوط الثاني من غياب التركيز والانضباط التكتيكي.
بطاقتا الطرد كانتا نقطة التحول الكبرى، حيث جعلتا الفريق يلعب بتسعة لاعبين، ما فتح الباب أمام الهلال لفرض أسلوبه الكامل.
ويُحسب للاعبين روحهم القتالية رغم النقص، خصوصًا الحارس براغا الذي قدّم أداءً بطوليًا، وتصدى لثماني تسديدات خطيرة طوال المباراة.
سالم الدوسري.. من جديد يؤكد الزعامة
منذ انطلاقة الموسم، أثبت سالم أنه ليس مجرد جناح هجومي، بل قائد بالفطرة وصانع الفارق في الأوقات الحرجة.
مباراة النجمة أعادت للأذهان مستوى اللاعب في كأس العالم الأخيرة، حين حمل راية المنتخب السعودي ودوّن اسمه في الذاكرة بأهدافه الحاسمة.
هذه المرة، لم تكن أهدافه مجرد أرقام في جدول الدوري، بل تجسيدًا لروح الهلال التي لا تعرف التراجع.
من مهارته، حضوره الذهني، وقراءته المثالية للّعب، قدّم نموذجًا متكاملًا للاعب القائد القادر على قلب الموازين في أي لحظة.
إحصاءات اللقاء
- الاستحواذ: الهلال 68% – النجمة 32%
- التسديدات على المرمى: الهلال 11 – النجمة 3
- الركنيات: الهلال 8 – النجمة 2
- الإنذارات: الهلال (2) – النجمة (4)
- البطاقات الحمراء: النجمة (2)
- الأهداف: الهلال (4) – النجمة (2)
تُظهر الأرقام أن الهلال فرض سيطرته المطلقة بعد الدقيقة 60، واستغل النقص العددي واللياقة البدنية الأفضل ليحقق فوزًا مستحقًا.
تفاعل الجماهير والإعلام
اشتعلت المنصات الرياضية بعد صافرة النهاية، حيث تصدّر وسم #الهلال_النجمة الترند في السعودية.
جماهير الزعيم احتفلت بريمونتادا جديدة، فيما عبّر بعض المحللين عن قلقهم من الأخطاء الدفاعية رغم الفوز الكبير.
أما جماهير النجمة، فأشادت بشجاعة فريقها في الشوط الأول، وطالبت الإدارة بدعم الفريق في الانتقالات الشتوية لتفادي الهبوط المبكر.
الإعلام الرياضي المحلي والدولي ركّز على تألق سالم الدوسري، ووصفت صحيفة “ماركا” الإسبانية أداءه بأنه “قيادة أوروبية بروح عربية”، في إشارة إلى نضجه التكتيكي وتنوع أدواره داخل الملعب.
تصريحات ما بعد المباراة
قال سالم الدوسري في تصريحات تلفزيونية بعد اللقاء:
“المباراة كانت صعبة، لكننا نؤمن بأن الهلال لا يُهزم بسهولة. أشكر زملائي على القتال حتى النهاية، وهذا الفوز نهديه لجمهورنا العظيم”.
فيما أوضح المدرب جيسوس أن فريقه بدأ المباراة بتراخٍ غير مبرر، مضيفًا:
“الأخطاء واردة، لكن ردة الفعل كانت مثالية. الفوز مهم لنا نفسيًا ومعنويًا قبل الجولات المقبلة”.
من جانبه، أبدى مدرب النجمة أسفه على الخسارة، مشيرًا إلى أن الطرد الأول غيّر كل شيء، وأن فريقه سيتعلم من هذه التجربة القاسية.
الهلال في طريقه نحو القمة
بهذا الانتصار، رفع الهلال رصيده إلى 20 نقطة في المركز الثالث، بفارق ضئيل عن المتصدرين، ليؤكد مجددًا أنه المرشح الأقوى للعودة إلى صدارة دوري روشن خلال الأسابيع المقبلة.
الفريق يمتلك مجموعة من النجوم القادرين على حسم المباريات في أي وقت، بدءًا من بونو وتمبكتي، مرورًا بمالكوم وتيو، وصولًا إلى سالم الذي يبقى القلب النابض للأزرق.
ويبدو أن الهلال، بعد هذا الفوز، استعاد توازنه الفني والمعنوي، ليدخل مرحلة جديدة من الصراع نحو اللقب، خصوصًا مع اكتمال جاهزية لاعبيه العائدين من الإصابات.
ريمونتادا بروح الزعيم
ليس جديدًا على الهلال أن يعود بعد التأخر، فقد فعلها مرارًا في البطولات المحلية والآسيوية، لكن ما ميّز هذه المباراة أن العودة جاءت خارج الديار، وبنقصٍ في التركيز ثم تفوّق ذهني.
هذه الروح التي ظهرت في بريدة تعكس عقلية البطل، التي تتغذى من الضغوط وتحوّلها إلى دوافع للانتصار.
الجماهير الهلالية ستتذكر هذه الليلة طويلًا، لأنها لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل عودة لهوية الزعيم المقاتل الذي يرفض الانكسار مهما كانت الظروف.
ختام: الهلال لا يعرف المستحيل
في عالم كرة القدم، قد تتغير النتائج، لكن بعض الفرق تظل ثابتة في جوهرها، والهلال واحد منها.
ريمونتادا بريدة كانت رسالة واضحة لكل المنافسين: أن الزعيم حاضر دائمًا، وأن القائد سالم الدوسري لا يزال الرقم الصعب في معادلة الإبداع السعودي.
بأداء جماعي منضبط وروح قتالية نادرة، عاد الهلال إلى مشهد الصدارة، مؤكدًا أن تاريخه لا يُكتب بالأهداف فقط، بل بالمواقف التي تُعيد تعريف معنى الزعامة.
ما أبرز أسباب فوز الهلال على النجمة؟
الروح القتالية العالية، وتألق سالم الدوسري، إضافة إلى التبديلات الناجحة التي غيّرت مجرى اللقاء بعد الطرد الأول للنجمة.
من كان نجم المباراة؟
القائد سالم الدوسري الذي سجّل هدفين وصنع تمريرة حاسمة، وكان أكثر اللاعبين تأثيرًا على أرض الملعب.
كيف أثّرت البطاقات الحمراء على مجريات اللقاء؟
طرد لازارو واليـاميق جعل النجمة يلعب بتسعة لاعبين، مما سهل سيطرة الهلال وفتح المساحات أمام مهاجميه.
ما موقع الهلال بعد الفوز؟
رفع الهلال رصيده إلى 20 نقطة، ليصعد إلى المركز الثالث في جدول ترتيب دوري روشن السعودي.
هل يمكن اعتبار المباراة نقطة تحول في الموسم؟
نعم، فهي منحت الهلال دفعة معنوية قوية وأعادت الثقة للاعبين بعد سلسلة من النتائج المتقلبة.
اقرأ أيضًا: الهلال يعزف أنشودة القمة من الدوحة.. “سالم” و“كايو” يقودان الزعيم لانتصار جديد في نخبة آسيا
