سياسة

حريق مصنع البشبيشي بالمحلة.. فاجعة تُشعل الغضب وتكشف ثغرات السلامة

حريق مصنع البشبيشي بالمحلة.. فاجعة تُشعل الغضب وتكشف ثغرات السلامة

الترند العربي – متابعات

في واحدة من أبشع الكوارث الصناعية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة، استيقظت مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية على مأساة مروّعة إثر اندلاع حريق ضخم في مصنع البشبيشي لإنتاج الملابس الجاهزة، أسفر عن سقوط 11 قتيلًا وأكثر من 35 مصابًا، إلى جانب خسائر مادية جسيمة وانهيار جزء كبير من مبنى المصنع. لم يكن المشهد مجرد حريق عابر، بل جرس إنذار مدوٍ حول أوضاع السلامة المهنية، والإجراءات الوقائية الغائبة في كثير من المنشآت الصناعية.

لحظة اندلاع الحريق

بدأت المأساة في ساعات الفجر الأولى حينما تصاعدت ألسنة اللهب بشكل مفاجئ من الطابق الأرضي للمصنع. شهود عيان أكدوا أن السبب يعود إلى ماس كهربائي في غرفة الماكينات الرئيسية، قبل أن يمتد بسرعة جنونية إلى الطوابق العليا بفعل المواد القابلة للاشتعال المنتشرة في كل ركن من أركان المصنع.

العاملون الذين كانوا مناوبين تلك الليلة حاولوا في البداية إخماد النيران بوسائل بسيطة، لكنهم فوجئوا بانفجارات صغيرة داخل غرف التخزين بسبب تراكم الغازات والأقمشة سريعة الاشتعال، وهو ما دفعهم إلى الهروب العشوائي عبر السلالم والنوافذ. البعض تمكن من النجاة، فيما ظل آخرون محاصرين بين ألسنة النار والدخان الكثيف.

حريق مصنع البشبيشي بالمحلة.. فاجعة تُشعل الغضب وتكشف ثغرات السلامة
حريق مصنع البشبيشي بالمحلة.. فاجعة تُشعل الغضب وتكشف ثغرات السلامة

حصيلة الضحايا والمصابين

البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة أكدت أن الحادث أسفر عن وفاة 11 شخصًا، معظمهم من العمال الذين كانوا في الطوابق العلوية، إضافة إلى 35 مصابًا يعانون من حروق واختناقات بدرجات متفاوتة. تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى المحلة العام، بينما توزع المصابون بين عدة مستشفيات بمحافظة الغربية لتلقي العلاج العاجل.

الصور التي انتشرت للجنازات الجماعية كانت صادمة للرأي العام، حيث شُيعت 11 نعشًا دفعة واحدة في مشهد مهيب اختلطت فيه دموع الأمهات بصراخ الأطفال وصدمة الجيران.

حريق مصنع البشبيشي بالمحلة.. فاجعة تُشعل الغضب وتكشف ثغرات السلامة
حريق مصنع البشبيشي بالمحلة.. فاجعة تُشعل الغضب وتكشف ثغرات السلامة

بيانات رسمية وتعهدات

محافظ الغربية أصدر بيانًا أكد فيه أن التحقيقات الأولية تشير إلى ماس كهربائي وراء الحريق، مشددًا على أنه سيتم فتح تحقيق شامل للوقوف على أسباب تقصير منظومة السلامة داخل المصنع. وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة هندسية لفحص المبنى وتحديد مدى صلاحيته للاستمرار بعد انهيار أجزاء واسعة منه.

وزارة القوى العاملة بدورها تعهدت بفتح ملف شامل حول تراخيص المصنع ومستوى التزامه بمعايير السلامة والصحة المهنية، فيما أعلن مجلس الوزراء صرف تعويضات عاجلة لأسر الضحايا والمصابين.

حريق مصنع البشبيشي بالمحلة.. فاجعة تُشعل الغضب وتكشف ثغرات السلامة
حريق مصنع البشبيشي بالمحلة.. فاجعة تُشعل الغضب وتكشف ثغرات السلامة

شهادات من الناجين

روى أحد الناجين تفاصيل اللحظات المرعبة قائلًا: “سمعنا دوي انفجار قوي أعقبه دخان كثيف، لم نر شيئًا أمامنا، كنا نصرخ ونبحث عن أي مخرج. بعض زملائنا لم يتمكنوا من النزول بسبب سرعة انتشار النار”، مضيفًا أن غياب طفايات الحريق وتكدس المخارج بأكوام الأقمشة زاد من حجم الكارثة.

عاملة أخرى نجت من الحريق تحدثت وهي تبكي: “كنت في الطابق الثالث، حاولت النزول لكن السلم كان مليئًا بالدخان، اضطررت للقفز من النافذة مع زميلاتي، أصبت بكسور لكني على الأقل ما زلت على قيد الحياة.”

السلامة المهنية على المحك

أعاد الحريق النقاش من جديد حول ضعف الالتزام بقوانين السلامة المهنية في كثير من المصانع المصرية، خصوصًا تلك التي تعتمد على الأقمشة والمواد القابلة للاشتعال. خبراء أكدوا أن غياب أنظمة الإنذار المبكر، وعدم وجود مخارج طوارئ كافية، يمثلان خطورة دائمة على حياة العمال.

وطالب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة مراجعة كل المصانع في المحلة الكبرى، باعتبارها قلعة الصناعة المصرية، لضمان عدم تكرار المأساة.

التغطية الإعلامية وردود الفعل

القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية خصصت تغطيات واسعة للحادث، مع بث مباشر من محيط المصنع وجنائز الضحايا. وبرز وسم “#حريق_المحلة” بين الأكثر تداولًا على منصات التواصل، حيث عبّر آلاف المغردين عن حزنهم وغضبهم، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن غياب إجراءات الأمان.

الأبعاد الإنسانية والاجتماعية

المأساة لم تكن مجرد أرقام في بيانات رسمية، بل قصصًا لأسر فقدت معيلها الوحيد، وأطفال تيتموا في لحظة، وأمهات ينتظرن أبناءهن الذين لن يعودوا. صور النعوش الملفوفة بالأقمشة البيضاء تركت أثرًا عميقًا في الوجدان الجمعي، ورسخت الحاجة إلى تحرك عاجل لحماية العمال البسطاء الذين يضحون يوميًا في سبيل لقمة العيش.

س: ما السبب الأولي للحريق؟
ج: تشير التحقيقات إلى ماس كهربائي في غرفة الماكينات بالمصنع.

س: ما الحصيلة الرسمية للضحايا؟
ج: 11 وفاة و35 مصابًا بينهم حالات حرجة.

س: كيف تفاعل المسؤولون مع الحادث؟
ج: أصدر المحافظ ووزارة القوى العاملة بيانات بتشكيل لجان تحقيق وصرف تعويضات عاجلة.

س: ما أبرز شهادات الناجين؟
ج: تحدث العمال عن انفجارات صغيرة، دخان خانق، غياب طفايات الحريق، واضطرار بعضهم للقفز من النوافذ للنجاة.

س: ما انعكاس الحريق على المجتمع المحلي؟
ج: صدمة عميقة وحزن كبير في المحلة الكبرى، مع مطالب شعبية بتحسين معايير السلامة في المصانع.

س: هل هناك محاسبة متوقعة؟
ج: التحقيقات جارية، ومن المتوقع إعلان نتائجها قريبًا مع اتخاذ إجراءات قانونية ضد المقصرين.

اقرأ أيضًا: المواعيد الشتوية لفتح وغلق للمحال التجارية والمطاعم والكافيهات في مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى