“خدعة الساحر”.. كواليس اغتيال حسن نصر الله وتفاصيل العملية الإسرائيلية في بيروت

الترند العربي – متابعات
تتكشف يومًا بعد يوم تفاصيل جديدة عن واحدة من أكثر العمليات إثارة للجدل في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير، وهي عملية اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني “حسن نصر الله” في سبتمبر 2024.
فقد كشفت تسريبات وتقارير استخباراتية إسرائيلية، أبرزها ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن أن العملية لم تكن مجرد ضربة جوية اعتيادية، وإنما عملية معقدة متعددة المستويات اعتمدت على التخطيط الاستخباراتي والاختراق الميداني، ووصفت بأنها أشبه بـ”خدعة الساحر” التي تُشغل الأنظار بالضجيج فيما يجري الفعل الحقيقي خلف الستار.

تخطيط استخباراتي طويل الأمد
وفق التقارير، أُطلق على العملية اسم “النظام الجديد”، واستغرق التخطيط لها عدة أشهر من العمل الاستخباراتي المكثف. تولّت وحدات من “الموساد” والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مراقبة تحركات نصر الله ودائرته المقربة، مستفيدة من تقاطعات معلومات وصلت إلى الوحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي.
كانت إحدى نقاط التحول في العملية تتعلق بمعلومة حساسة تفيد بأن نصر الله كان من المقرر أن يلتقي في المخبأ المحصن في الضاحية الجنوبية لبيروت مع الجنرال الإيراني “عباس نيلفوروشان” – قائد فيلق القدس في لبنان – ومع القيادي البارز في حزب الله “علي كركي” الذي كان يُنظر إليه كخليفة محتمل للأمين العام.

اختراق ميداني محفوف بالمخاطر
الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أن وحدة ميدانية من “الموساد” تسللت إلى حي “حارة حريك” المكتظ بالسكان، حيث معقل حزب الله الرئيسي. العملاء حملوا طرودًا مموهة بعناية تحتوي على أجهزة ميدانية متطورة، جرى زرعها بدقة في نقاط حساسة بمحيط المخبأ.
تم هذا الاختراق بالتزامن مع غارات جوية كثيفة شنها سلاح الجو الإسرائيلي لتشتيت انتباه عناصر الحماية ودفعهم للانسحاب من محيط المكان. ووصفت الخطوة بأنها أقرب إلى “خدعة الساحر” التي تُشغل الحضور بالأضواء والضجيج بينما يتم تمرير الحدث الحقيقي خفية.

وبحسب التسريبات، فإن فرص نجاة هؤلاء العملاء لم تتجاوز 50% في ظل كثافة النيران والمخاطر الكبيرة للوقوع في قبضة حزب الله. لكن الفريق نجح في زرع الأجهزة وانسحب دون أن يُكتشف أمره، وهو ما مكّن الطائرات الإسرائيلية لاحقًا من توجيه ضربات شديدة الدقة.
الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية
قبل تنفيذ العملية، ظهر انقسام حاد داخل القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. بعض كبار الضباط والسياسيين حذروا من تداعيات إقليمية قد تؤدي إلى إشعال حرب واسعة مع إيران. لكن قيادة “الموساد” دفعت باتجاه التنفيذ معتبرة أن “الفرصة ذهبية”.
وفي نهاية المطاف، حسم وزير الدفاع آنذاك “يوآف جالانت” الموقف بإصراره على مضاعفة حجم الهجوم. وبدلًا من إسقاط 40 قنبلة مخترقة للتحصينات، جرى إسقاط 83 قنبلة وزن كل منها طن واحد على الهدف.
تفاصيل الضربة الجوية
في مساء 27 سبتمبر 2024، عند الساعة 6:20، شنت عشر طائرات مقاتلة إسرائيلية الغارة الحاسمة. النتيجة، وفقًا للتقارير، كانت مقتل حسن نصر الله، ومعه علي كركي وعباس نيلفوروشان، إضافة إلى نحو 300 من عناصر حزب الله الذين كانوا داخل المجمّع. العملية أعادت رسم مشهد الحرب في لبنان ووجهت ضربة قاسية لبنية الحزب القيادية.

رد حزب الله وتداعياته
لم يتأخر رد حزب الله، إذ أطلق وابلًا من الصواريخ والطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للدبابات، في عملية أطلق عليها اسم “خيبر”. كما سارع الحزب إلى تعيين “هاشم صفي الدين” خليفة لنصر الله، لكن الأخير قُتل بدوره بعد أسبوع فقط في غارة إسرائيلية مشابهة. وفي النهاية تولى “نعيم قاسم”، نائب الأمين العام، قيادة الحزب في مرحلة توصف بأنها الأصعب بتاريخ التنظيم.
قراءة في “خدعة الساحر”
العملية الإسرائيلية وصفتها وسائل الإعلام العبرية بأنها مثال نادر على الدمج بين العمل الميداني والاستخبارات الدقيقة والقوة العسكرية الجوية. “خدعة الساحر” في هذه الحالة لم تكن مجرد استعارة بل تكتيك واقعي؛ إذ تم استخدام القصف الكثيف لصرف الأنظار بينما زرعت وحدات خاصة أجهزة التوجيه التي حددت موقع نصر الله بدقة قاتلة.
انعكاسات إقليمية واسعة
عملية اغتيال حسن نصر الله لم تقتصر على البعد العسكري، بل تركت ارتدادات سياسية وأمنية في المنطقة. فاغتيال قائد بهذا الحجم مثّل تصعيدًا خطيرًا رفع مستوى التوتر بين إسرائيل ومحور المقاومة، وسط مخاوف من انزلاق إلى مواجهة إقليمية أشمل.
ورغم أن إسرائيل حققت هدفها المباشر، فإن التساؤلات ما زالت قائمة حول تداعيات هذه الخطوة على مستقبل الصراع اللبناني – الإسرائيلي، وعلى معادلة الردع في المنطقة.
متى وقعت عملية اغتيال حسن نصر الله؟
في 27 سبتمبر 2024، حيث شنت إسرائيل غارة جوية مركزة على المخبأ المحصن في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ما الاسم الذي أطلقته إسرائيل على العملية؟
حملت العملية اسم “النظام الجديد”، وجاءت بعد أشهر من التخطيط الاستخباراتي والميداني.
كيف تمكنت إسرائيل من تحديد مكان نصر الله؟
وفق التسريبات، تسلل عملاء من “الموساد” إلى محيط المخبأ وزرعوا أجهزة ميدانية متطورة ساعدت الطائرات الإسرائيلية على توجيه ضربات دقيقة.
من قُتل مع نصر الله في الغارة؟
قُتل إلى جانب نصر الله كل من “علي كركي” القيادي البارز في حزب الله، والجنرال الإيراني “عباس نيلفوروشان”، إضافة إلى مئات من عناصر الحزب.
كيف رد حزب الله بعد الاغتيال؟
أطلق الحزب عملية مضادة تحت اسم “خيبر”، تضمنت صواريخ وطائرات مسيرة، كما عيّن “هاشم صفي الدين” خليفة لنصر الله قبل أن يُقتل هو الآخر لاحقًا، ليخلفه “نعيم قاسم”.
اقرأ أيضًا: ترمب يهاجم النائبة المسلمة “إلهان عمر” ويدعو لعزلها.. خلفيات الأزمة تتصاعد