كُتاب الترند العربي

البدايات الجديدة.. حياة

حنان يوسف

ونحن نودع عاما مضي ونستقبل عاما قادم ، تمر علينا جميعا ذكريات التأمل وروح الحصاد ، ما الذي أنجزناه طوال العام المنصرم ، هل كنا علي قدر اللحظة في ان نقدم لانفسنا ومن حولنا إضافة جديدة في الحياة ؟ هل نفذنا خططنا التي عهدنا بها انفسنا في بداية العام .

ونكتشف انه غالبا لم نحقق كل ما تمنيناه ..لأسباب عديدة بعضها يعود إلينا والآخر لا نملك فيه من الأمر شيئا .
وقد تنتابنا لحظات مريرة من الندم وتأنيب الضمير علي ضياع الوقت وفوات الفرص دون ان نحقق ما نتمنى .

ولكننا عند مطلع العام الجديد ستولد معنا الامل قي البدايات الجديدة ..فتأتي البدايات معلنة عن فجر لحياة جديدة ، نعيد فيها ترتيب أوراق الحياة مجددا ..ويحدونا الأمل في ان ننجح هذه المرة في تحقيق ماينقصنا وتعويض ما فاتنا …فهكذا هي الحياة ..كل بداية جديدة ..جسر الي حياة جديدة .

والأسبوع الماضي اجتمع مجموعة من المثقفين العرب في اللقاء الشهري للصالون الثقافي للمنظمة العربية للحوار واختاروا ان يكون عنوان اللقاء ” البدايات الجديدة ..حياة ” ، ودار حوار إنساني بين المشاركين الذين يمثلون نخبة مرموقة من كبار الفكر والثقافة في مصر والوطن العربي ، مر الحوار بمحطات عديدة ، كانت الهموم الخاصة والعامة حاضرة والأوضاع العربية موجعة تفرض نفسها بقوة علي اجندة الحوار ، إلا أن. ذلك لم يمنع المشاركون من التمسك بروح الأمل في البدايات الجديدة حيث قام كل منهم بتقديم رؤيته في كيفية صنع البدايات الجديدة بكفاءة لتصلح كحياة جديدة .

من منطلق أنّه لا يمكن أن نعود إلى الوراء لنصنع بداية جديدة إلّا أنّه يمكن أن نبدأ من الآن في صناعة نهاية جديدة. فكل بداية جديدة تنبع من نهاية بداية أخرى.

كانت النصائح والأفكار التي قدمها المشاركون لصنع بدايات جديدة مليئة بالحماس والأمل والتفاؤل ولكن بكثير من الواقعية ، دعا فيها المشاركون الي أهمية تحقيق الإنسان للتوازن في حياته والعمل وفق خطة ورؤية واضحة من اول يوم في السنة من أجل اصلاح اية اخطاء قديمة اقتناعا بالقول السائد “عندما يرزقك الله بداية جديدة، لا تكرر “الأخطاء القديمة.
وأن البداية الجديدة قد تمنح فرصة لحياة جديدة لذات الأشياء التي حولك، فوجهتك ليست مكاناً تصلُ إليه إنّما هي طريقة جديدة ترى بها الأشياء. قد تكون نهاية أشياء، بداية لأشياء أجمل . ورحلة النجاح، لا تتطلب البحث عن أرض جديدة، ولكنّها تتطلب الاهتمام بالنجاح، والرغبة في تحقيقه والنظر إلى الأشياء برؤية مختلفة تحمل إعادة ترتيب أوراق الحياة بطريقة صحيحة وإصلاح ما قد اعتراها من فوضي وارتباك .

ها قد جاء عام جديد، نتمني من الله أن يكون هذا العام عامًا مميزًا ون يكون بداية رائعة لكل الأحلام الجميلة التي ينتظر الجميع تحقيقه.

فالعام الجديد فرصة رائعة كي نقلب صفحات الأيام الحزينة، ونبدأ معًا بداية مليئة بالحماسة والخير والأمل وحب الحياة، ونستقبل سنةً جديدة تحمل معها أملاً جديداً بمستقبلٍ يملؤه النجاح والتقدم، وأيّام آتية ترفرف بتفاؤل وإصرار، تطوي كلّ ما خلفها من آلامٍ وفشل، فننظر لها بعينٍ مشرقة بأنّ الآتي أجمل.

التغيير سنة الحياة، وتبدل السنوات وقدوم سنوات جديدة يعني أنّ أمامنا فرصة رائعة للتغيير والتحسن إلى الأفضل، وعلينا أن نستغل هذه الفرصة . فعام جديد يعني فرصة جديدة لحياة جديدة تتكرر في كل يوم من أيام السنة الجديدة التي نقف على أعتابها.

أهلًا وسهلًا بالعام الجديد، أهلًا بالتفاصيل الجديدة التي ستأتي إلينا لتمنحنا الأمل الكبير أنّ غدًا يوم آخر في عامٍ جديد ليس فيه أي حزن أو هم، متوكلين فيه على الله وليس أجمل من أن نستقبل عامًا جديدًا من أعوامنا ونحن ما زلنا نحتفظ بقدرتنا على الفرح والبهجة، رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بنا، فلنفرح بالعام الجديد وسرّ الفرح الكبير في هو أنّ الله تعالى منحنا فرصة إضافية لنكون أشخاصًا أفضل في العام الجديد،

فلنستقبل العام الجديد بروح يملؤها الامل والحماس والرغبة في أن نكون النسخة الأفضل من خلال إصلاح انفسنا و وأحوالنا ما إستطعنا لذلك سبيلا .. وكل عام وأنتم بخير وسنواتكم أجمل وأكثر روعة.

المصدر: اليوم السابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى