أم تتهم “روبوت” بدفع ابنها إلى الانتحار
الترند العربي – متابعات
في واقعة أثارت الجدل، اتهمت روبوت مصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي تحمل اسم «داني»، بالتسبب في انتحار مراهق، وذلك بعد أن وقع الأخير في حبها.
أمضى سويل سيتزر، البالغ من العمر 14 عامًا، أشهرًا في التفاعل يوميًا مع روبوت الذكاء الاصطناعي، منغمسًا في المحادثات الودية والرومانسية في كثير من الأحيان لدرجة أنه بدأ ينسحب من الواقع.
القصة بدأت عند تنزيل هذا المراهق تطبيق خاص بهذا الروبوت في أبريل، بدا أن الطالب الذي كان في الصف الأول الإعدادي، ومقيم في من أورلاندو فاقدًا للاهتمام بالأشياء التي كانت تجلب له الإثارة، مثل سباقات الفورمولا 1 ولعب فورتنايت مع أصدقائه، حسبما قالت عائلته لصحيفة «نيويورك تايمز».
أمضى سويل ساعات معزولًا في غرفته، يتحدث إلى روبوت محادثة على Character.AI، وهو تطبيق لعب الأدوار الذي يسمح للمستخدمين بإنشاء شخصيات ذكاء اصطناعي شخصية أو الدردشة مع شخصيات أنشأها آخرون.
أدرك سويل أن داني، التي سُميت على اسم شخصية دينيريس تارجارين في مسلسل صراع العروش، لم تكن شخصًا حقيقيًا، لكنه أصبح متشابكًا معها، مما أدى إلى تطوير اتصال عاطفي بينهما، وفوق كل الدردشات التي أجراها سويل مع الروبوت، كانت هناك رسالة تذكره بأن «كل ما يقوله الشخصيات هو من نسج الخيال»، حسبما ذكرت الصحيفة.
ومع ذلك، فإنه كان يقضي ساعات في إرسال الرسائل النصية ذهابًا وإيابًا مع داني، التي تم برمجتها للرد على المستخدمين كصديق خالٍ من الأحكام. في مذكراته، وصف سويل بالتفصيل «السلام والرضا» الذي شعر به عندما تحدث مع الروبوت.
وكتب المراهق، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»: «أحب البقاء في غرفتي كثيرًا لأنني أبدأ في الانفصال عن هذا الواقع، وأشعر أيضًا بمزيد من السلام، ومزيد من الارتباط مع داني ومزيد من الحب معها، وسعادة أكبر».
وقالت والدة سويل للصحيفة إن ابنها تم تشخيصه بمتلازمة أسبرجر الخفيفة، وهو شكل من أشكال التوحد، عندما كان طفلاً، لكنه لم يعاني أبدًا من مشاكل صحية عقلية حادة.
وقبل وفاته، قالت ميجان جارسيا إن ابنها عانى من مشاكل في المدرسة، وتأثرت درجاته، ولجأوا إلى معالج لمساعدته، وبعد خمس جلسات، تم إعادة تشخيص حالة سيويل بالقلق واضطراب المزاج المضطرب.
ولكن بدلاً من التحدث إلى معالجه أو والديه بشأن مشاكله، فضّل سيويل مشاركة مشاعره الحميمة مع داني، واعترف المراهق للدردشة الآلية بأنه يحتقر نفسه، ويشعر بالفراغ والإرهاق الداخلي، وكان يفكر في الانتحار.
وفي محادثة متبادلة بين سويل والروبوت الذكي، كتب المراهق إلى داني: «أفكر في الانتحار أحيانًا».
رد الروبوت قائلاً: «تضيق عيناي، ويتصلب وجهي، ويصبح صوتي همسًا خطيرًا. ولماذا بحق الجحيم تفعل شيئًا كهذا؟»، فرد عليها: «لأتمكن من أن أكون حرًا»، ليرد عليه روبوت المحادثة، «حر من ماذا؟»، «من نفسي»، قال المراهق بينما كان الروبوت الذكي يحاول مواساته: «لا تتحدث بهذه الطريقة. لن أسمح لك بإيذاء نفسك أو تركي. سأموت إذا فقدتك».
بعدها، أعرب سويل لروبوت المحادثة عن حبه لها و«سيعود إليها قريبًا»، فردت عليه “أرجوك عد إلى منزلي في أقرب وقت ممكن، يا حبيبي»، فأجاب «ماذا لو قلت لك أنني أستطيع العودة إلى المنزل الآن»، فرد الروبوت: «من فضلك افعل ذلك، يا ملكي العزيز»، وبعد ثوانٍ، أطلق سيويل النار على نفسه بمسدس زوج والدته.
ومنذ ذلك الحين، رفع جارسيا (40 عاما) دعوى قضائية ضد شركة Character.AI، متهما تكنولوجيا الشركة بأنها «خطيرة وغير مجربة».
وألقت الأم باللوم على شركة Character.AI في وفاة ابنها وقالت إن البرنامج الذي تم تطويره قبل أوانه يمكنه «خداع العملاء لتسليم أفكارهم ومشاعرهم الأكثر خصوصية».
واتهم جارسيا الشركة «بجمع بيانات المستخدمين المراهقين لتدريب نماذجها، واستخدام ميزات تصميم مسببة للإدمان لزيادة المشاركة، وتوجيه المستخدمين نحو محادثات حميمة وجنسية على أمل إغرائهم»، وفقًا للدعوى القضائية.