الليث.. وجهة بحرية واعدة تجمع بين الأصالة والتنوّع البيئي الفريد

الليث.. وجهة بحرية واعدة تجمع بين الأصالة والتنوّع البيئي الفريد
الترند العربي – متابعات
تتألق محافظة الليث كإحدى أبرز الوجهات البحرية السعودية على ساحل البحر الأحمر، بمساحتها الممتدة على أكثر من 10 آلاف كيلومتر مربع، حيث تجمع بين سحر الطبيعة الخلابة وعمق التاريخ، لتشكل لوحة متكاملة تجمع بين البيئة الساحلية البكر، التراث العربي الأصيل، والمشروعات التنموية الواعدة.
في هذا المقال، نستعرض ملامح الليث كوجهة بيئية وسياحية متكاملة، تجمع بين الماضي والحاضر، وتفتح آفاقًا واسعة للاستثمار في قطاعات السياحة والبيئة والاقتصاد الأزرق.

موقع استراتيجي على ضفاف البحر الأحمر
تقع محافظة الليث على بُعد 180 كيلومترًا جنوب مكة المكرمة، وتُعد البوابة الجنوبية لمنطقة مكة، كما تتمتع بموقع ساحلي متميز يجعلها مركزًا مهمًا للملاحة البحرية والأنشطة البيئية.
تمتد حدودها بين جبال تهامة شرقًا وسواحل البحر الأحمر غربًا، وتُطل على أرخبيل غني بالجزر والشعاب المرجانية، مما يجعلها منطقة جذب لعشّاق الغوص والاستكشاف البحري.
يبلغ عدد سكان الليث نحو 73,753 نسمة، يتوزعون على 11 مركزًا إداريًا تشمل الشواق، وغميقة، والغالة، والسعدية، وصلاق، وبني يزيد، وحفار، ويلملم، والرهوة، وجذم، وسعيا، حيث يشكل هذا التنوع الاجتماعي والثقافي مزيجًا يعكس عمق الأصالة والهوية المحلية المتجذرة في تاريخ المنطقة.

تنوع بيئي فريد وشواطئ بكر
تُعد الليث من أغنى المحافظات السعودية بالتنوع البيولوجي، إذ تمتاز بسواحل طويلة تمتد على البحر الأحمر، تزدان بصفاء المياه ونقاء الرمال، وتضم بيئة بحرية تزدهر فيها أنواع متعددة من الكائنات البحرية.
ومن أبرز الجزر التابعة للمحافظة:
- جزيرة جبل الليث: واحدة من أجمل الجزر السعودية، وتتميز بمياهها الفيروزية وشعابها المرجانية.
- جزيرة مرمر وجزيرة جبل السرين: وجهتان مثاليتان لمحبي الاسترخاء والغوص.
- أرخبيل جزر رأس محيسن: مجموعة من الجزر الصغيرة التي تشكل موطنًا طبيعيًا للطيور المهاجرة والأسماك النادرة.
كما تُعد سواحل الليث موطنًا للشعاب المرجانية الملونة والأحياء البحرية المتنوعة، ما يجعلها محطة مفضلة للباحثين والمهتمين بالبيئة البحرية.

إرث تاريخي وثقافي عريق
لم تقتصر أهمية الليث على طبيعتها الخلابة فحسب، بل تمتد إلى عمق التاريخ، إذ تضم المحافظة مواقع أثرية تروي قصصًا من تاريخ الجزيرة العربية، منها:
- مدينة السرين الأثرية التي كانت محطة تجارية مهمة على طريق القوافل القديمة.
- حديقة الكوشان التي تُعد من أقدم الحدائق الطبيعية في المنطقة.
- وادي ذهب، ووادي حلية، ووادي عليب التي تجمع بين الجمال الجغرافي والتاريخي في آنٍ واحد.
ويعكس التراث المحلي في الليث ملامح الحياة القديمة على الساحل الغربي للمملكة، حيث يجتمع البحر والجبل والصحراء في مشهد واحد، لتبقى الحكايات الشعبية والأغاني البحرية جزءًا من هوية المجتمع الليثي.

