منوعات

إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة

الترند العربي – متابعات

حظيت منطقة عسير بإشادة دولية لافتة بعد الزيارة الميدانية التي نفذها وفد منظمة الصحة العالمية، والتي أظهرت مستوى متقدمًا من الجاهزية المؤسسية وجودة الحياة في عدد من مدن المنطقة، في مقدمتها أبها، وطريب، ومحايل عسير، إلى جانب جامعة الملك خالد، في تقييم يعكس حجم التحول الذي تشهده المنطقة ضمن مستهدفات التنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030.

التقييم الأممي لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل جاء ضمن برنامج مهني دقيق استمر عدة أيام، وركّز على قياس جاهزية المدن الصحية، ومستوى التكامل بين القطاعات الحكومية والمجتمعية، وقدرة النماذج المحلية على تلبية معايير المدن الصحية المعتمدة دوليًا، مع ربط مباشر بين الصحة العامة وجودة الحياة والهوية المجتمعية.

إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة
إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة

تقييم دولي يعكس نضج التجربة المحلية
أظهر التقييم الذي نفذه وفد منظمة الصحة العالمية أن مدن عسير المشمولة بالزيارة حققت مستويات متقدمة من الجاهزية، سواء على مستوى البنية الصحية، أو الحوكمة المؤسسية، أو المشاركة المجتمعية، وهو ما يعكس نضج التجربة المحلية وقدرتها على التحول من نماذج خدمية تقليدية إلى منظومات تنموية متكاملة.

وأشار الوفد إلى أن الأداء المؤسسي لمكتب برنامج المدن الصحية وجودة الحياة بإمارة منطقة عسير يمثل نموذجًا وطنيًا متقدمًا، يجمع بين وضوح الرؤية، وحسن التخطيط، والتكامل الفعلي بين الجهات الحكومية والقطاعين الخاص وغير الربحي.

إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة
إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة

زيارة ميدانية مكثفة برفقة وزارة الصحة
جاء التقييم ضمن زيارة ميدانية نفذها الوفد خلال الفترة من 14 إلى 22 ديسمبر، برفقة فريق من وزارة الصحة، بهدف الوقوف على جاهزية المدن الصحية، وتعزيز أطر الشراكة الدولية، وتبادل الخبرات في مجالات التخطيط الحضري الصحي وجودة الحياة.

وشملت الزيارة جولات ميدانية موسعة، ولقاءات مع قيادات محلية، وفرق تنفيذية، وممثلين عن المجتمع المدني، ما أتاح للوفد الاطلاع المباشر على التجربة العسيرية من زوايا متعددة، بعيدًا عن التقارير النظرية.

إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة
إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة

إشادة بالمشاركة المجتمعية وربط الصحة بجودة الحياة
سجل وفد منظمة الصحة العالمية انطباعات إيجابية حول مستوى المشاركة المجتمعية في مدن عسير، مؤكدًا أن إشراك السكان في المبادرات الصحية والاجتماعية يمثل أحد أهم عوامل الاستدامة، ويعزز من فاعلية السياسات العامة.

كما أشاد الوفد بقدرة التجربة العسيرية على ربط مفهوم الصحة بجودة الحياة، وعدم حصره في الجانب العلاجي فقط، بل توسيعه ليشمل البيئة، والأنشطة المجتمعية، والهوية الثقافية، وأنماط العيش الصحية.

إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة
إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة

الاعتزاز بالهوية المحلية كعنصر قوة
لفت التقييم الأممي إلى أن الاعتزاز بالهوية المحلية في عسير يشكل عنصرًا داعمًا لنجاح برامج المدن الصحية، حيث جرى توظيف الخصوصية الثقافية والطبيعية للمنطقة في تعزيز الرفاه النفسي والاجتماعي للسكان، وهو ما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية في التنمية الحضرية المستدامة.

وأكد الوفد أن الحفاظ على الهوية لا يتعارض مع التطوير، بل يعززه، إذا ما جرى توظيفه ضمن إطار مؤسسي واضح.

إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة
إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة

مكتب المدن الصحية.. بيت خبرة وطني
أوصى وفد منظمة الصحة العالمية بمواصلة دعم وتمكين مكتب برنامج المدن الصحية وجودة الحياة وطاقمه، معتبرًا إياه بيت خبرة وطنيًا قادرًا على نقل التجربة إلى مناطق أخرى في المملكة.

وأشار إلى أن المكتب نجح في بناء نموذج حوكمة متكامل، يجمع بين التخطيط، والتنفيذ، والمتابعة، والتقييم، بما يضمن استدامة النتائج، ويعزز من موثوقية البرامج المنفذة.

إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة
إشادة أممية بجاهزية عسير.. مدن سعودية تقترب من نموذج عالمي لجودة الحياة

استكمال إجراءات الاعتماد والبناء على الملاحظات التطويرية
أكد الوفد أهمية استكمال إجراءات اعتماد المدن التي شملها التقييم، والبناء على الملاحظات التطويرية التي جرى رصدها خلال الزيارة، بما يضمن تحقيق أعلى درجات التوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية للمدن الصحية.

وشدد على أن عملية الاعتماد ليست نهاية المسار، بل محطة ضمن رحلة تطوير مستمرة، تتطلب مراجعة دورية، وتحديث السياسات، وقياس الأثر على المدى المتوسط والطويل.

تجربة عسير كنموذج وطني قابل للتعميم
أوصت منظمة الصحة العالمية بتعميم تجربة عسير كنموذج وطني في تطبيق معايير المدن الصحية، نظرًا لما أظهرته من تكامل مؤسسي، ومرونة تنفيذية، وقدرة على التكيّف مع الخصوصيات المحلية لكل مدينة.

وأشار الوفد إلى أن نجاح التجربة لا يرتبط بحجم المدينة أو مواردها فقط، بل بوضوح الرؤية، وجودة الإدارة، ومستوى الشراكة بين الجهات المختلفة.

شراكة مستدامة مع منظمة الصحة العالمية
دعا الوفد إلى تعزيز الشراكة المستدامة بين المملكة ومنظمة الصحة العالمية، خصوصًا في مجالات التقييم، والبحث، وبناء القدرات، وتبادل الخبرات، بما يسهم في تطوير نماذج مبتكرة للمدن الصحية في المنطقة.

وأكد أن التجربة السعودية في هذا المجال باتت محل اهتمام دولي، ويمكن أن تسهم في إثراء المعرفة العالمية حول تخطيط المدن الصحية في البيئات ذات الخصوصية الثقافية والجغرافية.

برنامج ميداني يعكس التكامل بين القطاعات
شملت الزيارة تنفيذ برنامج ميداني مكثف، جرى خلاله الاطلاع على المبادرات الصحية والمجتمعية، وزيارة عدد من الجهات الحكومية، والبلديات، والمرافق الصحية والتعليمية، إلى جانب استعراض نماذج نوعية في جودة الحياة.

وأظهر البرنامج مستوى عاليًا من التنسيق بين القطاعات المختلفة، ما يعكس تحولًا مؤسسيًا من العمل القطاعي المنفصل إلى العمل التكاملي القائم على الأهداف المشتركة.

جامعة الملك خالد.. دور محوري في جودة الحياة
برزت جامعة الملك خالد خلال الزيارة كنموذج داعم لبرامج المدن الصحية، من خلال دورها في البحث العلمي، وبناء القدرات، والمبادرات المجتمعية، ما يعكس أهمية المؤسسات الأكاديمية كشريك رئيسي في التنمية الصحية المستدامة.

وأشاد الوفد بتكامل الجامعة مع محيطها المجتمعي، وقدرتها على تحويل المعرفة الأكاديمية إلى مبادرات تطبيقية ذات أثر ملموس.

عسير ورؤية 2030.. انسجام في المسار
تعكس نتائج هذا التقييم انسجام تجربة عسير مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، خصوصًا في محوري جودة الحياة، وتعزيز الصحة العامة، وبناء مدن مستدامة، قادرة على جذب السكان والزوار، وتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة.

ويؤكد هذا التقدم أن التحول الوطني لم يعد حكرًا على المدن الكبرى فقط، بل امتد ليشمل مناطق ذات تنوع جغرافي وثقافي، استطاعت توظيف خصوصيتها لصالح التنمية.

جودة الحياة كرافعة تنموية
أثبتت تجربة عسير أن جودة الحياة لم تعد مفهومًا تجميليًا، بل رافعة تنموية حقيقية، تسهم في تحسين الصحة العامة، وتعزيز الانتماء المجتمعي، ورفع كفاءة الإنفاق، وتحقيق الاستدامة.

وأشار التقييم إلى أن الاستثمار في جودة الحياة ينعكس مباشرة على مؤشرات الصحة، والتعليم، والإنتاجية، والاستقرار الاجتماعي.

رسالة دولية إيجابية عن التجربة السعودية
تمثل إشادة منظمة الصحة العالمية رسالة دولية إيجابية تعكس تطور التجربة السعودية في مجال المدن الصحية، وتؤكد أن السياسات الوطنية باتت تترجم إلى نماذج عملية قابلة للقياس والتقييم.

وتفتح هذه الإشادة الباب أمام مزيد من التعاون الدولي، ونقل الخبرات، وتعزيز مكانة المملكة كفاعل مؤثر في قضايا الصحة والتنمية الحضرية عالميًا.

ما الهدف من زيارة وفد منظمة الصحة العالمية إلى عسير؟
تقييم جاهزية المدن الصحية، وتعزيز الشراكة الدولية، والاطلاع على تجربة جودة الحياة في المنطقة.

ما المدن التي شملها التقييم؟
أبها، طريب، محايل عسير، إضافة إلى جامعة الملك خالد.

ما أبرز ما أشاد به الوفد؟
الأداء المؤسسي، المشاركة المجتمعية، ربط الصحة بجودة الحياة، والاعتزاز بالهوية المحلية.

هل أوصى الوفد بخطوات مستقبلية؟
نعم، أوصى باستكمال الاعتماد، وتمكين مكتب المدن الصحية، وتعميم تجربة عسير وطنيًا.

ما أهمية هذه الإشادة للمملكة؟
تعكس تقدم التجربة السعودية دوليًا، وتعزز الثقة في نماذج التنمية الصحية المستدامة.

اقرأ أيضًا: ثانية واحدة تفصل بين الحياة والموت.. ابتكار طبي يوقف النزيف فورًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى