كُتاب الترند العربي

لماذا نفشل في تحقيق أهدافنا؟

عبدالرحمن السلطان

كل بداية عام نرسم أهدفاً، ونحدد أطراً لتحقيقها، لكن الأيام تمضي، حتى ينصرم العام دون أن ننجز تلكم الأهداف، بل بعضنا قد يتراجع بدل أن يتقدم!

عدم الالتزام بالأهداف السنوية مشكلة شائعة، وتتكرر دوماً لأسباب عديدة، للأسف يقع أغلب اللوم فيها علينا نحن، وليس على ما حولنا، دعونا معا نتناول أهم أسباب فشلنا في تحقيق الأهداف:

يبدأ التخطيط الفشل بغياب التخطيط الواضح! ذلك أن الأهداف تحتاج إلى خطة تنفيذية، تكون ذات تفاصيل ومواقيت، وأتذكر كثيراً من الأهداف “السهلة” التي وضعتها لم أحقق منها شيئاً، كوني لم أخطط لمراحل التنفيذ، وبالطبع هذا يقود إلى ضرورة أن تكون الأهداف واقعية، وليست حالمة وغير قابلة للتحقيق، بالطبع لا بد من الطموح والأمل، ولكن الواقعية تساعد على تحقيق الأهداف وتجنب الإحباط، لكن تذكّر أن تكون أهدافك مرتبطة بقيمك الشخصية، حتى تؤمن وتتلزم بها.

غير أن أهم أسباب الفشل هو التسويف، هذا التأجيل المتواصل يؤدي إلى ضياع الوقت دون أن تشعر، وبالذات إذا كانت أهدافاً غير مرتبطة بموعد نهائي لإنجازها أو لا أحد يلح عليك بها!

كما أن التركيز فقط على النتائج، دون الاهتمام بالمراحل أو العملية نفسها، قد يولد شعوراً بالضغط النفسي أو عدم الرضا عن الإنجاز، وقد يدفع البعض للتوقف قبل الوصول إلى خط النهاية، لذا من المهم أن نقوم دوماً بمراجعة لأهدافنا، وقياس تقدمنا، ولعلي لا أذيع سراً أنني احتفل بالإنجازات الصغيرة أو خطوات التقدم إلى الأمام، حتى تستمر جذوة الحماس، ولا أشعر بالضياع.

أيضاً نحن نتعثر بسهولة بسبب العوائق اليومية، فالحياة مليئة بالتحديات والتغيرات، بل والأحداث القاهرة والملهيات الطارئة، التي قد تبعدنا عن المسار، لكن المؤمن بأهمية أهدافه يعود إلى مساره بأسرع وقت.

ومن الأسباب -أيضاً- الخوف غير المبرر من الفشل، وتجنب شرف المحاولة، لأننا نعتقد أننا لن نستطيع تحقيق ما نأمل، فنحرم أنفسنا من مما نستطيع دون أن ندرك ذلك!

لست هنا في موقع المعلم، ولكن تجربتي في الحياة واطلاعي على أدبيات إدارة النفس، تجعلني ألخص خطوات جني الأهداف في خطوات بسيطة، إيمانك بنفسك أولاً، ثم تحديد أهدافٍ واقعية وقابلة للقياس، مثل الحصول على شهادة جامعية أو مهنية، ثم تقسيمها إلى إنهاء ساعات دراسية، تسعد بالاحتفال بتحقيقها، ناهيك عن مراقبة تقدمك نحو الهدف الأكبر، ثم ضرورة تحديد أوقات للعمل والإنجاز، دون إغفال المرونة عن الحاجة، فسرعة الحياة اليوم تفرض أن تقبل تعديل وتطوير الأهداف حسب الظروف والإمكانات.

بالطبع لم أتم كل أهدافي، كما أن قائمة أهدافي كل فترة تنقص وتزيد، ولكنني حققت الكثير منها -ولله الحمد-، لأنني مؤمن أنني أستطيع كما أنت تستطيع.. فمتى تتغلب على مخاوفك وتتجاوز معوقاتك نحو أهدافك؟

المصدر: الرياض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى