المعارضة اللبنانية تعلن ترشيح “جهاد أزعور” لرئاسة الجمهورية
الترند العربي – متابعات
بعد أكثر من سبعة أشهر من الشغور الرئاسي أعلن 32 نائبًا لبنانيًا، أمس الأحد، ترشيح المسؤول في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد أزعور لمنصب رئاسة الجمهورية وفقًا لـ”إندبيندينت عربية”.
وفشل البرلمان اللبناني منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، على مدى 11 جلسة في انتخاب رئيس، وسط انقسام بين فريق مؤيد لـ”حزب الله”، وآخر معارض له، وتباينات داخل كل فريق، ووجود مستقلين.
ومنذ أسابيع تسعى أبرز الأحزاب المسيحية، “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” و”الكتائب”، إلى التوافق على أزعور في بلد تتوزع فيه الرئاسات الثلاث الأولى على قاعدة مذهبية: رئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة المجلس النيابي للشيعة، ورئاسة مجلس الوزراء للسنة.
ويأتي إعلان ترشيح أزعور إثر اتصالات مكثفة بين كتل معارضة و”التيار الوطني الحر”، حليف “حزب الله” المسيحي الأبرز، والذي عارضه في مسألة رئاسة الجمهورية، انتهت بـ”تقاطع” على اسم أزعور.
وخلال مؤتمر صحافي تلا النائب مارك ضو بياناً باسم 32 نائباً أعلن فيه ترشيح أزعور “كمرشح تلاقٍ وسطي غير استفزازي لأي مكون سياسي في البلاد”.
انسحاب معوض
ويمثل النواب الـ32 كتلاً معارضة، أبرزها حزبا “القوات اللبنانية” الذي يملك كتلة برلمانية وازنة، و”الكتائب” المسيحيان، فضلاً عن النائب ميشال معوض ونواب مستقلين وبضعة آخرين ينتمون إلى كتلة التغييريين المنبثقة من الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية في 2019. وسبق أن دعم هؤلاء معوض الذي كان أول من ترشح للمنصب، قبل أن يعلن أمس الأحد سحب ترشيحه لإتاحة الفرصة أمام أزعور.
وكان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الرافض لترشيح سليمان فرنجية، قد أعلن “تقاطع” حزبه مع كتل نيابية أخرى على اسم أزعور على رغم الخصومة التي تجمعه بعدد منها.
في المقابل، يدعم “حزب الله” وحليفته “حركة أمل” بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري ترشيح حليفهما فرنجية، المقرب من دمشق.
وقال النائب عن “حزب الله” حسن فضل الله، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، “لا تتعبوا أنفسكم وتهدروا الوقت، فلن يصل مرشح التحدي والمواجهة إلى بعبدا أياً كان اسمه”. وكان مسؤولون في “حزب الله” قد وصفوا سابقاً معوض أيضاً بمرشح “التحدي”.
وفي السياق استقبل أمين عام “حزب الله” حسن نصر رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبدالساتر موفداً من البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وبحسب بيان وزعه المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي، فإن البطريرك الراعي أوفد المطران عبدالساتر للقاء نصرالله، جاء في إطار “المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الأطراف اللبنانية كافة، تسهيلاً لإتمام الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الأولى”.
وليس واضحاً متى سيدعو بري إلى عقد جلسة نيابية جديدة لانتخاب رئيس. ولا يملك حتى الآن أي فريق أكثرية برلمانية تمكنه من إيصال مرشحه.
ويشغل أزعور منصب مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، وقد شغل منصب وزير المال اللبناني بين 2005 و2008.
وأزعور حائز، وفق موقع صندوق النقد، دكتوراه في العلوم المالية الدولية ودرجة عليا في الاقتصاد الدولي والعلوم المالية.
ويحث المجتمع الدولي المسؤولين على انتخاب رئيس، وتقود باريس حراكاً من أجل الإسراع في ذلك لإجراء إصلاحات ملحة هي شرط رئيس لحصول لبنان على دعم مالي دولي يخرجه من أزمته الاقتصادية المستمرة منذ 2019.