التصوير الإبداعي في الإعلانات: أكثر من مجرد صورة
الترند العربي – متابعات
تُعد عملية إنتاج صور ومناظر بواسطة تأثيرات ضوئية، لتكوِين خيال داخل مادة حسّاسة للضوء، ثم معالجتها بعد ذلك، لتتشكَّل كمنظر ثابت، مسألة غاية في الأهمية داخل كثير من المجالات. فالصورة تعبير يُغني عن ألف كلة، تلك الحكمة الأشهر التي يقولها المصوِّرون واصحفيون، وحتى الهُواة، حيث تمثِّل هذه النسخة الثانية من الجسد أو المكان إبداعًا خاصًا لا سيَّما وأنَّ لآلة التصوير “الكاميرا” قواعد خاصة جدًا، تتفرَّع منها أنواع ومجالات كثيرة.
والتصوير في الإعلانات نوع من الإبداع يُستخدم لإنشاء الصور التي تستخدم في الحملات التسويقية والإعلانية، والتي تستهدف جذب انتباه العملاء المحتملين وإيصال فوائد المنتج أو الخدمة. فمصور الإعلانات يتعاون مع المخرجين ومديري الحملات الإعلانية وغيرهم من محترفي التسويق لوضع تصور لحملات إعلانية جذابة وفعالة، ومن ثمَّ تنفيذها.
أنواع التصوير الفوتوغرافي
من تصوير الوجوه إلى التصوير الصحفي إلى تصوير المنتجات، هناك عدد كبير من الأنواع، أهمها ما يلي:
- تصوير الوجوه: يركز على تصوير تعابير وأحاسيس الأفراد بشكل مفصل.
- تصوير الأشخاص (البورتريه): يهتم بتصوير الأفراد، مع التركيز على تعابير وجوههم.
- تصوير المناظر الطبيعية: يلتقط جمال الطبيعة، من المناظر الجبلية إلى الشواطئ، مع التركيز على الألوان والإضاءة.
- التصوير الصحفي: يوثق الأحداث والتقارير الإخبارية بطريقة موضوعية وواقعية.
- تصوير المنتجات: يبرز المنتجات بشكل جذاب لإغرائها للشراء، مع التركيز على التفاصيل والجودة.
- التصوير الرياضي: يلتقط اللحظات الحركية والديناميكية في الأحداث الرياضية، مع التركيز على الحركة والإثارة.
- التصوير المعماري: يبرز جمال وتصميم المباني والهياكل المعمارية، مع التركيز على الخطوط والأشكال.
- التصوير الفوتوغرافي العائلي: يوثق اللحظات العائلية والتفاعل بين أفراد الأسرة، مع التركيز على المشاعر والعلاقات.
- التصوير الفوتوغرافي التجريدي: يستخدم الأشكال والألوان والنمط لخلق صور غير تمثيلية تتحدى التصورات التقليدية.
- تصوير الحياة البرية: يركز على تصوير الحيوانات والطيور والزواحف في بيئاتها الطبيعية.
- التصوير تحت الماء: يوثق الكائنات البحرية والأعشاب تحت الماء باستخدام كاميرات خاصة.
- التصوير الإعلاني: يخصص لتصوير الإعلانات التجارية في استوديوهات مخصصة.
أنواع التصوير الإعلاني
- تصوير المنتجات: يركز على عرض المنتج بطريقة جذابة باستخدام لقطات قريبة لتفاصيله، ويظهر غالبًا في المجلات واللوحات الطرقية.
- تصوير نمط الحياة: يلتقط الجو العام للمنتج من خلال عرضه في بيئة واقعية أو ذات صلة، مما يعكس تأثير المنتج على حياة الناس.
- تصوير الأزياء: يُستخدم للترويج لمنتجات الموضة مثل الملابس والإكسسوارات، وغالبًا ما يظهر في أماكن أنيقة وعصرية مع عارضات أزياء أو مشاهير.
- تصوير الأطعمة: يظهر المنتجات الغذائية بصورة جذابة تثير الشهية، مع التركيز على التقاط صور قريبة للطعام المُعد أو المُقدم.
- تصوير الأشخاص: يلتقط صورًا للأفراد للترويج لمنتجات أو خدمات العناية الشخصية أو العافية أو نمط الحياة.
- التصوير الهندسي: يُستخدم لعرض التصميمات الداخلية والخارجية للمباني، بهدف الترويج للعقارات أو التصميم الداخلي.
- تصوير المناسبات: يلتقط صورًا للأحداث والمناسبات مثل الحفلات والمهرجانات، ويمكن استخدامه للترويج للحدث أو المنتجات المرتبطة به.
لماذا يستخدم الإعلان التصوير الفوتوغرافي؟
أهداف الصورة الإعلانية
- زيادة المبيعات: الصور الاحترافية للمنتج تعكس تفاصيله وجودته، مما يساعد في إقناع العملاء بالشراء دون الحاجة لكلمات إضافية.
- تعزيز التواجد على منصات التواصل: يتفاعل أكثر من 3 مليارات مستخدم مع المحتوى المرئي على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يحصل على تفاعل أكبر بنسبة 94% مقارنة بالمحتوى النصي.
- تعزيز الـ(SEO) وزيادة زيارات الموقع: التصوير الاحترافي للمنتجات يضفي لمسة رائعة على المتجر الإلكتروني، مما يساعد محركات البحث في رفع ترتيبه وزيادة الزيارات.
- اكتساب ميزة تنافسية: الاستثمار في تصوير المنتجات التجارية يساعد على جعل منتجاتك تبدو أفضل من المنافسين في الأسواق شديدة التنافسية.
أساسيات التصوير الإبداعي في الإعلانات
تعتمد أساسيات التصوير الإعلاني على مجموعة من المهارات، والتي من الواجب توافرها لإنتاج صورة إعلانية تدعو المستهلكين نحوها وتجذبهم إليها..
- الإبداع: يجب أن يكون مصورو الإعلانات قادرين على الخروج بأفكار جديدة للعناصر المرئية التي تجذب انتباه الجمهور.
- الكفاءة التقنية: يحتاجون لفهم قوي لتقنيات التصوير واستخدام الكاميرات والعدسات والإضاءة لالتقاط صور عالية الجودة.
- الرؤية الفنية: يتعين عليهم اقتناص اللحظة المناسبة لتصوير المشهد وتكوين لقطات جمالية لنقل الرسالة المطلوبة.
- التعاون: يجب أن يكونوا قادرين على العمل مع العملاء أو الفرق الإبداعية وفهم توجيهاتهم بشكل صحيح.
- الاهتمام بالتفاصيل: يجب أن يهتموا بالتفاصيل لإنشاء صور احترافية توصل الرسالة المطلوبة.
- القدرة على التكيف: يجب أن يكونوا قادرين على التكيف مع المواقف والبيئات المختلفة، سواء في استوديوهات أو مواقع خارجية.
ومن الأساسيات الواجب مراعاتها – أيضًا – التزام مصوِّر الإعلانات بـ أخلاقيات التصوير الإعلاني، والتي تخضع لمعايير نسبية داخل كل مجتمع وحسب الفئة من المنُنتجين أو المستهلكين. ففي العادة هناك خطوطًا رئيسة لا تتغير عند استخدام التصوير الفوتوغرافي، وتتعلق هذه الخطوط بمفاهيم مثل “الاحترام والمسؤولية وكيفية تطبيق تلك المفاهيم أثناء التصوير”، مثل:
- الصدق: يجب أن يعكس الإعلان الصدق ويحتوي على حقائق علمية دون تضليل الجمهور أو إخفاء معلومات مهمة.
- المقارنة: يجب تجنب أي عبارات أو ادعاءات تهاجم المنافسين أو منتجاتهم.
- الطُعم: لا يجوز استخدام الإعلان كوسيلة أو طُعم لجذب المستهلك أو اصطياده لشراء منتجات بأسعار أعلى.
- الادعاءات: يجب أن تكون ادعاءات الإعلان مدعومة بأدلة مادية من المعلن أو وكالة الإعلان.
- الكفالة والضمان: يجب أن تكون قواعد وشروط الكفالة والضمان واضحة في الإعلان بخط مقروء.
- السعر: يجب تجنب الادعاءات الكاذبة أو المضللة بشأن الأسعار أو الخصومات.
- الشهادات: يجب أن تقتصر الشهادات في الإعلانات على المختصين والخبراء الذين جربوا السلعة فعليًا.
- الذوق: يجب أن يتماشى الإعلان مع الذوق العام واللياقة.
مؤثرات الصورة الإعلانية و تدعيم المنافسة
تجذب الصور الواضحة والنظيفة أنظارنا وانتباهنا . ولهذا السبب فهي ضرورية لترويج، كما أنَّ المستهلك يعتمد بشكل كبير عليها للتعرف على المنتج، من ثمَّ الاتجاه نحو اتخاذ القرار الشرائي. فدراسات الصورة تشير نحو فكرة مفاده أنَّ للصورة إلى فعاليتها في الإعلان وأنَّها بصفة عامة أكثر عناصر الرسالة جذباً للانتباه وإثارة للاهتمام والإعجاب والتذكر، وخاصة عندما يكون حجم الصورة كبيرًا.
ولأنَّ الإعلان أحد الأنشطة الرئيسية في ميدان تسويق السلع والخدمات في العصر الحديث وذلك لكونه وسيلة لنقل الأفكار والمعلومات إلى الناس بهدف تغير آرائهم أو تعزيزها أو المحافظة عليها، فالصورة بما تحمله من تقنيات وألوان ورموز قديرة على إكمال هذا الدور الإعلاني، وذلك من خلال:
- الإضاءة الأمامية (Light Front)
تُعتبر الإضاءة الأمامية من أسهل تقنيات الإضاءة، حيث توفر ضوءًا مسطحًا يساعد في ضبط التعريض الضوئي بسهولة. ومع ذلك، أحد عيوبها الأساسية هو إنشاء ظلال خلف الموضوع، مما يؤدي إلى نقص في التباين ويجعل الصور تبدو مسطحة. وبالرغم من ذلك، يمكن استخدامها في تصوير المنتجات ذات الألوان المتعددة التي تكون على نفس المستوى، حيث يمكن أن تؤدي إلى نتائج جيدة من دون الحاجة إلى عمق إضافي.
- الإضاءة الخلفية (Light Back)
تستخدم الإضاءة الخلفية لتسليط الضوء على حواف الموضوع، مما ينتج عنه تأثيرات ضوئية مدهشة، مثل خلق مناطق متوهجة. ولكن، إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، قد تؤدي إلى نقص التعريض. ومع ذلك، فإن الضوء الخلفي يمكن أن يبرز تفاصيل ملامس المنتجات. للتغلب على مشكلة التوهج الناتج عن العدسة، يمكن استخدام أغطية العدسات أو حاجز أسود لمنع الضوء غير المرغوب فيه، مما يسمح بالتقاط صور أكثر وضوحًا.
- الإضاءة الجانبية (Light Side)
الإضاءة الجانبية تأتي من جانب الموضوع، مما يضيف بُعدًا ورؤية فريدة للصورة. تُعتبر هذه الإضاءة مثالية لتسليط الضوء على تفاصيل الشكل والقوام للمنتجات، حيث تخلق الظلال التي تُبرز تلك الميزات. يمكن التحكم في زاوية وشدة الضوء الجانبي لتحقيق التأثير المطلوب، مما يسمح بإبراز الجوانب الأكثر وضوحًا في الصورة. هذا النوع من الإضاءة يساعد العين على الانتقال بين الأجزاء الفاتحة والداكنة للصورة، مما يعزز الشعور بالحركة والتفاعل.
- الإضاءة العلوي (Lighting Top)
الإضاءة العلوية تُستخدم عادةً عند تصوير مجموعة من الأطعمة على نفس المستوى، مما يوفر إضاءة شاملة لكل العناصر. يمكن ضبط شدة هذا الضوء ليبدو مثل الإضاءة الخلفية، ولكن مع القدرة على تغطية مجموعة العناصر بشكل أفضل. يجب الانتباه إلى أن المنتجات الداكنة قد تختفي على خلفيات مظلمة، بينما يمكن أن يتسبب استخدام الإضاءة الخلفية في إخفاء العناصر الفاتحة مثل البيض عند التصوير على خلفية بيضاء. لذا، يجب توخي الحذر لاختيار الإضاءة المناسبة لتحقيق توازن جيد بين العناصر الخلفية والأمامية.
ختامًا، هكذا تبدو التقنيات الإبداعية للتصوير الإعلاني، والذي من شأنه أنيكون جذابًا للجمهور من خلال مناحٍ تجمع بين أسس فنية وأخلاقيات مهنية، تحقق الهدف المنشود من العملية برُمَّتِها.