4082.95 دولارًا للأوقية.. الذهب ينخفض بدعم من ارتفاع الدولار

4082.95 دولارًا للأوقية.. الذهب ينخفض بدعم من ارتفاع الدولار
الترند العربي – متابعات
تراجع المعدن النفيس بعد موجة صعود تاريخية
سجّلت أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا في تعاملات اليوم، متأثرة بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، وذلك في وقتٍ يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية للحصول على إشارات أوضح بشأن مسار أسعار الفائدة الفيدرالية خلال الفترة المقبلة.
وتراجعت أسعار المعدن الأصفر في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتسجل 4082.95 دولارًا للأوقية (الأونصة)، بينما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.8% إلى 4097.40 دولارًا للأوقية، في حركة تصحيحية طفيفة بعد مكاسب قوية على مدار الأسابيع الماضية.

ارتفاع الدولار يضغط على أسواق الذهب
يُعد ارتفاع الدولار العامل الأبرز وراء تراجع الذهب اليوم، إذ زاد مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسية بأكثر من 0.4%، ما جعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
ويقول محللون إن العلاقة العكسية بين الذهب والدولار لا تزال مؤثرة بقوة، حيث يؤدي صعود العملة الأمريكية عادة إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ استثماري، خاصة في الأسواق الناشئة التي تعاني من ضغوط سعر الصرف.

الذهب بين رهانات الفائدة ومخاوف التضخم
تتجه أنظار المستثمرين إلى بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة نهاية الأسبوع، والتي قد تحدد اتجاه السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي خلال الاجتماعات المقبلة.
فإذا أظهرت البيانات ارتفاعًا يفوق التوقعات، فمن المرجح أن يستمر البنك المركزي في تشديد السياسة النقدية أو تأجيل خفض أسعار الفائدة، وهو ما يضغط على أسعار الذهب، نظرًا لأن الذهب لا يدرّ عائدًا مقارنة بالأصول الأخرى.
أما في حال جاءت الأرقام أقل من المتوقع، فقد يعود الزخم إلى المعدن النفيس الذي عادة ما يستفيد من انخفاض الفائدة وضعف الدولار.

مكاسب قوية منذ بداية العام
ورغم التراجع الطفيف اليوم، إلا أن الذهب ما زال يُسجل أداءً استثنائيًا خلال عام 2025، إذ ارتفعت أسعاره بنحو 56% منذ بداية العام وحتى الآن، لتصل إلى أعلى مستوياتها التاريخية عند 4381.21 دولارًا للأوقية يوم الاثنين الماضي.
ويعزو الخبراء هذه المكاسب إلى حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي العالمي، إضافة إلى استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب كأداة تحوّط ضد التضخم وتقلّبات الأسواق.
تحركات المعادن النفيسة الأخرى
لم يكن الذهب وحده المتأثر بحركة الدولار، إذ شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا جماعيًا اليوم، حيث:
- انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% إلى 48.31 دولارًا للأوقية،
- تراجع البلاتين بنسبة 1.4% إلى 1598.65 دولارًا،
- هبط البلاديوم بالنسبة نفسها تقريبًا ليسجل 1438.47 دولارًا للأوقية.
ويشير المحللون إلى أن هذا التراجع يأتي في سياق طبيعي بعد موجة صعود قوية للمعادن خلال الربع الثالث من العام، مدعومة بمخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي وضعف سلاسل الإمداد.
الذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطراب
يظل الذهب، رغم تذبذب أسعاره، أحد أكثر الأصول استقرارًا على المدى الطويل، إذ يتجه المستثمرون إليه كلما تزايدت التوترات السياسية أو تراجعت ثقة الأسواق في العملات الورقية.
ويقول محلل الأسواق “إدوارد مويا” في تصريح لوكالة “رويترز”: “طالما ظل العالم يواجه مخاطر جيوسياسية ومالية متصاعدة، فإن الذهب سيبقى خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان، حتى وإن تراجع مؤقتًا بفعل قوة الدولار أو قرارات الفائدة.”
توجهات البنوك المركزية
منذ عام 2022 وحتى اليوم، ضاعفت البنوك المركزية في الصين والهند وتركيا والسعودية من مشترياتها من الذهب بشكل لافت، بهدف تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار الأمريكي.
وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، فإن مشتريات البنوك المركزية شكلت أكثر من 20% من إجمالي الطلب العالمي على الذهب خلال 2025، وهي أعلى نسبة تسجّل منذ أكثر من عقد.
ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع تصاعد المنافسة النقدية العالمية، مما يمنح الذهب دعمًا طويل الأمد رغم التراجعات اليومية المؤقتة.
التحديات أمام استمرار الصعود
على الرغم من الأداء الإيجابي العام للذهب، إلا أن السوق تواجه مجموعة من التحديات، أبرزها:
- تشديد السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها على السيولة والاستثمار.
- تقلّب الطلب الصناعي على المعادن النفيسة الأخرى المرتبطة بالإلكترونيات والطاقة النظيفة.
- استقرار الأسواق العالمية نسبيًا خلال الأسابيع الماضية مما قلل الحاجة إلى الملاذات الآمنة مؤقتًا.
ومع ذلك، يرى محللو بنك “جي بي مورغان” أن أي تصحيح في الأسعار سيكون مؤقتًا، متوقعين عودة الذهب للارتفاع فوق 4200 دولار للأوقية خلال الربع الأول من عام 2026.
تأثير الذهب على الأسواق العربية والخليجية
تؤثر تحركات أسعار الذهب العالمية مباشرة على أسواق الذهب في الخليج العربي، حيث يُعد الذهب من السلع الاستثمارية والشعبية في دول مثل السعودية والإمارات والكويت وقطر.
وفي السعودية، ووفقًا لتقارير تجار الذهب في الرياض وجدة والدمام، فقد شهدت الأيام الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على السبائك الصغيرة والمجوهرات الاستثمارية مع اقتراب موسم الأعراس، رغم الارتفاع النسبي للأسعار.
أما في الإمارات، فقد ساهم انخفاض اليوم في تنشيط حركة البيع بالمحلات، إذ يرى المتعاملون في السوق أن هذه المستويات تعد فرصة مناسبة للشراء قبل أي ارتفاع جديد محتمل.
قراءة تحليلية
من منظور اقتصادي شامل، يعكس التراجع الحالي للذهب تفاعل الأسواق الطبيعي مع المؤشرات النقدية العالمية. فالمعدن الذي قفز لأعلى مستوى تاريخي هذا الأسبوع ما زال يحتفظ بموقعه كـ”بارومتر الخوف الاقتصادي”، حيث يقيس ثقة المستثمرين في استقرار النظام المالي العالمي.
ومع استمرار التوترات في الشرق الأوسط وتباطؤ النمو في أوروبا وآسيا، فإن احتمالات عودة الذهب إلى الارتفاع تبقى قوية على المدى المتوسط، خاصة إذا لجأت البنوك المركزية إلى تخفيف السياسات النقدية مع بداية العام المقبل.
س: لماذا انخفض سعر الذهب اليوم؟
ج: بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي وترقب الأسواق بيانات التضخم في الولايات المتحدة التي ستؤثر على قرارات الفائدة المقبلة.
س: هل يعني هذا نهاية صعود الذهب؟
ج: لا، فالانخفاض الحالي يُعتبر تصحيحًا مؤقتًا بعد مكاسب قوية، والذهب ما زال يسجل أداءً سنويًا مرتفعًا بنسبة 56%.
س: كيف تؤثر قرارات الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب؟
ج: رفع الفائدة يقلل جاذبية الذهب لأنه لا يحقق عائدًا، بينما يخفضها يعزز الإقبال عليه كملاذ استثماري آمن.
س: هل شراء الذهب الآن خطوة حكيمة؟
ج: يرى بعض المحللين أن الأسعار الحالية تمثل فرصة شراء للمستثمرين على المدى المتوسط قبل عودة الارتفاع المتوقع في 2026.
س: ما العوامل التي قد تعيد الأسعار للصعود؟
ج: خفض أسعار الفائدة، ضعف الدولار، أو تفاقم التوترات الجيوسياسية يمكن أن تدفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة.
ختام
يبقى الذهب مرآة صادقة لحالة الاقتصاد العالمي، يتراجع حين تسود الثقة ويزدهر حين تعصف المخاطر. وبينما يستعد المستثمرون لمرحلة جديدة من التقلّبات، تظل أسعار المعدن النفيس مرشحة للحركة ضمن نطاق متوازن يعكس مزيجًا من القلق والتفاؤل.
وفي عالم تتسارع فيه الأحداث السياسية والاقتصادية، سيظل الذهب الملاذ الآمن الأبدي الذي يقيس نبض الأسواق ويحفظ قيمته مهما تغيّرت الظروف.
اقرأ أيضًا: الذهب تحت تأثير ظاهرة “فومو”.. اندفاع غير مسبوق يربك الأسواق الآسيوية