كُتاب الترند العربي

أفضل 55 فيلمًا من أفلام “الخيال العلمي” في القرن الواحد والعشرين

ترجمة: سومر جباوي

إذًا… ما الخيال العلمي؟ ليس هذا من أسهل الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها. عندما تدخل عناصر الخيال العلمي في الكثير من أفلام شباك التذاكر، فإن مفاهيم الأفلام السينمائية المحفزة على التفكير تتسطح لتصبح قطعة من العلف الفكري «بقياس واحد يناسب الجميع» والتي تجعل عناوين الأفلام اللانهائية لهذا الصنف تبدو أحيانًا متشابهة.

نعم، إن الخيال العلمي ذو أصول متجذرة عميقًا، يكشف خوف الانسان الراسخ من نفسه والاحتمالات المرعبة لوجود عوالم خفية. شهد العقدان الأخيران اندفاعًا كبيرًا على قصص الخيال العلمي، جعل ما كان يعتبر سابقًا صنفًا ثانويًا، سوقًا مشبعة بهذه الأفلام. فمن جهة أدى ذلك إلى إنتاج عدد كبير من أفلام الخيال العلمي التي لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب، ولكن من جهة أخرى أدى ذلك إلى إنتاج بعض من أفضل أفلام الخيال العلمي على الإطلاق. وصلت هذا العام تحفتان سينمائيتان هما فيلما «كل شيء في كل مكان دفعة واحدة «Everything Everywhere all at once»، و«لا Nope» وقد احتلا المرتبتين الخامسة والثامنة في قائمتنا على التوالي.

ببساطة، إن تحديد أفضل خمسين فيلمًا من أفلام الخيال العلمي في القرن الواحد والعشرين يعني أنه عليك أن ترسم خطًا في الرمل، حتى لو كانت تلك رمال كوكب «آراكيس Arrakis» ولهذا الغرض، تم وضع بعض القواعد الصارمة؛ لن تظهر في هذه القائمة أفلام الخيال العلمي التي تستند إلى البطل الخارق، وينطبق الأمر على أفلام الخيال العلمي المعروفة «حرب النجوم Star Wars»، و«ستار تريك Star Trek».

وحتى يستطيع أي فيلم حركة أو رعب أو تحريك الوصول إلى هذه القائمة، يجب أن يكون متجذرًا بعمق في الخيال العلمي، ويستخدم بشكل ملحوظ الأنماط والمواضيع المتعلقة به. إضافة إلى ما سبق «لكي نوضح الأمر»: فإن الأفلام التالية تعد بنظر منصة «Indiewire» من أفضل الأفلام في القرن، ولكنها لن تظهر في هذه القائمة: «جاذبية Gravity»، و«متاهة بان Pan’s Labyrinth»، و«المحركات المقدسة Holy Motors»، و«المعركة الملكية Battle Royale».

دون أي إطالة، إليكم أفضل خمس وخمسين فيلمًا من أفلام الخيال العلمي في القرن الواحد والعشرين:

55- «نحو الظلام : الصدمة الثقافية Into the Dark: Culture Shock»

مختبئًا ضمن سلسلة أفلام أنثولوجيا الرعب لشركة «هولو Hulu»، يجمع فيلم الخيال العلمي «نحو الظلام: الصدمة الثقافية» للمخرجة جيجي «ساول غويريرو Gigi Saul Guerrero» بين مفاهيم مستقبلية مألوفة وانتقادات سياسية حديثة تمامًا.

عندما تحاول «ماريسول Marisol» الحامل، تقوم بدورها «مارثا هيغاريدا Martha Higareda»، عبور الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة للمرة الثانية، تتحول قصة نجاتها المروعة كمهاجرة غير شرعية إلى قصة خيال علمي على غرار فيلم «زوجات ستيبفور Stepford Wives»، لكن ما يُدعى بـ«الحلم الأميركي» لا يمكن أن يستمر، وسرعان ما تجد ماريسول نفسها متحرقة للهروب من البلد الذي خططت يوماً ليكون وطنها.

يحتل فيلم «نحو الظلام: الصدمة الثقافية» مكانًته ضمن أفضل أفلام الرعب التي اقترحها موقع «Indiewire» لمشاهدتها. لا يتميز فقط بحبكة إبداعية «غنية بالمفاجآت»، وإنما يستخدم ذلك الإطار الرائع لإبراز نقاط هامة وبارزة فيما يتعلق بحقوق الانسان.

54- فيلم «الترابط Coherence»

ضمن غرفة واحدة وبميزانية لم تتجاوز الخمسين ألف دولار أميركي، استطاع المخرج «جيمس وارد بيركي James Ward Byrkit» أن يثبت بأنه لا حدود لما يمكن عمله في أفلام الخيال العلمي. لقد كان هذا الفيلم درساً سينمائيا في تفعيل المساحة خارج نطاق كادر الشاشة وفي بناء الغموض فيما لا نراه. تدور قصة الفيلم حول ثمان أصدقاء يجتمعون في حفلة عشاء في ليلة يمر فيها نيزك فوق منطقتهم، فيقطع الكهرباء عن المنازل، ويفتح بوابة للمدعوين على العشاء للعبور إلى عوالم أخرى، حيث تأخذ البيوت المجاورة شكلاً يشبه البيت الذي يتواجدون فيه «المرجع الشامل في حل المشاكل في صناعة الأفلام ذات الميزانية المنخفضة».

يحافظ المخرج بيركيت على جعل قواعد عالمه مفهومة تمامًا. فهي لا تتداخل مع انخراطنا في السياق الدرامي، ويجعلها تُقدم الشخصيات مُحملّةً بأسئلة وجودية، لا تستطيع كمشاهد إلا أن تنخرط بها.

53- فيلم «الأمان ليس مضمونًا Safety Not Guaranteed»

لا تُستخدم عبارة «كوميديا خيال علمي رومنسي Sci-fi rom-com» على نحو واسع. يُعد فيلم «الأمان ليس مضمونًا» محاولة هادئة لجمع كلا النوعين. يلعب جاك جونسون «Jack Johnson»، وأوبري بلازا «Aubrey Plaza» دورّي صحفيين مكلفين بالتحقيق في إعلان مبوب غريب يبحث عن شريك للعودة بالزمن. يلعب مارك دوبلاس «Mark Duplass» دور العالم الذي اخترع آلة السفر بالزمن المفترضة. فشل هذا الفيلم، الذي يسعى لكشف علاقات حب سابقة، مع تفادي استفسارات الحكومة التي تحاول معرفة تكتيكات السفر عبر الزمن، الحصول على جائزة لجنة التحكيم للفيلم الروائي في مهرجان «ساندانس Sundance»، بالرغم من مقدمته القوية. كما بشّر فيلم «الأمان ليس مضمونًا» بموجة من صناع الأفلام المستقلة الذين دقوا أوتادهم في هذه الصناعة مستندين إلى نجاحات الأفلام المستقلة ذات الميزانيات المتناهية الصغر. استطاع المخرج «كولن تريفورو Colin Trevorrow»، بعد ثلاثة سنوات، من التصدي لاخراج فيلم «العالم الجوراسي Jurassic World» المتمم لأفلام «الحديقة الجوراسية» بسبب فيلمه الطموح هذا وحده. لعب «كريستين بيل Kristen Bill»، جيف غارلين «Jeff Garlin»، و«لين شيلتون Lynn Shelton» أدوار البطولة في هذا الفيلم الذي نال ثناء النقاد.

52- فيلم «الشيفرة المصدرية Source Code»

مستندًا إلى فيلم «عيد فأر الأرض Groundhog day» ولكن بنسخة مشوقة وعالية التقنية، فإن فيلم «الشيفرة المصدرية»، المشدود بشكل مثير للإعجاب وذو الإيقاع السريع، يدمج عناصر الخيال العلمي في فيلم إثارة يبدو عليه أنه معاصر أكثر من كونه يتحدث عن المستقبل. يلعب الممثل «جيك غلينهال Jake Gyllenhaal» دور الكابتن كولتر ستيفينز «Captain Colter Stevens»، طيار حربي يستمر في العودة بوعيه إلى الماضي، حيث يختبر الدقائق الثماني الأخيرة في حياة شخص مسافر إلى شيكاغو قبل أن ينفجر قطاره. طلب رؤساء «ستيفنز» منه تَعقُب الشخص الذي قام بالتفجير، ولكن بالطبع هناك الكثير مما لا يُسمح له بمعرفته. استطاع كل من المخرج دونكان جونز «Duncan Jones» والكاتب بين ريبلي «Ben Ripley» شد الجمهور إلى بطل لا يعرف دائمًا ما سيحدث، لذلك فإننا نفهم الأحداث بالتزامن مع البطل. كما قام المخرج والكاتب بخلق مجتمع مصغر حول القطار والذي يصبح بمثابة الملجأ للبطل، حتى مع معرفة البطل بأنه يعيش في عالم لا تستمر فيه لحظان السلام طويلًا.

51- فيلم «حكم البلهاء Idiocracy»

بدا فيلم الخيال العلمي للمخرج مايك جودج «Mike Judge» ملعونًا من اللحظة التي تخلت فيها شركة «توينتيث سينشري فوكس 20th Century Fox» عن الفيلم في اللحظة الأخيرة، مما جعل الفيلم يواجه كارثة لا مفر منها في شباك التذاكر. لكن على الرغم من كل ذلك، استمر الفيلم وشق طريقه نحو ثقافة البوب الأميركية مستندًا إلى دقة توقعاته الكئيبة. يصور فيلم «ثقافة البلهاء» أميركا المستقبلية حيث يزداد الغباء في كل شيء بفعل تراكم عوامل مناهضة الفكر والترفيه التجاري السطحي وظاهرة عدم تكاثر الأشخاص الأذكياء ببساطة. فتكون النتيجة هي شعب أحمق تمامًا غير قادر على التعامل مع الحياة اليومية، ولا حتى التحكم بنفسه. كل ذلك يقود إلى الكثير من اللحظات المضحكة، ولكن مع مرور السنوات يصبح الفيلم أقل «كوميديا -اضحاكًا» ويميل أكثر ليصبح خيالًا علميًا ديستوبيًا ذكيًا. على الرغم من أن تنبؤ الفيلم بأن تحكم أميركا من قبل غير الأكفاء قد بدا سوداويًا للغاية في عام 2006، إلا أنه يبدو الآن أن أكبر سقطات الفيلم بأنه لم يذهب بعيدًا بما فيه الكفاية.

50- فيلم «قيامة الماتريكس The Matrix Resurrections»

بعد مضي عقدين من الزمن على آخر إصدار في سلسلة أفلام «ماتريكس»، يستحق فيلم «قيامة الماتريكس» اسمه، من خلال بث الحياة في قصة الخيال العلمي لـ«نيو»، يقوم بدوره كيانو ريڤيز «Keanu Reeves»، وحرب الآلات. هذا الفيلم الذي تولت إخراجه «لانا وتشووسكي Lana Wachowski»، هذه المرة بدون اختها وشريكتها «ليلي وتشووسكي Lilly Wachowski». تعيد ملحمة الخيال العلمي لعام 2021 المشاهدين والممثل «ريفز» إلى سلسلة «ماتريكس» في مغامرة جديدة تضع بطلة الجمهور المفضلة «ترينتي»، تلعب دورها «كاري-آن موس Carrie-Anne Moss» في الخط الأمامي للمعركة.

على الرغم من عدم عودة لورنس فيشبورن «Laurence Fishburne» بدور «مورفيوس»، عدا المشاهد التي اخذت من الفيلم القديم واستخدمت في الفيلم الجديد، إلا أنه استُبدل بالنسخة الجديدة بالممثل الذي لا يقل روعة عنه «يحيى عبد المتين الثاني Yahya Abdul-Mateen II». انضم حديثًا إلى عبد المتين طاقم عمل من مثل: «جيسيكا هينويك Jessica Henwick»، و«جوناثن غروف Jonathan Groff»، و«بريانكا شوبرا» Priyanka Chopra»، و«نيل باتريك هاريس Neil Patrick Harris» وآخرون. تلعب دور «نيوبي» في هذه النسخة الممثلة «جادا بينكت سميث Jada Pinkett Smith».

49- فيلم «بِركة بلا نهاية Infinity Pool»

يسير الكاتب والمخرج «براندون كرونينبيرغ Brandon Cronenberg» الخيلاء في فيلمه الروائي الثالث «بركة بلا نهاية»: فيلم رعب ديستوبي ومعاد للرأسمالية يتمحور حول الاستنساخ. يأتي هذا العمل كمزيج مثير يجمع بين جوانب من مسلسل «المرآة السوداء Black Mirror» وأحد المواسم الوحشية من مسلسل «زهرة اللوتس البيضاء white Lotus». يلعب الممثل «أليكسندر سكارس غارد Alexander Skarsgård» دور «جيمس فوستر james Foster»، رجل يسافر مع زوجته «الممثلة التي لم تحظى بفرصتها كاملة «كيلوباترا كولمان Cleopatra Coleman» إلى منتجع لي تولكا الساحلي. يلتقي هناك بـ«جابي» ذات المتقلبة والشرسة والتي تلعب دورها الممثلة «ميا غوث Mia Goth»، ضيفة أخرى تتميز بقدرتها على إثارة الصراع في الفيلم. هناك يكتشف «غارد» قانونًا محليًا مثيرًا للغثيان، يجعله وزوجته وغابي وباقي مجموعتهم من السياح يحدقون في هاوية وجودية. تبدو غوث مضطربة نفسيًا في هذا الدور المشوق، ولكن هذا الفيلم يستحق المشاهدة لصانع أفلام «مضاد الفيروسات Antiviral» و«المتملك Possessor» رقم 36 على هذه القائمة.

48– فيلم «عقيدة Tenet»

قسم فيلم كريستوفر نولان النقاد وفاجئ الجمهور وتحدى وحيدًا البث الرقمي أثناء جائحة الكورونا. ما بدأ كفيلم تجسس تحول سريعًا إلى لغز من ألغاز الخيال العلمي، حيث يقوم عميل لدى وكالة الاستخبارات المركزية «جون ديفيد واشنطن John David Washington» بتعلم كيفية التلاعب بالزمن لمنع هجوم مستقبلي يهدد بتدمير العالم الحالي. يلعب «روبرت باتنسون Robert Pattinson» دور المعالج والشخص الذي يشرح فكرة السفر عبر الزمن، بينما يمثّل كل من «كينيث براناغ Kenneth Branagh»، و«إليزابيث ديبكي Elizabeth Debicki» أهدافًا لمهمة وكالة الاستخبارات الأميركية «CIA» ولجريمة لما يرتكباها. يبدو فيلم «عقيدة» أكثر الأفلام حضورًا في الذاكرة لشرح فكرة السفر عبر الزمن، نحو الماضي، ثم المضي قدمًا لمعرفة ما سيكون عليه الحال إذا كنت، ربما، ستحتاج إلى العودة إلى الوراء، وهذا لا يعني بشكل عكسي، لإنقاذ العالم.

47- فيلم «اللانهاية The Endless»

أبهر «جوستن بينسون Justin Benson»، و«آرون مورهيد Aaron Moorhead»، المخرجان العبقريان والناجحان بعمر صغير، الجمهور بأفلامهما الجذابة والمبتكرة والتي تبدو كأنها صُنعت بمزايا الأفلام الذاتية من مثل: فيلم القرار Resolution»، انعطاف في أفلام الخيال العلمي التي تتحدث عن الإدمان و«الربيع Spring»، انعطاف في أفلام الخيال العلمي في سياق قصة حب عاصفة. وذلك قبل أن يتحولوا إلى عالم الخيال العلمي الجامح مع الفيلم المشوق «اللانهاية» انعطافة درامية في دراما خطف الكائنات الفضائية للبشر وقلب هواجسهم الخاصة إلى نتائج عجيبة. يلعب جوستون وآرون في الفيلم دور الأخوة وللمصادفة باسميهما الحقيقين. يبدأ الفيلم بعد فرار الثنائي من ما وصف بـجماعة الموت التي تعبد الكائنات الفضائية، وذلك على الرغم من اختلاف تفسيريهما لدوافع المجموعة، حتى بعد اختفائها.

قد يشترك الفيلم، ربما، مع فيلم «القرار Resolution» في مسارهما المتعدد إلى الجماعة مرة أخرى مستلهمين ذلك من حادثة وصول شريط فيديو غريب تقليدي. هذه الرحلة تجبرهما على إعادة النظر ليس فقط بتجربتهما مع المجموعة، ولكن في حياتهم بأكملها، الجحيم، وحتى في الكون بأسره. تكثر الحلقات الزمنية، ويكشف كيان مظلم عن نفسه، ويظهر قمر إضافي في السماء، ولكن أكثر اكتشافات الفيلم إثارة هي استكشافاته لعوالمهما النفسية الداخلية، حيث يتصارع آرون وجوستن مع ما يعنيه الإيمان حقًا بشيء ما.

46- فيلم «بالم سبيرنغز Palm Springs»

حفل زفاف في صحراء تضج بالألوان وعليك أن تختبره مرارًا وتكرارًا. حسنًا، ولكن على الأقل هناك بار مفتوح. حقق فيلم «بالم سبرينغز» انطلاقة في مهرجان «ساندانس Sundance» وسجل رقمًا قياسيًا كواحد من أكبر المشتريات في تاريخ المهرجان. يلعب الممثل «آندي سامبيرغ Andy Samberg» بدور «نيلز Nyles»، ضيف حفل الزفاف المتردد والذي يعيش بشكل دائم في حلقة زمنية تكرر نفسها، مواجهًا الانفصالات وحفلات الزفاف وحياة الوحدة، وذلك حتى تجد شقيقة العروس سارة «كريستين ميليوتي Cristin Milioti» نفسها محاصرة في نفس دوامة الزمن التي تحاصره. إنه نسخة من فيلم «عيد فأر الأرض» ولكنها نسخة في عصر الإنستغرام. وبينما كان نايلز وسارة يتسائلان عن هدف الحياة من خلال أزمتهما الوجودية في الثلاثينات، تتطور كيمياءهما الجذابة إلى قصة حب جارفة، حب يمنح كليهما هدفًا خارج عن ميولهم الانتحارية.

45- فيلم «صانع الحلقة Looper»

هناك مقولة مأثورة في فن كتابة السيناريو تقول إنه عندما يقوم الكاتب بخلق عالم للقصة، يجب أن يحدد جميع القواعد بوضوح دون الحاجة إلى شرحها للجمهور؛ إذ يجب على الشخصيات أن تُظهِر لنا هذه القواعد من خلال تصرفاتها. وهذا ينطبق تمامًا على فيلم «ريان جونسون Rian Johnson» الذي يبدو كفيلم سفر عبر الزمن مركب نوعًا ما، يبدو الأمر كما لو كان هناك الكثير من الخيوط المتباينة التي يجب ربطها في صورة لوحة سينمائية واحدة مرضية، وكثيرًا ما يبدو الفيلم مشوشًا دون سبب واضح. ولكن مع تطور الفيلم ووصولنا إلى الذروة الدرامية، يبرز السؤال: هل يستطيع البطل جوزيف غوردون-ليفيت قتل نفسه المستقبلية «بروس والس Bruce Willis»؟ وهنا يكمن الجوهر النفسي للفيلم.

أثناء نشر هذه القائمة لأول مرة، كان المخرج «ريان جونسون» في خضم تولي إخراج سلسلة «حرب النجوم Star Wars». من الواضح أن ريان عاشق للسينما شكّل وجوده صوتًا ووجهة نظر فنية أصيلة..

44- فيلم «آد آسترا Ad Astra»

أثنى الناقد السينمائي البارز في موقع «Indiewire»،«ديفيد أيهرليتش David Ehrlich» بفيلم «آد استرا» للمخرج «جيمس غري James Gray» بكونه «تحفة فضائية» في مراجعته للفيلم وأعطاه تصنيف «A»، مضيفًا بأن الفيلم: «هو واحد من أكثر ملاحم الفضاء عمقًا، وانعزالًا، ويجسِّد طابعًا متفائلًا يمجد جماليات هذا الجانب من الكون. وبالطبع هو واحد من أهم الأفلام». يلعب براد بيت «Brad Pitt» أحد أفضل أدواره بدور «روي ماكبرايد Roy Mcbride»، رائد الفضاء الذي ينطلق في مهمة إلى كوكب نبتون لحل لغز اختفاء والده «تومي لي جونز Tommy Lee Jones».

تسمح السردية في الفيلم للمخرج غراي بإبراز الصراعات الودية بين الأب والابن على لوحة بأبعاد شاسعة مثل الكون. وكما كتب الناقد إيرليتش: «إن فيلم «آد استرا» هو فيلم مُلهم يتناول موضوع خوف الرجال من الضعف وتحولهم إلى نسخ من آبائهم، كائنًا من كانوا. وعلى الرغم من الميزانية الهوليوودية الضخمة، يبتعد أضخم أفلام المخرج «غراي» بعدة سنوات ضوئية عن الأفلام التي ترضي الجمهور من مثل «جاذبية Gravity»، و«رجل المريخ The Martian». هذا الفيلم هو سرد سينمائي فائض و أسطوري. كلما اتسعت رؤيته، زاد التركيز على جوانبه الداخلية.

43- فيلم «الفريسة Prey»

بعد عقود من الأجزاء المتتالية التي لم تحقق أي نجاح يذكر، والتي فشلت في التقاط سحر الجزء الأصلي الذي قاده «شوارزنيغر Schwarzenegger»، لم تكن سلسلة «المفترس Predator» تلك السلعة الساخنة بالضرورة في عام 2022. ومع ذلك يكمن جمال الفيلم في قدرته على تلخيص أبطاله في عبارة «تلك الوحوش ضخمة ومقززة». ويصبح بمثابة لوحة قماشية بيضاء يمكن تقديمها لصانعي الأفلام الخلاقين، حيث يمتلكون فرصة استكشاف هذا العالم المثير وإعادة تصوره بطرق جديدة ومبتكرة. أبعد فيلم «الفريسة» للمخرج دان تراختينبيرغ «Dan Trachtenberg» السلسلة بعيدًا عن التصورات النمطية للبطل الرجل في الثمانينات، وعاد بالأحداث إلى العام ١٧١٩. تدور قصة الفيلم حول شابة من قبيلة «كومانشي Comanche»، تلعب أمبر ميدثندر «Amber Midthunder» دورًا ينبغي أن يكون انطلاقة مهنية لها، التي يتعين عليها قتل وحش مفترس باستخدام ترسانة من أسلحة القرن الثامن عشر ومهاراتها في الصيد. إن إعادة تصوير هذا النوع الجديد هو تذكير بأنه لا يزال هناك العديد من الفترات التاريخية التي لم تستكشفها أفلام النوع بعد.

42- فيلم «لون المنبع Upstream color»

لن ندعي بأننا أذكياء بما يكفي لفهم دراسة شين كاروث عن علم الحب بشكل كامل. حتى لو كان لدينا المعرفة الفلسفية والأدبية والعلمية الصحيحة لفهم جميع الإشارات، قد يكون من الصعب جدًا استيعاب طبقات الفيلم بالكامل. ولكن ما يجعل هذا العمل الرائد مذهلًا هو أن كل جزء منه يتناغم بشكل مثالي مع البقية، ويستخدم لغة السينما الرسمية للتعبير عن نفسه. هناك منطق داخلي في الفيلم يحافظ على اهتمام الجمهور الذين يمتلكون عقولًا نيرة ويجعلهم مستغرقين بالمشاهدة.

تم إنتاج فيلم «لون المنبع» بتكلفة ٥٠ ألف دولار – وهو ما يبدو أمراً شبه مستحيل بالنظر إلى أناقة الفيلم. لم يتخلص المخرج فقط من العمل بالحس السردي واللغة السينمائية التي تحكم أفلام هوليوود وإنما وجد مسارًا لتوزيع الفيلم بنفسه وبناء جمهور مخلص لفيلمه.

41- فيلم «تقرير الأقلية Minority report»

قد لا يكون اسم المخرج ستيفن سبيلبرغ هو الأول الذي يتبادر إلى ذهنك عندما تفكر في الأعمال المقتبسة من روايات الكاتب الأميركي «فيليب ديك Philip K. Dick»، ولكن الكيمياء الموجودة في هذا الفيلم تقترب من الكمال. ليس هناك مخرج على قيد الحياة يمكنه توليف العرض، والفعل المركب، والشخصيات بدقة وفعالية أكثر من «سبيلبرغ» فهو يتمتع بمعرفته الدقيقة بكيفية تنسيق وتصوير المشاهد.

تؤتي هذه الكفاءة ثمارها في أول 20 دقيقة من الفيلم ، حيث تبني هذه الدقائق بسرعة عمق وتعقيد عالم «ديك» في الوقت الذي نغوص فيه في قصة الفيلم. يتضمن فيلم «تقرير الأقلية» بعضًا من أفضل مشاهد الحركة لسبيلبيرغ، مستوحاة من السيارات وتكنولوجيا المستقبل بحيل مبتكرة وجديدة. ترسم رؤية مصمم الديكور أليكس ماكدويل لمستقبل عالي التقنية صورة مستقبلية دون أن تفقد البعد الإنساني للفيلم، وقد حقق الفيلم عمقًا مدهشًا في الإحاطة بالسؤال المهم حول كيفية تطبيق المراقبة مقابل الأمن على عالم ما بعد 11 سبتمبر.

40- فيلم «حدث منتصف الليل الخاص Midnight Special»

لقد تميزت المسيرة السينمائية الفارقة لجيف نيكولز بأفلام عميقة المشاعر وصادقة وضعت تجربة الإنسان وعاطفته في المقدمة. ظاهريًا، قد لا يبدو فيلم خيال علمي كـ«حدث منتصف الليل الخاص» بمثابة الوعاء المناسب لمثل هذا العمل، ولكن يستخدم فيلم «نيكولز» أفضل الأنماط المعروفة في هذا النوع لسرد قصة جديدة تبدو غنية بالحياة ومرضية للغاية.
معتمدًا على نجمه المعتاد مايكل شانون «Michael Shannon»، يستحضر فيلم «حدث منتصف الليل الخاص» أفلام الخيال العلمي الكلاسيكية مثل «رجل النجوم Starman»، و«لقاءات قريبة Close Encounters»، معجونة برحلات على الطريق مضافًا لها نكهة خاصة من غموض الخوارق للطبيعة. يلعب شانون دور الوالد المخلص «روي»، الذي استطاع تحرير ابنه الموهوب ألتون «جايدن ليبرهير Jaedden Lieberher» مؤخرًا من طائفة دينية، بُنيت معتقداتها حول قوى «ألتون» الخاصة جدًا.

ينطلق الثنائي في رحلة مع صديقة قديمة «جويل إيدجرتون Joel Edgerton» ووالدة ألتون «كيرستن دونست Kirsten Dunst» في محاولة للوصول إلى وجهة خاصة جدًا والهرب من مسؤولي الحكومة الذين يطاردونهم. يتميز الفيلم بتوتره وروحه الساخرة والعاطفية، مع تقديم رؤية خلاقة لعالم الخيال العلمي، مما يثبت أن هذا النوع من الأفلام يستمر في التطور والتجديد.

39- فيلم «ميغان M3gan»

بعد فيلميه «هدوء تام Dead Silence»، و«الشعوذة The Conjuring»، كانت قدرة المخرج «جيمس وان James Wan» على صناعة أفلام عن الدمى المخيفة لا تشوبها شائبة. لكن فيلم «ميغان» الذي شارك في كتابته مع أكيلا كوبر «Akela Cooper»، رفع من سقف إتقانه لهذا النوع السينمائي إلى مستويات جديدة مذهلة.

تلعب أليسون ويليمز «Allison Williams» في فيلم الخيال العلمي للمخرج جيرارد جونستون «Gerard Johnstone» دور مصممة دمى تقوم بالخطأ بجلب قوى شريرة خارقة إلى العالم عندما تقوم بصناعة دمية ذكاء اصطناعي لتبقى رفيقة لابنة أختها اليتيمة. انتشر الفيلم بشكل كبير في البداية بسبب الحركات الراقصة المثيرة للإعجاب للدمية، وقدم الفيلم ما توقعه الجمهور من قصة عنيفة بشكل ساحر عن الفوضى التي يمكن أن تتسبب بها دمية شريرة. لم يكن بإمكان مرتادي صالات السينما في شهر يناير أن يتوقعوا وقتًا أفضل من هذا الفيلم الممتع جدًا.

38- فيلم «لون ثابت Fast Color»

بالرغم من مقولته البسيطة ولكنه فيلم خارق يتناول قصة امرأة سوداء. لا يمكن اعتبار فيلم «اللون الثابت»، والذي أخرجته «جوليا هارت Julia Hart» الجميلة والموهوبة، ضمن قالب أفلام «الأبطال الخارقين» الذي ثبته عالم مارفل السينمائي «MCU» وعالم دي سي الممتد «DCEU»، طوال العقدين الماضيين. ولكن الفيلم كم وصفه الناقد «إيريك كوهن Eric Kohn» في مراجعته في موقع Indiewire «إنه قصة رمزية عن أجيال من النساء السود اللاتي يجبرن على قمع قواهن، والشجاعة المتراكمة التي يجدنها عندما يتولون المسؤولية».

قد تبدو موضوعة البطل الخارق شيئًا مثيرًا «وهي كذلك»، ولكن الفيلم ليس فيلم «البطل الخارق» بقدر ما هو فيلم خيال علمي منحرف، واستكشاف حقيقي لقوتك الخاصة واستخدامها بجدية حقيقية من أجل الخير. متخمًا بطاقم من الممثلين الجيدين يشمل غوغو مباثا-رو «Gugu Mbatha-Raw» بدور «روث بطلتنا الرئيسية، ولورين توسان «Lorraine Toussaint»، وسانيا سيدني «Saniyya Sidney»، وديفيد ستراثيرن «David Strathairn»، تحوّل المخرجة هارت ببراعة الفيلم من دراما عائلية مؤثرة إلى فيلم خيال علمي متصاعد يعتمد على عبقرية حقيقية.

37- فيلم «الحياة عاليًا High life»

عملت كلير دنيس «Claire Denis» على مدى سنوات مع الروائيين نيك ليرد «Nick Laird»، وزادي سميث «Zadie Smith» لإعداد هذه الدراما الخيالية العلمية المعقدة بدقة والتي تدور في حيز مكاني صغير، ولكن في النهاية أدت الاختلافات الإبداعية بين الكتّاب إلى أن عملت دوني مع كاتب السيناريو الذي عملت معه سابقًا جان-بول فارجو «Jean-Pol Fargeau». تدور قصة الفيلم حول سفينة فضاء مليئة بالسجناء المحكوم عليهم بالإعدام في طريقها للالتقاء بثقب أسود: هناك، يحاول السجناء استخراج الطاقة من قوة «التفرد الثقالي»، على الرغم من أن الإشعاع كان سيقتلهم في النهاية. ترافقهم في الرحلة عالمة مجنونة «جولييت بينوشه Juliette Binoche» تجري تجاربها عليهم أيضًا. نادرًا ما تم تصوير فيلم في بيئة أكثر حياديةً وكان أكثر تركيزًا على الطبيعة الحيوانية للإنسان: فالناس هم كائنات من لحم وسوائل في فيلم «الحياة عاليًا». تسرق العالمة المجنونة السائل المنوي من أحد السجناء «روبرت باتينسون Robert Pattinson» حتى تلقح بشكل مصطنع «ميا جوث Mia Goth».

ما يتطور في النهاية هو قصة حب رقيقة بين أب وابنته، وعلى الرغم من أن المخرجة دنيس تقوم بتقديم الفيلم بدقة وباستخدام مشاهد مركبة تعكس توتر البيئة الفضائية وضغوط البقاء على قيد الحياة فيها. تتلاقى في فيلمها حبكة مسلسل «ثم لم يبق آحد And there were none»، وفيلم «الشيء The Thing» حيث يتم قتل أفراد الطاقم واحدًا تلو الآخر. يبدو أن كل لقطة في الفيلم مرسومة بدقة السكين، حيث الصرامة التي يجب أن يعيشها رواد الفضاء في الواقع، وأي حساب خاطئ، مهما كان صغيرًا، يمكن أن يعني الموت المؤكد.

36- فيلم «المستحوذ Possessor»

«المستحوذ» هو فيلم مشوق مثير للفضول والرعب، يضيع في ما يشبه مثلث برمودا بين أفلام «ماندي Mandy»، و«الاستهلال Inception»، و«شبح في قوقعة Ghost in the Shell». إن فيلم «المستحوذ» هو فيلم مشوق ولكنه مشبع بالتوتر ويبدو أنه لا يملك الوقت «أو الرصيد» اللازم لتحقيق أهدافه. بالرغم من أن أحداث الفيلم تجري في عام 2008 «البديل لعالمنا الحالي ولكنه تعديل بسيط يرسم كيف سيبدو القرن الواحد والعشرون». يضج «المستحوذ» بمخاوف ملحة من مثل النوع الاجتماعي والخصوصية وخطايا هيمنة الشركات التجارية. كل ما تحتاج إلى معرفته حقًا عن هذا الفيلم هو أن بطلتنا القوية والقاسية «أندريا رايسبرو Andrea Riseborough» تقود بعض الأعمال العنيفة، ويبدو أن كل مهمة تقوم بها تجعلها غير مستقرة نفسيًا. يبلي فيلم «Possessor» أفضل بلاء عندما يستطيع أن يخرج روحًا من جسدها، ويبدو المخرج كروننبرغ مسيطرًا تمامًا على المادة التي يقدمها لنا عندما يستطيع أن يقدم الفيلم بصورة شبحين يتنافسان على السيطرة على صدفة واحدة فقط.

35- فيلم «ما وراء قوس القزح الأسود Beyond the Black Rainbow»

يعتبر هذا الفيلم من إخراج المخرج «بانوس كوسماتوس Panos Cosmatos» واحدًا من أحدث أفلام الخيال العلمي في القرن الواحد والعشرين كما ويُعتبر واحدًا من أكثر الأعمال جرأة وتحفيزًا للعقل من ضمن أفلام الخيال العلمي في القرن الواحد والعشرين. تدور أحداث القصة في نسخة مستقبلية للعام 1983 حيث تجبر امرأة شابة على القتال من أجل الهروب من مجتمع منعزل.

قد ينتقد بعض المشاهدين «ما وراء قوس القزح الأسود» لكونه إنتاجًا فنيًا مذهلًا سمعيًا وبصريًا غير مترابط «فقط لغاية العرض»، ولكن ينجح المخرج كوسماتوس في أن يغمس المشاهد في نفس الحمل الحسي الذاتي للبطلة. إن رؤية المخرج هي لغز خيال علمي غريب ومُصمم بعناية وغامض تمامًا يتحدى المنطق لصالح إيقاع مغناطيسي لا يمكن مقاومته للذين يولون اهتمامًا وثيقًا.

34- فيلم «ضوء الشمس Sunshine»

كيف يمكن لأحد أن يقيّم فيلمًا تقوض نهايته واحدًا من أكثر أفلام الخيال العلمي تميزًا وإثارة؟ الفيلم من بطولة «سيليان ميرفي Cillian Murphy»، و«روز بيرني Rose Byrne»، و«كريس إيفانز Chris Evans». يعرض التعاون الثالث بين الكاتب «أليكس غارلاند Alex Garland» والمخرج «داني بويل Danny Boyle» قصة مجموعة من رواد الفضاء يتم إرسالهم في مهمة في اتجاه واحد تظهر كأنَّها لا تحتمل العودةَ، بهدف إنقاذ البشرية والشمس المحتضرة باستخدام قنبلة انشطار نووي. يتألقُ الفيلم كجوهرة بوليسية مُظلمة ذات إمكانيات غير مُستغلة.. يشبه الفيلم فيلم «2001: أوديسا الفضاء» في الطريقة التي يتسائل فيها عن مكانة الإنسان ضمن الكون الأوسع، ولكنه يحتوي على دراما شديدة الحدة على متن السفينة تمنعك من أن تشعر بالملل. الفيلم رائع ولكنه لا يخلو من العيوب.

33- فيلم «برايمر Primer»

قلة من أفلام الخيال العلمي تستطيع أن تضغط في 77 دقيقة الكثير من الحقائق العلمية كما يفعل الفيلم الروائي الأول للمخرج شين كاروث «Shane Carruth»، برايمر. أُنتج الفيلم عام 2004. كان المخرج «كاروث» يعمل كمهندس عندما كتب السيناريو عن أربعة من رواد الأعمال الطموحين الذين يكتشفون بطريق المصادفة تخفيض الوزن الكهرومغناطيسي لبناء آلة زمن. ولم يُبسط المخرج التفاصيل التقنية في الفيلم من أجل الجمهور. مع تكرار قيام الشخصيات برحلات قصيرة إلى الوراء في الزمن، يصبح من الصعب بشكل متزايد، إذا لم يكن مستحيلًا، تتبع كل «الخطوط الزمنية».

ومع ذلك، تجعلك النقاشات حول النظريات العلمية التي تشكل أساس القصة تشعر وكأنك تشاهد شيئًا حقيقيًا. يتناول فيلم «برايمر» أيضًا عددًا من الأسئلة الفلسفية والأخلاقية التي تضيف وزنًا عاطفيًا كبيرًا. أُنتج الفيلم بتكلفة تبلغ 7000 دولار فقط، وفاز «برايمر» بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان ساندانس، بالإضافة إلى جائزة ألفريد ب. سلوان «Alfred P. Sloan» لأفضل فيلم روائي للمخرج «كاروث»، الذي لعب أيضًا إحدى أدوار البطولة، وقام بمونتاج الفيلم، وألف الموسيقى التصويرية له.

32- فيلم «ممر كلوفيرفيلد١٠ 10 Cloverfield Lane»

يعتبر هذا الفيلم الخليفة الروحي لفيلم «مات ريفز Matt Reeves»، «كلوفرفيلد Cloverfield». يعتبر فيلم المخرج دان تراتشتنبرغ «Dan Trachtenberg»، «ممر كلوفيرفيلد ١٠» هو فيلم إثارة نفسي يدور في حيز مكاني ضيق، يمكن أن يكون أو لا يكون مضبوطًا ضد قيامة الفضائيين. بعد أن تنقلب سيارتها على الطريق بحادث رهيب، تستيقظ الشابة ميشيل «ماري إليزابيث وينستد Mary Elizabeth Winstead» في ملجأ تحت الأرض مع رجل كبير في السن وصارم، هوارد «جون جودمان John Goodman»، وابنه الودود «جون غالاغر جونيور John Gallagher Jr.»، والذين يدّعون أنهم اختطفوا «ميشيل» كوسيلتهما الوحيدة لإنقاذها من المتسللين الفضائيين. سواءًا كان هذا التوقيت إنقاذًا للحياة أم مبالغًا بذلك، يشكل هذا التساؤل المحور الأساسي للفيلم. فيلم الإثارة المستمرة الممتع الذي يقع بين فيلمي «الغرفة Room»، و«حروب العوالم War of the Wolds».

31- فيلم «القمر Moon»

«القمر» هو قصة عن «ريب فان وينكل» في الفضاء الخارجي، يظهر الفيلم الوحدة المثيرة للجنون في الفضاء، وهو جانب رئيسي في هذا النوع من الأفلام نادرًا ما يتم تنفيذه بشكل صحيح نظرًا لأنه يتطلب وصولًا كبيرًا إلى الأفكار والمشاعر الداخلية. الفيلم هو قطعة مزاجية بقدر ما هو فيلم خيال علمي قوي. إن الرقة واللمسة الخفيفة المطلوبة لتحقيق هذه العناصر لا تتواجد عادة مع المخرجين المبتدئين، وهذا هو السبب الذي جعل المؤلف والمخرج دنكان جونز يتجاوز بسرعة المرحلة التي كان يُعرف بها كابن ديفيد بوي «David Bowie» فقط.

في أحد أفضل أدواره في مسيرته المثيرة للإعجاب، يلعب سام روكويل «Sam Rockwell» دور رجل يُرسل في مهمة للكشف عن المعادن على سطح القمر، وبمساعدة حاسوبه «جنتري GENTRY»، يرسل الموارد إلى الأرض للمساعدة في حل مشاكل الطاقة على الأرض. ما يحدث عندما يدرك أنه ليس هو الشخص الأول الذي يقوم بهذه المهمة، يُفجِّر موجةً من الاستكشاف الداخلي المثير والعاطفي.

30- فيلم «٢٠٤٦ 2046»

إنه العالم المتعدد للمخرج «ونغ كار وي Wong Kar Wai».. إنه مفهوم أصبح رائجًا جدًا في دور العرض المتعددة الشاشات حتى بدأ يفقد تأثيره اليوم، لكن في الصالات التي تعرض أعمالاً تجريبية، كان وونغ في طليعة هذه اللعبة من خلال دراماه العاطفية الرائعة والمميزة «2046». يعيد هذا الفيلم الذي أُنتج عام 2004، استعراض الأماكن والشخصيات التي تم تقديمها في أفلام «أيام البرية Days of Being Wild»، و«في مزاج للحب In the Mood of Love»، حيث يعيش «توني ليونج Tony Leung» مرة أخرى دوره «كتشاو مو وان Chow Mo-wan»، الذي يعاني الآن من عواقب علاقته الفاشلة مع سو لي زين «ماغي تشيونغ Maggie Cheung» في هونج كونج خلال ستينيات القرن العشرين. يدور الزمن باستمرار حول الرقم الذي يشكل عنوان الفيلم: إنها تاريخ، ومكان، ورقم غرفة في فندق بجوار غرفة «مو وان»، حيث ستأتي وتذهب علاقات الحب المحكوم عليها بالفشل.

وسط الانتشار الطموح للفيلم، تظهر قصة خيال علمي قصيرة تعيد للذهن أفلام الخيال العلمي الكلاسيكية، حيث يقع مسافر يؤدي دوره «تاكويا كيمورا Takuya Kimura» في حب امرأة بشرية، تلعب دورها «فاي وونج Faye Wong»، على متن قطار ذاهب أو قادم من لا مكان، مليء بالحنين. تصنع المرئيات المستوحاة من المجتمعات المحكومة بأجهزة الحاسوب إحدى أكبر قفزات المخرج «وانغ»، من حيث الحجم والوقت، وتثير أحلام ما يمكن أن يفعله «وانغ» أيضًا بنوع الخيال العلمي، على الرغم من أن هذا الفيلم مثالي كما هو.

29- فيلم «جرائم المستقبل Crimes of the Future»

جاءت فترة توقف المخرج «ديفيد كروننبرغ David Cronenberg» لمدة ثماني سنوات عن صناعة الأفلام الروائية الطويلة، وهي فترة امتدت من عام 2014 حتى إصدار فيلم «جرائم المستقبل» في عام 2022 في فترة حافلة من تاريخ البشرية. تغير العالم بسرعة كبيرة حتى أنه عندما عاد مخرج فيلم «فيديودروم Videodrome»، لم يعد أسلوبه المميز في «رعب الجسد: وهو رعب يعتمد على تغيير شكل وطبيعة الانسان» يبدو بنفس القدر من الشر كما كان في السابق. تدور أحداث فيلم «جرائم المستقبل» ربما في زمن تحل فيه الجراحة محل الجنس واستبدلت إزالة الأعضاء الداخلية مفهوم الثقافة الشعبية، لكن يبدو أن المخرج «كروننبيرج» متفائل بقدرة الإنسانية على اكتشاف طرق جديدة للحميمية بما أن التكنولوجيا قد جعلت وسائلنا القديمة خارج الزمن. يلعب كل من «فيجو مورتنسن Viggo Mortensen»، و«ليا سيدو Lea Seydoux» دوري زوج من فناني الأداء الذين حولتهم قدرتهم على زرع وإزالة الأعضاء الداخلية إلى مشاهير ومستهدفين من إدارة السجل الوطني للأعضاء الصارمة. تتكشف علاقة رومانسية محظورة بينهما، وهذه العلاقة تمتاز بالحلاوة والتعقيد على حد سواء. يستخدم المخرج «كروننبيرج» مهاراته البصرية الرائعة لتقديم خريطة طريق للبقاء إنسانيًا في عالم مصطنع.

28- فيلم «هجوم المجمع السكني Attack the Block»

تدور أحداث فيلم «هجوم المجمع السكني» في جنوب لندن، وتم اختيار ممثلين شبان محليين لأداء الأدوار. ربما سيُذكر هذا الفيلم في يوم ما بفضل اكتشافه للنجم «جون بوييغا John Boyega»، الذي أصبح فيما بعد بطلًا في سلسلة أفلام «حرب النجوم» ونجمًا في هوليوود. إذا كان هناك فيلم يستحق إعادة اكتشافه واكتشاف قدرته على وصول جمهور أوسع، فهو هذا الفيلم.

يستولي شريك الكتابة لـ«إدغار رايت Edgar Wright»، «جو كورنيش Joe Cornish» على كرسي الإخراج للمرة الأولى، ويقدم فيلمًا سريعًا وممتعًا وذكيًا. يستند الفيلم إلى فكرة بسيطة «ماذا لو اجتاحت الكائنات الفضائية الجزء الخطأ من المدينة؟»، ويظهر «كورنيش» قدرة ملحوظة على إخراج المشاهد الحركية والحفاظ على طاقة الفيلم. يمتلك الفيلم أيضًا جانبًا اجتماعيًا سياسيًا يمنحه توجهًا ذكيًا مشابهاً لفيلم «أخرج Get out».

27- فيلم «محطم الثلج Snowpiercer»

بطريقة هارفي وينشتاين التقليدية، أصبحت قصة طرح هذا الفيلم المنتظر بفارغ الصبر تتعلق بهارفي «التأخيرات نتجت عن طلب حذف 20 دقيقة من الفيلم، والانتقال من طرح الفيلم في الصالات السينمائية إلى استراتيجية العرض لدى الطلب VOD الغير منطقية في اللحظة الأخيرة». وهكذا، بدلًا من أن يتم التركيز على «بونغ جون هو Bong Joon Ho»، المخرج الكوري في أول فيلم له باللغة الإنجليزية، انتقل الانتباه إلى هارفي كونه الشخص الرئيسي. ومع ذلك، ومع استمرار تطور مجموعة أعمال المخرج الكوري، يبدو أن عظمة فيلم «محطم الثلج» آخذة في الظهور.

يذهب الفيلم في فكرته حد الجنون: قطار يسافر حول العالم بعد أن أدى فشل تجربة لتغيير المناخ إلى قتل الجميع. يمتلك المخرج «بونغ» روحًا مرحة في أفلامه تشبه أسلوب «ألمودوفار Almodovar»، بالنسبة له فإن نجوم هوليوود يُعتبرون أداة أخرى يعرف تمامًا كيف يستخدمها، لكنه يقدم رؤية حادة لانقسامات الطبقات، مع لمسة سياسية مميزة.

26- فيلم «دوني داركو Donnie Darko»

مزيج لافت للنظر من الخيال العلمي، الرعب، والكوميديا السوداء، يلعب دور البطولة في فيلم «دوني داركو» الممثل جيك جيلينهال «Jake Gyllenhaal» في دور مراهق مضطرب في العام 1988، يزوره في الليل صديق تخيلي يُدعى فرانك، وهو شخصية من عالم الأرواح ترتدي زي أرنب كبير ومرعب. يخبر فرانك دوني أن العالم سينتهي في غضون 28 يومًا و6 ساعات و42 دقيقة و12 ثانية، وعندما يعود دوني إلى المنزل، يكتشف أن محرك طائرة نفاثة قد سقط من السماء على غرفة نومه. في هذه اللحظة، يبدأ التحول غير المتوقع في الفيلم نحو الخيال العلمي آسرًا متابعي الفيلم ولا يتركهم حتى نهاية الفيلم المحيرة.

لقد كان العرض الأول لريتشارد كيلي «Richard Kelly» سيء جدًا في مهرجان ساندانس السينمائي، حيث لم يستوعب الجمهور هذه القصة الغريبة. ولكن بعد التقلب في شباك التذاكر في الولايات المتحدة ، حقق فيلم «دوني داركو» نجاحًا كبيرًا في الخارج، وحقق في النهاية الكثير من المكانة المستحقة. ويضم طاقم الممثلين كل من شقيقة جيلينهال ماجي «Maggie»، باتريك سوايز «Patrick Swayze»، والمرشحون لجوائز الأوسكار ماري مكدونل «Mary McDonell»، وكاثرين روس «Katharine Ross».

25- فيلم «الاستهلال/البداية Inception»

إذا كنت من الأشخاص الذين شعروا بالضياع في منتصف رائعة الخيال العلمي الضخمة «الاستهلال» للمخرج كريستوفر نولان «Christopher Nolan» بمدتها البالغة ساعتين ونصف، فأنت لست وحدك. يدور الفيلم حول «مستخرج أسرار» يدعى كوب «ليوناردو ديكابريو Leonardo DiCaprio» الذي يسرق أسرارًا لأغراض التجسس التجاري باستخدام تقنية مشاركة الأحلام التي تسمح له باختراق عقول أهدافه. تصبح الأمور معقدة خصوصًا عندما يستطيع امتلاك قدرة أكثر «تجريبيةً» في السيطرة على العقل، وتسمى «الاستهلال»، والتي تتضمن غرس الأفكار في عقل شخص آخر. يتمثل هدف كوب «Cobb» في تحريض وريث لشركة يلعب دوره «سيليان ميرفي Cillian Murphy»، لتفكيك الشركة التي سيرثها قريبًا، وهو أمر صعب قد يكون أو لا يكون ممكنًا.
من السهل أن نضيع في أحلام داخل أحلام والتي ستأخذنا عميقًا في عوالم الخيال للشخصيات، ولكن خيال نولان اللامحدود مذهل للغاية بحيث لا يمكننا مقاومته. إن الصور المذهلة للمدن التي تطوى على ذاتها ومشاهد الحركة التي تكسر قواعد «الزمكان»، تغمرنا في مناطق سينمائية لم يخض فيها حتى فيلم «المصفوفة» «The Matrix». إنه عالم يمكن أن يحييه قليل من صانعي الأفلام دون أن ينثنوا تحت وطأة خيالهم، ونولان هو خير من يقوم بهذه المهمة.

24- فيلم «من الصعب أن تكون إلهًا Hard to Be God»

وضع المخرج الروسي الراحل ألكسي جيرمان واحد من أكثر الانعطافات المميزة في عالم الخيال العلمي عبر فيلم تجرأ على طرح السؤال التالي: «ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان الله؟». يتم إرسال مجموعة من علماء البحث في مهمة إلى كوكب مشابه تقريبًا لكوكب الأرض، ولكن سكانه يعيشون في مجتمع قمعي يشبه ما كان عليه الحال في العصور الوسطى.

كعلماء، يُحظر عليهم التدخل، ولكن عندما يتم اعتبار دون روماتا (الذي يؤدي دوره «ليونيد يارمولنيك Leonid Yarmolnik» إلهًا مستقبليًا، يُدفع إلى التدخل بحجة إنقاذ مجموعة من المثقفين المحليين من طاغية قاتل.

خلقت اللغة الألمانية عالمًا قاتمًا «حتى بالمعايير الروسية»، لكنها أيضًا رحلة تجول، غنية بصريًا، ومثيرة من الناحية السينمائية تستفيد من قدرة الخيال العلمي على طرح بعض الأسئلة العميقة وتقديم تعليقات سياسية مدمرة عليها.

23- فيلم «ووال -ي Wall-E»

تدور أحداث الفيلم في عام 2805، حول روبوت ودود وفضولي ووحيد تمامًا على الأرض. لم تنقرض سلالة الجنس البشري، ولكنهم هجروا الكوكب فقط بعد اكتظاظه بالكثير من الأشياء.. «وال-إي» هو اختصار لـ«الرافعة الخاصة بتوزيع النفايات – قسم الأرض»، ويقضي الروبوت وقته في تفتيش القمامة القديمة، حتى يقع في حب روبوت أنثى براقة تُدعى إيف «حواء» التي تزور الأرض بواسطة مركبة فضائية بدون طيار. يؤدي تعلق الروبوت «وال-إي» بإيف إلى اللحاق بها إلى متن السفينة الفضائية البشرية «أكسويم Axiom»، حيث يتم اختبار سحر قصة الحب الروبوتية اللطيفة من قبل قوى أكثر شرًا. لقد حولت الأتمتة المفرطة البشر إلى كتل بدينة غير نشطة يعتمدون فيها على الآلات في كل شيء.
وبالرغم من كل ذلك، فإن معرفة أن الحياة النباتية ما تزال موجودة على كوكب الأرض، أدى إلى سلسلة من الأحداث التي يمكن أن تدفع البشر للتفكير بالعودة إلى كوكبهم الأصلي لإعادة استعماره. على الرغم من أن الروبوت «Wall-E» يصور الواقع المرير الذي أدى فيه هوس البشر القبيح بالتكنولوجيا والاستهلاك إلى نفيهم إلى الفضاء، فإن هذه القصة الخيالية الرائعة تنطوي على تصحيح للمسار في اللحظة الأخيرة، يثبت أن الجنس البشري دائمًا لديه القدرة على الخلاص.

22- فيلم «النافورة The Fountain»

لطالما كان الطموح واحدًا من أكبر نقاط قوة «دارين أرونوفسكي Darren Aronofsky»، ولكن حتى معجبي المخرج الذي قدم «مرثية حلم Requirem for a dream» يجدون فيلمه الجديد «النافورة» طموحًا بشكل زائد عن اللزوم. وقد وصف المخرج أرونوفسكي فيلمه «النافورة» بأنه نسخته من مكعب روبيك، وهي مقارنة مناسبة لفيلم تم إجباره على حمل أفكار امتدت لقرون حول الحب والدين والتصوف ليقدمها في 96 دقيقة فقط.

كثير من المعجبين مقتنعون بأن هناك نسخة مونتاج خاصة بالمخرج من فيلم «النافورة» موجودة وساحرة جدًا. ومع ذلك، تظل النسخة من فيلم «النافورة» التي تم عرضها في دور السينما مبتكرة جدًا في مزجها لعناصر الرعب والخيال العلمي والرومانسية، تستحق أن يعاد النظر فيها كواحدة من أجرأ قصص الحب ذات الخيال العلمي في القرن. يلعب كل من «هيو جاكمان Hugh Jackman»، و«راشيل ويسز Rachel Wisz» أدوار ثلاث شخصيات مختلفة في ثلاث قصص تجري في أزمان متباعدة، ولكن في كل قصة يتولد حب بينهما يشير إلى أن أرواحهم تعيش تجارب حياة متكررة ثانية وثالثة. يقوم المخرج «أرونوفسكي» بمونتاج السرد في القصص الثلاثة بـ«القطع المطابق» ليزيل قيود الزمان والمكان. على الرغم من الطموح الذي يسعى إليه فيلم «النافورة»، فإنه ينجح تمامًا في سرد قصة ملحمية حول كيف أن العلاقة بين الحب والفناء تتحدى كل المنطق العلمي والروحانية الدينية.

21- فيلم «عالم الغد World of Tomorrow»

نعم، إن فيلم المخرج «دون هيرتزفيلد Don Hertzfeldt» هو عبارة عن فيلم رسوم متحركة قصير، ولكنه يستطيع أن يطرح أيضًا الكثير من المواضيع المعقدة التي ظهرت في أفلام الخيال العلمي عن الخير والتعقيد الفكري والعاطفي وخلال 17 دقيقة أكثر مما فعلته معظم الأفلام في ساعتين «بما في ذلك العديد من الأفلام المدرجة في هذه القائمة». تتمحور قصة الفيلم حول فتاة تدعى «إميلي» تُدعى إلى جولة في المستقبل بواسطة شبيهتها المستنسخة الأكبر عمرًا. إن تجاور نقاء براءة إميلي الطفولية والنظرة القاتمة لما أصبح عليه العالم يضيف بعدًا رائعًا من الدراما، لأنها أصغر من أن تفهم ما نقوم به. في الوقت نفسه، يُظهر أسلوب الرسوم المتحركة التقليدي والمبسط للمخرج «هيرتزفيلدت» مجموعة من المشاعرالملونة التي تنبض بالحياة.

من المستحيل ألا تتأثر عند مشاهدة هذه التحفة الفنية، التي تحكي قصة فلسفية عميقة تتميز ببساطتها. سيتم الإشادة بهذا الفيلم إلى جانب فيلم كريس مارك «Chris Marker»، «الرصيف La Jetée» باعتباره واحدًا من أعظم الأفلام القصيرة في تاريخ السينما.

20- فيلم «فلفل أحمر Paprika»

لا يعرف المخرج «ساتوشي كون Satoshi Kon» على نطاق واسع، لذلك قد لا يدرك العديد من عشاق السينما أن وفاته في عام 2010 «بسبب السرطان، عن عمر ناهز ال 47 عامًا، تمثل خسارة كبيرة. لقد تأثر «كريستوفر نولان Christopher Nolan»، و«دارين أرونوفسكي Darren Aronofsky» بابتكاراته السينمائية؛ يمكن العثور على جذور فيلم «الاستهلال» لنولان في فيلم كون الأخير، «الفلفل الأحمر»، الذي يدور حول جهاز يسمح للمعالجين بمساعدة المرضى من خلال الدخول إلى أحلامهم.

ولكن حين كان «نولان» يحتاج إلى التوقف للسماح لجمهوره باللحاق بالحوارات المفصلة في فيلمه، كان فيلم «كون» ينساب ببراعة عبر مستويات الوعي من خلال إنشاء مفهومه الخاص القابل للفهم تمامًا للزمن والمكان والأحلام والواقع. إذا لم تكن على دراية بمقدار الابتكار الذي قدمه «كون» كصانع أفلام، فإن المقال المصور لـ«توني زهو Tony Zhou» حول أنماط القص في أفلامه ممتاز للغاية.

19- فيلم «حافة الغد Edge of Tomorrow»

في نسخة «دوغ ليمان Doug Liman» المبهجة المستندة إلى الرواية الخفيفة والذكية «كل ما تحتاجه هو القتل» لهيروشي ساكورازاكا «Hiroshi Sakurazaka»، يظهر «توم كروز Tom Cruise» كضابط علاقات عامة يُقتَل أثناء تصوير غزو فضائي ضخم، لكنه يجد نفسه في حلقة زمنية مفرغة ترسله إلى اليوم السابق للمعركة في كل مرة يموت فيها. «ومن هنا جاء عنوان الفيلم الأصلي «عش. مت. كرر.»، يتعاون «كروز» مع خبيرة في القوات الخاصة «إيميلي بلانت Emily Blunt» التي تحاول تدريبه على أمل البقاء على قيد الحياة واكتشاف كيفية هزيمة القوى المسيطرة عليه. تصبح هيكلية السرد شبيهة بلعبة فيديو مُرضية، حيث يجب على كروز وبلانت أن يتعلما كيفية حل اللغز للوصول إلى المستوى التالي.

يروي الفيلم قصة توم كروز المألوفة، يكتشف الرجل الذكي في الأوقات الصعبة ماهو مهم حقًا، ولكن بسبب هيكلية السرد المشابهة لفيلم «عيد فأر الأرض Groundhog Day»، يصبح فيلم «حافة الغد» استكشاف مستقبلي لشخصية كروز التي تغدو مثيرة للغاية. ومع ذلك، فإن روح الفيلم تنتمي أكثر إلى «بلانت» منها إلى «كروز». تم اقتطاع شخصية «بلانت» من الصورة الغربية النمطية لراعي البقر الذي يحمل ندبة عاطفية عميقة لا تكسر من قوة تحمله، و«بلانت» تتألق في هكذا دور. يجب أن تكون دراسة هذا الفيلم إلزامية لكل منتج سينمائي متردد لا يستطيع أن يرى المرأة إلا كحبيبة لبطل ذكر في فيلم حركة.

18- فيلم «فجر كوكب القردة Dawn of the Planet of Apes»

مع قرب طرح فيلم «حرب من أجل كوكب القردة War for the Planet of the Apes»، الذي تُعلّق عليه الآمال، والذي سيعرض هذا الصيف مختتمًا ثلاثية سيزار «أندي سيركيس Andy Serkis»، من المرجح أن يتراجع تصنيف السلسلة كواحدة من أفضل سلاسل الأفلام التي عادت للظهور.

ما بدأ مع المخرج «روبرت ويات Rupert Wyatt» كقصة رائعة تعتمد على تطور الشخصيات في فيلم «Rise of the Planet of the Apes نهوض كوكب القردة» تطور إلى تحفة «مات ريفيز Matt Reeves» العميقة والمثيرة.

يرفع «ريفيز» رايته عاليًا كواحد من أفضل مخرجي أفلام الحركة فيما يعد في الأساس فيلم حربي، ولكن تحت مشاهد المعارك تلك تكمن معركة سيزار حول ما يجب فعله مع السكان الذين أصابهم وباء الطاعون. يعد «سيزار» واحدًا من أكثر الشخصيات الساحرة في أفلام هوليوود الحديثة. يشير إلى التقنية المبتكرة لتحريك الشخصيات والأداء التي تم توظيفها في صنع هذه الثلاثية «Mo-Cap»: «هل يمكن أن نكرم «سيركيس» ببعض الاهتمام والجوائز!».

17- فيلم «المقاطعة رقم ٩ District 9»

هناك اتجاه لخفض تقدير هذا الفيلم بناءً على مدى ما ولدته أفلام المخرج «نيل بلومكامب Neill Blomkamp» السابقة من خيبات. ولكن لا شيء يمكن أن يمحو من مدى إثارة وذكاء وتجديد فيلم «District 9» عندما طُرح في دور العرض قبل ثماني سنوات. في حين أن استخدام الكاميرا اليدوية لخلق شعور بالواقعية هو عكاز سينمائي لكثير من مخرجي الأفلام من هذا النوع، يستخدم المخرج «بلومكامب» هذه التقنية لخلق شعور واقعي للغاية بما يجب أن يكون الشعور عليه عندما يتعرض الإنسان للهجوم من الأعلى.

هذا الشعور بالخوف أمر أساسي في الفيلم، حيث يكشف عن قبح ما يمكن أن نقوم به عندما نتصرف بدافع الخوف. بلومكامب مخرج من جنوب إفريقيا والفيلم هو قصة رمزية عن الفصل العنصري، لكن مقولة الفيلم الأخلاقية شاملة: كيف يمكن للخوف من الآخرين أن يفقدنا إنسانيتنا.

16- فيلم «إبادة Annihilation»

في الجزء الأول من فيلم الخيال العلمي المرعب «إبادة Annihilation» للمخرج «أليكس غارلاند Alex Garland»، تستعد مجموعة من خمسة علماء للتوجه إلى منطقة مدمرة غير معروفة وغير مأهولة تُعرف باسم «المنطقة إكس» في رحلة مليئة بالخوف والترقب. لقد جرت هذه الرحلة من قبل، ولكنها لم تنته بنتائج جيدة. كما يروي الفيلم، فقد تمت إحاطة المنطقة إكس بفقاعة غريبة تُسمى «الوميض» بعد سقوط جسم ما على شاطئها منذ سنوات، ولم يعد المكان أسفل هذه الفقاعة كما كان عليه سابقًا. تم إرسال فِرق لاستكشاف هذا المكان من قبل، ولكن شخص واحد فقط عاد من الرحلة حيًا «وهو ليس في حالة جيدة».

إنها بالفعل مهمة غريبة بما فيه الكفاية، ولكن هذه المرة تحمل دلالة خاصة: لم تشارك النساء أبدًا في رحلة استكشاف قبل ذلك، لكن هذه المرة فجميع الطاقم مؤلف من النساء حصرًا. «كلهم نساء»، تلاحظ إحدى الشخصيات وهي تستعرض المجموعة المجتمعة حولها، قبل أن تضيف عالمة الفيزياء جوسي راديك «تيسا تومبسون Tessa Thompson»: «العلماء». لم تنشغل جوزي بالآثار الجندرية لطاقم يضم أدوارًا لممثلات مثل «ناتالي بورتمان Natalie Portman»، و«جينيفر جيسون ليغ Jennifer Jason Leigh»، وجينا رودريغيز Gina Rodriguez»، و«توفا نوفوتن Tuva Novotny»، إنها مهتمة فقط بقدراتهم المهنية.

يعج فيلم «غارلاند» بمثل هذه الانعطافات المثيرة للاهتمام التي تطغى على مفهومنا التقليدي لما يمكن أن تبدو عليه مغامرة الخيال العلمي. إن ارتكازها على حقائق علمية صارمة، يساعد تلك الدوافع السردية المدهشة على الظهور بشكل صحيح ومبهر.

15- فيلم «الوافد Arrival»

من أفلام الخيال العلمي النادرة التي تضع قلبها على كُم بدلة الفضاء، في هذا العمل العاطفي والغني من إخراج دينيس فيلنوف «Denis Villeneuve» المستند إلى القصة القصيرة لـ«تيد تشيانج Ted Chiang»، يتم استخدام هبوط الكائنات الفضائية للكشف عن معنى أن تكون إنسانًا. إيمي آدمز «Amy Adams» هي عنصر الجذب الأساسي في الفيلم، حيث تجسد طيف واسع من المشاعر التي تبدو شديدة الاقناع، حتى عندما يكون الوضع خياليًا.

كما في فيلم «اتصال Contact»، يتعلق الأمر في النهاية برحلة داخلية وضرورة التواصل بين «جميع أنواع» الكائنات، على الرغم من أن فيلم «الوافد» لا يتوانى عن استعراض سفن فضائية ضخمة وتقديمنا إلى زوج من الأصدقاء الفضائيين الذين يشبهون بالكاد ما توقعناه من حياة الكائنات الفضائية على الشاشة الكبيرة. إنها قصة صغيرة لكنها مكتوبة بخط عريض، إن فيلم «الوافد» هو كل شيء عن هذه الرحلة.

14- فيلم «الكثيب Dune»

تنجح هوليوود، في بعض الأحيان، والمؤسسات الترفيهية، التي فقد المحبون للسينما الثقة فيها، من التعاون لإنتاج شيء مذهل. هذا هو بالتأكيد الحال مع فيلم «الكثيب»، فيلم الخيال العلمي الذي كلف إنتاجه 165 مليون دولار والمستوحى من واحدة من أشهر روايات الخيال العلمي على مر العصور. كان من شبه المستحيل تصوير رواية «فرانك هيربرت Frank Herbert»، ولكن شغف «دينيس فيلنوف Denis Villeneuve» بالمادة الأصلية كان كافيًا لتحقيق المستحيل.

بعد تمكنه من تجميع فريق من الممثلين المشهورين وفريق تقني ممتاز، أعاد «دينيس» إحياء كوكب الرمال «آراكيس Arrakis» في كتاب هيربرت ولكن برؤية مذهلة تمامًا تنافس بكل تأكيد عالم «سيد الخواتم Lord of the Rings» للمخرج «بيتر جاكسون Peter Jackson».. يلتزم الفيلم بإيقاعات الرواية المفصلية مع التخلي عن بعض التعقيدات ولكنه يحافظ على المواضيع المهمة فيها. تكون النتيجة درسًا متقنًا في تطييع الروايات الصعبة، حيث نجح الفيلم في حصد إعجاب الجمهور وجني أصوات الأوسكار والاستعداد للجزء الثاني المثير.

13- فيلم «السوداوية Melancholia»

يتجاوز فيلم «السوداوية» للمخرج «لارس فون ترير Lars Von Trier» الماضي الحزين وينخرط في أعماق اليأس الوجودي التام. مع مرور كوكب مشؤوم بجوار كوكب الأرض، تفكر العروس المكتئبة «كيرستن دنست Kirsten Dunst» في المجهول مع أختها «شارلوت غينبورغ Charlotte Gainbourg» وصهرها «كيفر ساذرلاند Kiefer Sutherland» وابنهما الصغير «كاميرون سبور Cameron Spurr» على خلفية حفل زفاف فخم فوضوي. مع لقطات رائعة تشبه اللوحات الفنية وموسيقى كلاسيكية مؤثرة، يلّف الفيلم المفضل في مهرجان كان لعام 2011 دعائمه القاسية والساخرة في رونق شفاف من الجمال الذي يشتت انتباهك بما يكفي لإبقائك على التساؤل حول نية «فون ترير» حتى نهاية الفيلم المرة.

12- فيلم «إيه آي. الذكاء الاصطناعي A.I. Artificial Intelligence»

ماذا يحدث عندما تجمع بين اثنين من أكثر الأصوات غزارة في سينما الخيال العلمي؟ النتيجة قد تبدو شيئًا مثل «إيه آي. الذكاء الاصطناعي»، وهو ملحمة خيال علمي قام «ستيفن سبيلبرج Steven Spielberg» بكتابتها وإخراجها والتي كانت في الأصل فيلمًا كان ستانلي كوبريك يعمل على تطويره قبل وفاته.

قد يشعرك فيلم «إيه آي. الذكاء الاصطناعي» في بعض الأحيان بأن عاطفية «سبيلبرج» تُفرض على نظرة «كوبريك» التشاؤمية، إلا أن الطريقة التي تتصارع بها الأفكار العقائدية لكلا المخرجين خلال مدة عرض الفيلم البالغة 146 دقيقة تجعل فيلم «إيه آي. الذكاء الاصطناعي» تجربة سينمائية فريدة من نوعها.

ينجح الفيلم بفضل قوة أداء ممثليه، حيث يبث كل من «هايلي جويل أوسمنت Haley Joel Osment»، و«جود لو Jude Law» الحياة في روبوتين بطريقة ساحرة. إن اسهاب الفيلم في عرض التأملات حول الحياة الاصطناعية كما هو الحال في أفضل أعمال «كوبريك»، مع الإبقاء على التفاني عند «سبيلبرج» من خلال سرد قصة تدور بشكل رئيسي حول القوة الدائمة لحب الأم لطفلها، يجعل فيلم «إيه آي. الذكاء الاصطناعي» يمضي بشكل حميم تفتقر إليه الملاحم من هذا الحجم. إنه صناعة لأفلام الخيال العلمي من الدرجة الممتازة.

11- فيلم «هي Her»

هناك دائمًا شيء هزلي في فكرة أي فيلم من إخراج «سبايك جونز Spike Jonze»، ولكن تعامله مع هذه الأفكار بصدق، يذيب أي شعور بالهزلية يمكن أن نشعر به. في حالة فيلم «هي»، فإن فكرة أن الجمهور قد يتورط عاطفيًا في قصة حب بين رجل «جواكين فينيكس. Joaquin Phoenix» ونظام التشغيل الصوتي الشبيه بـ«Siri»، «الذي تؤدي دوره سكارليت جوهانسون Scarlett Johansson» بشكل مثالي» قد يبدو وكأنه جسر سينمائي ممتد بعيدًا جدًا، ولكنه بدلاً من ذلك يصبح أكثر أفلام «جونز» تأثيرًا وتحقيقًا للهدف منذ فيلمه الأول عام 1999، «أن تكون جون مالكوفيتش Being John Malkovich».

إن فيلم «هي» هو الفيلم الرابع لـ«جون»، والأول الذي يكتب فيه القصة بنفسه. يبدو الفيلم أكثر شخصية وحميمة من أعماله السابقة. إن خلق هذا العالم المستقبلي، الذي يستعير جوانب مختارة بشكل مثالي من مدن العصر الحديث الحالي، يجعله واحدًا من أكثر العوالم المستقبلية تماسكًا وغنًا بصريًا في عالم الخيال العلمي الحديث.

10- فيلم «بليد رنر ٢٠٤٩ Blade Runner 2049»

بخلاف سلسلة أفلام «حرب النجوم Star wars»، لا يوجد «عالَم» خيال علمي حفر عميقًا في وعي السينما بنفس القدر كـ«بليد رنر». قدم ريدلي سكوت في العام 1982 فيلمه الذي ينتمي إلى ما يسمى «النيو نوار»: السينما السوداء الجديدة «Neo-Noir»، حيث بدا الواقع المرير غامرًا، النوافذ المبللة بالمطر والمباني المظلمة ولوحات الإعلان المتحركة، بالإضافة إلى المركبات الطائرة التي تتنقل عبر المدينة. تظل رؤية سكوت «السايبربانك Cyberpunk» جذابة بنفس القدر بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود، ولهذا يحصل الجزء الثاني من الفيلم، «بليد رنر 2049»، على نقاط إضافية لرفضه الارتكاز على ما أسسه «سكوت».

في زمن ترضى فيه غالبية سلاسل الأفلام وإعادة الأفلام الناجحة بتقديم مضامينها بشكل مكرر لنجاحات أسلافها فقط، يمضي «فيلنوف. Villeneuve» أبعد من ذلك بكثير من خلال تجديد مذهل في كثير من الأحيان لجماليات الخيال العلمي الأصلية لـ«سكوت» ويقدم مشاهد ذات طابع مبتكر تمامًا مع الدراما الوجودية الجوهرية في سلسلة «بليد رنر».. مُسلحًا بإدارة التصوير السينمائي لـ«روجر ديكينز Roger Deakins» الفائز بجائزة الأوسكار، والتأليف الموسيقي المخيف لـ«هانس زيمر Hans Zimmer»، و«بنجامين والفيش Benjamin Wallfisch»، يبرهن «بليد رنر 2049» بأن أفضل تكملات أفلام الخيال العلمي تقود سلاسلها إلى اتجاهات جديدة مذهلة.

9- فيلم «بعد يانغ After Yang»

مع تزايد عزلة البشر عن بعضهم البعض وانتزاع التكنولوجيا لدور أكبر في حياتنا، سيتم إنتاج المزيد والمزيد من الأفلام حول استبدال العلاقات البشرية بالذكاء الاصطناعي. ولكن فقط القلة من هذه الافلام التي استطاعت أن تربط بين القبول والقلق بهذا التغيير بسلاسة كما فعل فيلم «بعد يانغ». إنه الفيلم الثاني للمخرج «كوغونادا Kogonada» يلعب بطولته «كولين فاريل Colin Farrell» في دور رجل تعطل جهاز الروبوت الخاص به، لكن عملية الحزن التي يمر بها تشبه شيئًا أقرب إلى وفاة أحد أفراد أسرته من كسر جهاز كمبيوتره محمول. ولكن الفيلم لا يقوم بمحامته، حتى وإن كان يطرح أسئلة حول نوع العالم الذي نرغب في العيش فيه.

في السابق، كانت الأفلام التي تتناول علاقات وثيقة بين البشر والذكاء الاصطناعي تظهر كائنات الذكاء الاصطناعي بشكل مخيف وشرير، ولكن مع حتمية سيطرة التكنولوجيا برزت الحاجة إلى فن أكثر تعاطفًا حول هذا الموضوع. يملأ «كوغونادا» هذه الفجوة بلمسة رقيقة وجميلة، مما يُنتج فيلمًا يشعر بأنه بشري تمامًا مثل «التكنوسابينز Technosapiens» الذين يظهرون فيه.

8- فيلم «لا Nope»

«لا» هو الفيلم الثالث لـ«جوردان بيلي Jordan Peele» يضم كلًا من «دانيال كالويا Daniel Kaluuya»، و«كيكي بالمر Keke Palmer»، و«ستيفن يوين Steven Yeun» من ضمن طاقم من أفضل الممثلين. هذا دائمًا إشارة جيدة، ولكنها تكتسب أهمية خاصة هنا حيث يصل تأثير الخيال العلمي المستبد لفيلم «لا» إلى مستويات فيلم «لورانس العرب» «Lawrence of Arabia» الرائعة، وأي طاقم تمثيل أقل موهبة من هؤلاء يمكن أن يبتلعه الحضور الكبير لهذا الفيلم. ولكن جميع نجوم فيلم «لا»، بما في ذلك الكائنات الفضائية، يظهرون بمفردهم بمهارة في هذا الفيلم الرائع المثير للدهشة.

بعد أن يرى مدرب الخيول في هوليوود «أوجي هايوود OJ Haywood»،«كالويا» شيئًا غريبًا في السماء، تبدأ شقيقته إميرالد «بالمر» المهووسة بوسائل الإعلام في مهمة قديمة: تقديم دليل قاطع على وجود الكائنات الفضائية للإنسانية.»

7- فيلم «ماكس المجنون: طريق الغضب Mad Max: Fury Road»

ليس فيلم «جورج ميلر George Miller» «ماد ماكس: طريق الغضب» مجرد ملحمة حرب ما بعد نهاية العالم. أعاد الفائز بجائزة الأوسكار الحياة إلى سلسلة بأكملها، ويمكن القول إنه أعاد تعريفها.. يلعب «توم هاردي Tom Hardy» دور ماد ماكس، الذي يساعد المجندة المتمردة فيوريوزا «تشارليز ثيرون Charlize Theron» في تحرير خمس نساء من عبودية الجنس، لقد قلت لك إنها لا تُنسى، على يد الديكتاتور الخبيث إيمورتان جو «هيو كايز-بيرن Hugh Keays-Byrne».

الفيلم الذي عرض عام 2015 هو الجزء الرابع في عالم «ماد ماكس»، وهو الأول بدون نجمه السابق «ميل غيبسون Mel Gibson». تم ترشيح «طريق الغضب» لجائزة أفضل فيلم في حفل جوائز الأكاديمية، واستحق بجدارة لقب «أفضل فيلم حركة للعام» من إريك كوهن في موقع «إندي واير». ومع ذلك، فإن الصراع المؤلم من أجل البقاء كما يظهر في الأزياء المغطاة بالغبار، والماكياج الباهت، والمركبات المتهالكة، هي التي تشحن نبض الخيال العلمي في فيلم «طريق الغضب»، ويتسارع في بيئة حيث المياه نادرة والسلام لا يمكن تصوره.

6- فيلم «إكس ماشينا Ex Machina»

كما أشار كوينتن تارانتينو بشكل واضح، كان هناك دائمًا توتر في التعاون بين كاتب السيناريو العظيم لأفلام الخيال العلمي «أليكس غارلاند Alex Garland»،«. بعد 28 يومًا 28 Days Later»، «ضوء الشمس Sunshine»، والمخرج داني بويل «Danny Boyle». ليس لأنهما لم يتفقان، ولكن عوالم «غارلاند» المميزة لم تكن تناسب تمامًا رؤية «بويل» المبنية على الفخامة. هذا هو السبب في أن فكرة إخراج «غارلاند» لفيلم «إكس ماشينا» كانت مثيرة للغاية: غارلاند بدون أي فلتر! وأن يصبح مخرجًا مكتمل النضج ،إلى حد ما، كان مكافأة لم نكن نتوقعها.

«إكس ماكينا» هو واحد من أكثر الأفلام إقناعًا وإشباعًا حول الذكاء الاصطناعي، حيث يختبر المبرمج «دومنهال جليسون Domhnall Gleeson» ورئيسه العبقري والغريب الأطوار «أوسكار آيزاك Oscar Issac» إذا كان بإمكان الروبوت الخاص بهما «أليسيا فيكاندر Alicia Vikander»، أن تظهر كبشرية تمامًا. يتمتع طاقم العمل بأدوارهم المذهلة، ولا أحد أكثر من «فيكاندر»، التي ستلعب دور الفاتنة التي تعبث برؤوس مالكيها. ومع ذلك، فإن السرور الحقيقي هو الطريقة التي يكشف بها جارلاند عن إحساس تصاعدي بالاضطراب يلف هذا العالم.

5- فيلم «كل شيء في كل مكان دفعة واحدة Everything Everywhere All at once»

يمزج الكاتبان والمخرجان «دانيال كوان Daniel Kwan»، و«دانيال شاينرت Daniel Scheinert» بين العبثية والكوميديا والبراعة الشعرية في فيلم «كل شيء في كل مكان دفعة واحدة» الذي حقق نجاحًا باهرًا في عام 2022. يتغلب هذا العمل على السلطة السردية الضخمة لعوالم متعددة بفريق تمثيل شجاع، بما في ذلك «ميشيل يوه Michelle Yeoh»، و«ستيفاني هسو Stephanie Hus»، و«كي هوي كوان Ke Huy Quan»، و«جيمي لي كورتيس Jamie Lee Curtis»، و«جيني سليت Jenny Slate»، وغيرهم.

كتب ديفيد إيرليش من إندي واير في مراجعته للفيلم: «هذا عمل طقوسي للعبقرية الساخرة التي لا تعمل كفيلم روائي بقدر ما تعمل كمسرع جسيمات، أو ربما آلة غسيل كونية، صممها طفلان ذهانيان يبلغان من العمر 12 عامًا على أمل التوفيق بين القلق من ما يمكن أن تكون حياتنا وبين جمال ما هي عليه. إنها آلة مدعومة بأعظم أداء قدمته «ميشيل يوه» على الإطلاق، مليئة بأجمل معارك فنون الدفاع عن النفس المجنونة التي لم يصورها «ستيفن تشو Stephen Chow» نفسه، وغارقة بشكل كامل في روح» كل شيء مباح «التي من المفترض أن تظهر على شاشة التلفزيون فقط هذه الأيام».

4- فيلم «إشراقة أبدية لعقل نظيف Eternal Sunshine of the Spotless Mind»

هناك خاصية سريعة الزوال في الشعر البصري لـ«ميشيل جوندري Michel Gondry» التي تلتقط جمال وحزن كوننا على قيد الحياة في آن واحد. إن طبيعة «جوندري» الفنية تكمن في عدم الالتزام بالواقع أو بحدود السرد، مما قد ينتج عنه أفلام رائعة ولكنها غير مكتملة. ولهذا السبب يُعَدّ سيناريو السفر عبر الزمن الميتافيزيقي لـ«تشارلي كوفمان Charlie Kaufman» الخاص بفيلم «إشراقة أبدية لعقل نظيف» هدية رائعة لـ«جوندري Gondry»، وبالتالي لنا أيضًا. في قصة حب بين عاشقين «جيم كاري Jim Carrey» الذي لم يظهر بشكل أفضل من هذا الدور، و«كيت وينسليت Kate Winslet»، العظيمة دائمًا، اللذين اختارا أن ينسيان بعضهما بعضًا، تذوب أداة الخيال العلمي ويصبح الفيلم تأملًا بصريًا في الذكريات التي لا يمكن محوها.

3- فيلم «تحت الجلد Under the Skin»

ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟ إنه سؤال طموح في قلب العديد من أفضل أفلام الخيال العلمي، ولكن قلة منها هي التي تجيب عليه بجمال ملموس وإثارة مجردة كفيلم «تحت الجلد». تدرس رائعة «جوناثان جلازر Jonathan Glazer» للعام 2013 الإنسانية من خلال عيون كائن فضائي شديد الاغراء، تجسده «سكارليت جوهانسون Scarlett Johansson» كما لم نراها من قبل. كلما بدأت الإنسانية في السيطرة على عقلها الباطن، زاد ارتباكها تجاه نفسها. هذا الفيلم ليس إخراجًا تعليميًا؛ إنه تجربة غنية بالمحتوى.

يخيم الشعور بالصدمة واكتشاف شيء جديد بينما كان الكائن الفضائي يتجول في غلاسكو، حيث تراقبه الكاميرا من بعيد كالغريب في أرض غريبة. ثم يدرك «جلازر» بخبرته الإحساس العجيب الذي لا يمكن تفسيره والذي يتغلب عليها عندما تتسرب الإنسانية إليها. يخلق «جلازر» فهمًا بصريًا وسمعيًا لما يعنيه اكتشاف الإنسانية، وكيف يمكن أن يكون ذلك دافئًا وخطيرًا. يصور «جلازر» هذا الاستيقاظ بلغته السينمائية المذهلة الخاصة به: دفقات من الألوان المتغيرة، موسيقا تصويرية إيقاعية، وتصميم ديكور يشبه معرضًا فنيًا أكثر من كونه سينما تقليدية. إنه يجبرك على مواجهة ماهية الإنسانية، وما إذا كانت خطيئة أم نعمة. الحصيلة النهائية للفيلم هو سينما في أكثر حالاتها تفردًا وضرورة. إنه خيال علمي في أفضل حالاته المحيرة والمثيرة للتفكير.

2- فيلم «المضيف The Host»

قد تكون معظم أفلام المخلوقات مناسبة أكثر لقائمة أفلام الرعب، ولكن جذور قصة «المضيف» للمخرج «بونغ جون هو Bong Joon Ho»، التي استوحيت من الأسماك المشوهة في نهر هان الذي يحبه المخرج، تجعل هذا الفيلم من أكثر الأفلام إثارة للاهتمام لدمجه العلوم البيئية مع التشويق. إن المخرج «بونغ» ليس صانع أفلام بارع من الناحية العالمية، ولكن المتعة التي يشعر بها في خلق سيمفونيته من الشخصيات غير اللامعة هو واحد من لذائذ السينما الحديثة.

ولحسن الحظ، أصبح «المضيف» أكثر فيلم حاز على إيرادات في شباك التذاكر في تاريخ كوريا الجنوبية وأدى إلى إتاحة الفرصة لـ«بونغ» للرسم على لوحات دولية أكبر ودون تنازلات مع أفلام «محطم الثلج Snowpiercer»، و«أوكجاOkja» على نتفليكس.

1- فيلم «أبناء الرجال Children of men»

كان قرار تحديد المركز الأول أسهل جزء من إعداد هذه القائمة. إن الإخراج المبدع لمخرج الفيلم «ألفونسو كوارون Alfonso Cuarón» ومدير التصوير «إيمانويل لوبيزكي Emmanuel Lubezki» يكافئ عبقرية موتسارت في السينما. غدت بعض المشاهد المثيرة في هذا الفيلم وكأنها استعراض، ولكن الكاميرا المستمرة «دون قطع» جذبتنا إلى أكثر المشاهد توترًا في الفيلم بطريقة تجعل صراع «كلايف أوينز Clive Owen» النبيل ضد هذا الكابوس المظلم والشديد البؤس تجربة فريدة.

تبدو مدينة لندن المستبدة في ذلك الوقت، حيث توقفت النساء عن الولادة، وكأنه واقعي للغاية. المساحات الداخلية تشبه شخصيات الفيلم نفسها، مما يجعل الكآبة واضحة جدًا ومرتبطة بها، لقد توقع هذا الفيلم أزمة اللاجئين الحالية قبل ثمان سنوات. يأتي الأمل البسيط، والدافع السردي للفيلم، على يد «كي Kee»، التي أدت دورها بأناقة ملحوظة «كلير-هوب أشيتي Clare-Hope Ashitey»، وهي لاجئة شابة حاملة. لمدة ساعتين كنا هناك إلى جانب «أوينز» مؤمنين بأن لا شيء آخر في العالم يهم سوى نجاتها. ببساطة، إنه واحد من روائع هذا القرن، أو أي قرن آخر قادم.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى