خط الرجعة
هلا خباز
هو خط وهمي اخترعناه لنبقي على عشرة لم نصنها في كثير من الأحيان. هو الخط الذي يثبت أقدامنا عن خطوات الرحيل والذهاب بلاعودة، وبحسب الدارج في زمننا هو مايفصلنا عن إغلاق كافة قنوات التواصل” بلوك، بلوك، بلوك”.
ويبقى السؤال.. هل نحن بحاجة فعلاُ لخط الرجعة؟
هل نحن بحاجة لصيانة ود انقطع؟
لخط وهمي نمني به أنفسنا بكنا وما سيكون، بمستقبل التقط بعدستنا بعد أن شوهتها المواقف والكلمات التي لاتنسى وظلت ردود أفعالنا حبيسة دواخلنا تأكلنا كخيط منسل.
خط الرجعة كما قالوا وعلمونا هو مسعى الأنبل والأوفى، هو أن تترك أجزاء منك لتعود صونًا للعشرة وللخبز والملح.
وماذا عن قلبي يا أمي؟
ماذا عن تنهيداتك التي كنت أسمعها بين الجملة والجملة؟ بالمناسبة ورثتها عنك كباقي الأشياء التي تعرفينها جيدًا.
أذكر يومًا أني قرأت عبارة لأحلام مستغانمي ولا أدري إن كانت تناسب الموقف أو أنها لامستني للدرجة التي أود أن اقحمها هنا وفسروها بما شئتم ” ستُقنع نفسك لمدة قصيرة أو طويلة أنّك إن جاهدت قليلًا بإمكانك انتعاله، ستدَّعي أنّ الجرحَ الذي يتركه على قدمك هو جرح سطحي، يمكن معالجته بضمادة لاصقة. كلّ هذا صحيح، لكنّك غالبًا ما لا تستطيع أن تمشي بهذا الحذاء مسافات طويلة. قدمك لا تريده، لقد أخذَت على حذاءٍ قديم.. مشيتَ به سنوات في طرقات الحياة”.
خط الرجعة الذي بت أحاول أن أمسح أثاره كي أضيع الطريق كل ماغلبني الحنين، هو الخط الذي قطعته حينما وضعت العشرة والكرامة بالميزان.
هو الخط الذي عاهدت نفسي بعد أن أحببتها بأني لن أعيد رسمه إلا مع من يمسك اللون الأبيض ليرسمه معي.