آراءكُتاب الترند العربي

كريس باورز.. المبدع الذي صنعته “متلازمة المحتال”

دينا رجب

ترعرع الملحن كريس باورز في لوس أنجلوس، على بعد دقائق فقط من مسرح The World Stage، محاطًا بعالم “الجاز”. وكأنه كان على علم بأن الموسيقى ستكون دائمًا مساره. وبرغم معانته في البداية من الشعور بـ«متلازمة المحتال»، فإنه جعلها نقطة تحول ليخوض في مشاريع صعبة.

يقول عازف البيانو الذي تحول إلى مؤلف موسيقي: “لقد أخبرت والديّ عندما كنت في الثانية عشرة من العمر أنني أريد الذهاب إلى مدرسة الجاز والتجول كفنان جاز، ثم الانتقال إلى تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام. لم أشك أبدًا في الأمر، لم أتساءل: حسنًا، ربما سأفعل شيئًا آخر”. كنت دائمًا أقول: “هذا هو المسار. وسأحاول بالتأكيد أن أجعله يحدث”.

لم يمضِ سوى عقدين تقريبًا على هذا الحديث بينه وبين والديه، والآن أصبح “باورز” في الرابعة والثلاثين، ومؤلفًا موسيقيًا مُرشحًا لجائزتي “إيمي” و”غرامي”، مع سيرة ذاتية تكفي لملء صفحات. فقد ابتكر مقطوعات موسيقية مؤثرة لصانعي أفلام بارزين، بما في ذلك آفا دوفيرناي وجوستين سيمين، وأفلام حائزة على الأوسكار مثل “الملك ريتشارد” و”الكتاب الأخضر”.

هذا العام وحده، ألّف باورز الموسيقى التصويرية للمسلسل “الغزو السري” من مارفل، وفيلمي “الفارس” و”الملكة شارلوت: قصة بريدجيرتون”، مما أكسبه مكانة بين “المبدعين الرائدين” لوكالة أسوشيتد بريس لعام 2023.

رغم حصوله على ترشيح سابق للأوسكار كصانع أفلام عن فيلمه القصير الوثائقي “A Concerto is a Conversation”، فمن الممكن أن تضع موسيقاه التصويرية لـ«The Color Purple» للمخرج بليتز بازاولي و«Origin» للمخرجة إفا دوفيرناي، قدمه مرة أخرى على سجادة الأوسكار في مارس المقبل.

يكن «باورز» امتنانًا عميقًا لصانعي الأفلام الذين منحوه، على حد قوله، فرصة استكشاف أنماط وتصنيفات موسيقية متنوعة.

الآن، تمنحه علاقاته الوثيقة بالعمل مع فنانين مثل «دوفيرناي» حرية خوض تجارب مع مزيج مختلف للأصوات. تتدفق موسيقاه التصويرية وتتجول بسلاسة، من الإيقاعات السريعة المليئة بالطبول في «Space Jam: A New Legacy» إلى إعادة التخيل الغريب لـ«The Haunted Mansion» إلى الموسيقى التصويرية المؤثرة لـ«When They See Us».

بحث «باورز» عن المتعاونين والمعلمين لتوجيهه خلال مسيرته في هوليوود. وكانت عقليته عندما يتعلق الأمر بالتأليف مستوحاة من أحد هؤلاء المتعاونين البارزين: الراحل كوبي براينت، الذي عمل معه على فيلم وثائقي عام 2015 بعنوان «Kobe Bryant’s Muse».

خلال بدايات مسيرته في تأليف الموسيقى التصويرية، يقول باورز إنه عانى من الشعور بـ«متلازمة المحتال»، لكنه جعلها نقطة تحول ليخوض في مشاريع صعبة.

كانت تلك المتلازمة المتكررة مركزية في فيلم «باورز» القصير الذي رشح لجائزة الأوسكار لعام 2021، والذي شارك في إخراجه وتأليفه وشارك في بطولته جنبًا إلى جنب مع جده، حيث روى قصة عائلته من الجنوب الأميركي إلى لوس أنجلوس.
لا يزال «باورز» يتذكر إحدى أبرز اللحظات في مسيرته المهنية، اللحظة التي خففت بعضًا من الشك الذاتي الذي عانى منه في البداية. فقد تم اختياره لتقديم أغنيتين أمام الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، إلى جانب مجموعة من رموز الموسيقى.

بينما يواصل “باورز” تسلقه لقمم صناعة الموسيقى التصويرية، فإن لحظات “لقد نجحت” والشعور بالاستقرار لم تعد مقاييسه للنجاح. فقد أصبح الزوج والأب لطفلة صغيرة أكثر تركيزًا على إسعاد الشخصين الأقرب إلى قلبه.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى