منوعات

اللواء الطبيب عبدالحميد بن محمد الفرائضي في ذمة الله

اللواء الطبيب عبدالحميد بن محمد الفرائضي في ذمة الله

الترند العربي – متابعات

رحيل أحد أعمدة الطب العسكري السعودي

فقدت المملكة العربية السعودية اليوم واحدًا من أبرز رجالاتها في مجال الطب العسكري، حيث انتقل إلى رحمة الله اللواء الطبيب عبدالحميد بن محمد الفرائضي، المدير العام الأسبق للخدمات الطبية بالقوات المسلحة، بعد مسيرة مهنية زاخرة بالعطاء امتدت لأكثر من أربعة عقود، كرّس خلالها حياته لخدمة الوطن والإنسان في ميادين الطب والإدارة العسكرية.


مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز

يُعدّ اللواء الطبيب عبدالحميد الفرائضي – رحمه الله – من الجيل المؤسس للمنظومة الصحية في القوات المسلحة، حيث تولّى منصب مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة خلال الفترة من 1404هـ حتى 1419هـ، وهي مرحلة شهدت نهضة نوعية في بناء وتطوير المستشفيات العسكرية داخل المملكة وخارجها.
وخلال مسيرته، أسهم في إنشاء وتوسيع المرافق الطبية العسكرية، وإدخال أحدث التقنيات الطبية آنذاك، كما وضع الأسس الأولى لبرامج تدريب وتأهيل الكوادر السعودية في تخصصات الطب العسكري والتمريض والإدارة الصحية.

اللواء الطبيب عبدالحميد بن محمد الفرائضي في ذمة الله
اللواء الطبيب عبدالحميد بن محمد الفرائضي في ذمة الله

بصمات خالدة في تطوير الخدمات الطبية

كان الراحل يؤمن بأن الطب العسكري ركيزة أساسية في منظومة الأمن الوطني، وأن الاستثمار في الإنسان هو أعظم أشكال الدفاع عن الوطن.
تحت قيادته، تحوّلت الخدمات الطبية للقوات المسلحة إلى نموذج يحتذى به في التنظيم والكفاءة، إذ أشرف على تنفيذ عدد من المشروعات الحيوية، من أبرزها:

  • إنشاء مستشفى القوات المسلحة بالرياض والظهران وتبوك والطائف.
  • إطلاق برامج التدريب والابتعاث للأطباء السعوديين إلى الخارج.
  • تطوير نظام الإخلاء الطبي الجوي والربط التقني بين المستشفيات العسكرية.

كما أولى اهتمامًا كبيرًا بالجودة والاعتماد الطبي، وساهم في وضع الخطط الاستراتيجية التي أسست لما تشهده الخدمات الطبية اليوم من تطور مستدام وتكامل في الخدمات.


إرث علمي وإنساني

لم يكن اللواء الطبيب الفرائضي مجرد قائد إداري، بل كان أستاذًا ومُلهمًا لجيلٍ من الأطباء العسكريين، عُرف عنه حرصه على نقل خبراته العلمية والميدانية لطلابه وزملائه، وتشجيع الكوادر الوطنية على التميز والمبادرة في مجال البحث الطبي والخدمات الإنسانية.
ترك بصمة واضحة في تعزيز ثقافة العمل الجماعي والانضباط والإنسانية في الممارسة الطبية العسكرية، فكان مثالًا يحتذى في القيادة المتزنة التي تجمع بين العلم والرحمة والانضباط.

اللواء الطبيب عبدالحميد بن محمد الفرائضي في ذمة الله
اللواء الطبيب عبدالحميد بن محمد الفرائضي في ذمة الله

نعي وفخر من الأسرة والمجتمع

نعى الفقيدَ اللواءُ الطبيب خالد بن عبدالرحيم الفرائضي، مدير عام مجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران، معبرًا عن فخره بما قدّمه عمه الراحل من إسهامات وطنية وإنسانية كبيرة.
وقال في كلمة مؤثرة:

“لقد كان عمي مثالًا في التفاني والإخلاص، ترك إرثًا من العمل الجاد والعطاء الذي سيبقى شاهدًا على حبه لوطنه ووفائه لمهنته.”

كما توافدت عبارات العزاء من شخصيات قيادية وطبية في مختلف القطاعات، مشيدين بسيرته المهنية الرفيعة وبما قدّمه من خدمات جليلة للوطن والإنسان.


مراسم الصلاة والعزاء

سيُصلّى على الفقيد – بمشيئة الله – بعد صلاة العصر اليوم الأربعاء 30 ربيع الآخر 1447هـ الموافق 22 أكتوبر 2025م في جامع الملك خالد بأم الحمام في مدينة الرياض، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة الشمال.
وسيُستقبل العزاء في منزل الأسرة بحي الخزامى في مدينة الرياض، وسط حضور من الشخصيات الطبية والعسكرية والقيادية التي عرفت الراحل عن قرب.


إرث خالد في ذاكرة الطب العسكري

سيبقى اسم اللواء الطبيب عبدالحميد الفرائضي محفورًا في ذاكرة القطاع الصحي العسكري، إذ كان من أبرز من ساهموا في نقل منظومة الخدمات الطبية إلى مستوى احترافي عالمي.
ولن تُنسى بصماته في تأسيس منظومة متكاملة من المستشفيات العسكرية التي تقدم خدماتها اليوم لآلاف الجنود والضباط وعائلاتهم.
لقد كان – رحمه الله – قائدًا من طراز فريد، جمع بين الخبرة الطبية والقيادة الإنسانية، وكرّس حياته لخدمة الوطن في ميدان من أسمى ميادين العمل الوطني.


س: من هو اللواء الطبيب عبدالحميد بن محمد الفرائضي؟
ج: هو أحد أبرز القادة في تاريخ الطب العسكري السعودي، تولّى إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة بين عامي 1404هـ و1419هـ.

س: ما أبرز إنجازاته خلال مسيرته المهنية؟
ج: أسهم في إنشاء وتطوير المستشفيات العسكرية، وإطلاق برامج تدريب وتأهيل الكوادر الطبية السعودية، وتأسيس نظام الإخلاء الطبي الجوي.

س: متى وأين ستُقام صلاة الجنازة عليه؟
ج: بعد صلاة العصر اليوم الأربعاء في جامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض، والدفن في مقبرة الشمال.

س: ما دوره في تطوير الطب العسكري؟
ج: وضع الأسس التنظيمية والإدارية لتطوير القطاع الطبي العسكري، ورفع كفاءة الكوادر الطبية والإدارية.

س: كيف يُذكر إرثه اليوم؟
ج: يُذكر كرمز للقيادة الطبية الوطنية، وكمؤسس لجيلٍ من الأطباء العسكريين الذين واصلوا نهجه في خدمة الوطن.


ختام

برحيل اللواء الطبيب عبدالحميد بن محمد الفرائضي، تفقد المملكة أحد رجالاتها المخلصين الذين أسسوا لنهضة الطب العسكري الحديث، وتركوا إرثًا من الإخلاص والإنجاز والعلم.
رحمه الله رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن وطنه وأهله خير الجزاء.

اقرأ أيضًا: وفاة الشيخ محمد بن حمد الجبر بعد حياة حافلة بالعطاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى