الأسرة والمجتمع

حي جاكس.. من ورش صناعية إلى أيقونة إبداعية فريدة

الترند العربي – متابعات

لا يكاد يتبادر لذهن بعض مَن يقرر ارتياد حي جاكس الإبداعي في الدرعية بمساحة تقدر بأكثر من 100 ألف متر، أن هذه المنطقة في الأصل ليست إلا ورشاً صناعية بعضها لإصلاح السيارات، والنجارة، والبعض الآخر ورش للحدادة.

تعود الورش زمنياً لفترة الثمانينيات الميلادية. يقارب عددها نحو 40 ورشة. تشغل حيزاً مكانياً بمستلزمات الإصلاح، والتشغيل. تختلط في تلك البقعة أصوات العمالة التي تعج بالمكان. فيما يقصدها الزبائن رغبة منهم في الوفاء بمستلزماتهم.

بيد أن هذه الورش المكتظة في ذلك الحيز التاريخي، لم يُقدر لها البقاء مدة أطول، لا سيما بعد أن تنبهت الجهات الفاعلة إلى ضرورة صياغة فنون المكان. والانخراط في مشروعات التحديث. إذ أزيلت تلك المنطقة بأكملها، ليبنى على أنقاضها مشروع حضاري، سميَ بـ ” جاكس”.

و يعد حي جاكس منصة فنية ثقافية فاعلة، تسكنه تفاصيل لافتة. إذ يقع في الدرعية، حيث مهد الدولة السعودية الأولى، وحجر الأساس في تكوين البلاد. مما يجعل قِيم الحي الفنية تكتسي مسحة الأصالة الحضارية.

فللمكان تاريخه وتأثيره على تلك المستودعات التي وإن بدت في أصلها ورشاً صناعية تحولت مع مرور الزمن إلى أماكن تنتج القيم الإبداعية، وملاذاً لمنتجي تلك القيم.

عمدة الحي الواقع في الدرعية، محمد السهلي، يقول لـ أخبار 24: إن هذه الورش القابعة في جاكس خصصت للحدادة، والنجارة، إلى جانب إصلاح السيارات. وكانت تتبع هذه المنطقة الصناعية البلدية وجرى تأجيرها للمواطنين، فيما البعض الآخر تعود ملكيته لأفراد.

فيما تؤكد بلدية الدرعية أن الورش الصناعية التي ضمتها جاكس تعد أملاكا تابعة لها، جرى تأجيرها للمستثمرين، وبعدئذ تقرر إخلاء المنطقة الصناعية بالكامل، وتسليمها لوزارة الثقافة من أجل تأهيلها بشكل إبداعي للانتفاع بها.

بعد افتتاح صناعية الشمال.. إزالة ورش جاكس

فيما تقرر إزالة تلك الورش القابعة في المنطقة الصناعية وبخاصة بعد افتتاح صناعية الشمال، لتنتقل معظم ورش الأشغال إلى هناك، نظراً إلى أن تلك الأماكن بعيدة عن كثافة الازدحام. حتى بقيت منطقة جاكس خالية من الحركة اليومية، يتسيدها السكون.

إزالة الورش.. فرصة للمبدعين

وفر ذلك السكون ملاذاً ليتنافس فيه المتنافسون من الهواة. إذ بدؤوا يتسللون لتلك المنطقة المهجورة، لقاء خلوها من العمالة والمارّة، مستشعرين الارتياح في إظهار مواهبهم المكتنزة في دواخلهم.

جدران مغرية

في بادئ الأمر استخدم أولئك الرسامون الهوّاة وسائل فنية متواضعة في أعمالهم مثل البخاخات للرسم على الجدران، غير أن تلك الجدران بدت مغرية بمساحاتها المرتفعة، حتى أصبح بعض منهم يستخدم الرافعات لاستغلال أجزائها العلوية في سبيل وضع بصمة فنية مبهرة.

الاختباء في الداخل بحثاً عن الحرية

وبعد أن بدت الرسومات تنتشر وتلفت المارّة الذين يقطنون في الحي ذاته أو حتى أولئك الذين يقصدون المنطقة من أجل فن الجداريات، اضطر الرسامون إلى الدخول للورش والاختباء بداخلها حتى يمارسوا فنونهم بحرية، لذا أصبحوا يستخدمون مصابيح لإضاءة المنطقة من الداخل، مستغلين مساحات الورش في إبراز مواهبهم، حتى تحول هذا المكان مزاراً يستقطب الأجانب.

كلاّخ.. رسام بلا هوية

وفي هذه الأثناء، برز رسام اسمه كلّاخ، ملأت رسوماته جدران المنطقة الصناعية، فيما يحسب له أنه أسس فن الجرافيتي في المملكة، دون معرفة هوية أو شكل هذا الرسام الذي نجحت أنامله في رسم الجماليات على الجدران.

جاكس.. منذ الـثمانينات

وعن تاريخ هذا الحي الذي أصبح منصة إبداعية تحتضن الفنانين والموهوبين، يقول المهندس ماجد الدخيّل: إن الحي كان يضم ورشا صناعية منذ فترة الثمانينات، أسستها شركة تدعى جاكس، لذا جرت تسمية المنطقة بالاسم ذاته، فيما تقدر مساحة الحي بنحو 130 ألف متر مربع.

ويضيف، جرى إخلاء الحي من قِبل بلدية الدرعية والجهات ذات العلاقة، لتتسلمه بعدئذ وزارة الثقافة من أجل تفعيله، وتغيير وجه الحي الصناعي، إلى منصة تضم أنشطة ثقافية فاعلة.

إستراتيجية جاكس

ويكمل: وضعنا الإستراتيجية الخاصة بـ”جاكس”، من أجل إعادة تأهيل المستودعات، لتسليمها للجهات المستأجرة لكي تشرع بدورها في تحويلها لأستوديوهات فنية، إبداعية.

وزاد المهندس ماجد، وهو أحد مسؤولي المشروع إننا نعمل على تأهيل مشروعات الحي كافة من أجل أن تصبح المستودعات كافة استوديوهات مخصصة للإنتاج.

تصنيفات للمستودعات

وأشار إلى توافر تصنيفات معينة للمستودعات، بعضها للفن، والأفلام، والرسم، وأخرى تتعلق بالحوارات، لافتاً إلى أن نسبة إشغال الحي بلغت نحو 100%.

وعن أبرز التحديات التي واجهتهم في تنفيذ المشروع الإبداعي الذي تحتضنه الدرعية، يؤكد الدخيّل أن عامل الوقت، كان أهم تحدٍّ، نظراً إلى أهميته في إنجاز المشروع.

حي #جاكس .. من ورش صناعية إلى أيقونة إبداعية فريدةhttps://t.co/9wt7lGFEs7#الدرعية pic.twitter.com/cHUc3ZTS1E

— أخبار 24 (@Akhbaar24)

المصدر
أخبار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى