ديربي الانتقام
عدنان جستنية
هذا هو العنوان الأنسب لما سيكون عليه الديربي المنتظر بين اللدودين الهلال والنصر، والذي سيقام الثلاثاء المقبل، ولا أعني من اختياري لعنوان “ديربي الانتقام” الإثارة الصحفية، إنما يمثل مصطلحًا متداولًا في عالم هذه المجنونة.
مواجهة لها أهميتها القصوى، ومختلفة تمامًا عن كل المواجهات السابقة، فالجميع يعلم حجم وحساسية التنافس الرياضي بينهما، وحساسية مفرطة منذ عقود على جماهير الناديين، فما بالكم بأجواء مباراة ساخنة سبقتها أحداث مهمة لا يمكن نسيانها أو “تجاهلها”، ستلقي بظلالها على نتيجتها وربما مسيرة الفريقين بالدوري والكأس، خاصة وإنها منقولة تلفزيونيًا على قنوات عالمية لأجل خاطر عيون رونالدو.
حينما أصف هذا الديربي بـ “ديربي الانتقام” فمن يقرأ “التاريخ” جيدًا وما خلّفه من “ذكريات” يدرك أن كل ما حدث بالماضي له ارتباط قوي بالحاضر والمستقبل، فإذا نظرنا إلى النادي “المستضيف” الهلال فعلى مدى تاريخه لم يتعرض إلى قرارات انضباطية كانت لإدارة مسلي آل معمر دور في إثارتها عبر قضايا كسبتها، ناهيكم عن قرارات “تحكيمية” يرى الهلاليون أن الصافرة ظلمتهم في مباريات من المفترض أن يفوزوا فيها لا أن تنتهي بالتعادل أو الخسارة، وهذا ما أدى بهم إلى إعداد العدة للقاء المنتظر لينتقموا بهزيمة تاريخية تكون سببًا في حرمانهم من لقب الدوري، كما حرم ناديهم من التسجيل لفترتين متتاليتين وينعكس تأثيرها على بطولة الكأس وبالتالي خروج النصر هذا الموسم “بخفي حنين” على الرغم من كل الدعم الكبير الذي حصل عليه. النصراويون لهم نفس الفكر الانتقامي، لسنين مضت كان الهلال “يصول ويجول” كيفما يشاء، ويحقق البطولات، ولجان يرون أنها كانت تعمل لصالحه وقرارات ظالمة ساهمت في “زعامته” للبطولات وحرمان فارس نجد منها، وقد حان الوقت لرد الدين بأسلوب “مشابه” وإن اختلف الطباخين وطريقة إعداد وتجهيز طبخة طعمها “ذوقوا اللي ذقناه”.
هذه هي قراءة كاتب رياضي “معاصر” للمشهد “المشحون” بين الناديين، ولهذا أرى أن الهلال يريد أن يقدم دروسًا غير الدرس الأول الذي انتهى بحصوله على وصيف بطل أندية كأس العالم دون أن يتأثر بقرار حرمانه من التسجيل، بينما الدرسان الثاني والثالث خسارة للنصر بوجود لاعبه “كريستيانو” والذي كان من المفترض أن يكون في صفوف الزعيم، أما النصر فبعد إقالة مدربه جارسيا فلن يفوت فرصة “الانتقام” ليقضي تمامًا على أي أمل لـ “القوة الزرقاء” لتحقيق بطولة الدوري بهزيمة تشفي الغليل من خسائر كانت قريبة أو بعيدة.
أما قراءتي “الفنية” حول من سيفوز فأغلب ظني أن من سيحدد النهاية السعيدة للهلال “ميشيل”، وللنصر “تاليسكا”.