سياسة

“حدث خطير” مرتقب.. رسالة غامضة تثير جدلًا واسعًا في مصر

“حدث خطير” مرتقب.. رسالة غامضة تثير جدلًا واسعًا في مصر

الترند العربي – متابعات

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي المصرية خلال الأيام الماضية حالة من التفاعل الواسع بعد تداول رسالة غامضة تتحدث عن “حدث جسيم” مرتقب، أثارت حالة من الجدل والانقسام بين مستخدمي الإنترنت والإعلاميين على حد سواء. وتباينت ردود الأفعال بين من تعامل مع الرسالة بجدية وتحذير، ومن اعتبرها مجرد “هوس إلكتروني” لا يستند إلى حقائق.

منشور غامض يثير الجدل

البداية كانت مع منشور نشره الإعلامي توفيق عكاشة عبر صفحته الشخصية، قال فيه:”سوف يشهد العالم حدثا جسيما خلال الفترة القادمة”.

كلمات قليلة لكنها كانت كافية لتُشعل سيلًا من التكهنات والتفسيرات بين المتابعين، دون أن يقدم عكاشة أي تفاصيل إضافية توضح طبيعة هذا الحدث أو توقيته.

عمرو أديب يرد ساخرًا: “ده مش عقل بلد”

الإعلامي عمرو أديب لم يتأخر كثيرًا في الرد، حيث خصص جزءًا من حلقة برنامجه “الحكاية” الذي يُذاع عبر شاشة “MBC مصر” للتعليق على هذه الرسائل، واصفًا إياها بأنها “خزعبلات” لا تستحق الانتباه.

وقال أديب ساخرًا: “من ضمن الخزعبلات التي أراها، أن هناك الكثير من الناس يقولون منذ أسبوع: يا جماعة فيه حاجة مهمة أوي هتحصل اليومين الجايين. إحنا بس بنحذر خذوا بالكم من اليومين الجايين!”.

وأضاف بنبرة استنكار: “يعني إيه حاجة كبيرة هتحصل؟ طيب ما هو ممكن يحصل أي حاجة! ده مش عقل بلد جمعي يمشي لقدام أبدًا”.

وأكد أديب أن هذا النوع من المنشورات يُسهم في تعطيل التفكير الإيجابي، قائلًا: “الدنيا طايرة والدول بتبني وتعمر وتستثمر وتخترع وأنت قاعد في البلى! كفاية بقى، تعبت والله”.

أحمد موسى يحذر من تداعيات عالمية

وعلى الطرف الآخر، جاء تعليق الإعلامي أحمد موسى أكثر تحفظًا وتحذيرًا، حيث دعا إلى التركيز والانتباه لتغيرات المشهد العالمي، معتبرًا أن هناك تحولات كبيرة تحدث على الساحة الدولية قد تكون لها تداعيات مباشرة أو غير مباشرة على المنطقة.

وخلال برنامجه “على مسئوليتي” على قناة “صدى البلد”، قال موسى:”العالم كله في حالة عدم يقين من الغد، ونحن أيضًا في المنطقة لا نعرف ما قد يحمله الغد لأي دولة”.

وتابع:”هناك إجراءات خارجية، لا تتعلق بالشأن المصري الداخلي، قد تُحدث صدمة للبعض وتحمل في طياتها تداعيات جسيمة وربما خطيرة”.

كما شدد موسى على ضرورة ألا ينساق الجمهور خلف رسائل مجهولة أو محاولات إثارة غير موثقة، مشيرًا إلى أن الوعي المجتمعي يجب أن يكون “الدرع الأول” في مواجهة حملات التشكيك أو التهويل.

دعا موسى الجميع إلى عدم التفاعل السلبي مع منشورات من دون مصادر موثوقة، قائلًا:”لا أحد بالطبع لديه أي سيناريو لما قد يحدث بعد ساعة أو غدًا أو الشهر أو السنة المقبلة، ولا أحد يعلم ما يمكن أن يحدث. هذا الأمر يجعل الجميع مسئولين عن أي كلمة تُقال، أو أي خبر، أو أي تغريدة”.

وأشار إلى أن بعض الجهات قد تحاول توظيف هذه الرسائل ضمن حملات تستهدف إثارة القلق، مشددًا على ضرورة عدم الانجراف وراء هذه المحاولات، قائلاً:”لازم جمهورنا يكون شايف كويس جدًا تغيرات المواقف، ويدرك أن في بعض الأمور اللي بتحصل في الخارج ممكن يكون لها تأثير علينا، بس لازم نفهم ده بعقل مش بخوف”.

تحليل الظاهرة.. بين التهويل واللايقين

يثير هذا الجدل تساؤلات حول مدى تأثير الرسائل الغامضة على الرأي العام، خصوصًا في ظل بيئة رقمية باتت فيها الأخبار تنتشر بسرعة غير مسبوقة، وغالبًا دون تحقق.

ويرى خبراء الإعلام أن المنصات الاجتماعية تحولت إلى أرض خصبة لخلق موجات من القلق الجماعي، خاصة عندما تكون الأوضاع الإقليمية والدولية غير مستقرة، كما هو الحال الآن في العديد من الملفات الجيوسياسية والاقتصادية.

يبقى الأهم في مثل هذه المواقف هو التوازن بين الحذر والهدوء، وبين إدراك الواقع والامتناع عن المبالغات، والتأكيد على أهمية الرجوع إلى مصادر موثوقة، سواء إعلامية أو رسمية، قبل تصديق أو تداول أي منشور يحمل طابع التحذير أو الإنذار.

في ظل عالم يموج بالمتغيرات، يتعين على الجمهور أن يكون يقظًا، لا فزعًا، وأن يدرك أن بعض الرسائل قد تحمل أجندات خفية أو أهدافًا تضليلية، في وقت أصبحت فيه الثقة والمعلومة الموثوقة عملتين نادرتين في فضاء مفتوح ومليء بالتأويلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى