مصدر رسمي ينفي لـ”سبق”: لا صحة لمزاد بيع لوحة “مريم العذراء” بـ700 مليون في تبوك
الترند العربي – متابعات
نفى مصدر رسمي في إمارة منطقة تبوك ومحكمة التنفيذ بالمنطقة، بشكل قاطع، ما تم تداوله خلال الساعات الماضية عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن إقامة مزاد علني قُدّرت قيمته بنحو 700 مليون ريال سعودي لبيع لوحة فنية تُجسّد شخصية “مريم العذراء”، مؤكدًا أن تلك الأنباء عارية تمامًا من الصحة ولا تستند إلى أي معلومات أو إجراءات رسمية صادرة عن الجهات الحكومية في المنطقة.

تفاصيل النفي الرسمي
وأوضح المصدر في تصريح خاص لـ”سبق” أن محكمة التنفيذ في تبوك لم تشهد أي مزاد علني بهذا الوصف، وأن كل ما تم تداوله عبر مقاطع الفيديو والمنشورات المنتشرة على الإنترنت لا يعدو كونه شائعات متداولة لا أصل لها.
وأضاف أن الجهات المختصة في الإمارة تتابع بشكل مستمر ما يتم تداوله عبر المنصات الرقمية، وتتحقق من صحة الأخبار قبل صدور أي تعليق رسمي، مؤكدًا أن هذه المزاعم تم نفيها بعد التواصل المباشر مع الجهات القضائية ذات العلاقة، والتي أكدت بدورها عدم صدور أي أمر قضائي أو تنظيمي بعقد مزاد مماثل في المنطقة.
وشدد المصدر على أن المعلومات المتداولة حول مزاد بيع اللوحة لا تمت للواقع بصلة، وأن الإمارة لم تصدر أي تراخيص أو إشعارات رسمية بشأن تنظيم مزاد فني أو ثقافي يحمل هذا الاسم أو بهذه القيمة المزعومة.

تفاصيل الشائعة وانتشارها
وكانت منصات التواصل الاجتماعي قد شهدت خلال اليومين الماضيين تداول مقاطع فيديو وصور تزعم إقامة مزاد رسمي داخل محكمة التنفيذ بتبوك، يُعرض فيه عمل فني بعنوان “مريم العذراء” وسط حضور عدد من الأشخاص، وورد في بعض المنشورات أن قيمة اللوحة وصلت إلى 700 مليون ريال سعودي، ما أثار تفاعلًا واسعًا بين المستخدمين.
وانتشرت المزاعم على نطاق واسع عبر تطبيقات X (تويتر سابقًا) وتيك توك وإنستغرام، حيث تناولها بعض الحسابات دون التأكد من صحتها، مما دفع الكثير من المستخدمين إلى التساؤل حول حقيقة المزاد ومصدره، خاصة أن الرقم المذكور تجاوز قيم المبيعات الفنية المعتادة في المملكة.
غير أن التحقق اللاحق أظهر أن الصور المتداولة لا تمت بصلة لأي حدث أقيم في المملكة، وأن المقاطع تعود لفعالية فنية أُقيمت في دولة أخرى، تم توظيفها في منشورات مضللة.

رد الجهات الرسمية وتوضيحاتها
أشار المصدر الرسمي إلى أن الجهات الحكومية المعنية بالثقافة والفنون، كوزارة الثقافة وهيئة الفنون البصرية، لم تسجّل أي فعالية أو عرض فني بهذا الاسم أو بهذا المحتوى في منطقة تبوك خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن المملكة تمتلك منظومة واضحة لإقامة المعارض والمزادات الفنية تخضع لإشراف رسمي وتنظيم دقيق من الجهات المختصة.
وأضاف المصدر:
“من المؤسف أن البعض يشارك في نشر الشائعات دون تحقّق، وهو ما قد يؤدي إلى تضليل الرأي العام أو الإساءة لجهات رسمية دون وجه حق. المملكة تعتمد الشفافية الكاملة في الإعلان عن الفعاليات والمزادات، وأي فعالية ذات طابع رسمي يتم الإعلان عنها عبر قنواتها الإعلامية المعتمدة فقط.”
إجراءات قانونية مرتقبة
أكد المصدر أن الجهات القانونية في إمارة تبوك تتابع بدقة منشورات الفيديو والصور المتداولة، وقد تم رصد عدد من الحسابات التي أسهمت في نشر المعلومة المغلوطة، مشيرًا إلى أن الأمر قيد المراجعة القانونية من قِبل إدارة التحول الرقمي والجرائم المعلوماتية بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة.
وقال المصدر إن نشر الأخبار الكاذبة أو تضخيم الوقائع دون مصدر رسمي يُعد مخالفة لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في المملكة، والذي يعاقب من يروّج أو ينشر معلومات مضللة من شأنها الإضرار بالسمعة العامة أو إثارة البلبلة.
تفاعل شعبي وإعلامي
تفاعل آلاف المستخدمين مع النفي الرسمي الصادر عن الإمارة، مثمنين سرعة توضيح الحقائق من قبل الجهات المختصة، ومؤكدين على أهمية تحري الدقة في نقل الأخبار والتحقق من المصادر قبل إعادة النشر أو التعليق.
وأشاد مغردون سعوديون بالجهود الحكومية في محاربة الشائعات الرقمية، معتبرين أن هذه الواقعة تؤكد ضرورة وجود وعي إعلامي رقمي لدى المستخدمين، خاصة مع الانتشار السريع للأخبار غير المؤكدة في منصات التواصل.
السياق العام للفن والمزادات في السعودية
تُعد المزادات الفنية في المملكة جزءًا من التحول الثقافي الذي تشهده البلاد في إطار رؤية السعودية 2030، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات لدعم الفنانين المحليين وتنظيم سوق الفن التشكيلي وفق معايير عالمية، ومن أبرزها مزاد “الفن للخير” الذي تقيمه وزارة الثقافة سنويًا بإشراف رسمي كامل.
إلا أن هذه المزادات جميعها تخضع لإجراءات ترخيص دقيقة، وتشرف عليها هيئة الفنون البصرية بالتعاون مع وزارة الثقافة، ولا يمكن لأي جهة أو فرد تنظيم مزاد فني يحمل صفة رسمية دون تصريح موثق.
وبحسب تقارير سابقة، فإن أعلى لوحة فنية بيعت في المملكة لم تتجاوز قيمتها 12 مليون ريال سعودي، ما يجعل الرقم المتداول (700 مليون) غير منطقي من الناحية السوقية والفنية.
موقف الجهات القضائية في تبوك
في السياق ذاته، أكد مصدر قضائي في محكمة التنفيذ بتبوك أن المحكمة تختص بإجراءات التنفيذ القضائي للأحكام والمطالبات المالية والعقارية فقط، ولا تُعنى إطلاقًا بتنظيم أو الإشراف على المزادات ذات الطابع الفني أو الثقافي.
وأشار إلى أن أي إشعار يتعلق بالمزادات القضائية يتم نشره رسميًا عبر منصة مزاد وزارة العدل، والتي تتيح للجمهور متابعة المزادات المصرح بها إلكترونيًا وبشفافية تامة.
كما نفى المصدر صدور أي إعلان قضائي عن بيع أعمال فنية أو لوحات تحت مظلة المحكمة، معتبرًا أن ما تم تداوله محاولة لتضليل الرأي العام باستغلال رمزية الأسماء الدينية لتحقيق انتشار سريع للمحتوى.
التحقق الإعلامي ومسؤولية النشر
من جهتها، أكدت صحيفة “سبق” التي نقلت النفي الرسمي أنها تواصلت مباشرة مع مسؤولي الإمارة ومحكمة التنفيذ قبل نشر الخبر، تطبيقًا لسياساتها التحريرية في التحقق من المصادر الرسمية قبل النشر.
وأوضحت أن التزامها بالتحقق يأتي في إطار دورها المهني في مواجهة الشائعات الإعلامية، وتعزيز ثقة الجمهور بالمعلومة الصحيحة.
ودعت الصحيفة وسائل الإعلام والجمهور العام إلى عدم الانسياق وراء الأخبار غير المؤكدة، مشيرة إلى أن تزايد انتشار الشائعات في المنصات المفتوحة يتطلب وعيًا إعلاميًا مسؤولًا.
دعوة إلى تعزيز الوعي الرقمي
من جانبه، دعا عدد من المختصين في مجال الإعلام الرقمي إلى تعزيز مبادرات محو الأمية الإعلامية لدى المجتمع، والتأكيد على أهمية التحقق من المعلومة قبل إعادة النشر، خاصة في ظل البيئة الرقمية السريعة الانتشار.
وأكد الخبير التقني خالد العنزي أن مثل هذه الحوادث تعكس حاجة المستخدمين إلى تعلم مهارات التحقق الرقمي (Digital Verification)، مشيرًا إلى أن الجهات الرسمية في المملكة، بما فيها وزارة الإعلام وهيئة الاتصالات، تعمل على تطوير مبادرات لرصد المحتوى المضلل وإزالته بشكل فوري.
هل أُقيم مزاد لبيع لوحة “مريم العذراء” في تبوك؟
لا، لم يُقَم أي مزاد بهذا الوصف، والمعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيحة تمامًا.
هل أصدرت المحكمة أو الإمارة بيانًا رسميًا؟
نعم، مصدر رسمي في الإمارة ومحكمة التنفيذ نفى لـ”سبق” صحة المزاعم وأكد أنها عارية من الصحة.
ما سبب انتشار الشائعة؟
تداول مقاطع فيديو وصور قديمة على أنها حديثة من داخل المملكة، وهو ما تم التحقق من زيفه لاحقًا.
هل سيتم اتخاذ إجراءات قانونية؟
نعم، الجهات المختصة تتابع حسابات إلكترونية ساهمت في نشر الشائعة، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات وفق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية.
هل تقام مزادات فنية في السعودية فعلًا؟
نعم، لكنها تُقام تحت إشراف وزارة الثقافة وهيئة الفنون البصرية فقط، وبترخيص رسمي مسبق.
خاتمة
بهذا النفي الرسمي، تُغلق إمارة تبوك ووزارة العدل الباب أمام واحدة من أكثر الشائعات تداولًا في الأيام الأخيرة، مؤكدة أن المعلومة الرسمية لا تُستقى إلا من مصدرها.
وبينما تتسارع الأخبار في فضاء التواصل، يبقى التحقق والوعي هما خط الدفاع الأول أمام المعلومة الزائفة، لتظل الحقيقة واضحة كما أعلنتها الجهات الرسمية: لا مزاد.. لا لوحة.. ولا بيع بمئات الملايين.
اقرأ أيضًا: بيع زجاجة مياه غازية في مزاد علنى.. تعرف على السبب

