التعود داهيه
فاطمة العدلاني
التعود مرأس المصائب وأول خيط التقدم، التعود أصل كل شيء. التعود يخلق الطبع والطبع يغلب التطبع، أتعلم لماذا؟!
الفارق الوحيد بين الطبع والتطبع هو التعود؛ مدة العادات تلك هي الداهيه ولأن الطبع ما كان منذ زمن بعيد وفي الغالب الطفولة فمن الصعب بل ويكاد يكون أشبه بالمستحيل أن نتنحي عن طباع لنا، على عكس التطبع فهو ما اعتدنا عليه لمدة زمنية قصيرة نوعًا ما فمن الوارد التغلب عن تلك المكتسبات.
نعود لما ذكرناه في داهية التعود التي تكمن في استحالة الاستغناء، نذكر مثلًا أشكال كثيرة للتعود التي توجد على مدار جميع مراحل الحياة بداية من فطام الطفل الرضيع الذي يظهر عليه علامات المعاناه عند التوقف عن الرضاعة التي اعتادها في الأغلب عام أو أكثر، ثم تبدأ رحلة الحياة فيكون ذلك التلميذ المنضبط بالواجبات هو نفسه الشاب الملتزم بمواعيد عمله هو نفسه الموظف المثالي وغير ذلك من
“تعود الانضباط”، أثبتت الدراسات في علم النفس نظرية تسمى “نظرية 21 يومًا”
هي ما تنص أن اكتساب العادات وتركها سواء يستغرق 21 يومًا فإذا استطعت أن تتمسك بعادات جيدة لمدة واحد وعشرون يومًا فقط فستستطيع أن تصبح تلك العادات لك للأبد.
“العادات تصنع المعجزات”
ولا يتوقف سحر التعود عن صنع المعجزات كما لا يستحيل أن يصنع الدواهي.
فمثلًا الإدمان أصله التعود ،فيبدأ أحدهم ذات يوم بتجربة الدخان ثم يصبح مدخنًا ثم مدمنًا لكونه اعتاد عليه فقط لا شيء آخر.
هل تعلم أن “كل الإنجازات الكبيرة تأتي من بدايات بسيطة”
عليك الآن أن تبدأ من حيث أردت، أحضر ورقة وقلم و اسرد عادات تود اكتسابها أو عادات تود التخلص منها، و الصق تلك الأفكار على المكتب ثم اجعل من كل يوم في الجدول خانة للتدوين وتحدي ذلك مع نفسك لمدة النظرية التي تحدثنا عنها “نظرية 21 يومًا” وشارك معنا في التعليقات بعد مرور تلك المدة هل استطعت اكتساب تلك العادة إلى يومك أم لا؟!
ومما قاله چيمس كلير في كتابه
“العادات الذرية”
“المحترفون يتمسّكون بروتينهم اليومي، بينما الهواة يسمحون لتقلبات الحياة بأن تمنعهم من الاستمرار”
إذا أمكنك التحسّن بنسبة 1 بالمائة فقط كل يوم على مدار عام، سينتهي بك الحال وأنت أفضل بسبعة وثلاثين ضعفًا في ما تفعله وبالعكس، لو أنك صرت أسوأ في ما تفعله بنسبة 1 بالمائة كل يوم، فسيتدهور بك الحال وصولًا.