مشروعات تنموية تعزز الاقتصاد الأزرق
من أبرز المشروعات الرائدة في المحافظة مشروع المجموعة الوطنية للاستزراع المائي (نقوا)، الذي يعد أحد المشاريع الوطنية العملاقة في دعم الأمن الغذائي للمملكة.
يهدف المشروع إلى إنتاج وتصدير منتجات البحر الأحمر مثل الروبيان، الأسماك، الخيار البحري، والأعلاف البحرية إلى أكثر من 32 دولة حول العالم، مما يجعل الليث مركزًا اقتصاديًا بحريًا واعدًا.
كما يشكل المشروع نموذجًا لتكامل التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على البيئة البحرية، من خلال تطبيق معايير الاستزراع المستدام وتقنيات الطاقة النظيفة في التشغيل والإنتاج.
مقومات سياحية واستثمارية
بفضل ما تمتلكه من شواطئ بكر، جزر خلابة، ومواقع جبلية وأثرية، أصبحت الليث وجهة مفضلة لعشاق المغامرة والرحلات البحرية، حيث يمكن للسائح أن يعيش تجربة فريدة بين الغوص في الشعاب المرجانية أو استكشاف الوديان والجبال المجاورة.
تُعَد المحافظة أيضًا محطة مثالية للاستثمار في مشاريع السياحة البيئية، والمنتجعات الساحلية، والمغامرات البحرية، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تدعم تطوير الوجهات السياحية الجديدة وخلق فرص اقتصادية مستدامة.
الليث في قلب رؤية 2030
تندرج جهود تطوير الليث ضمن أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز قطاع السياحة كأحد محركات النمو الرئيسية.
وتُعد المحافظة نموذجًا للوجهات السعودية الجديدة التي تجمع بين الاستدامة البيئية والتنمية السياحية، إذ تسعى الجهات المختصة إلى حماية التنوع البيولوجي البحري وتطوير البنية التحتية لاستقبال السياح والمستثمرين.
وقد بدأت بالفعل مشاريع تطوير المرافئ البحرية، وتحسين الطرق المؤدية إلى المناطق الساحلية، إضافة إلى إطلاق مبادرات تعليمية لتعزيز وعي المجتمع بأهمية البيئة البحرية.
السكان والمجتمع المحلي
يتميّز مجتمع الليث بروح الضيافة والأصالة، ويُعرف أهلها بحب البحر والعمل فيه عبر الأجيال.
تنتشر في المحافظة الحرف التقليدية المرتبطة بالبحر، مثل صناعة القوارب اليدوية، وصيد الأسماك، واستخراج اللؤلؤ.
ويحافظ السكان على تراثهم من خلال المهرجانات السنوية والفعاليات الثقافية التي تبرز أصالة المنطقة وتاريخها البحري الطويل.
تحديات وفرص مستقبلية
رغم ما تمتلكه الليث من مقومات طبيعية وسياحية، إلا أن تطوير البنية التحتية السياحية والبيئية يمثل تحديًا يتطلب تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص.
ويُنتظر أن تسهم المشاريع الحكومية الجارية في رفع جاهزية الليث لتصبح واحدة من الوجهات البحرية الكبرى في المملكة، خاصة مع التوسع في مشروعات النقل البحري والسياحة المستدامة.
س: ما الذي يميز محافظة الليث عن غيرها من الوجهات الساحلية؟
ج: تمتاز الليث بجمعها بين البيئة البحرية البكر، والتنوع الجغرافي، والمواقع الأثرية، والمشروعات التنموية الحديثة.
س: ما أبرز الجزر التابعة للمحافظة؟
ج: جزيرة جبل الليث، جزيرة مرمر، جزيرة جبل السرين، وأرخبيل جزر رأس محيسن.
س: كيف تسهم الليث في الأمن الغذائي الوطني؟
ج: من خلال مشروع “نقوا” للاستزراع المائي الذي ينتج الروبيان والأسماك ويُصدّرها لأكثر من 32 دولة.
س: هل تعتبر الليث وجهة استثمارية؟
ج: نعم، فهي تمتلك مقومات كبيرة للاستثمار في مجالات السياحة البيئية والاقتصاد الأزرق والطاقة النظيفة.
س: ما علاقة الليث برؤية السعودية 2030؟
ج: تعد الليث جزءًا من استراتيجية تنويع الوجهات السياحية ضمن رؤية 2030، مع التركيز على الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية.
ختام
من البحر إلى الجبل، ومن الجزر البكر إلى الأودية الخضراء، تبقى محافظة الليث مثالًا حيًا على التوازن بين الأصالة والتنمية، تجمع بين جمال الطبيعة وروح المبادرة الوطنية.
ومع المشاريع العملاقة التي تشهدها اليوم، تتجه الليث بثقة لتكون واحدة من أبرز الوجهات البحرية على خريطة السياحة السعودية، وركيزة أساسية في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا على ساحل البحر الأحمر.
اقرأ أيضًا: دراسة سعودية تكشف تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة